في ذكرى ميلاده.. نجاح الموجي "الواد مزيكا" الذي خطف قلوب الجمهور ومات على أعتاب المسرح
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
رجل خفيف الظل، لم يكن بحاجة إلى بطولة مطلقة ليُضحك الناس من قلوبهم. بصوته، بحركاته، وبنظراته، حفر نجاح الموجي اسمه بين كبار فناني الكوميديا في مصر والوطن العربي.
وفي ذكرى ميلاده التي توافق 11 يونيو، نستعرض سيرة فنان ملأ الشاشات ضحكًا، ورحل فجأة وهو في قمة عطائه.
النشأة والبداياتوُلد الفنان عبد المعطي محمد الموجي، المعروف باسم نجاح الموجي، في قرية ميت الكرماء التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية عام 1945، كان الابن الأصغر لعائلة كبيرة أنجبت 14 طفلًا، توفي معظمهم في سن صغيرة، ما جعله محط اهتمام أسرته.
و اختار اسم "نجاح" تخليدًا لذكرى شقيقه الأكبر الذي رحل مبكرًا، وو انتقل مع عائلته إلى القاهرة، حيث نشأ في حي حدائق القبة، ودرس في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، وحصل منه على درجة البكالوريوس ورغم محاولاته المتكررة للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، إلا أنه لم يُقبل، لكنه لم يتخلّ عن حلم التمثيل.
البدايات الفنيةبدأ الموجي مشواره الفني من خلال مسرح الجامعة، ثم التحق بفرقة ثلاثي أضواء المسرح في أواخر الستينيات، حيث وجد فرصته للانطلاق بدعم من الفنان جورج سيدهم والمخرج محمد سالم.
أول أعماله المسرحية كانت "فندق الأشغال الشاقة" عام 1969، والتي فتحت له بابًا واسعًا نحو الشهرة.
تألق سينمائي وتلفزيونيرغم أنه لم يقدم بطولات مطلقة كثيرة، إلا أن أدواره المساندة كانت كافية ليصنع منها بصمة خاصة في كل عمل. بلغ رصيده الفني أكثر من 150 عملًا، ما بين أفلام ومسرحيات ومسلسلات.
و في السينما، تألق في أفلام مثل 4-2-4، الحريف، شوارع من نار، الكيت كات، 131 أشغال، أيام الغضب، والبحر بيضحك ليه. شخصياته غالبًا ما جمعت بين الطرافة والبعد الإنساني، واستطاع أن يُضحك الجمهور ويُبكيه في آن واحد.
في التلفزيون، شارك في أعمال عديدة، أبرزها أهلًا بالسكان، الشارع الجديد، البوابة الحلواني، حكاية أمل، وسفر الأحلام. أما المسرح، فكان عشقه الأبدي، وقدّم من خلاله مسرحيات خالدة مثل المتزوجون (بدور الواد مزيكا)، مولد سيدي المرعب، رمي الديوك، وخد الفلوس واجري.
لمحات من شخصيته وحياته الخاصة
رغم شهرته الكبيرة، حرص نجاح الموجي على الحفاظ على خصوصيته، لم يكن من محبي الظهور الإعلامي المكثف، وتزوج من امرأة من خارج الوسط الفني، أنجب منها ابنته الوحيدة آيتن، التي عملت لاحقًا كمذيعة.
و كان معروفًا بخفة دمه حتى في كواليس العمل، لكنه لم يتهاون في الجدية والالتزام. كثيرًا ما خرج عن النص المسرحي بإبداع تلقائي، ما أكسبه حب زملائه والجمهور على حد سواء.
مواقف مثيرة وجدل إعلاميفي أحد المواقف المثيرة للجدل، دخل الموجي في خلاف قضائي مع الفنانة أنغام بعدما سخر منها علنًا، ما دفعها لرفع دعوى قضائية ضده، وحُكم عليه بالسجن 3 أشهر، لكنه لم يُكمل المدة بعد قبول الطعن وتخفيف الحكم.
ورغم هذه الحادثة، ظل جمهوره يعتبره رمزًا للكوميديا البريئة والنقد الساخر الذكي، الذي لا يتجاوز حدوده ولا يفتعل الضجيج.
النهاية المفاجئة
في فجر يوم 25 سبتمبر 1998، عاد نجاح الموجي من عرض مسرحيته مولد سيدي المرعب، وشعر بألم شديد في صدره.
ظل يصرخ "يا رب" لساعات، وحاولت ابنته إنقاذه، لكن سيارة الإسعاف تأخرت بسبب غياب السائق. لفظ أنفاسه الأخيرة عن عمر ناهز 53 عامًا.
شُيّعت جنازته بعد صلاة الجمعة من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، وسط حالة من الحزن الكبير في الوسط الفني والجماهير التي أحبته.
