خبراء لـ "الفجر": المفاوضات بين حزب الله وإسرائيل مهددة بالانهيار.. وإيران تسعى لإفشالها
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
خلال الساعات القليلة الماضية تناولت العديد من وسائل الإعلام المختلفة عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، حيث أفادت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغت مسؤولين لبنانيين بإمكانية الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان خلال الساعات القليلة المقبلة.
وأكدت قناة "كان" العبرية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون سيعلنان رسميًا عن الاتفاق يوم الثلاثاء المقبل.
صرح مسؤول إسرائيلي كبير لقناة "12" العبرية أن الاتفاق يتضمن التزامات أمريكية واضحة لدعم إسرائيل في مواجهة أي تهديدات مباشرة في لبنان. كما ستشارك فرنسا بدور متميز ضمن آلية المراقبة الدولية التي ستشرف على تنفيذ الاتفاق.
وأضاف المسؤول أن الاتفاق ينص على إبعاد حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني ومنع إعادة تسليحه.
آلية المراقبة الدولية
كشف نائب رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن لجنة دولية من خمس دول ستتولى مراقبة تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بما يتماشى مع القرار الأممي رقم 1701.
في السياق ذاته، رحب نائب المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط بجهود وقف إطلاق النار، داعيًا إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701.
كما أشار إلى خطورة التصعيد العسكري الأخير في شمال غزة، وتصاعد التوترات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
ذكرت منصة "أكسيوس" أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) سيعقد جلسة يوم الثلاثاء المقبل للمصادقة على الاتفاق.
التحديات أمام التنفيذيأتي الاتفاق وسط مخاوف من عودة التصعيد، خاصة أن الوضع الميداني شهد في الأسابيع الأخيرة اشتباكات على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل لبنان.
من جانبه قال الدكتور عمرو حسين، المتخصص في الشؤون الدولية، إن المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحزب الله، بوساطة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، تواجه عقبات كبيرة تهدد نجاحها مشيرًا إلى أن أبرز هذه العقبات هي مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمنح إسرائيل حق استخدام القوة العسكرية في حال اختراق حزب الله للقرار الدولي 1701، الذي ينص على انسحاب القوات العسكرية خلف نهر الليطاني، وهو مطلب قوبل برفض قاطع من حزب الله ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الذي اعتبره انتهاكًا واضحًا للسيادة اللبنانية.
أضاف حسين في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن إسرائيل تستمر في استهداف قيادات حزب الله كجزء من استراتيجيتها العسكرية، حيث كان آخر تلك العمليات هو اغتيال محمد عفيف، المتحدث الإعلامي باسم الحزب.
أكمل حديثه قائلا:" أن التوسع الإسرائيلي في العمليات البرية داخل جنوب لبنان يثير الشكوك حول النوايا الإسرائيلية الحقيقية، خاصة أن هذه التحركات تشير إلى رغبة في إطالة أمد الحرب لتحقيق أهداف استراتيجية وسياسية".
أشار حسين إلى أن نتنياهو يسعى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية من إطالة أمد الحرب وهم:"إقامة منطقة عازلة داخل جنوب لبنان لتأمين الحدود الإسرائيلية ومنع أي تهديدات مستقبلية من حزب الله و تعزيز موقفه السياسي والبقاء في السلطة في ظل الضغوط الداخلية والتحقيقات التي تطال أعضاء مكتبه وتحقيق نصر سياسي وعسكري واضح عبر استمرار العمليات العسكرية وضمان عدم عودة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة إلا بشروط تلبي مصالح إسرائيل".
أكد المتخصص في الشؤون الدولية، أن استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية واغتيال قيادات حزب يعني تعقيد الموقف أكثر.
من جانب آخر يري الدكتور هاني سليمان، المتخصص في الشؤون الإيرانية، أن إيران تسعى جاهدة لإفشال أي اتفاق بين إسرائيل وحزب الله، موضحًا أن هذا الموقف ينبع من عدة أسباب استراتيجية تخدم مصالحها في المنطقة.
أضاف سليمان في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن هناك أربع أسباب تجعل إيران تسعى إلى إفشال الاتفاق وهم: السبب الأول يتمثل في أن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين قد يؤدي إلى تقارب حزب الله مع الدولة اللبنانية على حساب ولائه لإيران، مما يهدد النفوذ الإيراني في المنطقة.
