الحرة:
2025-07-30@06:07:15 GMT

لبنان والقبضة الإيرانية.. من التغلغل إلى الانهيار

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

لبنان والقبضة الإيرانية.. من التغلغل إلى الانهيار

منذ ثمانينيات القرن الماضي، بدأت إيران صياغة مشروعها الإقليمي في لبنان عبر إنشاء حزب الله، الذي تحول بسرعة إلى أداة استراتيجية لخدمة مصالحها في المنطقة. لم يقتصر هذا التدخل على الجانب العسكري فقط، بل امتد ليشمل مفاصل الدولة اللبنانية، مما ساهم في إضعاف مؤسساتها وتعميق أزماتها، وإيصالها إلى حافة الانهيار.

أسس الحرس الثوري الإيراني حزب الله من رحم حركة أمل، بعد انشقاق مجموعة عنها عام 1982، لتعرف في البداية باسم "أمل الإسلامية". بدعم إيراني مباشر، اندمجت هذه المجموعة مع تنظيمات شيعية أخرى لتشكيل حزب الله.

بفضل الدعم الإيراني، تمكن حزب الله من بسط نفوذه على إدارات الدولة اللبنانية، وتعميق الانقسامات السياسية، والسيطرة على قرار السلم والحرب، مما أدى إلى توريط لبنان في صراعات إقليمية ذات عواقب وخيمة.

التغلغل في مؤسسات الدولة

"من حركة مقاومة لتحرير جنوب لبنان"، تحوّل حزب الله عبر السنوات، كما تقول عضو تكتّل الجمهورية القوية النائبة الدكتورة غادة أيوب، إلى قوة سياسية وعسكرية مهيمنة على الدولة، فهو لم ينشأ كأي حزب سياسي، بل كان "لا يخضع للقوانين اللبنانية ولا يمتلك سجلات رسمية كحزب سياسي، مما جعله دويلة داخل الدولة، مع جيش موازٍ يفرض شروطه على الحكومات ويقوض سيادة الدولة لصالح مشروعه الخاص".

بدأت سيطرة حزب الله بالتنامي، وفقاً لما تقوله أيوب لموقع "الحرة"، منذ اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية (1975-1990)، وتشير إلى أن "اتفاق الطائف نصّ على حل كل الميليشيات وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني غير أن الوصاية السورية آنذاك استثنت الحزب من نزع السلاح، بحجة أنه "مقاومة"، بسبب وجود أراض جنوبية لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي، مما أتاح للحزب التغلغل في مؤسسات الدولة والسيطرة على قرارها وسيادتها. هذا الاستثناء كان الخطوة الأولى التي قادت إلى الوضع الحالي في لبنان".

تبنى الحزب استراتيجية "نتحكم ولا نحكم"، تضيف أيوب، موضحة أنه "سيطر على إدارات الدولة، لاسيما بعد حقبة الوصاية السورية، بالتالي سيطر على القرار اللبناني، دون أن يتولى السلطة بشكل مباشر، وبرزت هذه السيطرة خلال الاستحقاقات الدستورية، مثل تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية حتى ضمان انتخاب رئيس يوافق على مشروعه".

وتعتبر أيوب أن الإصرار على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية عام 2016 جاء نتيجة مذكرة التفاهم التي وقعها مع حزب الله عام 2006، وتقول إن "هذه المذكرة منحت الحزب الغطاء المسيحي اللازم لفرض هيمنته على الدولة ومؤسساتها، مما أدى إلى تسليم الجمهورية بالكامل إليه لمدة تجاوزت 18 عاماً".

يذكر أنه على الرغم من تصنيف حزب الله منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، وعدد من الدول، فإنه يشارك في الحياة السياسية اللبنانية من خلال الحكومات والمجالس النيابية.