و رغم مرور سنوات على رحيله، لا تزال مقاطع نجاح الموجي تُتداول بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي. جملته الشهيرة في "المتزوجون": "يا متناكف يا مفترى"، وأسلوبه الساخر، جعلوه جزءًا لا يُمحى من ذاكرة المصريين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نجاح الموجي الوطن العربي مسلسلات محافظة الدقهلية ميت الكرماء مسرح الجامعة كيت كات جورج سيدهم حي حدائق القبة المخرج محمد سالم نجاح الموجی
إقرأ أيضاً:
يحيى الفخراني يكشف أسرار مشواره الفني: كواليس «الكيف».. رأيه في عادل إمام ونبيل الحلفاوي.. وتجربة «إعدام ميت»
ماذا قال يحيى الفخراني عن الزعيم عادل إمام والراحل نبيل الحلفاوي؟
يحيى الفخراني يروي كواليس أشهر ضحكاته في "الكيف"
الفخراني: المسرح القومي حصن الكلاسيكيات.. والمجتمعات الغربية شهدت تغييرات عميقة في بنية الأسرة
يحيى الفخراني: لا أقدّم أعمالًا سينمائية "للاستهلاك".. وتعلّمت السباحة من أجل "إعدام ميت"
يحيى الفخراني: الجمهور أصبح أكثر وعيًا وتقديرًا لموهبة الممثل
في حوار صريح وشامل من خشبة المسرح القومي، كشف الفنان الكبير الدكتور يحيى الفخراني عن رؤيته الفنية ومسيرته الطويلة، وذلك خلال استضافته في برنامج "مساء DMC" مع الإعلامي أسامة كمال. تناول الفخراني جوانب متعددة من عالمه الفني، من فلسفته في التمثيل إلى دور المسرح وذكرياته مع عمالقة الفن.
أكد الفخراني أن مسرحيته "الملك لير" تتيح فرصة استثنائية للجمهور لتذوّق اللغة العربية الفصحى، مشيرًا إلى أن هذا العمل الكلاسيكي نجح في جذب حتى الأطفال في عمر الثامنة، مما يدل على قدرة اللغة العربية على الوصول لمختلف الأعمار.
وأوضح أن العرض الجديد سيضم فنانين جدد، مع التركيز على تسهيل الفصحى للممثلين، مؤكدًا أنها "أقصر الطرق من أجل الإيضاح" وأنها ممتعة وثرية.
وأشاد بترجمة الدكتورة فاطمة موسى لـ "الملك لير"، واصفًا إياها بأنها "أسهل الطرق لتمثيل العمل".
وشدّد “الفخراني” على الدور الحيوي للمسرح القومي في صون وتقديم الأعمال الكلاسيكية، سواء كانت عربية أو غربية، كجزء أساسي من الهوية الثقافية.
وأوضح أن الأعمال الكلاسيكية، رغم انتمائها إلى زمن مختلف، تظل ذات صلة وثيقة بالواقع العربي المعاصر، خاصة مع التغيّرات التي طرأت على العلاقات الأسرية في الغرب، بينما لا تزال هذه الملامح راسخة في الثقافة العربية. هذا التلاقي بين الماضي والحاضر يمنح النص المسرحي "حيوية دائمة".
واستشهد بتجربته في تجسيد شخصية "إياجو" في "عطيل"، مؤكدًا قدرة المسرح على إعادة تشكيل النصوص الكلاسيكية لتواكب روح العصر.
تحدث الفخراني عن رؤيته للتمثيل، مؤكدًا أن "الضحكة التي لا تترك أثرًا عند المتفرج، فهي وقتية وعابرة"، وأن "هناك ضحكة تُغيّر حياة بني آدم" إذا كان لها معنى حقيقي.
وأعرب عن امتنانه لتنوع أعماله الفنية في المسلسلات والمسرح والأفلام والإذاعة والدوبلاج، مشيرًا بشكل خاص إلى نجاح برنامج "قصص القرآن".
كما علّق على مسألة تجسيد الشخصيات الشريرة، مؤكدًا أن "كراهية الناس لهذه الشخصيات لا تُقلقه على الإطلاق"، وأن الجمهور أصبح أكثر وعيًا وتقديرًا لموهبة الممثل، بخلاف الماضي. واستشهد بتقديمه "الشيطان نفسه" في مسلسل "ونوس" كمثال على ضرورة الصدق في الأداء.
روى الفخراني موقفًا طريفًا وصعبًا أثناء تصوير فيلم "إعدام ميت"، حيث اضطر لتعلّم السباحة من أجل أحد المشاهد، وكيف صارح مهندس الصوت بأنه لا يجيد العوم قبل القفز من الباخرة.
كما أشار إلى تجربته في مسلسل "طيور بلا أجنحة" مع الفنان صلاح منصور، الذي أبدى إعجابه الشديد بأدائه، وعرض عليه سلسلة أعمال بعنوان "أب وابنه" لم يتم تنفيذها.
علّق الفخراني على الزعيم عادل إمام قائلًا: "طبعًا هو مش واخد حقه"، لكن الأهم "إنه يتشاف كويس وخلاص"، مشيرًا إلى أن وصول أعمال الفنان للجمهور هو الأهم. وبكلمات مؤثرة، وصف الفنان الراحل نبيل الحلفاوي بأنه "أصدق الأصدقاء"، مؤكدًا أنه "ما بيقولش حاجة مجاملة يكذب فيها، وما بيجرحش، وحقّاني، وكان قريبًا مني، وأفتقدته كثيرًا".
كشف الفخراني أن العصا التي ترافقه بدأت منذ حوالي عامين، وتحديدًا مع مسلسل "الليل وآخره"، مشيرًا إلى أنها توفر له سندًا. كما أكد رفضه لتقديم أدوار سينمائية "للاستهلاك"، مشبّهًا السينما بـ "الكتاب" الذي يبقى مع الممثل طوال حياته.
أعرب الفخراني عن عدم قدرته على الابتعاد عن المسرح، وقد اعتذر هذا العام عن مسلسل رمضاني من أجل "الملك لير". وأبدى شفقته على المؤلفين، موضحًا أنه لم يجد السيناريو المناسب لتقديمه، وأن معظم المسلسلات الحديثة "بهدف التسلية ومسروقة من الغرب".