أكد الباحث التاريخي والأممي سامح عسكر، أنه لا يمكن الفصل أبدا بين جبهتي لبنان وغزة لعدة أسباب، أولها أن الدم اللبناني والفلسطيني صار واحدا، واختلطت روح المقاومة شمالا وجنوبا في جسد واحد، مشيرا إلى أن هذه عبارة يفمهمها المقاومون في الميدان أكثر من غيرهم، ويدركها المفكرون والفلاسفة لبعدها الثقافي والروحي.

وأضاف عسكر، في منشور عبر حسابه على إكس: لا يمكن لحزب الله أن يعزل نفسه عن غزة، فقد دفع ثمنا كبيرا لقاء ذلك، وفي حال العزل يكون مهزوما، وستؤثر هذه الهزيمة على وضعه بالداخل اللبناني، والحزب لن يغامر بوضعيته في الداخل بالذات، فهذا رأس ماله الأول، وحاضنته الشعبية التي ظل يبنيها لمدة 40 عاما.

وتابع: أن الهدنة المقترحة سواء شهرا أو شهرين، هي نفس الهدنة التي وافق عليها نصر الله قبل استشهاده، ورفضها نتنياهو، وملخصها، هدنة مؤقتة لتوفير جو من الثقة وضمانات لعقد صفقة تبادل في غزة ووقف المذبحة التي تجري، وفي حال انقضاء الهدنة ولم يحدث الاتفاق مع المقاومة الفلسطينية سيعود الهجوم اللبناني وفقا لمبدأ وحدة الساحات الذي يعتبر من أكبر مكاسب المرحلة.

وواصل: أن نتنياهو كان قد رفض الهدنة الأولى بضغط من اليمين الديني، وقرر اغتيال نصر الله للتغطية محليا وإقليميا ودوليا على هذا الرفض، ولحصار معارضيه في الداخل ودفعهم لدعمه بعد الاغتيال لتوقع ردة فعل حزب الله وإيران.

وأشار إلى أنه توجد ضغوط أمريكية وفرنسية كبيرة هذه المرة لإنجاز الهدنة، لسببين، الأول: الخسائر الكبيرة في تل أبيب وحيفا، واندفاع حزب الله في قصف المدينتين واقترابه من ضرب مؤسسات وأهداف حيوية استراتيجية، الثاني: توحيد الجهود الغربية لدعم أوكرانيا والتفرغ لروسيا بعد التهديد بالنووي.

وأوضح أنه توجد ضغوط داخلية كبيرة من التيار العلماني الإسرائيلي لوقف الحرب والاكتفاء بما حدث واعتباره نصرا، وزادت هذه الضغوط مؤخرا بعد موجات النزوح الإضافية من الشمال، وعقب إقالة جالانت، وبعيد قصف منزل نتنياهو واستغلال ضعف رئيس الحكومة وظهوره بصورة الهارب.

وأردف: أن الضغوط على نتنياهو بسبب قضايا الفساد المرفوعة ضده، هي التي دفعت الرجل لتوسيع حروبه ورفض أي هدنة أو صفقة لإيقاف المعارك، وربما حصل نتنياهو على ضمانات بتبريد هذه القضايا أو تجميدها من طرف بايدن أو ترامب.

وأكمل: أن الهدنة المقترحة لصالح لبنان وغزة معا، ويجب علينا دعمها لحقن دماء الشعبين، فنحن أمام مجرم حرب دولي مطلوب للعدالة، ومن الحكمة استغلال أي ظرف أو أجواء توقف آلته العسكرية ولو بشكل مؤقت، وسيُسهم ذلك في تفكيك جبهته وداعميه في الداخل والخارج، وإضعافه على مستوى دولته بخفض الدعم الذي يتلقاه بفعل الصراع الذي يجري تصويره في إسرائيل على أنها حرب وجود.

واختتم سامح عسكر منشوره بالتأكيد، على أن المقاومة التي قدمت قادتها قربانا لقضية لا يمكنها التنازل عنها أبدا، فهي لم تعد قضية فلسطين وحدها، بل قضية الرأي العام العربي والإسلامي بشكل عام، ومحور المقاومة بشكل خاص، وعلى العدو الإسرائيلي إدراك بأن عدم حل مشكلة غزة يعني تصعيد الحرب وتوسعها، وليس فصل الجبهات عن بعضها مثلما يرغب.

اقرأ أيضاًاستشهاد 11 فلسطينيا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

المبعوث الأمريكي يزور السعودية الثلاثاء لبحث وقف إطلاق النار في غزة

مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: الأوضاع في غزة مأساوية.. وغرق الخيام والأسر

ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ44235 شهيدا و104638 مصابا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية لبنان غزة حماس المقاومة الفلسطينية حزب الله اللبناني سامح عسكر

إقرأ أيضاً:

المستشار سامح عبد الحكم ينعى وفاة والدة عمرو الجنايني

نعى المستشار سامح عبد الحكم رئيس محكمة الجنايات وأمن الدولة عبر صفحته عل موقع التواصل الاجتماعي وفاة والدة الأستاذ عمرو الجنايني نائب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة البنك التجاري الدولي - مصر CIB، ورئيس اتحاد كرة القدم السابق.

وأعرب عن خالص تعازيه في وفاة المغفور لها بإذن الله تعالى السيدة والدته، داعياً الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أسرتها وذويها الصبر والسلوان.

اقرأ أيضاًالداخلية تواصل حملاتها للكشف عن متعاطي المخدرات على الطرق

حملات تموينية.. الداخلية تضبط 8 أطنان دقيق مدعم في 24 ساعة

مقالات مشابهة

  • صلح: من يراهن على نزع سلاح المقاومة قبل انتفاء أسباب وجودها يراهن على وهم
  • أضواء على حرب الإسناد.. حين سقطت لعنة حزيران 1967 على حزب الله اللبناني
  • المستشار سامح عبد الحكم ينعى وفاة والدة عمرو الجنايني
  • الحرب تُطيل عُمر نتنياهو
  • ‏الرئيس اللبناني: مكافحة الفساد تبقى أولوية ولن تبقى أي ملفات مقفلة ولا تغطية لأي مرتكب
  • من عين التينة... سلام عن محمد رعد: أهلا وسهلا فيه وبالحزب
  • جشي: العدو الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة
  • الرئيس اللبناني في زيارة الى بغداد
  • وحدة الموقف اللبناني ضرورة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي
  • صحيفة تتحدث عن وهم انهيار حزب الله اللبناني.. تكتيكات مختلفة