من جهته، يرى الكاتب والصحفي مجد بو مجاهد أن "إيران استطاعت أن تفاقم حجم هيمنتها التدريجية على لبنان بدءاً من محاولة استقطابية للكثير من الشيعة اللبنانيين، وأخذهم باتجاه المنحى الخاص بولاية الفقيه، مع الملاقاة بين العمل السياسي والديني من خلال حزب الله".

ويضيف بو مجاهد، في حديث لموقع "الحرة"، أن "حزب الله عمل على كسب التأييد الشعبي داخل الطائفة الشيعية، مستفيداً من قوة الخطاب السياسي، لاسيما لأمينه العام حسن نصر الله والدعم المادي والعسكري من إيران. مما جعله قادراً على السيطرة تباعاً في لبنان، خصوصاً أن موازين القوى في الداخل اللبناني كانت تنحو في مناسبات عدّة لمصلحته كفريق مسلّح من خارج الدولة اللبنانية مع استعماله السلاح في الداخل اللبناني سابقاً، وعرقلته تشكيل حكومات لبنانية وتعطيله استحقاقات خاصة بانتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية بحثاً عن فرض شروط السياسية مع اتكاله أيضاً على تحالفات ضمن ما عرف بمحور الممانعة".

باختصار، كما يقول بو مجاهد، "نجحت إيران في التغلغل إلى لبنان عبر حزب الله باستخدام الخطاب الطائفي، المال، السلاح، والنفوذ الإقليمي للنظام الإيراني في المنطقة وتعطيل الاستحقاقات اللبنانية فرضاً للشروط".

ساعد كلّ ذلك حزب الله، في بسط نفوذه كما يقول بو مجاهد "على منشآت حيوية لبنانية رسمية، وسيطرة محوره الإيراني على قرار السلم والحرب في لبنان".

ضربات إسرائيلية على قلب بيروت.. وخطاب مرتقب لنتانياهو كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية على العاصمة اللبنانية، بيروت، بينما يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي لاتخاذ قرار بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، وفق مراسلة الحرة. ربط لبنان بالصراعات الإقليمية

خلال فترة قيادة حسن نصر الله، طوّر حزب الله قدراته العسكرية بشكل كبير بدعم رئيسي من طهران، وأصبح يمتلك أسلحة دقيقة ومتطورة، كما سبق أن أعلن نصر الله أن الحزب يضم 100 ألف مقاتل.

"فائض القوة والسلاح الذي يمتلكه حزب الله، واعتماده ممثلا وحيدا للمقاومة في وجه إسرائيل"، أتى كما تقول أيوب "بعد سلسلة مواجهات أقصت كل أشكال المقاومة التي كانت قائمة قبل تأسيسه".

قوة حزب الله العسكرية مكنته، وفق أيوب، من أن "يفرض على كل البيانات الوزارية ضمان الغطاء والشرعية لمقاومة خرجت عن الدولة وخطفت قرارها، ما أدى إلى تغييب السيادة اللبنانية"، وتشدد "هذا النهج حوّل اللبنانيين إلى رهائن في مشروع الموت والدمار والحروب التي لا تنتهي".

استولى حزب الله على قرار الحرب في لبنان دون الرجوع إلى الحكومة، حيث أدخل لبنان كما تقول أيوب "في نفق مظلم لا يمكنه الخروج منه الآن إلا برفع تأثير إيران وحزب الله عن القرار اللبناني".

كذلك يقول بو مجاهد كان "لتسلح حزب الله وتدرّبه أن جعله يتدخل في حروب إقليمية وأن يشنّ حروباً من لبنان، من دون مشاورته السلطة اللبنانية أو القوى السياسية المتنوعة وبخاصة التي تعارض زجّ لبنان في معارك حربية زعزعت الاستقرار وورّطت لبنان في أزمات سياسية واجتماعية".

وعلى سبيل المثال، في عام 2006، شن مسلحو حزب الله هجوماً عبر الحدود مع إسرائيل، أدى إلى مقتل 8 جنود إسرائيليين، وخطف اثنين آخرين، الأمر الذي أجج حرباً واسعة النطاق بينه وبين الجيش الإسرائيلي.

كما دعم حزب الله النظام السوري في مواجهة الثورة السورية التي انطلقت عام 2011 مطالبة بإسقاط رئيس النظام بشار الأسد، إذ شارك آلاف من مسلحيه إلى جانب قوات النظام في استعادة المناطق التي فقدتها لصالح المعارضة المسلحة، خصوصاً المناطق المحاذية للحدود اللبنانية. وأدى هذا الدعم، إلى جانب تحالف الحزب الوثيق مع إيران، إلى تعميق الخلاف مع دول الخليج، التي عارضت تدخلاته في سوريا والمنطقة.

"تأخرنا نصف ساعة".. وزير إيراني يقرّ بضربات إسرائيل الاستخباراتية أقرّ وزير الاستخبارات الإيراني السابق محمود علوي، بأن وزارته فشلت في التعرّف على منفذي اغتيال العلماء النوويين، ولم تستطع حتى اكتشاف الطريقة، التي نُفذت بها هذه الاغتيالات. أزمة وجودية

لم يقتصر استخدام حزب الله لسلاحه على الخارج، بل وجهه إلى الداخل اللبناني أيضاً. ففي عام 2008، تصاعد التوتر إثر محاولة الحكومة اللبنانية إغلاق شبكة الاتصالات التابعة للحزب وإقالة رئيس أمن مطار رفيق الحريري الدولي لعلاقته به. رد حزب الله بشن هجوم مسلّح على العاصمة بيروت، أسفر عن مقتل العشرات، الأمر الذي أجبر الحكومة اللبنانية على التراجع والتوصل إلى اتفاق سياسي أتاح لحزب الله وحلفائه الحصول على الثلث المعطل في الحكومة.

وفي عام 2020، اتُهم حزب الله بتخزين 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم في العنبر 12 بمرفأ بيروت، التي انفجرت مخلّفة خسائر بشرية ومادية كارثية. كما يتهم الحزب بتعطيل التحقيقات في الحادثة.

وفي العام نفسه، رفض حزب الله قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الذي أدان سليم عياش، أحد عناصره، بالضلوع في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، الذي اغتيل بانفجار 1000 كغ من مادة "تي أن تي" أثناء مرور موكبه في بيروت يوم 14 فبراير 2005. وأعلن الحزب أنه سيتعامل مع القرار وكأنه "لم يصدر".

اليوم يمر لبنان، كما تقول أيوب "بأزمة وجودية نتيجة سياسات حزب الله"، معتبرة أن "الحزب يعيد تكرار سيناريو حرب عام 2006"، مستذكرة العبارة الشهيرة التي أطلقها حينها الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، "لو كنت أعلم".

وعقب عملية السابع من أكتوبر 2023 التي شنتها حركة حماس على إسرائيل، أعلن حزب الله تبني استراتيجية "وحدة الساحات"، حيث صرح نصر الله حينها بفتح جبهة جنوب لبنان لدعم حماس في مواجهتها مع إسرائيل.

أسهمت هذه الاستراتيجية بشكل مباشر في تصعيد العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، مما دفع الأخيرة إلى إطلاق عملية برية تستهدف دخول جنوب لبنان لإقامة منطقة عازلة، وتزامن ذلك مع توسع رقعة القتال ليشمل مناطق واسعة في لبنان وإسرائيل.

وتشير أيوب إلى أن الحرب الحالية "تخدم مصالح إيران على حساب سيادة لبنان واستقراره، وهي تدفع الحزب إلى الاستمرار في المعارك خشية انتقال كرة النار إليها بعد غزة ولبنان، أو بهدف تقديم "صك براءة" للإدارة الأميركية الجديدة، لإظهار حسن النية وضمان عدم استهداف منشآتها أو مشروعها النووي، فيما حزب الله يواصل القتال رغم خسارته جميع العناوين التي رفعها سابقاً".

