قال الخبير العسكري العقيد المتقاعد حاتم كريم الفلاحي إن اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل يحتاج تفسيرات وتفاصيل لتنفيذ بنوده ميدانيا، مؤكدا أنه يواجه أيضا تحديات ومعوقات سياسية ولوجستية ومالية.

وأوضح الفلاحي -في حديثه للجزيرة- أن هناك 5 جهات لمراقبة وقف إطلاق النار في لبنان، هي قوات اليونيفيل الأممية، والجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا.

لكن الاتفاق لم يوضح كيفية تنفيذ آلية المراقبة، وتساءل الخبير العسكري عن مدى إمكانية قيام جهات المراقبة بعمليات مداهمة في بعض المناطق أو حتى القتال في مناطق أخرى لتطبيق الاتفاق.

ورحبت قوات اليونيفيل باتفاق وقف إطلاق النار، وقالت إن جنودها في مواقعهم وعلى أهبة الاستعداد لدعم لبنان وإسرائيل في تنفيذهما القرار الأممي 1701، مؤكدة أنها بدأت في تعديل عملياتها بما يتلاءم مع الوضع الجديد.

وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى في أغسطس/آب 2006 القرار 1701 الداعي لوقف حرب لبنان الثانية التي اندلعت في يوليو/تموز 2006، وانسحاب مقاتلي حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، والسماح بنشر قوات الجيش اللبناني في الجنوب.

الجيش اللبناني

وأعرب الفلاحي عن قناعته بأن الجيش اللبناني يحتاج إمكانيات وقدرات كبيرة لتنفيذ الاتفاق، وسط حديث عن كونه بأمس الحاجة لتأسيس قوة عسكرية قوامها بين 10 آلاف و15 ألفا.

ويحتاج تأسيس هذه القوة وإعدادها -وفق الخبير العسكري- وقتا زمنيا على مستوى التسليح والتجهيز بمعدات المراقبة، "كما أن المناطق الجنوبية كان يسيطر عليها حزب الله بشكل كامل مما يضاعف التحديات".

ولفت إلى أن الجيش اللبناني يحتاج بناء مراكز ومقرات ونقاط مراقبة وسيطرة، إضافة إلى مركبات ودوريات ومعدات لوجستية والكثير من التجهيزات.

ويرى الفلاحي أن كل هذه التجهيزات تتطلب الكثير من الأموال في ظل معاناة لبنان اقتصاديا، كما أنها تحتاج مدة زمنية أطول من الـ60 يوما المقترحة ضمن الاتفاق.

وتطرق إلى معوقات سياسية داخلية في لبنان عنوانها كيفية التعامل مع حزب الله، إلى جانب المعوقات بالجانب الإسرائيلي وإمكانية الانسحاب من المناطق اللبنانية خلال 60 يوما.

وأشار الخبير العسكري إلى عدم وضوح آلية فك الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل ضمن توقيتات محددة تشرف عليها قوة المراقبة التي تم تشكيلها لكي يحل الجيش اللبناني بدل قوات حزب الله وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل تدريجي إلى خارج الحدود.

وفي هذا الإطار، شدد الفلاحي على ضرورة أن يكون هناك آلية واضحة ومحددة للتعامل مع الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار وضمان عدم خروج الأمور عن نطاق السيطرة.

وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل فجر الأربعاء بتوقيت بيروت لينهي معارك بين الجانبين استمرت منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واتسع نطاقها بشدة في الشهرين الأخيرين.

بدوره قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن قواته لا تزال في الميدان وسوف تواجه من يعود إلى القرى اللبنانية بالردع وبالنار.

وأضاف هاليفي مهددا "إذا لم ينفذ الاتفاق فنحن مستعدون وحاسمون لفرض قواعد واقع جديد مختلف لسكان الشمال"، مشيرا إلى أن "الحرب في لبنان كانت حاسمة، وفرض الاتفاق سيكون حاسما أكثر".

في السياق ذاته، أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أمرا الجيش بمنع دخول السكان للقرى القريبة من الحدود بجنوب لبنان.

وكشف مكتب نتنياهو عن اعتقال الجيش الإسرائيلي 4 من عناصر حزب الله منهم قائد محلي بعد أن دخلوا منطقة محظورة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار الخبیر العسکری الجیش اللبنانی حزب الله

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: الجيش اللبناني لم يتصرف ضد "مسيرات" حزب الله

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الحكومة اللبنانية كانت على علم ببناء حزب الله طائرات مسيرة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، قبل أسبوع من الضربة الإسرائيلية.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش اللبناني لم يتصرف ضد منشأة لإنتاج الطائرات المسيرة تابعة لحزب الله في بيروت رغم علمه بهذا النشاط.

وكان مسؤول عسكري لبناني قال، أمس الجمعة، إن إسرائيل حالت دون قيام الجيش بتفتيش موقع في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل قصفه ليل الخميس.

وشنّت إسرائيل غارات على الضاحية الجنوبية، التي تعد معقلا لحزب الله، للمرة الرابعة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين حيّز التنفيذ أواخر نوفمبر، بعد نزاع امتد لأكثر من عام على خلفية الحرب في غزة.

 وأكّد الجيش الإسرائيلي ضرب أهداف تابعة لـ"الوحدة الجوية" في حزب الله خصوصا منشآت لإنتاج الطائرات المسيّرة، بعدما أصدر المتحدث باسم الجيش إنذارا بإخلاء محيط مبان في الضاحية تمهيدا لقصفها.

ونقلت وكالة فرانس برس عن المسؤول العسكري اللبناني قوله: "أرسل الإسرائيليون خلال النهار رسالة مفادها أن هناك هدفا في الضاحية الجنوبية لبيروت يستفسرون عنه (للاشتباه) بأنه قد يحتوي أسلحة".

وأضاف: "استطلع الجيش اللبناني المكان الذي كان مشروع أبنية مدمرة، ورد الجيش عبر الميكانيزم (آلية وقف إطلاق النار ولجنة الإشراف على تطبيقه) بأن المكان لا يحتوي على شيء".

مقالات مشابهة

  • مكتب نتنياهو يعلن أن الجيش الإسرائيلي استعاد رفات رهينة تايلاندي من غزة
  • إعلام إسرائيلي: الجيش اللبناني لم يتصرف ضد "مسيرات" حزب الله
  • الجيش اللبناني يلوِّح بتجميد التعاون مع آلية مراقبة وقف إطلاق النار
  • باريس تدعو إسرائيل إلى "الانسحاب في أسرع وقت" من لبنان
  • باريس تدعو إسرائيل إلى "الانسحاب في أسرع وقت" من لبنان
  • بعد القصف الإسرائيلي.. الجيش اللبناني يهدد بتجميد التعاون مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار
  • ‏الجيش اللبناني: إسرائيل تواصل اعتداءاتها اليومية على سيادة لبنان غير مكترثة بآلية وقف إطلاق النار
  • عقب شن الاحتلال غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.. قرار حاسم من الجيش اللبناني
  • بيان عاجل من الجيش اللبناني بشأن خروقات قوات الاحتلال لوقف إطلاق النار
  • خبير عسكري: إسرائيل تفرض قواعد اشتباك جديدة وتريد شرعنة التدخل المتكرر بلبنان