أمطار الشتاء تغرق المخيمات وتفاقم معاناة النازحين في غزة
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
غزة «أ.ف.ب»: في ملعب اليرموك في مدينة غزة، يضع أيمن صيام كتلًا خرسانية حول الخيمة التي لجأ إليها مع عائلته بسبب الحرب في قطاع غزة، في محاولة لمنع تدفّق مياه الأمطار إلى داخلها.
ويجد مئات آلاف النازحين أنفسهم أمام تحدٍّ إضافي مع بدء فصل الشتاء، لا سيما الذين يعيشون منهم في خيم أو في العراء.
ولجأ صيام إلى ملعب اليرموك الرياضي في مدينة غزة بعد اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
ويقول: «أحاول حماية خيمتي من مياه الأمطار لأننا نتوقع هطول أمطار غزيرة. قبل ثلاثة أيام عندما هطلت الأمطار، غمرتنا المياه هنا». تكتظ ساحة الملعب بالخيم الرثة، بينما أصبحت أرضية الملعب موحلة وتنتشر فيها البرك بعد أن غمرت الأمطار خيما وجرفت غيرها.
وتجهد عائلات لإيجاد طرق لمنع تدفق المياه إلى داخل الخيم، فعمد البعض إلى تغطية سطح الخيمة بألواح بلاستيكية، وحفر آخرون خنادق صغيرة حول خيمتهم لتنزل فيها المياه، بينما وقف آخرون عاجزين أمام التحديات المتلاحقة.
ونزح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة خلال أكثر من عام من الحرب، مرة واحدة على الأقل وكثير منهم مرات عدة، وفقا للأمم المتحدة.
ويخشى النازحون فصل الشتاء القادم، فيما خِيم العديد منهم متهالكة، وكثيرون لا يملكون ملابس تقيهم البرد مع انخفاض درجات الحرارة.
ويبدأ موسم الأمطار في قطاع غزة من أواخر أكتوبر ويمتدّ حتى أبريل، بينما يعد شهر يناير الأكثر برودة ورطوبة، ويتراوح معدّل هطول الأمطار خلاله بين 30 و40 ملم. وتنخفض درجات الحرارة ليلا في فصل الشتاء إلى حوالي ست درجات مئوية.
وقال المكتب الإعلامي بغزة في بيان صدر قبل أيام إن «قرابة عشرة آلاف خيمة تلفت إذ جرفتها مياه البحر بعد امتداد الأمواج بسبب دخول فصل الشتاء ودخول المنخفض الجوي». وتابع «قطاع غزة مقبل على أزمة عميقة وكارثة إنسانية حقيقية بفعل دخول فصل الشتاء وظروف المناخ الصعبة، سوف يصبح مليونا إنسان بلا أي مأوى».
كما أشار البيان إلى أن «81% من خيم النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، بعد تلف واهتراء 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألفا، وهي بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل».
وحذّرت منظمات الإغاثة الدولية من ازدياد معاناة النازحين مع اقتراب فصل الشتاء.
واعتبرت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز ووتريدج، أن الوضع «سيكون كارثيا».
وقالت من مدينة غزة: «الناس ليس لديهم أي شيء يحتاجون إليه.. لم تكن لديهم أشياء أساسية، أساسية، أساسية لمدة 13 شهرا. لا طعام، لا ماء، ولا مأوى». وتابعت: «سيكون الأمر بائسا، وسيصبح أكثر بؤسا».
ويقول عوني السبع بعد أن نظر إلى السماء الملبدة بالغيوم: «غمرت الأمطار ومياه البحر جميع الخيم. نحن عاجزون. أخذت المياه كل شيء من الخيمة، بما في ذلك الفرش والبطانيات وإبريق ماء. لم نتمكن إلا من الحصول على مرتبة وبطانيات للأطفال».
وتشكو أم أحمد صالحة (40 عاما) التي نزحت من منزلها في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة إلى خيمة في مدينة دير البلح في وسط القطاع: «نحن في الشارع الآن، لم يتبق لدينا شيء».
وتعرض صالحة صورا عبر هاتفها تظهر تدفق مياه الأمطار إلى داخل خيمتها، كما تعرض قطع الملابس المبللة، وتتابع: «كل هذا من أمطار هذا الصباح ولم يبدأ الشتاء بعد بشكل صحيح».
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة اليوم : إن «عشرات آلاف النازحين غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن وبينهم مرضى ومصابون خصوصا في مخيمات وسط قطاع غزة وفي المناطق الغربية في خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة، يعانون من غرق الخيام بسبب الأمطار».
وحذّر محمود بصل من «تفشّي الأمراض في ظل البرد»، مطالبا المجتمع الدولي بـ«التدخّل العاجل لمساعدة النازحين، وإدخال الخيم والمساعدات الغذائية والطبية».
