«الدم صار واحدا».. سامح عسكر: لا يمكن الفصل بين جبهتي لبنان وغزة لعدة أسباب
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
أكد الباحث التاريخي والأممي سامح عسكر، أنه لا يمكن الفصل أبدا بين جبهتي لبنان وغزة لعدة أسباب، أولها أن الدم اللبناني والفلسطيني صار واحدا، واختلطت روح المقاومة شمالا وجنوبا في جسد واحد، مشيرا إلى أن هذه عبارة يفمهمها المقاومون في الميدان أكثر من غيرهم، ويدركها المفكرون والفلاسفة لبعدها الثقافي والروحي.
وأضاف عسكر، في منشور عبر حسابه على إكس: لا يمكن لحزب الله أن يعزل نفسه عن غزة، فقد دفع ثمنا كبيرا لقاء ذلك، وفي حال العزل يكون مهزوما، وستؤثر هذه الهزيمة على وضعه بالداخل اللبناني، والحزب لن يغامر بوضعيته في الداخل بالذات، فهذا رأس ماله الأول، وحاضنته الشعبية التي ظل يبنيها لمدة 40 عاما.
وتابع: أن الهدنة المقترحة سواء شهرا أو شهرين، هي نفس الهدنة التي وافق عليها نصر الله قبل استشهاده، ورفضها نتنياهو، وملخصها، هدنة مؤقتة لتوفير جو من الثقة وضمانات لعقد صفقة تبادل في غزة ووقف المذبحة التي تجري، وفي حال انقضاء الهدنة ولم يحدث الاتفاق مع المقاومة الفلسطينية سيعود الهجوم اللبناني وفقا لمبدأ وحدة الساحات الذي يعتبر من أكبر مكاسب المرحلة.
وواصل: أن نتنياهو كان قد رفض الهدنة الأولى بضغط من اليمين الديني، وقرر اغتيال نصر الله للتغطية محليا وإقليميا ودوليا على هذا الرفض، ولحصار معارضيه في الداخل ودفعهم لدعمه بعد الاغتيال لتوقع ردة فعل حزب الله وإيران.
وأشار إلى أنه توجد ضغوط أمريكية وفرنسية كبيرة هذه المرة لإنجاز الهدنة، لسببين، الأول: الخسائر الكبيرة في تل أبيب وحيفا، واندفاع حزب الله في قصف المدينتين واقترابه من ضرب مؤسسات وأهداف حيوية استراتيجية، الثاني: توحيد الجهود الغربية لدعم أوكرانيا والتفرغ لروسيا بعد التهديد بالنووي.
وأوضح أنه توجد ضغوط داخلية كبيرة من التيار العلماني الإسرائيلي لوقف الحرب والاكتفاء بما حدث واعتباره نصرا، وزادت هذه الضغوط مؤخرا بعد موجات النزوح الإضافية من الشمال، وعقب إقالة جالانت، وبعيد قصف منزل نتنياهو واستغلال ضعف رئيس الحكومة وظهوره بصورة الهارب.
وأردف: أن الضغوط على نتنياهو بسبب قضايا الفساد المرفوعة ضده، هي التي دفعت الرجل لتوسيع حروبه ورفض أي هدنة أو صفقة لإيقاف المعارك، وربما حصل نتنياهو على ضمانات بتبريد هذه القضايا أو تجميدها من طرف بايدن أو ترامب.
وأكمل: أن الهدنة المقترحة لصالح لبنان وغزة معا، ويجب علينا دعمها لحقن دماء الشعبين، فنحن أمام مجرم حرب دولي مطلوب للعدالة، ومن الحكمة استغلال أي ظرف أو أجواء توقف آلته العسكرية ولو بشكل مؤقت، وسيُسهم ذلك في تفكيك جبهته وداعميه في الداخل والخارج، وإضعافه على مستوى دولته بخفض الدعم الذي يتلقاه بفعل الصراع الذي يجري تصويره في إسرائيل على أنها حرب وجود.
واختتم سامح عسكر منشوره بالتأكيد، على أن المقاومة التي قدمت قادتها قربانا لقضية لا يمكنها التنازل عنها أبدا، فهي لم تعد قضية فلسطين وحدها، بل قضية الرأي العام العربي والإسلامي بشكل عام، ومحور المقاومة بشكل خاص، وعلى العدو الإسرائيلي إدراك بأن عدم حل مشكلة غزة يعني تصعيد الحرب وتوسعها، وليس فصل الجبهات عن بعضها مثلما يرغب.
اقرأ أيضاًاستشهاد 11 فلسطينيا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة
المبعوث الأمريكي يزور السعودية الثلاثاء لبحث وقف إطلاق النار في غزة
مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: الأوضاع في غزة مأساوية.. وغرق الخيام والأسر
ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ44235 شهيدا و104638 مصابا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية لبنان غزة حماس المقاومة الفلسطينية حزب الله اللبناني سامح عسكر
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لحزب الله: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي
أكد نعيم قاسم في كلمته: "لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقًا بإسرائيل، ولو اجتمع العالم كلّه، ولو قُتلنا جميعًا". اعلان
أكّد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في كلمة ألقاها عبر الشاشة بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر، الذي قُتل بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، أن سلاح الحزب "شأن داخلي لبناني"، مشدّدًا على أن "هذا السلاح ليس وسيلة تهديد، بل جزء من استراتيجية الدفاع الوطني التي تُصان بها سيادة لبنان واستقلاله".
وأضاف قاسم أن "إسرائيل واصلت خرق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر 2024، بهدف الضغط على حزب الله وإجباره على التخلي عن سلاحه"، معتبرًا أن أي مطالبة بتسليمه "تخدم المشروع الصهيوني والأمريكي في المنطقة".
وأكد أن "سلاح حزب الله ليس ضد اللبنانيين، ولا يستخدم داخل الأراضي اللبنانية أبدًا"، مشيرًا إلى أن وجوده يُعدّ "ردعًا استراتيجيًا ضد التهديدات الخارجية"، لا سيما بعد ما وصفه بـ"التوسع الإسرائيلي المتواصل في الجنوب اللبناني"، والذي يشبه ما يحدث في سوريا حسب قوله.
وقال إن "الكيان الإسرائيلي لا يهتم بأمن مستوطناته في الشمال الفلسطيني المحتل، بل يسعى إلى توسيع نفوذه على كامل الأراضي اللبنانية"، مضيفًا أن "الولايات المتحدة تسعى إلى تدمير البنية السياسية والاجتماعية للبنان، وإثارة فتنة داخلية لخدمة مشروعها المعروف بالشرق الأوسط الجديد"، وفق تعبيره.
وأشار قاسم إلى أن لبنان، بكل طوائفه، يواجه اليوم "خطرًا وجوديًا حقيقيًا" من قبل "إسرائيل، والولايات المتحدة، والجماعات التكفيرية".
وأردف: "لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقًا بإسرائيل، ولو اجتمع الكون كله، ولو قُتلنا جميعًا، ولن نقبل بذلك ما دام فينا عرق ينبض وفينا نفس حي".
وأوضح أن حزب الله "ليس ضعيفًا"، مؤكّدًا على حضوره السياسي والشعبي "القوي" داخل المجتمع اللبناني، وقال: "عندما أصبحت الدولة مسؤولة عن الأمن، لم نعد نتحمل وحدنا مسؤولية التصدي للعدوان، لكننا لن نستسلم لأي محاولة لفرض تسوية تُنهي وجودنا السياسي أو العسكري".
Related "الكلمات لن تكون كافية"... باراك ينبه لبنان وحزب الله من استمرار الجمود في ملف السلاحضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثاتالجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه استمرار الغارات الإسرائيلية رغم الاتفاقعلى صعيد الملف الأمني، تستمر إسرائيل في تنفيذ غارات جوية في مناطق لبنانية متعددة، خاصة في الجنوب، حيث تدّعي توجيهها ضد "عناصر مسلحة مرتبطَة بحزب الله أو مواقع له". وتؤكد تل أبيب أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد يُشكل خطراً عليها"، مطالبة بوقف "إعادة ترميم القدرات العسكرية" للجماعة.
وفي المقابل، أفاد تقرير لوكالة "رويترز" بأن الولايات المتحدة تُكثف ضغوطها على الحكومة اللبنانية لإصدار قرار وزاري رسمي يلتزم بنزع سلاح حزب الله، كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات حول وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
وأوضح التقرير أن المبعوث الأمريكي توم باراك لن يُرسل إلى بيروت لإجراء مفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين، إلا إذا تمّ التزام حكومة بيروت بخطوة واضحة في هذا الإطار، مشيرًا إلى أن واشنطن بدأت تُصرّ على إجراء تصويت سريع في مجلس الوزراء على القرار.
خارطة طريق أمريكية مقابل تمسك حزب الله بالسلاحتجري محادثات بين بيروت وواشنطن منذ نحو ستة أسابيع حول خارطة طريق أمريكية تنصّ على نزع سلاح حزب الله بالكامل، مقابل وقف إسرائيل لضرباتها الجوية وسحب قواتها من خمس نقاط حدودية في جنوب لبنان.
وبحسب المصادر، فإن الاقتراح الأصلي يتضمّن شرطًا مركزيًا يتمثل في إصدار قرار وزاري لبناني يتعهد بنزع السلاح، وهو ما رفضه حزب الله علنًا، لكنه قد يدرس إمكانية تقليص الترسانة العسكرية بشكل محدود.
وقد طلب رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الحليف الرئيسي لحزب الله، من الولايات المتحدة ضمان وقف إسرائيل لضرباتها الجوية كخطوة أولى، قبل المضي في أي عملية تنفيذ لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم.
لكن التقارير أفادت بأن إسرائيل رفضت هذا الاقتراح في نهاية الأسبوع الماضي، ما دفع واشنطن إلى تعزيز ضغوطها على بيروت، وبدء إجراءات رسمية لتقييد الدعم السياسي والعسكري حتى تُتخذ خطوات ملموسة.
بعد زيارة إلى بيروت، كتب المبعوث الأمريكي توم براك منشورًا على موقع "إكس"، قال فيه: "ما دام حزب الله يحتفظ بالسلاح، فلن تكفي الكلمات. على الحكومة وحزب الله الالتزام الكامل والتحرك الآن، حتى لا يُسلّم الشعب اللبناني إلى الوضع الراهن المتداعي".
ووفي السياق، دعا رئيس الوزراء نواف سلام الى جلسة حكومية تعقد الأسبوع المقبل من أجل "استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً"، إضافة الى "البحث في الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة