ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه في نهاية المطاف حصل الرئيس بايدن على وقف إطلاق النار في لبنان الذي كان يحلم به، ولم يكن بالضبط الاتفاق الذي كان يكافح من أجله طيلة العام الماضي، غير أنه كان انفراجة على الرغم من ذلك.

وتساءلت الصحيفة -في تحليل أوردته اليوم الأربعاء- عما إذا كان وقف إطلاق النار في لبنان الذي أعلنه بايدن الليلة الماضية سيكون بمثابة خاتمة لجهوده الدبلوماسية في الشرق الأوسط أم سيكون حجر الأساس لاتفاقيات أكثر شمولا يمكن أن تنهي أخيرا الحرب المدمرة في غزة وربما تمهد الطريق نحو تحول إقليمي أوسع.

وقالت الصحيفة إنه إذا صمد الاتفاق، فإن وقف إطلاق النار في لبنان بحد ذاته يمكن أن يحدث فرقا مهما. فقد صُمم لاستعادة الاستقرار على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان والسماح لمئات الآلاف من المدنيين النازحين على الجانبين بالعودة إلى ديارهم مع توفير منطقة عازلة لضمان أمن إسرائيل وتقديم فرصة للحكومة اللبنانية لإعادة تأكيد السيطرة على أراضيها من حزب الله.

وأضافت الصحيفة أنه عندما خرج من المكتب البيضاوي إلى حديقة الورود في البيت الأبيض لإلقاء كلمة الترحيب بالاتفاق، كان من الواضح أن بايدن كان لديه طموحات أكبر في ذهنه. وقال: "إنه يذكرنا بأن السلام ممكن. وأقول ذلك مرة أخرى: السلام ممكن. وطالما كان الأمر كذلك فلن أتوقف للحظة واحدة عن العمل لتحقيقه".

وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه مع تبقي 55 يوما فقط في منصبه، يسابق بايدن الزمن، فهو يفضل أن يتذكره الناس باعتباره الرئيس الذي وضع الشرق الأوسط على مسار نحو تسوية دائمة للعداوات طويلة الأمد بدلاً من الرئيس الذي سلم الفوضى لخليفته.

ونقلت الصحيفة عن بايدن قوله إنه بعد التوصل إلى اتفاق لبنان، فإنه سيجدد الآن مساعيه لوقف إطلاق النار في غزة بالتعاون مع مصر وقطر وتركيا، ودعا إسرائيل وحماس إلى اغتنام الفرصة. ووصف العنف الكارثي الذي تحمله الفلسطينيون في غزة بعبارات أكثر حدة مما اعتاد أن يفعله على مدى الأشهر الأربعة عشر الماضية من الحرب.

وقال بايدن عن مواطني غزة إنهم يستحقون أيضا إنهاء القتال والنزوح. لقد مر شعب غزة بجحيم. لقد تحطم عالمهم تماما. وعانى الكثير من المدنيين في غزة أكثر مما ينبغي.

ورأت الصحيفة أن إنهاء القتال في غزة مصحوبا بإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس -بما في ذلك سبعة أمريكيين- سيكون إنجازا نهائيا مرضيا لبايدن وفريقه. وقد جعل وزير الخارجية أنتوني بلينكين ذلك على رأس أولوياته في الأسابيع الأخيرة من ولايته، كما كرس مستشارو بايدن، وهم جيك سوليفان وجون فينر وبريت ماكجورك وعاموس هوكشتاين، إلى جانب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام جيه بيرنز، جزءا كبيرا من العام الماضي لهذا المشروع.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في غضون ذلك، يتعين على فريق بايدن القيام بالكثير لضمان نجاح الاتفاق الذي تفاوض عليه الآن في لبنان، والذي قد ينهار بسهولة. وبموجب الاتفاق، توقف القتال في الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي يوم الأربعاء، وعلى مدى الأيام الستين المقبلة، يتعين على حزب الله والقوات الإسرائيلية تنفيذ انسحابات تدريجية من جنوب لبنان بينما يتحرك الجيش اللبناني لضمان السلام.

ونوهت الصحيفة بأنه كان من الصعب كسر هذه الحلقة. ومن بين أمور أخرى، قال المفاوضون في الاتفاق الأخير إن إسرائيل ستحتفظ بالحق في الرد على أي هجمات جديدة من جانب حزب الله، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان وقف إطلاق النار سيصمد حقا.

واختتمت الصحيفة الأمريكية تحليلها قائلة إنه كان من الممكن تقريبا سماع صوت بايدن وهو يحاول كتابة كلمته في حديقة الورود أمس الثلاثاء. وقال إن إعلان اليوم يقربنا من تحقيق الأجندة الإيجابية التي كنت أسعى إلى تحقيقها طوال فترة رئاستي وهي رؤية لمستقبل الشرق الأوسط حيث ينعم بالسلام والازدهار والتكامل عبر الحدود". ربما اقتربنا من تحقيق هذه الرؤية. ولكننا لم نصل إلى هذه النقطة بعد، على الأقل.

