ندوة تناقش دور الموروث العربي في ربط الثقافات العالمية
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أكد عدد من أساتذة التاريخ والباحثين في الحضارة الإسلامية على الدور الحيوي للموروث العربي في مد جسور التواصل بين الثقافات العالمية، واستعرضوا الأثر الإيجابي للثقافة الإسلامية عبر العصور وكيف ساهمت في تطوير العلوم والفنون والفكر الإنساني. جاء ذلك خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات الدورة ال43 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، بعنوان «الموروث العربي، صلة الوصل مع العالم»، تحدث فيها الشاعر والكاتب الإماراتي عوض الدرمكي، حول الوجود العربي في الأندلس، والدكتور نجيب بن خيرة، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الشارقة، عن التأثيرات الحضارية للإسلام في نقل العرب من الانعزال إلى الصدارة المعرفية، كما تحدث الدكتور مسعود بن إدريس، أستاذ الدراسات العثمانية وتاريخ الحضارات، عن انتشار الحروف العربية كلغة تواصل ثقافية وعلمية بين الشعوب، وأدار الجلسة الدكتورة منى أبو نعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث.
استهلّ الشاعر والكاتب الإماراتي عوض الدرمكي النقاش بتسليط الضوء على تاريخ الوجود العربي في شبه الجزيرة الأيبيرية، مشيراً إلى أن هذا الوجود يعود إلى زمن أبعد من دخول طارق بن زياد إليها. وأوضح الدرمكي أن «الكنعانيين، الذين هم من أصول عربية، كانوا أول من استوطن هذه الأراضي، وأن إسبانيا كانت جزءاً من حضارة قرطاج قبل الميلاد، ما ينفي تماماً فكرة أن العرب دخلوا المنطقة كغزاة».
وتناول الدكتور نجيب بن خيرة، التحولات الفكرية والمعرفية التي طرأت على العرب بعد الإسلام، مشيراً إلى أن الإسلام أخرجهم من العزلة إلى المشاركة الفاعلة في تشكيل الحضارة العالمية. وبيّن بن خيرة قائلاً: «قبل الإسلام، كان العرب يعيشون على أطراف الحضارات، ولكن بفضل الإسلام أصبحوا جزءاً من حركة حضارية واسعة تشمل المعارف والفنون».
وفي ختام الندوة، تحدث الدكتور مسعود بن إدريس، عن دور الحرف العربي في نشر الثقافة الإسلامية والتواصل بين الشعوب. وأكد أن انتشار الحروف العربية مع توسع الحضارة الإسلامية ساهم في خلق لغة مشتركة للمعرفة، سمحت بتبادل العلوم والفنون عبر مسافات شاسعة. واستشهد بن إدريس بالأسطرلاب، الذي صنعه العالم الفلكي المسلم أبو محمود الخجندي في القرن العاشر لمراقبة النجوم، كدليل على الإسهامات العلمية التي نقلها العرب إلى العالم. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: العربی فی
إقرأ أيضاً:
درة تواصل رحلتها السينمائية العالمية بفيلم "وين صرنا" في مهرجان روتردام للفيلم العربي
تستمر الفنانة درة في تأكيد حضورها على الساحة السينمائية الدولية، حيث تستعد للمشاركة في الدورة المقبلة من مهرجان روتردام للفيلم العربي، الذي تنطلق فعالياته من 28 مايو وحتى 1 يونيو.
ويأتي ذلك من خلال عرض فيلمها الوثائقي "وين صرنا"، الذي ينافس ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية ويُعرض يوم 31 مايو.
مواصلة المشاركة العالمية لفيلم "وين صرنا"
تأتي مشاركة درة في مهرجان روتردام كحلقة جديدة في سلسلة من العروض الدولية لفيلم "وين صرنا"، الذي بدأ رحلته من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته لعام 2024، حيث شارك ضمن مسابقة "آفاق السينما العربية"، ولاحقًا في مهرجان "أيام قرطاج السينمائية"، إضافة إلى عدد من المهرجانات الدولية الأخرى التي لاقت فيها التجربة صدى واسعًا لدى النقاد والجمهور.
قصة إنسانية مؤثرة من قلب الحرب
يتناول الفيلم قصة "نادين"، وهي امرأة فلسطينية شابة من غزة، وجدت نفسها مجبرة على الهروب من أهوال الحرب بعد مرور ثلاثة أشهر من اندلاعها.
و اصطحبت معها ابنتيها التوأم، "إيلاف" و"سلاف"، اللتين أنجبتهما قبل الحرب بعد خمس سنوات من المعاناة مع العقم.
وصلت نادين إلى مصر بصحبة والدتها ووالدها وأخواتها السبع، بينما اضطر زوجها "عبود" للبقاء في خيام النازحين، غير قادر على اللحاق بها إلا بعد مرور شهرين.
رسائل إنسانية وعاطفية قويةمن خلال سرد دقيق وإنساني، يقدم الفيلم تفاصيل معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأسلوب مؤثر، ويُبرز قوة الأمومة في أحلك الظروف.
ويعد الفيلم شهادة حية على صمود النساء في وجه المآسي، كما يُظهر حجم التضحيات التي تقدمها الأمهات من أجل حماية أطفالهن، حتى لو كلفهن ذلك الانفصال عن أزواجهن وترك كل ما يعرفنه خلفهن.
درة ودورها في دعم القضايا الإنسانيةيعكس اختيار درة لهذا الفيلم الوثائقي رغبتها في دعم القضايا الإنسانية وتسليط الضوء على المآسي التي يعيشها الأبرياء في مناطق النزاع، لا سيما النساء والأطفال. وتُعد مشاركتها في مهرجانات دولية هامة فرصة لنقل هذه القصص إلى جمهور أوسع، وتحفيز النقاش حول الأوضاع المأساوية في فلسطين وغيرها من مناطق الصراع.
فيلم "وين صرنا"… بين الفن والواقعينجح "وين صرنا" في الجمع بين البُعد الفني والبُعد الواقعي، ويُقدم نموذجًا للأعمال الوثائقية التي تمتزج فيها الرؤية الإخراجية المبدعة مع القصة الإنسانية الحقيقية. وبمشاركة درة في بطولته، تزداد قوة التأثير والبُعد الدرامي الذي يحمله العمل، مما يجعله من أبرز المشاركات العربية في المهرجانات الدولية خلال العام الجاري.