إطلاق أول مختبر للمواد المقاومة للحرارة العالية في الإمارات
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
وقّعت شركة مبادلة للاستثمار اليوم اتفاقية تعاون مع كل من شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وشركة ستراتا للتصنيع وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، لتأسيس أول مختبر وبرنامج بحثي للمواد المقاومة للحرارة العالية في دولة الإمارات.
وسيتم تأسيس هذا المختبر المتطور في حرم جامعة خليفة الرئيس بأبوظبي، حيث من المتوقع أن يسهم في تعزيز الأبحاث عن المواد المقاومة للحرارة العالية محلياً والتي تتم حالياً خارج الدولة، فيما سيتم اعتماد هذه الأبحاث في التطبيقات العملية في القطاع الصناعي والدراسات الأكاديمية.
وتهدف هذه الاتفاقية إلى عقد شراكات استراتيجية طويلة الأجل تحفز القطاعين الأكاديمي والصناعي على دفع مساعي البحث والتطوير المشتركة متعددة التخصصات والالتزام وتحقيق أهدافها.
وتتطلع شركة الإمارات العالمية للألمنيوم إلى الاعتماد على المختبر في إجراء أبحاث عملية عن المواد المقاومة للحرارة العالية والمواد التي تحتوي على الكربون وأفران المعالجة الحرارية والنفايات.
وستركز أبحاث الإمارات للألمنيوم على التقاط واستعادة الطاقة الحرارية الناتجة عن العمليات الصناعية الخاصة بالشركة وتحسين كفاءة الطاقة والحد من الانبعاثات، حيث يُفقد نحو نصف الطاقة في عمليات صهر الألمنيوم بشكل طاقة حرارية مهدورة.
وقال سعادة البروفيسور إبراهيم الحجري، رئيس جامعة خليفة، إن ثقة القطاعات الصناعية في قدرة الجامعة على تقديم حلول محلية للتحديات التي يواجهها القطاع الصناعي تعد اليوم دليلاً على جودة ما تقدمه الجامعة من كفاءات متطورة في البحوث التطبيقية.
وأضاف أن هذا الإنجاز يمثل ثمرة ما يزيد عن عقد من التعاون مع شركائهم في قطاع الصناعة، مؤكدا على عملهم لتعزيز هذه الثقة عبر توطين البحوث والتطوير والابتكار في دولة الإمارات.
ومن جانبه، قال عبد الناصر بن كلبان، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، إن الشركة تضع الابتكار في مقدمة أولوياتها من أجل تحسين أعمالها وعملياتها، مؤكداً أن المختبر والبرنامج البحثي المبتكر سيسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات الرائدة في تطوير التقنيات الصناعية ودعم استراتيجية «مشروع 300 مليار» للتنمية الصناعية.
وأوضح أن الإمارات العالمية للألمنيوم ستعتمد على المختبر في إجراء الأبحاث العملية للتغلب على التحديات والمساهمة في تعزيز القدرات البحثية لدولة الإمارات. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الإمارات العالمیة للألمنیوم شرکة الإمارات
إقرأ أيضاً:
نيروبي.. من عاصمة السافانا إلى مختبر المستقبل الرقمي
من على شرفة إحدى المقاهي الحديثة في حي "ويستلاندز" بنيروبي، يمكن أن ترى المشهد الذي يلخّص تحوّل العاصمة الكينية: على الجانب الأيمن ناطحات زجاجية تحمل شعارات شركات عالمية ناشئة، وعلى الجانب الآخر أحياء مزدحمة يتدفق منها شباب يحملون الحواسيب المحمولة بدلا من الحقائب الجلدية.
في هذه المدينة التي كانت تُعرف يوما بـ"العاصمة الخضراء تحت الشمس"، وُلد لقب جديد "وادي السيلكون الأفريقي"، حيث تجتمع العقول الشابة والطموحات الجامحة والشركات الناشئة لتصنع قصة نجاح أفريقية بطابع كيني خالص.
ورسّخت كينيا سمعتها بوصفها واحدة من أكثر بيئات الشركات الناشئة ديناميكيةً في أفريقيا، والأرقام تُظهر ذلك. ففي عام 2024، جمعت الشركات الناشئة في البلاد تمويلًا إجماليا تجاوز 638 مليون دولار، بقيادة قطاعات مثل التكنولوجيا المالية وتكنولوجيا المناخ.
وتدفقت حصة كبيرة من رأس المال هذا إلى شركات رائدة مثل "إم كوبا" (M-KOPA)، التي حصلت على أكثر من 250 مليون دولار من الأسهم الجديدة والقروض لتوسيع أعمالها في تمويل الهواتف الذكية والائتمان الرقمي في شرق أفريقيا.
كل ذلك، دفع شركة "فيليكس أدفايزوري" (Velex Advisory) -وهو تحالف متخصص في الخدمات المهنية وله مكاتب حول العالم- إلى وضع كينيا على رأس 5 دول أفريقية تقدم أعلى عائد على الاستثمار للشركات الناشئة.