أكمل، أما السبب الثاني، فيكمن في أن الاتفاق يمكن أن يسهم في إعادة حزب الله إلى الحضانة العربية من جديد، وهو ما يضعف السيطرة الإيرانية على الحزب.
أشار إلى أن السبب الثالث يرتبط بـ "تصفير الجبهات"، حيث إن التوصل إلى اتفاق سيتيح لإسرائيل توجيه ضغوطها بشكل مباشر نحو إيران بدلًا من مواجهة حزب الله، مما يزيد من التحديات التي تواجهها طهران.
واختتم المتخصص في الشؤون الإيرانية، حديثه بالتأكيد على أن السبب الرابع يتمثل في أن أي اتفاق يتم التوصل إليه سيكون بمثابة انتصار لإسرائيل إذا لم يُراعِ الشروط الإيرانية، حيث تسعى طهران إلى فرض شروطها لضمان الحفاظ على مكاسبها الإقليمية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المفاوضات بين حزب الله وإسرائيل حزب الله اسرائيل اسرائيل لبنان ايران
إقرأ أيضاً:
شرم الشيخ تستضيف محادثات حاسمة بين حماس وإسرائيل والولايات المتحدة لإنهاء حرب غزة
من المقرر أن تجتمع وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة في مصر لإجراء محادثات يوم الاثنين، حيث دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاوضين إلى "التحرك بسرعة" لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين في قطاع غزة.
ومن المقرر أن يجتمع المبعوثون في مدينة شرم الشيخ.
استجابت كل من حماس وإسرائيل بشكل إيجابي لخارطة طريق ترامب لإنهاء القتال وإطلاق سراح الأسرى في غزة مقابل الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، على الرغم من أن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى تسوية.
وقال مسؤول كبير في حماس لوكالات صحفية دولية إن الجماعة "حريصة للغاية على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب والبدء الفوري في عملية تبادل الأسرى وفقًا للظروف الميدانية".
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يأمل في إطلاق سراح الرهائن في غضون أيام.
كتب ترامب على منصة Truth تروث سوشيال، أنه "كانت هناك مناقشات إيجابية للغاية مع حماس" وأطراف أخرى بشأن تحرير الأسرى وإنهاء الحرب.
وقال إن المحادثات "تسير بسرعة"، مضيفًا أن "المرحلة الأولى يجب أن تكتمل هذا الأسبوع، وأنا أطلب من الجميع التحرك بسرعة".
أرسل ترامب مبعوثين للمساعدة في الانتهاء من الصفقة: مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر.
وصل كبير مفاوضي حماس، خليل الحية، إلى مصر في وقت متأخر من يوم الأحد على رأس الوفد، حسبما ذكرت الحركة في بيان.
سيغادر الوفد الإسرائيلي إلى مصر يوم الاثنين، وفقًا لنتنياهو.
بعد أشهر من جهود الوساطة من قبل مصر وقطر بهدف إنهاء الحرب المدمرة، أعرب وزراء الخارجية عن تفاؤلهم بشأن أحدث دفعة دبلوماسية في بيان مشترك، ووصفوا المفاوضات بأنها "فرصة حقيقية" لتحقيق وقف إطلاق نار مستدام.
يوم الأحد، حثّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إسرائيل على وقف قصف غزة قبل بدء المحادثات، قائلاً: "لا يُمكن إطلاق سراح الرهائن في خضمّ الغارات".
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة يوم الأحد عن استشهاد 20 شخصًا على الأقل في أنحاء الأراضي الفلسطينية، وفقًا لجهاز الدفاع المدني في غزة.
وأعلنت القاهرة أن المحادثات الجديدة تهدف إلى "وضع أسس وشروط وتفاصيل تبادل جميع المعتقلين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين".
أفاد مصدر فلسطيني مقرب من حماس أن مقاتليها مستعدون "لوقف عملياتهم العسكرية" بمجرد أن توقف إسرائيل عملياتها.
وقال ترامب إنه بمجرد اكتمال تبادل الأسرى، "سنهيئ الظروف للمرحلة التالية من الانسحاب".
بالإضافة إلى وقف الأعمال العدائية، تدعو الخطة الأمريكية إلى إطلاق سراح الرهائن، الأحياء والأموات، في غضون 72 ساعة.
وقد احتجز المقاومون الفلسطينيون 251 رهينة خلال هجومهم في 7 أكتوبر، ولا يزال 47 منهم في غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 25 منهم لقوا حتفهم.
استشهد اكثر من ٦٧ الف فلسطيني جراء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.