الشارقة (الاتحاد)
ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الثالثة والأربعين، التي تستمر حتى 17 نوفمبر الجاري، شهدت جلسة نقاشية بعنوان «الحياة في الكتب» حواراً ملهمًا حول تأثير القراءة والكتب على مسيرة عدد من المؤلفين.
شارك في الجلسة كل من الكاتب والصحفي السوداني حمور زيادة، والكاتب والمترجم المغربي محمد آيت حنا، وكاتبة أدب الأطفال الأردنية لينا أبو سمحة، وأدارتها الإعلامية علياء المنصوري.


ذكريات ومكتبات 
استهل الكاتب السوداني حمور زيادة الجلسة بالحديث عن بداية علاقته بالقراءة ونشأته الأدبية التي بدأت بتأثره بكتب الجيب المصرية، مثل سلسلة «المغامرون الخمسة»، مروراً بقراءات نضجت في مكتبة والده.
ومع مرور الوقت، أسس مكتبته الخاصة التي تطورت من مرحلة الطفولة ومكتبتها القصصية، إلى مكتبة المراهقة بما حملته من خيال وبحث واستكشاف، وصولاً إلى مكتبته الحالية التي يعتبرها أكثر عمقاً.
وأكد زيادة أن القراءة كانت مصدر إلهام رئيسي له في مسيرته الكتابية، وأن كل كتاب قرأه ترك بصمة خاصة على تفكيره وأسلوبه.
تعدد ثقافات  
من جانبه، تحدث الكاتب المغربي محمد آيت حنا عن تجربته في إنشاء مكتبته الخاصة واهتمامه بالأدب والفلسفة، حيث نشأ في بيئة متعددة الثقافات واللغات، فقد كان والده يقرأ بالفرنسية، وبيئته الأمازيغية، بينما كانت اللغة العربية لغة التعليم.

الكاتب المغربي محمد آيت حنا أخبار ذات صلة «قضاء أبوظبي» تُشارك في «الشارقة للكتاب» حاكم الشارقة يشهد حفل الاحتفاء  بالمغرب ضيف شرف «الشارقة للكتاب»

واعتبر القراءة وسيلة للمصالحة بين هذه التنوعات الثقافية، وبيّن أنه يميل إلى إعادة قراءة الكتب بدلاً من البحث عن التنوع الكمي، معتبراً أن غزارة الكتب اليوم قللت من شعور الشغف الذي كان يأتي مع ندرة الكتب في الماضي. وأشار إلى أن عمله كمترجم مكّنه من قراءة النصوص بعمق ومن زوايا مختلفة.
تجربة مميزة
أما الكاتبة لينا أبو سمحة، فتحدثت عن تجربتها في أدب الأطفال ودورها كأم لطفلة من أصحاب الهمم، مما عزز شغفها بجمع كتب أدب الأطفال، لا سيما الكتب المصورة، إذ يضم أرشيفها العديد منها.

الكاتبة لينا أبو سمحة

وأوضحت أن علاقتها بالكتب بدأت منذ الصغر، حيث كانت ترافق والدتها إلى معارض الكتاب وتزور المكتبة المدرسية بانتظام، وكانت تصنع كتبًا خاصة بها في طفولتها من خلال تدوين اقتباسات ورسومات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: حمور زيادة معرض الشارقة الدولي للكتاب القراءة

إقرأ أيضاً:

في اليوم الوطني لكندا.. مهاجرون عرب يروون رحلة اندماجهم

ألبرتا- مع شروق شمس الأول من يوليو/تموز، زينت عائلة عبد العزيز الوادية منزلها بالأعلام الحمراء والبيضاء ابتهاجا باليوم الوطني الذي يصادف الذكرى الـ158 لتأسيس الاتحاد الكندي.

وفي هذا اليوم يخرج المواطنون والمقيمون، بما فيهم الآلاف من الأسر العربية والمسلمة، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من النسيج المتنوع للمجتمع الكندي، للاحتفال جنبا إلى جنب، مما يضفي صبغة خاصة على هذا الحدث الوطني.

هاجر عبد العزيز الوادية (56 عاما)، مع وزوجته إلى كندا قبل 26 سنة، بحثا عن حياة ومستقبل أفضل. ولديهم الآن 4 أولاد. ويقول للجزيرة نت "عندما كان يأتي اليوم الوطني في بداية قدومنا إلى كندا كنا نشعر بأننا غرباء، لكن مع الوقت والسنوات الطويلة، أصبح يوما للأمل والفرص الجديدة".

عبد العزيز الوادية رفقة أبنائه يحملون العلم الكندي احتفالا باليوم الوطني (الجزيرة) تحديات

ويذكر الوادية أن بداية مشواره كانت مليئة بالتحديات الصعبة، في مقدمتها صعوبة العثور على فرص عمل، وقلة دور العبادة والمدارس وأماكن الترفيه الخاصة بالمسلمين، والأهم غياب الحضور العربي والإسلامي في الحياة السياسية، كما يقول.