وتضيف أن الحزب أوهم بيئته ومؤيديه "بالتأييد والنصر الإلهي ومعادلات توازن الردع، التي انتهت بأبناء الطائفة الشيعية وفئة كبيرة من اللبنانيين إلى دفع ثمن ذلك، حيث وجدوا أنفسهم اليوم يبحثون عن مكان آمن في مناطق لبنانية لم تؤمن يوماً بمشروع حزب الله وإيران في المنطقة، بل عارضته بشكل دائم، وأثبتت اليوم صحة موقفها الرافض للمشروع الإيراني"، مشددة على أن الحل الوحيد للبنانيين "هو العودة إلى سقف الدولة، وتطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية ذات الصلة، وتفعيل المؤسسات الوطنية لاستعادة الاستقرار والسيادة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: نصر الله حزب الله فی لبنان على قرار کما تقول أدى إلى

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. جورج عبد الله للجزيرة نت: عودتي ليست نهاية النضال والكفاح المسلّح حقٌ مشروع

عكار- في بلدته الكنعانية القبيّات، شماليّ لبنان، كانت والدة المناضل اللبناني جورج عبد الله تترقب عودته كل صباح، تُحصي الأيام على أمل أن يعود ابنها حرًّا، لكن الموت عاجلها قبل أن ترى لحظة الإفراج وتعيش فرحتها.

على مدى أكثر من 4 عقود، لم تغب صورة عبد الله عن ذاكرة المكان، وصارت أيقونة للنضال، تُرفع في المسيرات الشعبية، وتُعلّق على جدران البيوت والمحال، وتحملها أمهات القرى كما يحملن صور أبنائهن المفقودين في الحروب والمنفى.

وفي زاوية من منزله القروي، ما تزال الرسائل بخطّ يده محفوظة بعناية، تفوح منها رائحة العناد والكرامة. وبجانبها، رُصّت الكتب التي قرأها مرارًا تحت ضوء الزنزانة الخافت، فهو الذي اختار أن يُبقي فكره حرًّا وروحه عصيّة على الأسر.

يافطات وصور تملأ بلدة القبيات احتفالا بعودة عبد الله إلى منزله بعد 41 عاما من الاعتقال (الجزيرة)حفاوة الاستقبال

ومنذ لحظة الإفراج عنه قبل أيام من سجن لانميزان الفرنسي، تحوّلت القبيّات إلى محجٍّ للوفود الآتية من مختلف المناطق اللبنانية، واستقبلته بلدته كما الأبطال، على وقع الزغاريد ودموع الفخر، وسط أهازيج تروي حكاية الصبر والانتصار.

وفي بيته الحجري البسيط، لا تهدأ الحركة، ولا تنقطع الزيارات، نساء يحملن الورود، وشبان يرفعون الأعلام وصوره، ورفاق درب يأتون ليصافحوا الصمود في شخصه.

وبين أرز عكار، ما يزال جورج عبد الله يستقبل الضيوف بابتسامة واثقة، ونظرة ثابتة، وذاكرة لا تشيخ، كأن الأسر لم يُفلح في كسر شيء من صلابته، بل صقله ليكون شاهدًا حيًّا على زمن لا يُنسى.

المناضل جورج عبد الله يتحدث لمراسلة الجزيرة نت عن سنوات اعتقاله ويؤكد استمرار النضال (الجزيرة)

في مقابلة خاصة للجزيرة نت، يؤكد المناضل عبد الله أن لحظة خروجه من السجن ليست نهاية الرحلة، بل بداية لمرحلة نضالية جديدة تعكس تحوّلًا في موازين القوى، وتُعبّر عن هزيمة سياسية للدولة الفرنسية التي باتت تدرك أن استمرار اعتقاله تحوّل من ورقة ضغط إلى عبء ثقيل.

إعلان

ويقول: "نحن أمام مرحلة جديدة، مفتوحة على كل من سألتقيهم في لبنان من مناضلات ومناضلين وجماهير، والاستقبال فاق كل توقّعاتي والوجوه التي احتشدت كانت مرآة لصلابة شعبنا ووفائه، وهذا ما يبعث على الطمأنينة والثقة".

