السودان: إيفاء المجتمع الدولي بالتزاماته لا يتعدى الـ30%
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
اعتبرت الحكومة في السودان أن الغرض من الحديث عن التأشيرات العالقة هو الضغط المستمر على الحكومة ليس إلا.
بورتسودان: التغيير
قالت الحكومة التي يسيطر عليها الجيش السوداني، إن المجتمع الدولي ظل يهرب إلى الأمام من الإيفاء بالتزاماته تجاه الاحتياجات الإنسانية في السودان، وكشفت أن نسبة إيفاء المجتمع الدولي بالتزاماته بلغت 30% فقط من تعهداته.
وجدد مدير إدارة الشؤون الإنسانية والسلام بوزارة الخارجية، عضو اللجنة العليا للطوارئ الإنسانية عمر الأمين، مطالبة السودان للمجتمع الدولي بإعلان مليشيا قوات الدعم السريع منظمة إرهابية وإصدار مذكرات اعتقال لقادتها ومعاقبة الدول التي أسهمت في معاونتها وعلى رأسها الإمارات وتشاد.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع منتصف ابريل العام الماضي، ظلت حكومة السودان توجه انتقادات للمجتمع الدولي بالتساهل مع جرائم الدعم السريع، والتقاعس في تقديم المساعدات للسودانيين الذين يعانون تبعات الحرب والانتهاكات.
تعاون الحكومةوأضاف عمر الأمين في مؤتمر صحفي ببورتسودان اليوم، أن الحكومة بذلت وسعها وقامت بدورها كاملاً.
وأشار إلى أنها أصدرت 99% من التأشيرات التي طلبتها المنظمات والدول للدخول بخصوص العمل الانساني، وأنها تجاوزت عن كثير من المتطلبات غير الهامة لتسهيل العمل الإنساني.
وأضاف الأمين أن بعض المنظمات أصبحت تقدم لطلب تأشيرات دخول بصورة يومية، ونوه إلى أنهم اصدروا أكثر من 3 آلاف تأشيرة، مع ملاحظة أن نسبة دخول طالبي التأشيرة بلغ 26% فقط.
ونبه إلى أن الغرض من الحديث عن التأشيرات العالقة الضغط المستمر على الحكومة ليس إلا.
وأوضح الأمين أن الحكومة فتحت معابر كثيرة جوية وبحرية وبرية وليست هناك مشكلة معابر وإنما المشكلة تكمن في خطوط النقل الداخلي التي تتسبب فيها “المليشيا” باعتراض الطريق ونهب المساعدات وعدم استجابتها للنداءات المتكررة وقرار مجلس الأمن الصادر منذ أكثر من أربعة أشهر بهذا الخصوص.
ونبه إلى أن الحل هو أن يلزم المجتمع المدني المليشيا بسحب ارتكازاتها وتنفيذ بنود اتفاق جدة بالخروج من الأعيان المدنية.
وقال الأمين إن الحكومة فتحت معبر أدري استجابة لحاجة المواطنين الماسة في ولايات دارفور للوصول الإنساني وفق متطلبات عملياتية، وأن يكون المعبر للمساعدات مع وجود للحكومة وتحديد وجهات وصول الشاحنات وغيرها من الإجراءات التي تحد من المخاطر.
مجهود لدعم النازحينمن جانبه، كشف مدير إدارة الطوارئ ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة د. منتصر محمد عثمان، أن الوزير دعا المنظمات لاجتماع طارئ بخصوص منطقة الهلالية وطلب منهم تحديد الدعم العاجل الذي سيقدمونه وينتظر إلى يتم الرد خلال أربعة وعشرين ساعة.
وأشار إلى أن الوزارة التزمت بالترتيب لإيصال ما يقدمونه من دعم.
وقال إن الوزارة وفرت 250 طن من المساعدات الطبية والميزانيات لضمان استمرار عمل الوزرات.
ونوه إلى توفر الكوادر ضمن النازحين وقدرتهم على تسيير العمل الصحي والإسناد في المستشفيات، وقال: “نحتاج زيادة الإمداد الصحي والعمل في معينات وقاية الأمراض”.
وأضاف د. منتصر أنهم يحتاجون مجهوداً أكبر لدعم النازحين، بجانب المناطق تحت سيطرة المليشيا التي يضيقون فيها على الكادر الطبي العامل.
وحذر من أن عدم التمكن من الاستجابة بصورة كاملة للمناطق التي يوجد فيها “التمرد” قد يؤدي إلى انتشار الاوبئة.
وأوضح د. منتصر أن الحكومة قامت بدورها كاملاً، لكنه توقع وقوع ضرر صحي خلال الأسابيع القادمة إذا لم يتم العمل لمكافحة النواقل سيما وأن أعداد النازحين في تزايد مستمر.
