روفينيتي: مشروع الربط الكهربائي بين إيطاليا وليبيا عبر كابل تحت الماء خطوة نحو تكامل أكبر في مجال الطاقة
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
ليبيا – قال الخبير الإيطالي دانييلي روفينيتي، إن ليبيا تتمتع بإمكانات هائلة في مجال الطاقة، وهي مورد حيوي ليس فقط لانتعاشها الاقتصادي ولكن أيضًا لاستقرار المنطقة، ومع ذلك لا تزال التحديات قائمة التي من بينها :” عدم الاستقرار السياسي، والمخاطر الأمنية، وتدهور البنية التحتية التي تشكل عقبات كبيرة أمام الاستفادة الكاملة من هذه الموارد”،مشيرا إلى أن بلاده تبرز كشريك استراتيجي وموثوق، حيث تقدم الخبرة والالتزام اللازمين لدعم ليبيا على مسار النمو والتنمية.
روفينيتي أكد في تصريح لموقع “إرم نيوز” أن التعاون بين البلدين أسفر بالفعل عن نتائج مهمة، ففي يناير 2023، وقعت إيني والمؤسسة الوطنية للنفط اتفاقية لتطوير حقول الغاز البحرية، باستثمار غير مسبوق بقيمة 8 مليارات دولار – وهي شهادة على ثقة إيطاليا في إمكانات ليبيا، ولا يمثل هذا المشروع فرصة اقتصادية فحسب، بل يمثل إشارة إلى الاستقرار والإنعاش لقطاع الطاقة الليبي بأكمله.
وأكد أن الاتفاقيات الأخيرة تمتد أيضًا إلى الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، ما يشير إلى شراكة تتطلع إلى المستقبل والاستدامة البيئية.
وذكر أن من التطورات الواعدة الأخرى مشروع الربط الكهربائي بين إيطاليا وليبيا عبر كابل تحت الماء، والذي من شأنه أن يعمل على استقرار شبكة الكهرباء في ليبيا وتسهيل تبادل الطاقة، وإذا تحقق هذا المشروع، فسوف يشكل خطوة ملموسة نحو تكامل أكبر في مجال الطاقة عبر البحر الأبيض المتوسط.
وأردف: “بالتالي، تستطيع إيطاليا، بفضل التزامها وخبرتها الفنية، أن تلعب دوراً حاسماً ليس فقط كمستثمر بل وأيضاً كشريك قادر على مساعدة ليبيا في بناء قطاع طاقة حديث وآمن ومستدام”.
وتابع روفينيتي حديثه: “من الممكن أن تصبح الشراكة بين إيطاليا وليبيا، التي تسترشد برؤية طويلة الأجل وتدعمها الرغبة المتبادلة في التغلب على التحديات الحالية، نموذجاً للتعاون الاستراتيجي والازدهار المشترك، مما يساهم في استقرار المنطقة ورفاهيتها”.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء في صلب مباحثات عرقاب ووزير خارجية نيجيريا
استقبل وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، السيد محمد عرقاب، الخميس، بمقر دائرته الوزارية، وزير الشؤون الخارجية لجمهورية نيجيريا الاتحادية، يوسف مايتاما توغار، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر.
وقد جرى هذا اللقاء بحضور كاتب الدولة لدى وزير الطاقة المكلف بالطاقات المتجددة، نور الدين ياسع، إلى جانب عدد من إطارات القطاعين.
وقد شكل هذا اللقاء فرصة لتعميق التشاور وتبادل الرؤى حول آفاق التعاون الثنائي بين الجزائر ونيجيريا، لاسيما في مجالات الطاقة والطاقات المتجددة. وقد نوه الطرفان بجودة العلاقات التي تربط البلدين، وأكدا إرادتهما المشتركة في الارتقاء بها إلى مستويات أعلى من الشراكة الاستراتيجية، من خلال مشاريع ملموسة وبرامج عمل مشتركة تعزز التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة في القارة، ولاسيما تعزيز التعاون بين مؤسسات البلدين في مجال صناعة النفط والغاز وتبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال.
وتطرق الطرفان إلى مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء (TSGP)، باعتباره أحد أهم المشاريع الطاقوية الإقليمية، والذي يهدف إلى ربط احتياطات الغاز النيجيرية بالشبكة الجزائرية لتلبية الطلب المتزايد على الغاز، سواء في أسواق الدول الإفريقية المجاورة أو في الأسواق الأوروبية. وقد تم استعراض مدى تقدم الأشغال المتعلقة بدراسة الجدوى التقنية والاقتصادية، التي تم إطلاقها في مارس 2025، حيث أكد الوزير النيجيري على مدى أهمية المشروع بالنسبة لدول العبور وكذا على المستوى القاري.
وبالموازاة، بحث الجانبان إمكانيات توسيع مجالات التعاون لتشمل قطاعات ذات أولوية واهتمام مشترك، على غرار الطاقات المتجددة، وتطوير الهيدروجين، والترابط الإقليمي الكهربائي، وكذا تبادل الخبرات والمعارف في مجالات التنظيم، والتكوين، وإعداد الدراسات الاستراتيجية المتعلقة بقطاع الطاقة. كما تم التأكيد على أهمية تعزيز التنسيق الثنائي ضمن الأطر الإقليمية والدولية، مع الإشادة بمستوى التعاون القائم بين البلدين، لا سيما في إطار المنظمة الإفريقية للدول المنتجة للبترول (APPO)، ومنتدى الدول المصدّرة للغاز (GECF)، وكذا داخل منظمة أوبك.
وقد أشاد وزير الدولة بالديناميكية الجديدة التي تطبع علاقات الجزائر مع الدول الإفريقية الشقيقة، لاسيما في إطار السياسة الطاقوية الوطنية المبنية على تعزيز الشراكات جنوب-جنوب، وتوسيع حضور مجمعي سوناطراك وسونلغاز على الساحة القارية، بما ينسجم مع التزامات الجزائر التنموية والإقليمية، وتجسيد رؤية تنموية إفريقية قائمة على التكامل والشراكة الفعالة.
من جهته، عبر وزير الخارجية النيجيري عن اعتزاز بلاده بعلاقات التعاون التاريخية مع الجزائر، مؤكدا استعداد نيجيريا لتكثيف التنسيق والعمل المشترك من أجل بلورة مشاريع استراتيجية تحقق المنفعة المتبادلة، لا سيما في القطاعات الحيوية. كما ثمن جهود الجزائر في دعم مبادرات التعاون الإفريقي، ولاسيما من خلال مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، الذي اعتبره مشروعا حقيقيا هو في طريق الإنجاز، مشيرا إلى أن نيجيريا سجلت تقدما كبيرا في هذا المشروع، وأنها تعمل حاليا على ربط المناطق الشمالية من البلاد بشبكة الغاز بهدف استكمال الشطر النيجيري من هذا الأنبوب.