قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الإنسان ضعيف ويلجأ إلى الله في الشرق والغرب على ما يدعيه من إلحاد، ومن موت الإله، ومن خرافة الأديان، يظهر ذلك اللجوء إلى الله عند الفزع والخوف والضرر، قال تعالى : (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ) [الزمر :8]، فعندما شاع الإيدز في بلاد الغرب قالوا : إنها لعنة السماء، وتكلموا عن اصطدام الإنسان بحائد القدر، يعني صرحوا بالعجز مع الله، هم يسمونها (حائط القدر) وربنا يسميها المعاجز.

 واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان من أكبر الأمثلة التي ضربها الله في كتابه للمعاجزين (قارون) الذي ظن أنه ما به من قوة ومال هو استحقاق له، وأنه على علم عنده، وأنه لا يمكن أن يزول، فنسى الله، فأنساه الله نفسه، قال تعالى : (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِى القُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِى الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِى الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ* قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِى أَوَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المُجْرِمُونَ }.

فماذا كانت عاقبة ذلك المعاند ؟ قال تعالى : (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكَافِرُونَ* تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًا فِى الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).

(أوتيته على علم عندي) لم تكن هذه مقالة قارون وحده، وإنما هي مقالة كل إنسان مغرور بالدنيا وبما آتاه الله منها، قال تعالى : (فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ). 

فالمعاجزة إذن حالة وهمية يتوهم فيها الإنسان المغرور أمورًا منها :   أنه له قوة أصلا وله ملك ذاتي، ولا يعلم أن القوة جميعا لله، وأن الله المالك وحده، ثم يتوهم أن ما يظهر عليه من قوة هي من الله، ومن ملك هو لله، توهم أن ذلك لا يمكن أن يزول منه، ويتوهم أنه قادر على إبقائه وحراسته، ثم يتوهم بعد ذلك أن هذه القوة التي توهم أنها ذاتية وأنها باقية أنها تقوى على معاندة أمر الله.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قارون قال تعالى الأ ر ض

إقرأ أيضاً:

عبدالله النعيمي: أرقى مثال في الانتماء والبذل

أبوظبي (وام) 

أكد معالي عبدالله سلطان بن عواد النعيمي، وزير العدل، أن شهداء الإمارات قدموا أرقى مثال في الانتماء والبذل، وتركوا في ذاكرة الوطن إرثاً من الشرف والبطولة سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. 
وقال في كلمته بمناسبة يوم الشهيد: «في يوم الشهيد، نقف إجلالاً وعرفاناً لأبناء الوطن الذين ارتقوا وهم يؤدون واجبهم بشجاعة وإخلاص. نستذكر تضحياتهم الجليلة التي أرست دعائم الأمن والاستقرار، وصانت كرامة الإنسان، وجسّدت القيم النبيلة التي قامت عليها دولة الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، رحمهم الله». 
​وأضاف: «لقد قدم شهداؤنا أرقى مثال في الانتماء والبذل، وتركوا في ذاكرة الوطن إرثاً من الشرف والبطولة سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، وستبقى تضحياتهم أمانة عظيمة نحملها في قلوبنا وعقولنا، ودافعاً لمواصلة العمل على رفعة هذا الوطن وحماية مكتسباته». 
وختم بالقول: «​رحم الله شهداء الإمارات الأبرار، وأسكنهم فسيح جناته، وحفظ الله قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأدام الله على شعب الإمارات الوفي الخير والازدهار في ظل قيادته الرشيدة».

أخبار ذات صلة محمد بن سلطان بن خليفة: يوم الشهيد مناسبة وطنية  خالدة وفاءً لأبطال الإمارات محمد البادي: مدرسة وطنية للولاء والانتماء

مقالات مشابهة

  • أسامة الجندي: القرآن الكريم نورٌ لا يشقى معه أحد
  • عبدالله النعيمي: أرقى مثال في الانتماء والبذل
  • وزير الأوقاف: استخدام المقامات ليس حراماً في تلاوة القرآن الكريم
  • لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني تجدد دعمها لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره
  • لجان شئون القرآن بالأزهر تتفقد فعاليات مسابقة القرآن الكريم في الدقهلية والجيزة
  • رئيس منطقة القليوبية الأزهرية يتابع تدريب القيادات ويتفقد لجان مسابقة حفظ القرآن الكريم
  • وزير الأوقاف يطلق النسخة الـ32 من المسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • “الشؤون الإسلامية” تنظّم مسابقة لحفظ القرآن الكريم للبنين في كينيا الاثنين القادم
  • مفتاح العلاقة بين العبد وربه.. علي جمعة يحذر العصاة من 5 أفعال
  • علي جمعة: الكون يسير بأمره سبحانه من غير لا حول ولا قوة