الوسوماتفاق جدة الجيش الدعم السريع السودان المجتمع الدولي الهلالية بورتسودان معبر أدري وزارة الخارجية وزارة الصحةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: اتفاق جدة الجيش الدعم السريع السودان المجتمع الدولي الهلالية بورتسودان معبر أدري وزارة الخارجية وزارة الصحة المجتمع الدولی الدعم السریع إلى أن
إقرأ أيضاً:
السودان: تصاعد الأزمة الإنسانية وتآكل سيطرة المليشيا في دارفور
تشهد الساحة السودانية تطورات متسارعة تنذر بمزيد من الانزلاق نحو الكارثة الإنسانية والسياسية، في ظل تصاعد العنف، واتساع رقعة النزوح، واستمرار الانهيار الأمني خاصة في إقليم دارفور.
تصعيد ميداني خطير واستهداف للمدنيين
في واحدة من أعنف الهجمات منذ بدء الصراع، تعرض مستشفى المجلد بغرب كردفان لهجوم دموي أودى بحياة أكثر من 40 مدنيًا، بينهم أطفال وعاملون صحيون. الهجوم الذي نُفذ باستخدام طائرات مسيّرة أو قصف جوي، وسط تبادل للاتهامات بين الجيش والدعم السريع حول المسؤولية عنه، أعاد تسليط الضوء على حجم الانتهاكات التي تطال المدنيين.
تزامن ذلك مع استمرار ضربات جوية ومسيرات تستهدف مناطق سكنية في عدد من المدن، ما فاقم الأزمة الإنسانية وفتح الباب أمام اتهامات جديدة بارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني.
مجاعة تهدد ملايين السودانيين
في جبال النوبة، باتت المأساة الإنسانية أكثر وضوحًا، حيث يعتمد السكان على أوراق الأشجار للبقاء على قيد الحياة وسط انقطاع المساعدات بشكل كامل، وظهور وفيات يومية نتيجة الجوع والأمراض. وتؤكد التقارير أن فصل الأمطار المقبل قد يزيد من حدة الأزمة في ظل عجز المنظمات الإنسانية عن الوصول وضعف التمويل الدولي.
نزوح جماعي وأزمة لاجئين متفاقمة
تجاوز عدد النازحين واللاجئين 4 ملايين شخص منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مع تدفق مستمر نحو تشاد والدول المجاورة. وتعاني جهود الإغاثة من نقص حاد في التمويل لم يتجاوز 14% من الاحتياجات، مما يهدد حياة مئات الآلاف.
ردود الفعل الدولية والعقوبات
أعرب مجلس الأمن ومفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة عن قلقهم من الانتهاكات بحق المدنيين، محذرين من انزلاق الأوضاع نحو جرائم ضد الإنسانية. وفي خطوة تصعيدية، أعلنت الولايات المتحدة دخول حزمة عقوبات جديدة ضد السودان حيّز التنفيذ، تشمل وقف القروض والمساعدات العسكرية وحظر تصدير السلع ذات الطابع الأمني.
في المقابل، طالبت الحكومة الانتقالية السودانية المجتمع الدولي بفرض عقوبات على قوات الدعم السريع وداعميها الإقليميين، وتصنيفها ضمن قوائم الإرهاب.
تمويل الحرب عبر الذهب
أصبحت عمليات تهريب الذهب المصدر الأبرز لتمويل الحرب، حيث تشير التقديرات إلى تهريب أكثر من نصف إنتاج البلاد (نحو 80 طنًا عام 2024)، لدعم شراء الأسلحة والطائرات المسيرة لدى طرفي الصراع.
انهيار أمني في نيالا وهروب قيادات
في نيالا، عاصمة جنوب دارفور، شهدت المدينة اشتباكات عنيفة وفوضى أمنية عارمة مع استمرار القتال بين فصائل الدعم السريع ومسلحين قبليين. ووقعت سلسلة من الجرائم ذات الطابع العرقي، أبرزها مقتل رموز من قبيلة الزغاوة وإصابة آخرين، وسط اتهامات مباشرة للدعم السريع بالمسؤولية.
كما وقعت اشتباكات في سجني دقريس وكوبر بنيالا أسفرت عن هروب سجناء، بينهم ضباط من الجيش ومواطنون وعناصر من الدعم السريع، ما زاد المشهد تعقيدًا.
مصادر محلية أكدت فرار نائب قائد الدعم السريع عبد الرحيم دقلو من المدينة بعد فشل مساعيه في احتواء الأوضاع، بينما أفادت معلومات بأن القائد حميدتي غادر إلى تشاد ومنها إلى أبو ظبي، تاركًا قواته في حالة من الفوضى.
تلخيص محاور الأزمة
-القصف الجوي واستهداف المدنيين تصعيد دموي واستهداف البنى التحتية
المجاعة وفيات يومية وجبال النوبة في كارثة إنسانية.
-نزوح أكثر من 4 ملايين لاجئ ونازح وضعف التمويل.
-الانهيار الأمني فوضى عارمة بدارفور وهروب قيادات الدعم السريع
الموقف الدولي عقوبات أمريكية وتحذيرات أممية من جرائم إبادة
تمويل الحرب تهريب الذهب مصدر رئيسي لتمويل الطرفين
في النهاية يقف السودان على شفا كارثة إنسانية كبرى، في ظل تعقيدات المشهد العسكري والسياسي، وسط غياب أي مؤشرات لحل قريب، وتفاقم المأساة الإنسانية التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء.