بعد إقالة وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت، وفي انتظار الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، تعمل حكومة الاحتلال على تثبيت الحقائق على الأرض، والسيطرة الفعلية على قطاع غزة.

ووفقا للإعلام العبري يترتب على ذلك عواقب قانونية كثيرة، لكن الواضح أن ما يشهده القطاع من تحركات عسكرية يتوافق مع خطط المستوطنين للاستيطان شماله، بزعم أنها "فرصة لن تتكرر".



إليشاع بن كيمون المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أن "سلطات الاحتلال رفعت من وتيرة تسريع خطواتها لتحقيق فكرة الحكم العسكري في قطاع غزة، وفقا لما يجري على الأرض، وقد أعرب كبار أعضاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في ائتلافه اليميني، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، عن رأيهم في هذه المسألة مرات لا تحصى، ولكن يبدو الآن أن الأمور تحصل على دفعة على الأرض".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المؤسسة الأمنية للاحتلال بدأت في الأيام القليلة الماضية العمل بنشاط مع الشركات الخارجية التي ستتعامل مع جميع قضايا المساعدات الإنسانية في غزة، تحت إشراف إسرائيلي، وهذا هو التنفيذ على أرض الواقع للخطط التي كانت على الورق، إضافة لذلك، يقوم جيش الاحتلال بتعميق سيطرته على الأراضي في القطاع، وتوسيع المحاور التي يسيطر عليها، وإنشاء ما يشبه المواقع العسكرية، كل هذا في طريق الاستيلاء على مساحة واسعة منه، وتطبيق الحكم العسكري عملياً في القطاع".

وأشار إلى أنه "في الأيام الأخيرة، جرت مناقشات حية حول هذه القضية بين مختلف الأطراف، بما في ذلك وزير الحرب الجديد يسرائيل كاتس، وكبار أعضاء مؤسسة الجيش ووزراء كبار آخرين، من أجل تعزيز هذه السياسة التي يدفع بها بعض أعضاء القيادة الجنوبية للجيش لتطبيق الحكم العسكري في القطاع، وإجراء حوار مع المستوى السياسي حول هذا الموضوع".



وأوضح أن "هذا التغيير بالانتقال للإجراءات النشطة، يأتي على خلفية تغييرين مهمّين أخّرا القيام بهما، وتم إلغاؤهما الآن: أولهما استبدال وزير الحرب غالانت، وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، لأن غالانت كان معارضاً لأفكار وتوجهات سموتريتش بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة هدم البؤر الاستيطانية، وإصدار مذكرات اعتقال إدارية بحق نشطاء يمينيين متطرفين، وما ورد بخصوص قضية اليوم التالي في غزة".

وأضاف أن "ما يحصل على الأرض اليوم يتوافق مع خطط المستوطنين للاستيطان في شمال قطاع غزة، حيث يزعمون أن هذه فترة زمنية تاريخية لتغيير الواقع على الأرض تجاه الفلسطينيين، وفرصة لن تتكرر، وأن القرار المتخذ ليس انتظار دخول إدارة ترامب للبيت الأبيض، بل تنفيذ عمليات على الأرض، وبناء خطط الآن ستشكل الأساس لأنشطة الإدارة الجديدة في التسوية".

واستدرك بالقول إنه "رغم عدم اتخاذ أي قرار سياسي بشأن "اليوم التالي" في القطاع، ومحوره الأساسي هو تشكيل حكم عسكري، لكن الحكومة منخرطة في ذلك، وتعمل خطوة بخطوة على طريق تشكيله، رغم ما يعنيه ذلك من عواقب اقتصادية ولوجستية وبنية تحتية وأمنية مترتبة على إنشائه، فضلا عن العواقب القانونية بعيدة المدى للسيطرة على ملايين الفلسطينيين، وضرورة معاملتهم بطريقة إنسانية".

وأكد أن "الأوساط القانونية الاسرائيلية تتحدث عن غياب خطير للوضوح فيما يتعلق بمسألة ما سيفعله الاحتلال في غزة بعد 13 شهرا من الحرب، لأن معنى سيطرته المدنية تعني أنه سيكون ملزما بتوفير احتياجات الفلسطينيين، من المساعدات الإنسانية والكهرباء والاتصالات والصرف الصحي، وليس فقط السماح للمنظمات الدولية بتوصيل الغذاء واللقاحات، وفي ظل غياب قرار من المستوى السياسي، اضطر الاحتلال في الأشهر الأخيرة للتعامل مع الالتماسات المقدمة للمحكمة العليا بشأن احتلال غزة".

وحذر أن "مثل هذه الخطوة يترتب عليها عواقب قانونية كثيرة وكبيرة فيما يتعلق بمعاملة الفلسطينيين، وأيضاً مع الإجراءات الدولية الجارية في محكمة العدل الدولية في لاهاي، رغم أن هناك حلاً مطروحا على الطاولة لكن لا يتم الترويج له على الإطلاق يتمثل بسيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع، لأن نتنياهو وحكومته يعارضانه بشدة، كما يمكن لدولة أخرى تولي المسؤولية عن القطاع، لكن المحافل الإسرائيلية تعارض الفكرة طالما أن القتال في غزة مستمر".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة الحكم العسكري غزة الاحتلال المقاومة حكم عسكري صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الأرض فی القطاع فی غزة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: توغل الاحتلال بمخيمات النازحين ورقة ضغط تفاوضية

يهدف التوغل الإسرائيلي في مخيمات جنوب غربي خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، في المناطق المصنفة "آمنة"، إلى الضغط السياسي المباشر على مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار، وفقا للخبير العسكري العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي.

وتأتي هذه الاقتحامات الإسرائيلية ردا على الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات الاحتلال في عمليات نوعية للمقاومة الأسبوع الماضي، بما في ذلك محاولة أسر جندي إسرائيلي.

وأفادت وكالة الأناضول بأن الجيش الإسرائيلي يتوغل قرب مخيمات نازحين بجنوب غرب خان يونس، وسط موجة نزوح واسعة، في حين أكد مراسل الجزيرة أن جرافات الاحتلال شرعت في هدم وتجريف المقابر في المنطقة ذاتها.

وتندرج هذه التوغلات ضمن عملية "عربات جدعون" الإسرائيلية الرامية للسيطرة على 75% من مساحة قطاع غزة.

وتسعى القوات المحتلة للتوسع جنوبا نحو الشريط الساحلي، مستغلة عمليات الإخلاء القسري التي فرضتها على السكان، لتحقيق هدفين متلازمين: فرض سيطرة ميدانية على أراضٍ جديدة، وإثبات القدرة على التوغل رغم الخسائر الباهظة.

وتستغل إسرائيل التوقيت الحساس لمفاوضات الدوحة في محاولة لفرض وقائع عسكرية على الأرض، إذ تعتمد الآلة العسكرية على سياسة العقاب الجماعي عبر تجريف المنازل وهدم البنى التحتية، في محاولة لكسر إرادة السكان وإجبار قيادات المقاومة على تقديم تنازلات.

وتمثل هذه الخطوة تحديا صريحا لجهود الوسطاء، حيث تسعى لتحقيق مكاسب ميدانية تغير موازين التفاوض.

وبالمقابل، تمتلك فصائل المقاومة الفلسطينية بنية استخباراتية متطورة تعيد تشكيل المشهد العسكري.

وتؤكد العملية الأخيرة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في منطقة السطر الغربي شمالي خان يونس -التي استهدفت مقر قيادة إسرائيليا بصواريخ "107" موجّهة، هذا التحول النوعي.

وبحسب الفلاحي، تمتاز هذه الصواريخ بدقة إصابة تصل إلى 12 كيلومترا وقدرة تدميرية هائلة بفضل رؤوسها الحربية التي تزن 9 كيلوغرامات.

إعلان

عمليات نوعية

وبثت السرايا، الخميس، مشاهد من استهداف مقاتليها موقعا عسكريا إسرائيليا وقوة خاصة متحصنة في مدينة خان يونس جنوبي القطاع بصواريخ "107" الموجهة.

وتعتمد هذه العمليات الناجحة وفقا للفلاحي، على نظام استخباراتي هرمي، يشمل أجهزة متخصصة موزعة جغرافيا.

وتمنح المعرفة التفصيلية بالتضاريس الفلسطينية مقاتلي المقاومة تفوقا تكتيكيا على قوات الاحتلال، التي تفتقر لهذه الميزة، إذ تختار الفصائل توقيت ومكان المواجهات بعناية، منتشرة في مناطق مثل عبسان الكبيرة والسطر الغربي، مما يرغم القوات الإسرائيلية على التشتت عبر جبهات متعددة.

وتكشف مقاطع الفيديو المصوّرة من مسافات قريبة قدرة المقاومة على رصد تحركات الجيش الإسرائيلي بدقة كبيرة.

ويعكس هذا التطور مستوى تنظيميا متقدما في حرب العصابات، ويؤكد نجاح الفصائل في حرمان الاحتلال من اختيار ساحة المعركة، محوّلةً المعادلة العسكرية لصالحها.

مقالات مشابهة

  • أوجلان والكلمة التي أنهت حربا
  • صفقة على حساب الأرض: خريطة الاحتلال تكشف خطة لابتلاع غزة وترسيخ التهجير
  • خبير عسكري: توغلات جيش الاحتلال بغزة تصطدم بعمليات نوعية للمقاومة
  • مقرر الأمم المتحدة المعني بالفقر : الوضع في غزة جحيم على الأرض
  • خبير عسكري: محاولة أسر جنود بغزة خطط مدروسة وليست مصادفة
  • وزير الدفاع يبحث التعاون العسكري مع الملحق السعودي بدمشق
  • خبير عسكري: توغل الاحتلال بمخيمات النازحين ورقة ضغط تفاوضية
  • وزير الدفاع السوري يبحث التعاون العسكري مع وفد هولندي
  • الشبلي: مساعدات غزة مستمرة بوتيرة متصاعدة
  • صندوق النقد الدولي يشيد بإصلاحات سوق العمل السعودية وما حققته من مؤشرات إيجابية