هل تغير مسار الحرب في السودان؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
بعد مرور 19 شهرًا، على اندلاع الحرب في السودان التي بدأت في منتصف أبريل 2023، وحيث شهدت تلك الحرب تغيرات مستمرة في خريطة السيطرة الميدانية بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع.
ومع ذلك، شهدت الأسابيع الأخيرة تحولًا لافتًا في ميزان القوى، حيث تمكن الجيش السوداني من استعادة عدد من المواقع الاستراتيجية التي كان قد فقدها سابقًا، حيث لعبته الطائرات المسيّرة (الدرونز) دورًا كبيرًا في هذا التقدم.
تحرير سنجة
أعلن الجيش السوداني، السبت، تحرير مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ خمسة أشهر، ووصفت القوات المسلحة هذا التقدم بأنه إنجاز استراتيجي في النزاع المستمر منذ 19 شهرًا.
وتقع سنجة على محور استراتيجي يربط بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش في شرق السودان ووسطه، مما يعزز أهميتها في سير المعارك الدائرة. ويأتي هذا التقدم وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بارتكاب جرائم حرب، تشمل القصف المتعمد لمنازل المدنيين والأسواق والمستشفيات.
من جانبه قال المحلل السياسي السوداني محمد الأمين أبو زيد، إن الطائرات المسيرة (الدرونز) يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مجريات الحرب في السودان، كما هو الحال في العديد من النزاعات الأخرى حول العالم.
أضاف أبو زيد في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هناك العديد من الجوانب المهمة التي تقوم بها الطائرات المسيرة في الحرب السودان وهي: "المراقبة والاستطلاع يمكن استخدام الطائرات المسيرة لجمع المعلومات الاستخباراتية ومراقبة تحركات القوات، مما يمنح الأطراف ميزة استراتيجية".
أكمل حديثه قائلا: "يمكن أن تُستخدم الطائرات المسيرة لتنفيذ عمليات هجومية دقيقة ضد أهداف محددة، مما قد يؤدي إلى تغيير موازين القوة في الصراع وأيضا استخدام الطائرات المسيرة يقلل من المخاطر التي تتعرض لها القوات الأرضية، حيث يمكن تنفيذ المهام من مسافات بعيدة".
لفت المحلل السياسي السوداني إلى أن إدخال التكنولوجيا العسكرية مثل الطائرات المسيرة قد يزيد من تعقيد الصراع، حيث يمكن للأطراف استخدام هذه التكنولوجيا بطرق جديدة وغير متوقعة، ويمكن أن تؤثر الطائرات المسيرة على المعنويات، سواء من خلال خوف الأعداء أو تعزيز الثقة لدى القوات المستخدمة لها.
وفي السياق ذاته، أكد اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الفترة الأخيرة شهدت انتصارات متتالية للجيش السوداني على مليشيا الدعم السريع وذلك بعدما نجح الجيش في استخدام الطائرات المسيرة في تلك الحرب.
وأضاف الشهاوي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الجيش السوداني استطاع استخدام المسيرات في مراقبة تحركات مليشيا الدعم السريع واستهدافهم من خلال المدفعية الثقيلة للجيش.
اختتم رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أستخدم الجيش للطائرات دون طيار (المسيّرات)، التي ساهمت بدور كبير في استعادة القوات المسلحة في العديد من المدن السودانية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السودان الجيش السوداني الدعم السريع المسيرات سنجة الحرب في السودان
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يندد بصمت الولايات المتحدة بعد الهجوم الروسي بالطائرات المسيرة والصواريخ
مايو 25, 2025آخر تحديث: مايو 25, 2025
المستقلة/- انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لصمتهما إزاء ما وصفه المسؤولون الأوكرانيون بأنه أكبر هجوم جوي على البلاد منذ بدء الحرب.
شنت القوات الروسية قصفًا جويًا مكثفًا ليلة السبت، حيث استهدفت 367 طائرة مسيرة وصاروخًا أكثر من 30 مدينة وقرية في جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة كييف. وقُتل ما لا يقل عن 12 شخصًا، وفقًا للمسؤولين، بينهم ثلاثة أطفال في منطقة جيتومير الشمالية.
وكتب زيلينسكي على تيليجرام: “صمت أمريكا، وصمت الآخرين في العالم فقط يُشجع بوتين”. وأضاف: “كل ضربة إرهابية روسية من هذا القبيل تُعدّ سببًا كافيًا لفرض عقوبات جديدة على روسيا”.
جاءت الغارة الجوية الضخمة يوم السبت في أعقاب هجوم بطائرة مسيرة يوم الجمعة أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وتزامنت أيضًا مع اليوم الأخير من عملية تبادل أسرى واسعة النطاق بين أوكرانيا وروسيا.
في غضون ذلك، لا تزال هناك حالة من الإحباط إزاء تحول السياسة الأمريكية في الوقت الذي تسعى فيه أوكرانيا وحلفاؤها إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
دعا الرئيس دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب، لكن إدارته اتخذت موقفًا أكثر ليونة تجاه روسيا مقارنةً بالإدارة السابقة، محوّلةً السياسة الأمريكية من دعم أوكرانيا إلى قبول بعض الروايات الروسية عن الحرب.
يُمثّل هذا النهج انحرافًا حادًا عن الدعم الكامل الذي حظيت به أوكرانيا من واشنطن في عهد الرئيس جو بايدن.
في حين دفعت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون باتجاه وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا كخطوة نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، عانت هذه الجهود من انتكاسة الأسبوع الماضي عندما رفض ترامب فرض عقوبات إضافية على موسكو لعدم موافقتها على وقف فوري للقتال.
يوم الاثنين، أجرى ترامب مكالمة هاتفية لمدة ساعتين مع بوتين، بدا خلالها أنه تخلى عن إصراره السابق على هدنة لمدة 30 يومًا، وأشار إلى أنه قد ينسحب تمامًا من المفاوضات لإنهاء حرب وعد سابقًا بإنهائها في “اليوم الأول” من ولايته الرئاسية الثانية.
في تحرك مستقل عن واشنطن، أعلن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة الأسبوع الماضي عن جولة جديدة من العقوبات تستهدف ما يُسمى بـ”أسطول الظل” الروسي – وهو ما يقرب من 200 سفينة تُستخدم لنقل صادرات النفط الروسية عالميًا.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أن هذه هي الدفعة السابعة عشرة من العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا منذ غزوها جارتها عام 2022.
وفي واشنطن، صرّح وزير الخارجية ماركو روبيو للمشرعين بأن الإدارة ستواصل الدفع بمشروع قانون قائم قد يفرض رسومًا جمركية بنسبة 500% على مشتري النفط والغاز الروسيين إذا لم يُحرز تقدم في اتفاق سلام.
لكنه أضاف أن ترامب “يعتقد أنه بمجرد البدء بالتهديد بفرض عقوبات، سيتوقف الروس عن الحديث، وهناك قيمة في قدرتنا على الحديث ودفعهم للجلوس إلى طاولة المفاوضات”.