ويتحدث عن تجربته في الاندماج بالمجتمع، قائلا إن "الأمر كان صعبا للغاية؛ ففي البدايات خسرت وظيفتي بسبب الاضطهاد العنصري عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، والتعرض الدائم لهويتنا العربية والإسلامية وربطها بالإرهاب".

وبرأيه، لا تزال هذه التحديات قائمة حتى مع أولاده الأربعة المولودين في كندا، ولكن بصورة "تمييز مبطّن وغير صريح ويمكن الشعور به في كل مكان"، على حد قوله.

ورغم ذلك، يشير الوادية إلى أن الظروف حاليا تحسنت بشكل كبير، بعد أن زاد عدد الجاليات العربية، والجمعيات التي تدافع عن حقوق العرب والمسلمين، والمدارس والمراكز الإسلامية. ويقول إن المساجد والمدارس والمطاعم العربية أصبحت منتشرة في كل مكان، وهناك جيل عربي متعلم ومثقف في كل المجالات والقطاعات الخدمية.

وعند سؤاله عن تجربته بعد 26 سنة في المهجر، قال "رغم التحديات الكبيرة، نجحنا في تعليم أبنائنا تعليما جيدا، وجميعهم تخرجوا من المدارس الإسلامية، والآن في طريقهم إلى استكمال المرحلة الجامعية".

عائلة دياب ومعهم وافدون جدد من أقاربهم في الاحتفالات المقامة وسط مدينة كالغاري (الجزيرة) الاندماج

خلال الاحتفالات باليوم الوطني الكندي في وسط مدينة كالغاري، التقت الجزيرة نت مروان دياب وعائلته، فتحدث عن تجربته منذ قدومه للدراسة الجامعية عام 1990، وتحديات اندماجه في المجتمع الكندي.

إعلان

في البداية، يقول دياب "شعرت بتمييز طفيف بسبب خلفيتي العربية والإسلامية، عبر نظرات أو تعليقات غير لائقة أو تعامل بارد. لم يكن التمييز دائما واضحا، لكنني واجهته بهدوء واحترام، محاولا توضيح وجهة نظري بإيجابية".

وأضاف "ركّزت على بناء صورة إيجابية بالعمل الجاد والمشاركة المجتمعية، وتلقيت دعما من كثيرين يحترمون التنوع، مما عزز ثقتي وقدرتي على تجاوز تلك التجارب".

وعن تحديات الاندماج، ذكر دياب أبرزها بالنسبة له وهي "صعوبة اللغة الإنجليزية في التواصل اليومي، والبحث عن عمل، ومتطلبات مثل الخبرة الكندية ومعادلة الشهادات".

وتابع "شعرت بالعزلة بسبب البُعد عن الأهل وصعوبة بناء علاقات جديدة، إلى جانب الاختلاف الثقافي والطقس البارد. لكن هذه التحديات طوّرتني وأسهمت في اندماجي تدريجيا".

ويصف دياب تجربته وعائلته بعد سنوات طويلة في كندا بـ"الإيجابية"، حيث "اكتسبوا الأمان والاستقرار في بيئة تحترم التنوع والحريات والوقت والعمل الجماعي"، واستفاد أبناؤه من تعليم يشجع التفكير النقدي والتعبير الحر، مما مكّنهم من تطوير اللغة والمهارات المهنية.

السياسة الخارجية

يتفق كل من دياب والوادية، على أن السياسة الخارجية الكندية تؤثر بشكل ملحوظ على الجالية العربية، "خاصة في ظل التوترات بالشرق الأوسط"؛ فعندما تتخذ كندا مواقف تجاه قضايا مثل "الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي" أو الأوضاع في سوريا واليمن، يشعر بعض أفراد الجالية بأنهم مراقَبون، وقد يواجهون تساؤلات حول مواقفهم أو منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن رغم ذلك، تعزز مواقف كندا الداعمة لحقوق الإنسان واستقبال اللاجئين شعور الجالية بالانتماء، حيث تعكس قيم العدالة والتعددية، وفق قولهم.

وتشمل الاحتفالات في عموم كندا، تنظيم عروض موسيقية وترفيهية وفنية متنوعة، فضلا عن عروض الألعاب النارية التي تنطلق في معظم المدن قبل منتصف الليل وتكون غالبا في الساحات العامة.

وبرزت مظاهر الاحتفال هذا العام بصورة أكبر في صفوف الجاليات العربية، وسُجلت زيادة في مبيعات الأعلام التي رفعت في كل الأماكن، وهو أمر غير مألوف لدى الكنديين بهذا الحجم.

ويرجع بعض المراقبين التعمد في توسيع الاحتفالات هذا العام إلى سعي الكنديين لإبراز مشاعرهم الوطنية أمام تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبلادهم والتوترات التي ترافق ذلك.

محمود الأسطل: نسعى لخلق بيئة داعمة للوافدين الجدد إلى كندا (الجزيرة) جسور للاندماج

وتلعب المنظمات المجتمعية دورا حيويا في دعم المهاجرين، ومنها منظمة "جسور للوافدين الجدد" في كالغاري، على سبيل المثال، والتي تأسست بمبادرة من مهاجرين عرب، وتهتم بتنظيم اجتماعاتهم وفعالياتهم في معظم المناسبات الوطنية.

ويقول عضو مجلس إدارة المنظمة محمود الأسطل، إن المنظمة تسعى إلى دعم المهاجرين الجدد لا سيما العرب، عبر 3 محاور:

توفير معلومات عن الخدمات الصحية والتعليمية والدعم الحكومي. تعزيز التماسك المجتمعي عبر شبكة من المتطوعين. تسهيل الاندماج الاقتصادي من خلال التدريب المهني وفرص العمل.

ويضيف الأسطل للجزيرة نت، أن المنظمة تخلق بيئة داعمة، من خلال استقبال العائلات الجديدة في المطار بمساعدة متطوعين، وتنظيم لقاءات دورية لتبادل الخبرات، مما يقلل من وقع الصدمة الثقافية في بداية الوصول إلى كندا، ويعزز شعور الأمان والانتماء واكتساب الهوية في مجتمعهم الجديد.

ورشة عمل لدعم الوافدين الجدد من العرب والمسلمين في المجتمع الكندي وتذليل صعوبات الاندماج (الجزيرة)

ووفق هيئة الإحصاء الكندية:

إعلان تضاعفت نسبة سكان كندا الذين أفادوا بأنهم مسلمون خلال 20 عاما، حيث ارتفعت من 2.0% (579 ألفا و640 شخصا) في عام 2001 إلى 4.9% (نحو مليون و775 شخصا) في عام 2021. يقيم المسلمون في جميع مقاطعات وأقاليم كندا، في عام 2021، كانت أونتاريو (6.7%)، وكيبيك (5.1%)، وألبرتا (4.8%) وتعتبر هذه المقاطعات التي تضم أكبر عدد من المسلمين. في عام 2021، كان سكان جنوب آسيا (37.6%) أكبر مجموعة عرقية بين السكان المسلمين، يليهم العرب (32.2%)، وغرب آسيا (13.0%)، والسود (11.6%). يتحدث 47.3% من المسلمين الإنجليزية كلغة رئيسية في المنزل، يليها العربية (18.1%)، الفرنسية (15.3%)، والأردية (13%). السكان المسلمون صغار نسبيا (متوسط العمر 30 عاما) مقارنة بإجمالي السكان الكنديين (متوسط العمر 41.2 عاما) في عام 2021، تراوحت أعمار 26.3% من السكان المسلمين بين 0 و14 عاما، مقارنة بـ16.5% من إجمالي السكان الكنديين.

أبرز الأسماء ذات الأصول العربية والإسلامية في السياسة الكندية:

عمر الغبرا: نائب ليبرالي في البرلمان الفدرالي من أصل سوري. أحمد حسين: أول نائب كندي من أصل صومالي، وشغل منصب وزير الهجرة. سلمى زاهد: نائبة ليبرالية في البرلمان السابق، من أصل جنوب آسيوي. ماريا موراني: نائبة سابقة عن حزب الكتلة الكيبيكية من أصل لبناني. إيدي فرانسيس: عمدة وندسور، أونتاريو (2003-2014)، من أصل لبناني.

مقالات مشابهة

  • بينهم جوتا لاعب ليفربول.. لاعبون فقدوا حياتهم في حوادث سير
  • جنود إسرائيليون يروون شهادات صادمة من غزة
  • عقال ومشايخ ريمة يروون حقيقةَ مصرع المدعو حنتوس
  • كيف أثخنت الحرب مرضى العيون في غزة وأحالت حياتهم جحيما؟
  • الأنواع المختلفة لحقن المفصل ودور فليبتون في تسكين الألم والحركة
  • بالصور.. دار الكتب والوثائق تحتفل بذكرى ثورة ٣٠ يونيو
  • في اليوم الوطني لكندا.. مهاجرون عرب يروون رحلة اندماجهم
  • المَدْرسة المتميزة «عاتكة بنت زيد».. الإدارة التي تصنع الأثر
  • كأس العالم للأندية.. فالفيردي: فخور بالتأهل ودور القائد في ريال مدريد شرف كبير
  • فرنسا تواصل انسحابها من ثاني دولة بالعالم وتسلم قواعدها العسكرية التي كانت تستخدمها