واستعاد عبد الله مشهد الاستقبال من عناصر أمن الدولة عند وصوله، واصفًا إياه بـ"المفاجئ والدافئ"، وأضاف أن قائد القوة وضباطه تصرفوا "كأحبّة"، ولم أتوقّع هذا المستوى من الحميمية، وهذه اللمسة التي تعكس جوهر لبنانيّتنا إن صحّ التعبير".

وعن أجواء اللحظة الأولى، يقول: "منذ أن كنت على متن الطائرة، شعرت بهذا التضامن الشعبي الذي يُفرح أي مناضل، سواء في السجن أو خارجه".

جورج عبد الله شعر بأمان ودفء في استقبال عناصر أمن الدولة والمواطنين معا له (الجزيرة)المناضل والكفاح المسلح

وعن سنوات الأسر، التي تجاوزت 40 عاما، يقول عبد الله: إن قسوة السجن لم تنجح في عزله عن شعبه وقضيته، ويضيف أن الاعتقال بحد ذاته مؤلم، لكنه كان محاطًا بحركة تضامن واسعة، خاصة من مناضلين فرنسيين وممثلين سياسيين كانوا يزورونه بانتظام، ويبقونه على تواصل دائم مع ما يجري.

وكان عبد الله يتلقى -حسب قوله- 5 رسائل أسبوعيا، كل واحدة منها تحتوي على 90 صفحة من الصحافة اللبنانية والعربية والفلسطينية، مؤكدا أنه "لم يكن منقطعا، بل منخرطا في التفاصيل، وفاعلا في نضالات رفاقي، رغم قضبان السجن". ويختم "المناضل لا يُحفظ في البرّاد، لا يُجمَّد كقطعة لحم، ليبقى حيّا عليه أن يظل في قلب النضال".

ويرى عبد الله أن النضال ليس مجرّد تضحيات تُقدّم على مذبح الوطن، بل فعل وجودي نابع من ارتباط عميق بالقضية، ويقول: "من يرى النضال عبئا لن يصمد، أما من يستمد صموده من وجدان شعبه فإنه يستمر، صمودي هو امتداد لصمود أهلي وشعبي".

وفي السياق، عبّر عن أمنيته بأن يحظى الأسرى الفلسطينيون ولو بجزء من التضامن والدعم الذي تلقّاه هو خلال سنوات أسره، مؤكّدًا أن فاشية الاحتلال الإسرائيلي تستدعي موقفا أمميّا جامعا.

وحين سؤاله عن مشروعية الكفاح المسلح اليوم، رد عبد الله بحزم "الكفاح المسلح ليس شعارا نظريا، بل أداة ضرورية في مواجهة العنف الصهيوني والعنصرية الإمبريالية، هو واقع نعيشه يوميا في غزة، ولبنان، وساحات نضالية أخرى".

وشدد أن هذا الخيار لا يتناقض مع بناء الدولة، بل يعكس غيابها، ويقول: "نريد دولة تحمي أبناءها، بجيش قوي مسلّح، ونحمل السلاح حين يُجرّد الجيش من سلاحه، وعندما يتوفّر جيش وطني قادر، فنحن جنوده وضباطه من أهلنا".

ويضيف "المليشيا لا تنشأ من الفراغ، بل من تقاعس الدولة، والطبقة السياسية هي من جرَّدت الجيش من أدوات الدفاع، وليس الأمهات أو عمال الأفران".

عشرات المحتشدين أمام مطار رفيق الحريري في استقبال جورج عبد الله (الجزيرة)لبنان الصامد

وحول أداء الدولة اللبنانية في متابعة قضيته، يقول عبد الله: "في بعض المراحل، قامت بما يلزم، لكن في كثير من الأحيان كانت غائبة بالكامل، لا أطلب منها أن تتحمّل عني عبء الأسر، لكن في محطات مفصلية، كان هناك من أدّى واجبه بمسؤولية ووطنية".