واستشهد ما لا يقل عن 44249 فلسطينيا في القصف المدمّر والعمليات العسكرية التي تنفّذها إسرائيل على قطاع غزة، وأغلبهم من المدنيين، وفقًا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فصل الشتاء مدینة غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بتجريف الأرض وهدم البيوت.. الاحتلال يغير ملامح المخيمات في شمال الضفة
أقرّ الجيش الإسرائيلي بأن ما وصفها بالعمليات العسكرية في جنين وطولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية تهدف إلى تغيير ملامح المخيمات، في ظل عدوان متواصل منذ قرابة 6 أشهر.
وأوضح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الهدف من هذه العمليات هو إعادة تشكيل المخيمات وتحويلها إلى مناطق مفتوحة يسهل الوصول إليها وتخضع لسيطرة الجيش.
وأشار إلى أن ذلك من شأنه أن يتيح للجيش حرية الحركة لإحباط العمليات العسكرية.
وتشير تقديرات إلى أن الجرافات الإسرائيلية هدمت أكثر من 600 منزل بالكامل بمخيم جنين وحده، وفتحت 15 شارعا، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
كما يواصل جيش الاحتلال هدم المباني في مخيم طولكرم، رغم صدور قرار قضائي إسرائيلي بتجميد العملية.
ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس.
وأدى العدوان الإسرائيلي إلى تدمير ما لا يقل عن 400 منزل كليا في مخيمي طولكرم ونور شمس، و2573 منزلا جزئيا، مع استمرار إغلاق مداخل المخيمين وتحويلهما إلى مناطق خالية من الحياة، بحسب معطيات رسمية.
وتشير التقديرات الفلسطينية إلى أن الاحتلال شرّد نحو 40 ألف فلسطيني من المخيمات الثلاثة، ولم يسمح لسكان مخيم جنين بالعودة لاستعادة بعض ممتلكاتهم.
في غضون ذلك، زار المنسق الأميركي للشؤون الأمنية في الضفة الغربية مايكل آر فينزل أمس الثلاثاء مخيم نور شمس، للاطلاع على آثار العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ نحو 150 يوما.
وقال محافظ طولكرم عبد الله كميل الذي رافق المسؤول الأميركي في جولته، بتصريحات للصحفيين، إن الزيارة تأتي في إطار تواصل الجانب الفلسطيني مع مختلف الجهات، بما فيها الأوروبية والولايات المتحدة التي تملك قدرة على الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها.
إعلانوأضاف كميل أن الهدف الفلسطيني هو إعادة الناس إلى منازلهم، ورفع الأذى عنهم، وإعادة إعمار المخيمات.
وأشار إلى أن الأميركيين اقترحوا أن تكون بداية الإعمار من مخيم نور شمس، وتابع "نحن لسنا ضد ذلك".
وأشار المحافظ إلى أنها المرة الأولى التي يدخل فيها المخيم منذ بدء العدوان، واصفا الوضع هناك بأنه "مأساوي"، مشيرا إلى أن المنسق الأميركي "أبدى امتعاضه مما شاهده".
كما شدد كميل على ضرورة إعادة تأهيل البنية التحتية للمخيم من صرف صحي ومياه وكهرباء وشوارع، مشيرا إلى تهديدات إسرائيلية "بقصف أي مبنى يُعاد بناؤه بعد الهدم".
وتأتي عمليات الهدم ضمن أحدث مخطط أعلنته سلطات الاحتلال في مايو/أيار الماضي يقضي بهدم 106 مبان، منها 58 في مخيم طولكرم، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية، و48 مبنى في مخيم نور شمس.
محو الهوية الفلسطينيةمن جهته، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد إن العدوان الإسرائيلي على المخيمات في الضفة الغربية يحمل أهدافا أبعد من الاعتبارات الأمنية والعسكرية، موضحا أن الاحتلال لا يسعى فقط لتحويل المخيمات إلى أحياء داخل المدن لتسهيل السيطرة الأمنية، بل يعمل على إلغاء فكرة المخيم كرمز لحق العودة واللجوء الفلسطيني، وهي في صميم الرواية الفلسطينية.
وأوضح أبو عواد، في مقابلة مع الجزيرة نت، أن إسرائيل تحاول تنفيذ مشروع تهجير علني وليس مبطنا، مشيرا إلى تهجير نحو 40 ألف فلسطيني من الضفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولفت إلى أن إسرائيل تعمل على تقليص الوجود الفلسطيني، كما يطرح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، تمهيدا لمرحلة ثانية عنوانها ترحيل الفلسطينيين، وهو ما يظهر بوضوح من خلال سياسات التهجير، وفرض العقوبات، والسيطرة على الأرض، وتفكيك المخيمات.
وبالتوازي مع حرب الإبادة في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس، مما أدى إلى استشهاد 993 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في قطاع غزة مخلفة أكثر من 194 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.