ذا نورث أفريكا بوست: صغار المهربين التونسيين يطالبون باستئناف تجارتهم عبر الحدود مع ليبيا
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
ليبيا – تناول تقرير ميداني نشرته صحيفة ذا نورث أفريكا بوست المغربية الناطقة بالإنجليزية ضغط التجار التونسيين لاستئناف التجارة مع ليبيا عبر الحدود.
أكد التقرير، الذي تابعته صحيفة المرصد وترجمت أهم مضامينه، تجمع العديد من التجار خارج مقر بلدية بن قردان، الواقعة بالقرب من الحدود الليبية في جنوب تونس، للاحتجاج والتعبير عن إحباطهم وغضبهم الشديد إزاء استمرار تعليق أنشطتهم التجارية الأساسية.
ووفقًا للتقرير، عبّر المحتجون، وكثير منهم من صغار المهربين، عن رفضهم لتشديد السلطات الليبية على حركة البضائع، ما أدى إلى تعطيل التجارة عبر الحدود بشكل كبير، داعين الحكومة التونسية إلى اتخاذ إجراءات لمعالجة محنة الآلاف الذين يعتمدون على التجارة بين البلدين.
وأشار التقرير إلى أن أنشطة هؤلاء تشمل تهريب الوقود والإلكترونيات والأغذية، مما وفّر مصدر دخل حيوي للعديد من الأسر في المنطقة لسنوات. وقد حفّز هذا الوضع المحتجين على مطالبة تونس بتبني سياسة المعاملة بالمثل، إذ يرون أنه من غير المقبول أن تمنع السلطات الليبية تدفق البضائع من ليبيا بينما تسمح السلطات التونسية بتوريد الأغذية المدعومة إلى الليبيين.
ونقل التقرير عن عضو مجلس النواب التونسي علي زغدود قوله: “الوضع مؤسف، وخاصة بالنسبة للتجار الصغار الذين أصبحوا عاطلين عن العمل ويعانون بسبب تعطل التجارة منذ مارس الماضي، ما جعل العديد من سكان بن قردان والمدن المجاورة يعانون من صعوبات اقتصادية شديدة”.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
ماذا قال نشطاء قافلة الصمود في طريقهم من ليبيا إلى الحدود المصرية؟
طرابلس- لم يقف الحر ولا الازدحام المروري عائقا أمام أهالي العاصمة الليبية طرابلس لاستقبال قافلة الصمود صباح أمس الأربعاء في ميدان الشهداء، حيث تجمّع الرجال والنساء والأطفال للترحيب بالقافلة البرية في تلاحم عربي هو الأول من نوعه لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وشقّت هذه القافلة الإنسانية -التي حركت ما عجزت الحكومات عن تحريكه- طريقا طويلا من تونس إلى ليبيا بمشاركة أكثر من ألف ناشط وعشرات الحافلات والمركبات التي يزداد عددها في كل محطة تتوقف فيها.
وتصف المشاركة ضمن الوفد التونسي هيفاء المنصوري طريق القافلة بأنه "ميسّر بطريقة مبهرة"، وسط تكاثف الجهود العربية، مشيدة بحفاوة الاستقبال في ليبيا.
وتضيف "نتعاون مع "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في ليبيا" التي تضم أكثر من 12 جمعية من مختلف المناطق الليبية، حيث قامت بدورها بالتنسيق مع الجهات الرسمية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، والتي استجابت مباشرة لتأمين القافلة منذ دخولها من معبر رأس جدير".
وتنوعت صور الضيافة بتعدد المدن التي مرت بها القافلة، من تزويد كافة السيارات والحافلات بالوقود مجانا في مدينة زوارة إلى المبيت في غابات جدايم بمدينة الزاوية التي تكفلت بتموين القافلة قبل انطلاقها صباحا إلى العاصمة طرابلس.
إعلانووسط زغاريد النساء وتكبيرات الرجال وصل وفد ممثل عن المشاركين من تونس والجزائر وليبيا في قافلة الصمود إلى ميدان الشهداء، ليجد حشدا من أهالي المدينة ونشطاء المجتمع المدني في استقبالهم بالبقلاوة الطرابلسية والمشروبات الباردة والهتافات.
وتحت سماء العاصمة وأمام قصر السرايا الحمراء رُفعت أعلام الجزائر وتونس وليبيا وهي تحتضن العلم الفلسطيني، في مشهد أشبه بعرس عربي كبير تدمع له العيون وتنبض له القلوب، وترتفع فيه الأصوات مرددة "فلسطين عربية".
في قلب هذا العرس العربي يعلو صوت شاب اعتاد أن يحمل وطنه في قلبه وهموم شعبه على كتفيه، إنه ميار أحد أبناء الجالية الفلسطينية في ليبيا وناشط في حراك "قاطع وقاوم"، يتقدم الصفوف وهو يهتف للشهيد يحيى السنوار وأبو عبيدة وكتائب القسام، فتتماهى أصوات الرجال والنساء من حوله، في مشهد أشبه بمايسترو فلسطيني يقود سيمفونية عربية تصدح بالعزة والانتماء، وتؤكد أن فلسطين لا تزال تنبض في وجدان كل حر.
مواقف الشعوبويقول عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين علي بن نصر إن القافلة ستواصل رحلتها باتجاه الشرق الليبي مرورا بمدينتي مصراتة وزليتن، حيث يُتوقع أن تبيت في إحداهما، وصولا إلى معبر السلوم المصري اليوم الخميس، وبعدها بأيام إلى معبر رفح المصري الحدودي مع قطاع غزة.
ويضيف ابن نصر للجزيرة نت أن القافلة تعد بمثابة مظاهرة عربية ضخمة تضم مشاركين من 30 دولة عربية، ملتحقين بالقوافل الدولية الأخرى القادمة من أوروبا وأميركا، برا وبحرا وجوا من أجل إيقاف الحرب وكسر الحصار على غزة، وإدخال المساعدات المتكدسة عند معبر رفح، ويتابع "نقول للعالم إن الشعوب العربية لا تمثلها مواقف الحكومات المتخاذلة".
ويعبر عن أن الشعوب العربية تتألم لألم غزة، وقد آثرت أن تتحرك بنفسها في ظل تأخر تحرك حكوماتها، مستدلا على ذلك بجهود الشعوب التي تحملت مشقة السفر وصعوبات الطريق وضغط التنظيم في سبيل غزة، وفي مواجهة ما وصفها بـ"عربدة العدو الصهيوني" والمجازر التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ضد الفلسطينيين.
من جهته، يقول الناطق الرسمي باسم القافلة التونسي نبيل الشلوفي "لن نترك غزة وحدها، وسنرى ما يمكن أن نقدمه بعد الانتهاء من هذه المرحلة".
إعلانويضيف الشلوفي للجزيرة نت "انطلقنا من تونس بمشاركة ألف تونسي و200 جزائري، لكن أعداد الملتحقين من الليبيين كبيرة جدا، كما تضاعفت أعداد الجزائريين 3 مرات، ويتوقع تزايد العدد أكثر".
وتسير القافلة -حسب الشلوفي- بمئات السيارات على مد البصر "يمكن حصرها فقط بكاميرا من الجو، وهناك وفود تونسية أخرى تلتحق برا عبر معبر رأس جدير، وأخرى جوا ستصل إلى مطار مصراتة"، مؤكدا أن القائمين على القافلة تواصلوا مع الجهات الرسمية في المنطقة الشرقية الليبية، وتلقوا تطمينات بالسماح بمرورها بسلاسة.
ويأتي هذا الحراك الشعبي العربي لأول مرة بهذا الزخم تضامنا مع الشعب الفلسطيني لوقف العدوان على قطاع غزة الذي يعاني حصارا هو الأشد منذ أكثر من 17 عاما.
وأعادت إسرائيل إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة منذ مارس/آذار الماضي، ومنعت دخول الوقود بشكل كامل، مما أدى إلى توقف عمل معظم المشافي والمخابز ومحطات تحلية المياه، ولم تستثنَ حتى مساعدات الأمم المتحدة، إذ تعرضت قوافلها للاستهداف والعرقلة.
وكانت إسرائيل قد شنت عدوانها على القطاع بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ليزداد الحصار قسوة ويشمل استخدام التجويع والتعطيش ومنع الأدوية سلاحا ضد المدنيين.