من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الهروب من الألم
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
#سواليف
#الهروب من #الألم
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 7 / 4 / 2019
كما يتحايل الطبيب على الطفل كي لا يشعر بألم الإبرة ، أنا بتّ أتحايل على نفسي أيضاَ..وأعرف أن ما أقوم به مجرّد خداع ساذج وأن هذا الهروب هو مخدّر مؤقت لا أكثر ..لكن لا بدّ من إطفاء “ماتورات المخّ” قليلاً لتخفيض حرارته وصيانته وتزييت مضخّاته ومسنناته ليعمل من جديد.
.
مثلاً وضعت أمامي أمس كومة من الورق الذي لا لزوم له حيث كنت “أدحشه” في المكتبة أو أخفيه بين الرفوف ، وبدأت فرز المهمّ من غير المهم من عديم الأهمية ، واكتشفت أنني كنت احتفظ بوصل من مركز صحي منذ 2008 ،وثمة نماذج طبية مستهلكة منذ عشر سنوات ، وبعض قسائم السحب من البنك و”كروت عرس” لم احضرها لكني أعتقد أن ابن “العريس” دخل في الصف العاشر هذه السنة حسب تقديري…
من وسائل الهروب من الألم أنني زرعت كزبرة ورشاد و “قنّار بصل” في أول المشاتي ،وما زلت أحوم حولها كل صباح ، أراقب الطول “الملميتري” الذي حصل لكل “قنّارة” ولكل عِرق كزبرة ، وأضع علامات بين الأحواض من باب إضاعة الوقت لا أكثر ، أصلاً أنا لا أحب البصل وغير مغرم بزراعته..لكنني أحاول الهروب من كل “تروبينات الإحباط”..
كما صرت اهتمّ بالدجاجات أكثر، أطوف بين عشب الدار بحثاً عن بيضة منسية هنا ،او بيضة جاءت على عجل هناك..أحاول تعكير صفوة الديك في خلوته مع احدى دجاجاته فقط من باب التنكيد، كان بإمكاني غض البصر والمضي في طريقي لكني آثرت التخريب عليهما و”كحشهما” بيدي…في جولتي “الحاكورية” رأيت قطاً ينام تحت الرمانة في أجواء ربيعية ممتازة..تناولت حجراً وضربته فاضطر للهرولة والقفز من خلف السياج..هو لم يقترف ذنباً ونومته تلك لا تؤذي شجرة الرمّان ولا تؤذيني…لكنني أحاول تعكير صفو كل الكائنات ليصبحوا مثلي ،يعانون من مزاج معكر واحباط من التغيير..
أحاول الهروب من كل الأخبار المحبطة ،وتصريحات الشخصيات المشمئزة،والضحك على اللحي، وضيق الأفق العام ، وغياب الوعي الشعبي ،والنفاق الذي بلغ أوجه وطاف عن حدوده..والمصير المجهول..كل هذا يجعلني انتقم من الكائنات المسالمة..
**
في لعبة كرة القدم الفائز هو من يحاول أن يضيع الوقت حتى يحافظ على النتيجة..إحنا خسرانين 6- صفر ونضيع الوقت ايضاَ..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#137يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الهروب الألم الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی الهروب من
إقرأ أيضاً:
المرصد المصري للصحافة والإعلام يعلن قلقه إزاء الحكم الصادر بحبس الكاتب محمد الباز
أعرب المرصد المصري للصحافة والإعلام عن قلقه إزاء الحكم الصادر، اليوم السبت 31 مايو 2025، من محكمة جنح الاقتصادية، بحبس الكاتب الصحفي والإعلامي محمد الباز لمدة شهر، وكفالة عشرة آلاف جنيه، في القضية المقامة ضده بتهمة الإساءة إلى الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم.
وأكد المرصد احترامه الكامل لأحكام القضاء واستقلاله، فإنه يرى أن المبدأ العام المتمثل في رفض الحبس في قضايا النشر يجب أن يكون حاكمًا في التعاطي مع مثل هذه القضايا، أيًّا كانت أطرافها.