وخصّ بالشكر وزيرة العدل التي زارته في سجنه، وقال: "كانت حاملة لرسائل تضامن، ومجسّدة لصورة لبنان الحقيقي الذي نحلم به"، وأشاد بدور بعض الدبلوماسيين اللبنانيين الذين كلّفوا بمتابعة ملفه، مبديا امتنانه لهم، ومعتبرًا أن تقدير الجهد لا يعني بالضرورة تبنّي موقف رسمي.

إعلان

ويصف عبد الله فرنسا بأنها دولة "مرتبطة عضويا بإسرائيل، تاريخيا ومصلحيا"، ويقول إنها "تُجاهر بعدائها للحركة الوطنية العربية"، لكنه يُشدّد على أن لبنان –رغم صغره الجغرافي– يبقى منبعا للحياة والنضال.

ويؤكد "كنت مناضلًا وسأبقى، أمضيت 41 عامًا في السجون، و21 عامًا قبلها في النضال، وموقعي تحدده المعركة، لكن أملي يكبر حين أرى هذا الاصطفاف الشعبي العريض في وجه مشروع صوملة لبنان".

ويُحذِّر عبد الله من محاولات تحويل لبنان إلى "بقعة رخوة تحرسها إسرائيل"، موضحا أن "لبنان ليس هشًّا، بل قلعة صمود، من صمد وحده في وجه إسرائيل يستحق احترام العالم العربي، وليس خذلانه".

ويضيف "قُصفت أحياؤنا في بيروت، ولم نجد دولة عربية واحدة تزوّد الجيش بصاروخ، واليوم، يُطلب نزع سلاح المقاومة (حزب الله) من دون أن يقدّم أحد بديلا، نحن من سيعيد للجيش كرامته، ونحن –مع شعبنا– نتّفق: لا يحمي لبنان إلا جيشه القوي".

جورج عبد الله للجزيرة نت: لا صمت بعد المجازر.. ولا حياد مع الإبادة (الجزيرة)إلى العرب عن غزة

ووجَّه عبد الله رسائل مباشرة إلى العواصم العربية، متسائلا "من سيحمل الخبز والماء إلى أطفال غزة؟ أين المسلم الواحد بين ملايين المصريين، يتقدّم نحو غزة لإسقاط آلة الإبادة؟".

ويُذكّر بـ"غريتا"، الفتاة الأوروبية التي قطعت المحيط بقارب صغير حاملة علبة حليب إلى غزة، متسائلًا: "إذا كانت غريتا فعلتها، فما بال شعوب بأكملها لا تستطيع أن تُرسل شربة ماء؟".

ويختم "الأزهر ليس مؤسسة رمزية، بل ضمير حيّ للأمة، واليوم عليه أن يصرخ، لا صمت بعد المجازر، لا حياد مع الإبادة".

مقالات مشابهة

  • ضغط أميركي على لبنان بما يتعلق بـأسلحة حزب الله
  • محللون: لبنان يريد نزع سلاح حزب الله لكنه لا يضمن إسرائيل
  • واشنطن تضغط على لبنان بشأن نزع سلاح الحزب.. وهذا ما طلبه بري ورفضته اسرائيل
  • متعاقدو اللبنانية في رسالة إلى عون: نطالب بحل فوري لملف التفرغ
  • بالفيديو.. جورج عبد الله للجزيرة نت: عودتي ليست نهاية النضال والكفاح المسلّح حقٌ مشروع
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطمئن: فرنسا مستمرة في دعم لبنان وتجديد مهمة قوات «اليونيفيل» وشيك
  • الحوار مع الحزب يترنّح وإسرائيل ترفض بالنار مقترحات لبنان
  • العشرية السوداء”.. كتاب جديد  يوثق عقدًا من الانهيار الاقتصادي
  • بو عاصي: حزب الله لن يتخلى عن سلاحه لأنه أداة إيرانية
  • عن مهرجانات الأرز الدولية...هذا ما قالته أيوب