في ذكرى ميلاده.. اكتشف حكاية “أوجست رودان” مع الأساطير الإغريقية
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
أوجست رودان هو أحد أعظم النحاتين الفرنسيين وأكثرهم شهرة وإثارة للجدل في العصر الحديث. وُلد في 12 نوفمبر 1840، ويُعد من أهم رموز فن النحت في القرن التاسع عشر. رغم مرور أكثر من مئة عام على وفاته في 17 نوفمبر 1917، إلا أن رودان ما زال يُعتبر أحد القلائل الذين أثروا في تاريخ الفن وأصبحوا معترفاً بهم على نطاق واسع.
عرف رودان بتأثره الكبير بالأساطير القديمة والملاحم الشعرية مثل “الإلياذة” لهوميروس و”الكوميديا الإلهية” لدانتي، والتي استوحى منها العديد من أعماله الشهيرة. من أشهر منحوتاته “القبلة”، والتي تجسد مشهدًا مأساويًا مستوحى من قصة حب بين باولو وفرانسيسكا كما ذُكرت في “الكوميديا الإلهية”، حيث التقى العاشقان في لحظة حميمة قبل أن يُقتلا. هذه المنحوتة، التي نحتها رودان عام 1927، حققت رقماً قياسياً في سعر بيعها بمزاد دروو الفرنسي، حيث بيعت بمبلغ 2.2 مليون يورو.
ومن أعماله الأخرى التي استوحاها من الميثولوجيا اليونانية “باب الجحيم”، الذي استلهمه من “الكوميديا الإلهية” و”أزهار الشر” للشاعر الفرنسي شارل بودلير. يعتبر هذا التمثال من أبرز وأعقد أعمال رودان، إذ عمل عليه لمدة تقرب من عشرين عامًا.
هناك أيضاً “المفكر”، التمثال الذي أصبح أيقونة للفكر والتأمل. كان يُعتقد في البداية أنه يجسد مينوس، القاضي الذي يحاكم الأرواح في الجحيم، قبل أن يقرر رودان تصوير دانتي نفسه متأملاً في العالم السفلي. حصل التمثال على اسمه الحالي من عمال الصب الذين رأوا فيه تشابهاً مع تمثال “المفكر” للفنان الإيطالي مايكل أنجلو، حسبما أورد موقع BBC البريطاني.
أوجست رودان، الذي كان يملك خيالاً خصبًا وقدرة فريدة على تصوير العواطف الإنسانية، سيظل أحد أعمدة الفن الكلاسيكي الحديث ورمزاً للإبداع في فن النحت.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تاريخ الفن الكوميديا الإلهية المفكر التمثال
إقرأ أيضاً:
توفيت بعده بـ40 يومًا.. حكاية حب نادرة جمعت محمد عوض وزوجته
في مثل هذا اليوم، الثاني عشر من يونيو، وُلد أحد أبرز رموز الكوميديا المصرية في القرن العشرين، الفنان الكبير محمد عوض، الذي امتلك موهبة فريدة جعلته يترك بصمة لا تُنسى في المسرح والسينما والتلفزيون.
ورغم رحيله قبل أكثر من ربع قرن، لا تزال أعماله خالدة في ذاكرة الأجيال، تحمل نكهة خاصة من البهجة والضحك الأصيل. في هذا التقرير نستعرض محطات مهمة من حياة محمد عوض، من نشأته وبداياته الفنية، إلى أهم أعماله وحياته الشخصية، وانتهاءً بوفاته.
النشأة والبداياتوُلد محمد عوض في 12 يونيو 1932 بحي العباسية في القاهرة، وينحدر من عائلة مصرية من محافظة الشرقية. منذ صغره، أظهر شغفًا بالفن والأنشطة الاجتماعية، حيث انخرط في الكشافة وشارك في العديد من الرحلات والمسابقات الثقافية.
لم يكن الطريق نحو الفن مباشرًا، إذ درس في البداية الفلسفة بكلية الآداب جامعة عين شمس وتخرج عام 1957، قبل أن يتجه إلى دراسة الفن بشكل أكاديمي ويحصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1962، ليبدأ بعد ذلك رحلته الحقيقية مع عالم التمثيل.
المسرح في حياة محمد عوض
بدأ محمد عوض رحلته الفنية من خلال المسرح الجامعي، حيث أسّس فرقة لتقديم مسرحيات الفنان الكبير نجيب الريحاني، وهو ما جذب انتباه العديد من المتخصصين في المجال. بعد تخرجه، انضم إلى فرقة الريحاني وفرقة المسرح الحر، وبدأ في تقديم العروض الكوميدية التي كانت تلامس هموم الناس بروح خفيفة.
قدّم عددًا من المسرحيات الناجحة التي أصبح بعضها من علامات المسرح المصري مثل: جلفدان هانم، أصل وصورة، العبيط، مطرب العواطف، نمره 2 يكسب، تجاوز عدد المسرحيات التي قدّمها 80 عملًا مسرحيًا، ما يجعله واحدًا من أكثر الفنانين المصريين إنتاجًا في المسرح.
السينما والتلفزيوندخل محمد عوض عالم السينما عام 1960 من خلال فيلم "شجرة العائلة"، ثم توالت أدواره السينمائية التي لاقت رواجًا كبيرًا، خصوصًا في فترة الستينيات والسبعينيات، ومن أبرزها: للنساء فقط، أميرة العرب، نمر التلامذة، بابا عايز كده، المساجين الثلاثة، السيرك
وفي التلفزيون، برز بدور شرارة في مسلسل "برج الحظ"، كما شارك في عدة مسلسلات مهمة مثل: البراري والحامول، بنت الحتة، زقاق السنجقدار
أما في الإذاعة، فشارك في البرنامج الشهير "ساعة لقلبك" وقدم من خلاله شخصيات كوميدية أضفت عليه مزيدًا من الشعبية.
حياته الشخصيةارتبط الفنان محمد عوض بزوجته قوت القلوب عبد الوهاب، التي كانت زميلته في معهد الفنون المسرحية. أثمر هذا الزواج عن ثلاثة أبناء، لكل منهم حكاية خاصة مع الفن:
• عادل عوض مخرج سينمائي متزوّج من الفنانة راندا، وهو والد الفنانة جميلة عوض.
• عاطف عوض مصمّم استعراضات تزوج من رانيا فريد شوقي، وأنجب منها فريدة وملك.
• علاء عوض ممثل ظهر في عدد من الأعمال بالثمانينيات، لكنه اختفى عن الأضواء بعد مشاكل قانونية.
المعاناة والرحيلفي أواخر حياته، أُصيب الفنان محمد عوض بمرض السرطان، وظل يعاني منه لمدة سبع سنوات. رغم الألم، لم يتوقف عن العطاء الفني، وواصل المشاركة في أعمال درامية ومسرحية.
رحل عن عالمنا يوم 27 فبراير 1997 عن عمر ناهز 65 عامًا، ونعته الساحة الفنية والجمهور بحزن شديد، لم تتحمل زوجته فراقه، وتوفيت بعده بنحو 40 يومًا، لتُغلق صفحة رومانسية وإنسانية نادرة.
ترك محمد عوض إرثًا فنيًا غنيًا، يجمع بين الكوميديا الراقية، والتمثيل الجاد، والروح الوطنية، لم ينسَ واجبه تجاه بلده، فقد قدّم عروضًا مجانية في السد العالي دعمًا للعمال، وساهم في العمل التطوعي خلال حرب 1967.