وأكد المرصد أن احترام الرموز الثقافية والأدبية واجب مهني وأخلاقي، خاصة حين يتعلق الأمر بشخصيات بحجم وتأثير الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، أحد أبرز رموز الشعر السياسي في التاريخ المصري والعربي. وفي الوقت ذاته، يتمسك المرصد بمبدأ رفض العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر والتعبير، التزامًا بنص المادة (71) من الدستور المصري، والمادة (29) من قانون تنظيم الصحافة والإعلام رقم 180 لسنة 2018، والتي تحظر الحبس في الجرائم التي تُرتكب بطريق النشر أو العلانية، باستثناء ما يتعلق بالتحريض على العنف أو التمييز أو الطعن في أعراض الأفراد.
وحذّر المرصد من أن استمرار إصدار أحكام بالحبس في قضايا متعلقة بالنشر قد يؤدي إلى ترسيخ مناخ من التخويف الذاتي لدى الصحفيين والمبدعين، بما يُضر بحرية التعبير والإبداع الثقافي في البلاد، ويعيق الدور الأصيل للإعلام في النقد والمساءلة.
وزكّر المرصد بأن توقيع عقوبة سالبة للحرية في قضايا تتعلق بالرأي والنقد يُعد تجاوزًا لمبدأ التناسب المنصوص عليه ضمن المبادئ العامة للقانون الجنائي، والذي يشترط أن تتناسب العقوبة مع طبيعة الجُرم ووسيلته. فحين تكون وسيلة الفعل هي "القول"، فإن الحبس يُعد إجراءً مفرطًا في القسوة، يهدد الحريات العامة ولا يحقق الردع المطلوب دون الإضرار بالسلم المجتمعي أو القيم الدستورية.
وشدد المرصد على أن اللجوء إلى سبل التقاضي والرد القانوني لا ينبغي أن يؤدي إلى تقويض حرية الرأي أو إسكات الأصوات، بل يجب أن يتم في إطار احترام القوانين المنظمة، مع تغليب أدوات الرد والتصحيح والنقد المهني على أساليب الردع الجنائي.
وأكد المرصد، في الوقت ذاته، أن الدفاع عن حرية التعبير والنشر لا يتعارض مطلقًا مع الالتزام بالمهنية الصحفية واحترام الكرامة الإنسانية، سواءً في تناول الشخصيات العامة أو المواطنين.
وشدد على أن الالتزام بميثاق الشرف الصحفي والمعايير المهنية هو خط الدفاع الأول عن حرية الصحافة، وهو ما يتطلب تحري الدقة والابتعاد عن الشخصنة أو الإساءة، مع الفصل الواضح بين النقد الموضوعي والتطاول الشخصي.
وأعاد المرصد التأكيد على أهمية استكمال الإطار التشريعي المنظِّم لحرية النشر، عبر إصدار قانون يُرسّخ حظر الحبس في قضايا النشر ويُزيل التناقضات القائمة بين النصوص القانونية، ويضمن التطبيق المتسق لنص المادة (71) من الدستور، بما يعزز مناخ الحريات ويؤسس لبيئة إعلامية صحية وآمنة.
وشدد المرصد على أن هذه الواقعة تؤكد ضرورة مراجعة الإطار التشريعي المنظِّم للصحافة، وتدعم مطالب المجتمع الصحفي بحذف المواد التي تتيح الحبس في قضايا النشر، بالتوازي مع الجهود الجارية لتعديل المادة (12) من قانون تنظيم الصحافة والإعلام، التي تتبناها نقابة الصحفيين حاليًا.
ودعا المرصد الجهات التشريعية إلى مراجعة النصوص القائمة وتطبيق ما ينسجم مع الدستور وروح العدالة، بما يكفل حماية الكرامة الإنسانية وحرية التعبير في آنٍ واحد، دون الوقوع في فخ ازدواجية المعايير أو انتقائية التنفيذ.
وفي هذا الإطار، أعلن المرصد أنه بصدد إعداد ورقة سياسات قانونية تُعرض على مجلس النواب والجهات المختصة، تتضمن مقترحات لتعديل التشريعات ذات الصلة، بما يضمن إلغاء الحبس في قضايا النشر، واستبداله بآليات قانونية تحفظ حقوق المواطنين وتحمي في الوقت ذاته حرية التعبير والصحافة.
وأكد المرصد دعمه الكامل لكل المساعي الرامية إلى تعزيز حرية الصحافة، وتوفير بيئة تشريعية تضمن ممارسة النقد البناء، وتكفل حق الجمهور في المعرفة، دون إخلال بالمسؤولية المهنية أو الحقوق الفردية.