طهران تستبعد التصعيد ضد ترامب وتنتظر مبادرة انهاء الصراع في المنطقة
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
بغداد اليوم- طهران
استبعد المحلل السياسي الإيراني منصور حقيقت بور، اليوم السبت (9 تشرين الثاني 2024)، أن يقوم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بالتصعيد ضد طهران في المرحلة المقبلة مع خطته للعمل على إنهاء التوتر والحروب في المنطقة.
وقال حقيقت بور في حديثه لـ"بغداد اليوم"، بشأن دلالات اعلان وزارة العدل الامريكية عن مسؤولية الحرس الثوري عن محاولة اغتيال ترامب في ظل هذا التوقيت وإمكانية التصعيد "إذا قدم ترامب خطة توفر مصالح وأمن واحتياجات مواطني غزة، فلا نريد سوى رغباتهم".
وأضاف "إذا كان لأهل غزة مطلب ضمن الإطار والقواعد المنطقية، فيمكن لإيران أن تقف إلى جانبهم، وبحسب المواقف الأخيرة للرئيس الأمريكي الجديد، فإن ذلك يظهر أن ترامب 2024 قد يكون مختلفا عن ترامب 2016".
وأوضح المحلل السياسي الإيراني "مع ذلك، إذا أرادوا تقديم خطة تعطي الأولوية لمصالح مواطني غزة، فإننا سنرحب بها، نعم نحن لا ننكر أن الولايات المتحدة شريكة مع إسرائيل حتى اللحظة في حرب غزة ونحن نلومهم في ذلك".
وبين "لو أرادت امريكا التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، لكان بإمكان جو بايدن أن يتخذ خطوة فعالة خلال هذه الفترة، فهو لم يرفض التوصل إلى وقف لإطلاق النار فحسب، بل قدم أيضاً قنابل زنة طنين لنتنياهو ونظامه".
واستبعد حقيقت بور أن تشهد المرحلة المقبلة تصعيداً بين طهران وواشنطن في ظل وجود رغبة لدى الطرفين في تخفيف الصراعات وإنهاء الازمات، منوهاً الى أن "دول المنطقة ستعمل في هذا الاتجاه لتقريب وجهات النظر وتبادل الرسائل بين طهران وواشنطن".
وقال إنه "إذا قدم الأمريكيون خطة، فمن المؤكد أن السلطات الإيرانية ستنظر إلى الأمر من وجهة نظر إيجابية، وإذا كان الأمر يتعلق بدراسة الحكومة لخطة السلام المحتملة وقبولها، فيجب على المتطرفين (إيران والولايات المتحدة) التزام الصمت".
وبين "يجب أن يعلم الراديكاليون أن كل من يتقدم على كبار المسؤولين أو يتخلف عنهم فهو خارج عن طريق المصالح الوطنية، وفي مثل هذه الحالات يجب أن نستمع لأوامر قادة مجلس الأمن القومي، علماً أنه لا يحق لأحد إجراء عملية قيصرية في مشاريع الجمهورية الإسلامية".
ونشرت وسائل الإعلام الامريكية المزيد من التفاصيل حول "خطة اغتيال ترامب على يد عميل للحرس الثوري" في امريكا.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل باقئي مشاركة الجمهورية الإسلامية في محاولة الاغتيال هذه بأنها "لا أساس لها من الصحة".
وأعلنت وزارة العدل الأمريكية، يوم الجمعة، أن الجمهورية الإسلامية كانت تحاول اغتيال دونالد ترامب، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، قبل يوم الانتخابات الرئاسية في هذا البلد.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية يقول إن "اتهامات مماثلة في الفترات الماضية نفتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل كامل وثبت كذبها أيضا".
وأكد أن الجمهورية الإسلامية تعتبر تكرار هذا الادعاء في الوضع والزمان الحاليين بمثابة "مؤامرة مقززة من قبل الدوائر الصهيونية والمناهضة لإيران لتعقيد القضايا بين الولايات المتحدة وإيران".
وفقًا لتقرير شبكة CNN، فإن فرهاد شاكري، وهو شخص يعيش حاليًا في إيران، وفقًا لوثائق المحكمة، شارك طوعًا في مقابلات هاتفية لمكتب التحقيقات الفيدرالي خمس مرات خلال الأربعين يومًا الماضية وقدم معلومات مفصلة تتعلق ببعض الأعمال الإرهابية للحرس الثوري الإيراني.
وذكر شاكري في هذه المقابلات أن الحرس الثوري الإيراني أمره بالتركيز على خطة اغتيال دونالد ترامب قبل بضعة أشهر، وقد طلب منه ضابط الاتصال في الحرس الثوري الإيراني تقديم خطة لقتل دونالد ترامب في 7 أكتوبر من هذا العام.
وبحسب المعلومات المنشورة فإن فرهاد شاكري هو مواطن أفغاني تم ترحيله من الولايات المتحدة عام 2008 بعد أن تم سجنه بتهمة السرقة.
ورفعت شكوى أمام محكمة اتحادية في نيويورك اتهامات ضد فرهاد شاكري البالغ من العمر 51 عامًا، وكارلايل ريفيرا البالغ من العمر 49 عامًا، وجوناثان لودهولت البالغ من العمر 36 عامًا.
واتهم هؤلاء الأشخاص الثلاثة بأنه بالإضافة إلى خطة اغتيال دونالد ترامب، فقد اتبعوا أيضًا خططًا لقتل ناشط أمريكي إيراني واثنين من اليهود الأمريكيين بناءً على طلب الحرس الثوري.
في وثائق المحكمة، يُشار إلى هذا الناشط الإيراني الأمريكي على أنه "الضحية رقم واحد" ومنتقد قوي للحكومة الإيرانية، والذي كان هدفًا لخطط الجمهورية الإسلامية للاختطاف أو القتل عدة مرات.
وقالت وزارة العدل الأمريكية أيضًا إن الغرض من اغتيال ترامب هو الرد على الضربة الأمريكية بطائرة بدون طيار عام 2020، والتي تم تنفيذها بأمر من ترامب وأدت إلى مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الجمهوریة الإسلامیة الثوری الإیرانی دونالد ترامب الحرس الثوری
إقرأ أيضاً:
صراع طهران وتل أبيب يتصاعد.. النووي الإيراني يعود لصدارة المشهد الإقليمي
في وقت بالغ الحساسية يشهده الشرق الأوسط، تتسارع الأحداث بين طهران وتل أبيب وسط مؤشرات متزايدة على دخول المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري، بعد عودة الملف النووي الإيراني إلى الواجهة الدولية من جديد.
فبين تهديدات متبادلة وضربات محدودة تنسب لهذا الطرف أو ذاك، أصبحت الأوضاع تنذر باحتمال تحول الحرب الباردة بين الجانبين إلى مواجهة مفتوحة، تتجاوز حدود الوكلاء وتصل إلى صدام مباشر بين قوى إقليمية ودولية، في وقت يشهد فيه النظام العالمي اضطرابات عميقة وتغيرًا في التحالفات.
وتأتي هذه التطورات في ظل عجز المسارات الدبلوماسية عن تحقيق أي اختراق حقيقي في الملف النووي الإيراني، وتزايد القلق من أن تمضي طهران في استكمال مشروعها الذي ترى فيه بعض العواصم الغربية تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي، بينما تعتبره إيران حقًا سياديًا لتطوير قدراتها العلمية والدفاعية.
أحمد فؤاد أنور: الحديث عن إحياء النووي الإيراني يكشف فشل الضربات الأمريكية والإسرائيليةقال أحمد فؤاد أنور في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الحديث عن إكمال المشروع النووي الإيراني يختلف تمامًا عن مجرد السعي أو محاولات الإحياء، وأضاف أن تحول البرنامج إلى قدرة نووية مكتملة يمنح طهران «حصانة» ورافدًا من الردع يصعب على أي طرف توجيه ضربة حاسمة ضدها.
أوضح أنور أن استمرار قدرة إيران على التحرك في هذا الملف يشير إلى أن الضربات التي نسبت للولايات المتحدة أو لإسرائيل لم تكن فعالة بما يكفي لوقف تطور القدرات الإيرانية، مضيفًا أن مجرد النقاش الحالي عن إحياء البرنامج دليل على محدودية أثر هذه العمليات.
نوه إلى أن المواجهة شملت ضربات متبادلة استهدفت مراكز وأهدافًا حساسة في الطرفين من عمليات اغتيال لعلماء إلى هجمات على منشآت استراتيجية ما يعكس منطق الردع المتبادل وتصاعد وتيرته في المنطقة.
لفت إلى أن عملية استهداف أهداف داخل إيران أو وصول ضربات من اليمن رغم بساطة وسائلها أثارت تساؤلات عن فعالية منظومات الدفاع الجوي المتفوّق عليها إعلاميًا، بما في ذلك منظومات متقدمة لطالما تم الترويج لقدراتها.
شدد أنور على أن توجيه ضربات واسعة لإيران لن يكون ممكنًا من دون موافقة أو مشاركة أميركية فعلية، وأن ذلك يزيد من تعقيد أي مسار عسكري محتمل ويجعل الخيارات السياسية والدبلوماسية أكثر أهمية.
وأكد أنور أن التعاون التقني والاقتصادي والاستخباراتي بين إيران وقوى كبرى قد يغير موازين القوة ويطيل أمد المواجهة إلى حرب استنزاف، وهو ما قد لا يخدم مصالح تل أبيب في سيناريو تصعيد طويل الأمد.
ختامًا قال أحمد فؤاد أنور إن المشهد الراهن يؤكد أن المنطقة أمام لعبة معقدة من الردع المتبادل والتحالفات المتعددة الأبعاد، وأن الحلول القصيرة النافذة العسكرية وحدها لن تكون كافية لاحتواء الأزمة.