ويواصل المستثمرون إظهار ثقتهم في كينيا كأرض اختبار وقاعدة لتوسيع نطاق المشاريع المبتكرة. ينبع جزء من هذه الثقة من البناء المدروس للنظام البيئي في البلاد. فمؤسسات مثل الوكالة الوطنية الكينية للابتكار (KeNIA) وتطوير "كونزا تكنوبوليس" (Konza Technopolis)، وهي منطقة اقتصادية خاصة مصممة لجذب الشركات الرقمية ومؤسسات البحث، ترسل رسالة واضحة مفادها أن الحكومة تنظر إلى التكنولوجيا كمحرك للنمو الوطني.
من أكواخ الصفيح إلى ناطحات التقنية
في حيّ "ويستلاندز" شمال نيروبي، تتلألأ أبراج الزجاج والمكاتب الحديثة التي تحتضن شركات ناشئة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المالية والزراعة الرقمية والعقارات وغيرها. هنا وُلدت أفكار غيّرت وجه القارة مثل تطبيق "إمباسا" (M-Pesa) الذي جعل الهواتف المحمولة بديلاً عن البنوك، وفتح أمام ملايين الأفارقة بابا إلى الاقتصاد الرسمي.
إعلانيقول إيفان موتيسيا، أحد مؤسسي شركة ناشئة في التحول الرقمي، "ما يحدث هنا يشبه المعجزة.. نعمل في بيئة مليئة بالتحديات، لكن في كل زاوية من نيروبي هناك عقل شاب يحاول حل مشكلة حقيقية".
أما في مجمّع "آي هوب" (iHub)، الذي يعدّ القلب النابض للمشهد الرقمي، يتجمع المبرمجون والمصممون والمستثمرون من أنحاء القارة. المكان يعجّ بأجهزة الحاسوب المحمولة وشاشات العرض وجلسات العصف الذهني.
تقول ناتاشا وانجاري، مطورة برمجيات شابة، "نيروبي منحتنا فضاءً للتجريب.. لا ننسخ وادي السيليكون الأميركي، بل نصنع نسختنا الأفريقية الخاصة التي تنطلق من احتياجاتنا".
وبفضل قطاع خاص فاعل، أصبحت نيروبي ملتقى مثاليًا لمسرعات الأعمال وصناديق رأس المال الجريء والشركاء من الشركات. وقد صنفت "ستارت أب بلينك" كينيا في المرتبة 58 عالميًا في العام الجاري، مما يعكس معدل نمو سنوي لمنظومة الأعمال يتجاوز 30%، وهو رقم يعزز فرص المستثمرين الذين يركزون على عائد الاستثمار.
الحكومة الكينية بدورها لم تقف متفرجة. فقد أطلقت مبادرات مثل "كونزا تكنوبوليس"، وهي مدينة ذكية قيد الإنشاء تبعد نحو 60 كيلومترا عن العاصمة، يُنتظر أن تصبح مركزا إقليميا للتكنولوجيا والبحث العلمي.
الجزيرة نت التقت رائد الأعمال الفرنسي ماكسيم سيرفيتاز، وهو مؤسس شركة "أنزا" المتخصصة في تمكين الطبقة المتوسطة من تملك العقارات.
ويقول إنه أطلق شركته لتقديم استشارات وحلول جاهزة للمشترين وتساعدهم في العثور على المشروع المناسب، وتضمن لهم التمويل المناسب.
ورغم كونه فرنسيا، فإنه يرى في شرق أفريقيا منطقة واعدة بالفرص خارج نطاق وجود فرنسا المعتاد في غرب القارة، مشيرا إلى أن سوق العقارات في نيروبي مزدهر، حتى إن العوائد الاستثمارية تصل إلى 20% سنويا.
ويستدرك سيرفيتاز قائلا "مع ذلك، لاحظنا أنه رغم جاذبية السوق، فإن السكان المحليين محرومون من تملك العقارات. لهذا السبب، أنشأنا خدمة لتسهيل هذه العملية من خلال الجمع بين التكنولوجيا والخبرة".
لكن وراء البريق، تواجه نيروبي معاركها الخاصة: انقطاع الكهرباء المتكرر، وازدحام المرور الخانق، وارتفاع تكاليف الإنترنت، إضافة إلى فجوة رقمية تفصل بين قلب المدينة وضواحيها الفقيرة.
ورغم هذه العقبات، تبقى نيروبي مختبرا مفتوحا للأفكار. ويرى الفرنسي ماكسيم سيرفيتاز أن ريادة الأعمال في كينيا مفتوحة للأجانب، مشيرا إلى أن البنوك المحلية تقدّم تسهيلات جيدة.
ويؤكد أن كينيا بيئة مواتية جدا للشركات الناشئة بما تملكه من بنية تحتية وتكنولوجية وسياسية.
وعن مدى سهولة البيئة القانونية لإطلاق مشروع جديد في كينيا، قال سيرفيتاز إن بدء عمل تجاري أمر سهل يستغرق أسبوعين مقابل 300 دولار، كما أن تأشيرة المستثمر تُسهّل الحصول على تصريح عمل.
في نيروبي، تتشكل ملامح مستقبل أفريقي جديد.. جيل من الشباب لا يرى التكنولوجيا ترفا، بل أداة للبقاء والتقدم. فهنا تُكتب قصة "وادي السيليكون الأفريقي"، مدينة تتحرك بخطى واثقة نحو المستقبل، تحمل على كتفيها أحلام قارة بأكملها تبحث عن مكانها في العالم الرقمي.
إعلان