اقرأ أيضاًأبرز ردود الفعل الدولية على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان

الخارجية البريطانية: اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يمنحنا الأمل

مصطفى بكري: الحكومة الصهيونية قبلت بوقف إطلاق النار بسبب خسائرها في لبنان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: لبنان البيت الأبيض وقف إطلاق النار وقف إطلاق النار في لبنان تحويل وقف إطلاق النار وقف إطلاق النار فی فی لبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

شهيد وجريح وخروقات متواصلة لوقف إطلاق النار في لبنان (شاهد)

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الجمعة، استشهاد مواطن في غارة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت سيارة مدنية في بلدة برعشيت بقضاء بنت جبيل (جنوب لبنان)، بالتزامن مع إصابة مسؤول بلدي بجروح خطيرة جراء إطلاق نار مباشر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت الوزارة، في بيان مقتضب، أن "شخصًا استشهد جراء استهداف سيارة في بلدة برعشيت بغارة إسرائيلية"، دون أن تورد مزيدًا من التفاصيل بشأن هوية الضحية أو ملابسات الحادث.

وفي وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن طائرة مسيرة إسرائيلية نفذت غارة على مرحلتين، استهدفت خلالها سيارة كانت تسير على أطراف البلدة، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق مناطق الجنوب.

وزارة الصحة اللبنانية: ارتقاء شخص جراء قصف مركبة من مسيرة إسرائيلية في بلدة برعشيت جنوبي البلاد. pic.twitter.com/qxxSrTXLDW — الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) July 25, 2025
في المقابل، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، عبر منشور على منصة "إكس"، أن الغارة أسفرت عن "مقتل محمد حسن قصان، مسؤول القوة البشرية لقطاع منطقة بنت جبيل في حزب الله"، على حد وصفه.
 
إطلاق نار على مسؤول بلدي
وفي حادثة منفصلة، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان ثان، إصابة أحد المواطنين بجروح في بلدة الضهيرة التابعة لقضاء صور، بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار تجاهه.

وبحسب المعلومات التي نقلتها الوكالة اللبنانية الرسمية، فإن المصاب هو بسام سويد، عضو مجلس بلدية الضهيرة، وقد نُقل إلى مستشفى جبل عامل في صور بعد إصابته برصاصتين، وسط تقارير تفيد بخطورة حالته الصحية.

وأوضحت الوكالة أن جيش الاحتلال أطلق النار بشكل مباشر على سويد أثناء توجهه إلى البلدة، في خرق واضح وصريح لاتفاق وقف إطلاق النار.

في السياق نفسه، ذكرت الوكالة اللبنانية أن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارتين جويتين جديدتين، استهدفتا منطقتين في الجنوب اللبناني، دون الإشارة إلى وقوع إصابات حتى الآن.

وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد مستمر للتوتر العسكري على الحدود الجنوبية، في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بوساطة دولية.

????الصحة اللبنانية: مقتل شخص بغارة إسرائيلية في بلدة برعشيت وإصابة آخر بإطلاق نار إسرائيلي ببلدة الضهيرة.@KhemiletMelissa#غرفة_أخبار_RT #أخبار #RT_Arabic pic.twitter.com/9GABsbT6JW — @RTArNewsRoom (@RTArNewsRoom) July 25, 2025


أكثر من 3 آلاف خرق واحتلال مستمر
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شن عدوانًا واسعًا على لبنان في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، بعد سلسلة من التوترات عقب بدء حربها على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 4 آلاف لبناني وإصابة ما يزيد عن 17 ألفًا، وفق بيانات رسمية.

وبعد اتفاق وقف إطلاق النار، واصل الاحتلال الإسرائيلي خرق الاتفاق لأكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن سقوط 260 قتيلا و563 جريحا في صفوف المدنيين اللبنانيين، بحسب ما أعلنته الجهات الرسمية اللبنانية.

ورغم التوصل إلى هدنة، لا تزال تل أبيب تحتل خمس تلال لبنانية على الحدود الجنوبية، كانت قد سيطرت عليها خلال العدوان الأخير، في تحدٍ للسيادة اللبنانية والقرارات الدولية، لا سيما القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن.

مقالات مشابهة

  • الحصري لـ سانا: يهدف مشروع تحويل مطار المزة إلى إنشاء مركز متكامل للطيران الخاص، يستوعب الطائرات التنفيذية والطيران الكهربائي الحديث، إضافة إلى مرافق مساندة ضمن مشروع أوسع تحت مسمى “مجتمع الطيران”، يشمل فنادق ومرافق أعمال ومعاهد تدريب طيران وصيانة مجمعات
  • 3 شهداء بغارتين صهيونيتين جنوبي لبنان
  • استشهاد شاب بغارة إسرائيلية قرب صور جنوب لبنان
  • قتيل في غارة إسرائيلية على سيارة جنوب لبنان
  • وثائق جديدة تنشرها نيويورك تايمز.. هكذا بارك ترامب لإبستين بعيد ميلاده
  • شهيد وجريح وخروقات متواصلة لوقف إطلاق النار في لبنان (شاهد)
  • معلومات جديدة... هذا ما كُشف عن الطرح الذي قدّمه برّي لبرّاك
  • في استقبال عبد الله... الموسوي: سنحتفل بلبنان في عرس الحرية
  • “نيويورك تايمز”: انسحاب المفاوضين الإسرائيليين والأمريكيين من الدوحة قد يكون خدعة
  • سلام التقى ماكرون.. تأكيد مشترك على تجديد ولاية اليونيفيل وتعزيز آلية مراقبة وقف إطلاق النار