الأنثى السِّيجْمَا
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
موزة المعمرية
من المُؤلم أن تكون نجمًا لامعًا في السماء ولكن لا تُرى إلا بعد أن تنكسر روحك!.
أطلَقَتْ سراحَهُ فلم يعُد لها، تمنت له الخير أينما يكن قائلة: "عِش سعيدًا بعيدًا عني فأنت لست قدري ولستُ مُقدرةً لك، فقد اخترتها مُسبقًا دوني فهنيئًا لك بما اخترت واختار القدر لك، ولكني أدركت بعد طول تفكير أن الحب يمكن أن يتحول إلى انتقام، نعم إنه كذلك إن تدخلت الكرامة في منتصف الحب، والعقل، والقلب سواء وانتفضت الروح فيما بينهم جميعًا".
في يوم من الأيام كانت تتواجد على مسرحها عدة شخصيات أعطتها أكثر مما كانت تستحق ولكن بعد اكتشافها لحقيقة قذارتهم قامت بإبادتهم جميعًا كما تبيد الملكة بيادقها في لعبة الشطرنج، وفي النهاية تظل الملكة ملكة.
لا توجد قُوة لا تنبثق من قلب الانكسار، فشكرًا لكل من كسرونا بدمٍ بارد ليجعلونا أقوى مما كُنَّا نظن وكانوا، وقوة الملكة دائمًا تشبه قوة السلاطين العِظَام التي لا يقف بوجهها كيد الشياطين.
وفي النهاية أخبروني من الصادق فينا في كل هذا الكيان؟
أخبروني عنه حتى أركع تحت قدميه راجيةً نُبل الحياة منه.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الحب في زمن التوباكو (14)
مُزنة المسافر
جوليتا: وهل جاء ألبيرتو؟
ماتيلدا: لم أعرفه بالخوذة، جاء بدراجة نارية، وطلب مني أن أقودها أو سيأخذني في جولة طويلة نحو أشجار البلوط الأحمر. ابتسم لي بعد أن نزع الخوذة، وقال لي: نحن نعيش مرة واحدة يا عزيزتي، تعالي معي نجرب هذه العربة الشيطانة!
ماتيلدا: صوتها مزعج.
ألبيرتو: إنها طفطافة، جوّالة ستقودنا لأمر ما، إنها ذاهبة، راحلة بين ثنايا الصفصاف إنها تتحرك بوداعة مع الريح، إنها مذهلة تصدر الأصوات المزعجة لكنها نارية وقارية يا عزيزتي.
صرخت وصدحت أنا: إنها رائعة!
طلب مني ألبيرتو أن أنسى حماسي هذا وأفكر في التلة التي وصلت إليها الدراجة النارية.
ألبيرتو: بلادنا جميلة!
ماتيلدا: لماذا إذن تغادر للعالم المُتقدِّم؟
ألبيرتو: لن أذهب إلى أي مكان، في هذه اللحظة سأبقى هنا.
ماتيلدا: جعلني ألبيرتو أُغرم في الأمور الصعبة، وأتمايل أمام الريح واللحن الذي كان في رأسي وحدي، وأردتُ أن أكتب أجمل أغنياتي هناك في تلك اللحظة؛ حيث ألبيرتو والدراجة والتل، وصورة واضحة للبلدة بأكملها وهي تُشاهدنا نراها بإعجاب كبير.
جوليتا: وهل كتبتِ شيئًا يا عمتي؟
ماتيلدا: نعم بالطبع، كتبتُ شيئًا لم يخطر على بالِ الشيطان نفسه.
اعتمد الأغنية المنتج خورخيه وأطلقنا عليها: قل لحبيبي ألا يغيب.
ورغم أنني أكملت الأغنية بلحنها ومغناها، وآلاتها النفخية.. رحل ألبيرتو من جديد، وانشغلت أنا بالشهرة، ولمعتْ أضواء الشوارع، والأستوديوهات لي، وزاد عدد المعجبين بـ"قل لحبيبي ألا يغيب".
كان هناك الباباراتزي أو مطاردو النجوم، وأناس كثر يسكنهم الفضول يريدون معرفة ماذا أفعل في النهار؟ وماذا أفعل في المساء؟ وكيف يكون الليل في أغنياتي؟ وكيف يأتي النهار في ألحاني؟
جاءني اتصال هاتفي يخبرني أن هنالك مقابلة مهمة على المذياع، طلبتْ مني المذيعة واسمها روزا أن تُسجل مقابلة حصرية معي في مطعم صغير، طلبتْ المذيعة من النادل أن يُقدِّم لنا صحون الإسباغيتي، وكان أول أسئلة المقابلة: نود أن نشعر بالحزن في أغانياتك يا ماتيلدا.
سألتها بسخرية: هل تودين البكاء؟
المذيعة روزا: لأن الحزن قد صار رائجًا للغاية، أغاني حزينة ومشاعر عميقة.
ماتيلدا: لا يمكننا أن نطلب من الجمهور أن يحزن؛ فالحياة جميلة.
ضحكتْ المذيعة روزا ضحكة ساخرة، ومزجتها بالهاهاها، سؤالي القادم مهم، بجانب الإسباغيتي ماذا تحبين؟ هل تحبين الكافيار يا عزيزتي؟ هل أنت من عشاق الكافيار؟ هيا قولي للجمهور الأسرار.
في تلك اللحظة شعرت بسخف المذيعة، ونواياها الخبيثة، خصوصًا أننا كنا نسجل المقابلة الصوتية ونحن نأكل الإسباغيتي بالصلصلة الحمراء في مطعم متواضع للغاية في وسط البلدة، ولم يكن هناك سمك في المكان غير حوض السمك القديم الذي فيه أسماك صغيرة تكاد لا تُرى وسط الماء الملوث. شعرتُ لحظتها أنه علي الوقوف، أخرجتُ محفظتي وألقيت بالنقود على الطاولة، وتركتُ الشوكة وأنهيتُ المقابلة.
ماتيلدا: انتهينا اليوم، هذا كل شيء.
جوليتا: وماذا حدث بعدها يا عمتي؟
ماتيلدا: وُضعت المقابلة ناقصة وانتهت عند كلمة الكافيار؛ بل قُطعت الفقرة إلى مذيع ربط يطلب من الجمهور الاستمتاع بمباراة جديدة لكرة المضرب، لم أنزعج يا ابنة أخي وعدتُ للأستوديو لأحفظ ما كتبته من الأغنية الجديدة: قل لحبيبي ألا يغيب.
وأضفت سطرًا: أريده فقط أن يعود.
إنه يسود، نعم يسود فؤادي وحياتي.
الجوقة: فلنقل إذن إنه الحبيب المنتظر منذ أيامٍ طويلة.
وأين يكون هو الآن؟