بيروت - صفا

هنأت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لبنان الشقيق ومقاومته بالصمود البطولي الذي أبداه خلال الأسابيع الماضية، في مواجهة الفاشية الإسرائيلية وترسانتها العسكرية، وإفشال أهدافها السوداء وإرغامها على وقف إطلاق النار دون أن تحقق أيّاً من أهدافها المزعومة.

وقالت الجبهة الديمقراطية في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم الأربعاء، إن "الشعب اللبناني قدّم بالتحامه بمقاومته الباسلة، صورة مشرفة تؤكد حرصه على كرامته الوطنية وسيادته على أرضه ورفضه كل أشكال الابتزاز السياسي أو الضغوط الخارجية".

وأضافت: "كما قدم الشعب اللبناني ومقاومته صورة مشرفة، هي الأخرى في دعم وإسناد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، في مواجهة الاحتلال الهمجي ومشاريعه الاستعمارية".

وقدمت الديمقراطية تعازيها لعوائل الشهداء الذين وقعوا ضحية للأعمال الوحشية للعدوان الإسرائيلي الذي فشل في معركته ضد المقاومة، فلجأ إلى الانتقام من المدنيين، في الضاحية الجنوبية والقطاع، والعاصمة اللبنانية وغيرها.

وتمنت الشفاء العاجل لجرحى العدوان، وأكدت وقوفها ووقوف شعبنا الفلسطيني إلى جانب لبنان ومقاومته، ووقوفه الثابت إلى جانب شعبنا، بكل الأشكال الممكنة والمتاحة.

وأكدت الديمقراطية أن التاريخ يسجل مرة أخرى الانسحاب الذليل لجيش الاحتلال من جنوب لبنان، يحمل قتلاه وجرحاه، ويخلف وراءه آلياته ودباباته التي دمرها أبطال المقاومة في جنوب لبنان، ووصمة العار تلاحق رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، المطلوب إلى العدالة الدولية بارتكابه جريمة حرب، ومجرماً ضد الإنسانية في قيادته لحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا. 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الديمقراطية لبنان مقاومة احتلال وقف اطلاق نار

إقرأ أيضاً:

صنعاء والضاحية.. وفاءٌ مؤصّل وعهد أبدي لا يسقطه التقادم

 

في لحظة تاريخية فارقة، حيثُ تتهاوى أبنيةُ التبعية تحت وطأة الخذلان المُريع، وتتعالى صيحاتُ الاستكبار الكونيّ لتُحيلَ خارطة الأمة إلى حطام، تبرزُ ظاهرةٌ قُدسيّةٌ تكسرُ حاجز الصمتِ والتخاذل إنها فكرة، وعقيدة، وخطّ دفاعٍ أخير يُعرف بـ”محور المقاومة”.

لم يعد الأمر مجرد تجمع عسكريّ أو تكتل سياسيّ عابر؛ بل هو إندماج قدريٌّ، بين إراداتٍ صلبة، تتجلى فيه أواصر لا ترهبها طائرات العدو الأمريكي والصهيوني ولا تُذيبها رمالُ النسيان.

إن ما يربط صنعاء العصيّة بضاحية بيروت المقاومة ليس مجرد تنسيق جغرافيّ، بل هو قسمٌ علويّ مهيب، محفورٌ بأبجدية الدم المنجز.

لقد كانت المقاومة الإسلامية، سيف الأمة وغمد عزتها، صاحبة السبق والبصيرة أول من أدرك ببصيرتها الثاقبة أن العدوان على اليمن والمأساة اليمنية لم تكن حدثاً منعزلاً، بل هي محور استئصالٍ واختبارُ مصيرٍ يستهدفُ قَلْبَ المحور الاستراتيجي وكسر العمود الفقري للمقاومة مدركةً أن العدوان لم يكن على الجغرافيا اليمنية وحسب، بل على شريان العقيدة الواحدة.

منذ اليوم الأول للعدوان الغاشم على اليمن، انبثق صوت سيد شهداء الأمة والإنسانية، السيد الأسمى حسن نصر الله رضوان الله عليه، مدويًا كالجلجلة، لا يخطئه صمت المُتخاذلين ولم تكن خطاباته مجرد بيان سياسي، بل كانت مظلة سيادة وصيحة حقّ نافذة، نسفت أوهام شرعية العدوان المزعومة وكشفت عري المشروع التآمري وفضحت زيف ادعاءاته، مصنّفةً إياه نكسة أخلاقية وتاريخية بامتياز.

هذا الموقف شكل درعًا إعلامياً ومعنوياً حمى الصمود اليمني من الانهيار في عصف التضليل الدولي.

لم يكتف سماحة السيد بالدعم الخطابي، بل بلغ ذروة التضافر الميداني والمدد الكوني الذي لا يُقدر بثمن، مجسداً أعلى مراتب الأخوة الإيمانية وكان الدعم بشكله الأقوى هو صبّ جوهر تبادل الخبرات والتدريب والتجربة القتالية المرادفة للنصر، ونقل فن الردع وفلسفة حرب العصابات النوعية، التي طوّعت أعتى الترسانات، إلى الوريد اليمني وهذه الخبرة لم تشتر بالمال، بل اكتسبت بالدماء المتدفقة على جبهات العزة للارتقاء المهيب بالقدرات اليمنية حتى أصبحت قوةً إقليميةً ضاربة.

كان الإمداد البشري تجسيداً مطلقاً للعهد الإيماني، بإيفاد نخبة النخبة وقادة الصف الأول، كالسيد أبو علي هيثم الطبطبائي والحاج أبو صالح محمد حسين سرور والحاج باسل شكر، رضوان الله عليهم، والكثير من القادة، الذين قضوا سنواتٍ كأعمدة صلبة، غرسوا فيها عقيدة الفتح الأكيد، محولين الصعاب الجغرافية إلى ميزة قتالية وكانوا أركاناً راسخةً في أخطر الثغور، ناقلين اليقين بأن النصر لا يشترى بالمال، بل يصاغ بالدماء المتعاهدة، ليصبحوا نسيجاً أصيلاً في بنية الصمود اليمني.

إن ارتقاء الترسانة اليمانية الباسلة، من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية إلى المسيرات الكاسرة للهيمنة، التي باتت تخرق عمق دول العدوان وتخنق الكيان الصهيوني في مضائق البحر الأحمر والعربي، هو ثمرةٌ جهاديةٌ مشتركة تُعلن ميلاد مفهوم جديد للأمن الإقليمي تحت سلطة الإرادة الجماعية للمقاومة.

إن الموقف اليمني اليوم تجاه حزب الله في لبنان، في غمرة المعركة الوجودية، ليس وليد استجابة ظرفية، بل هو وفاءٌ مؤصل لأهل الوفاء، وفرضُ عين قدري ووفاء سرمدي لفضلٍ لا يُمحى، ودينٌ كرامة مستحق ومؤبد لا يسقطه التقادم لأهل العزة الذين لم يتزلزلوا حين ارتعشت الأقدامُ واعترافٌ بفضل سابق حفرته المقاومة بأظافرها الفولاذية في جسد المعركة اليمنية القدسية.

الموقف اليمني اليوم، بإعلانه الصارم واللا متناهي، بأن أيَّ عدوانٍ على لبنان وحزب الله سيجد اليمن بكامل قوّته وإقداره في قلب المعركة، هو تأكيدٌ لدين الكرامة والوفاء المنقوش في ذاكرة الأحرار وعهد الشرف الذي لا يسقط بالتقادم وأن اليمن لا ينصرُ أخاه وحسب، بل يشاركه المصير والفتح.

فبين صمود اليمن الشامخ ووعي لبنان الثابت، تُعادُ صياغةُ المعايير ليشرق فجر السيادة الحقيقية كطودٍ أشم لا تبلغه سهام التخاذل، هذا الميثاقُ هو إعلان بليغ يعيد تشكيل وجه التاريخ بمطرقة الحق، ويرسم خطاً أحمر جديداً للعزة لا يمكن تجاوزه، مؤكداً أن تجزئة المصير هي استحالة عقائديةٌ في قاموس الأحرار.

هذه الملحمة اليمنية بصمودها الأسطوري هي دليلٌ دامغٌ على أن عقيدة المقاومة لا تعرف الجغرافيا، بل تتحد في وجه الاستكبار الكوني.

وهذا التلاحم يرسل برقية مشفرة إلى كل من يراهن على تجزئة المحور وعزله، لن يفرد أي جزء من محورنا بالاستئصال، فالعدوان على طرف هو عدوان على الكل. إن النصر الحقيقي لليمن وهزيمة المُعتدين فيه، هو الذي يُعيد للأمة مجدها وعنوانها الأقدس، وهو الطريق الذي يمر حتمًا بفك قيد المسجد الأقصى وقد عَلَّمنا موقف حزب الله أن المبادئ تُصان بالتضحية لا بالمساومة، وأن الأخوة الإيمانية تتجلى في أصعب الظروف وأخطر الثغور.

وختاماً: ستبقى المقاومة الإسلامية في لبنان عمود سنارةٍ لهذا التيار الجهادي العابر للحدود، وستظل بيروت وصنعاء طودي عز شاهدين على أن صلابة الإرادة الحرة أقوى من كل مكائد الأعداء وخيانات الأتباع، حتى تشرق شمس السيادة والكرامة على جميع الأمة.

مقالات مشابهة

  • سلاح جو الاحتلال ينفذ ضربات على أهداف تابعة لحزب الله جنوبي لبنان
  • الإعلام الحكومي يهنئ "الفدائي" لتأهله للدور الثاني من كأس العرب
  • 300 شخصية تُوقع وثيقة تُؤكد الهوية العربية للقدس وحق المقاومة
  • لبنان: كيف نمارس المقاومة الدبلوماسية بموازاة المقاومة الميدانية؟
  • الوزن العربي في التأثير على قرارات ترامب
  • حماس: عملية الدهس بالخليل تعبير عن الغضب المتصاعد في الضفة
  • عيد الجلاء وحتمية زوال المحتل وأدواته
  • لا نزع لسلاح المقاومة في غزة
  • أمريكا تهنئ السلطات السورية بعد إحباطها تهريب أسلحة لحزب الله
  • صنعاء والضاحية.. وفاءٌ مؤصّل وعهد أبدي لا يسقطه التقادم