الجزيرة:
2025-06-01@14:16:20 GMT

ماذا خلف اتفاقية وقف إطلاق النار؟

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

ماذا خلف اتفاقية وقف إطلاق النار؟

اتفاقية ثلاثية الأبعاد: إيران، التسليح، وفضّ الجبهات، ثلاث نقاط أشار إليها نتنياهو في خطابه الترويجي للاتفاقية التي تشبه، إلى حد بعيد، معاهدة "فرساي" الخاصة بالمنطقة، مخاطبًا الشارع الإسرائيلي، رغم أنّ الجمهور المستهدف كان المجتمع الدولي. فما الذي يكمن خلف هذه الاتفاقية؟ وما هي أبعادها؟

وصف إيران ليس محض صدفة، وليست مجرد استهلاك للرأي العام العابر، على الأقل ليس هذه المرة.

فوصف إيران بمحور الشر ليس بالأمر الجديد، فقد استعمله نتنياهو خلال العقد الأخير كذريعة لقتل القضية الفلسطينية في المقام الأول؛ لأن البعد الإيراني يشكل البعد الجيوسياسي لوظيفة إسرائيل في المنطقة.

تحديدًا الآن، حيث تُرسم أبعاد علاقاتها الدولية والإقليمية من جديد، تحاول إسرائيل في هذه الاتفاقية تكريس معنى "شرطي الإقليم"، وهو المفهوم الذي ذكره نتنياهو في خطابه الأخير في الأمم المتحدة، حول "حلف الخير وحلف الشر الإقليمي". وبالتالي، إذا أرادت إسرائيل تشكيل هذا الحلف حولها، بحيث تكون الأطراف إما معها أو ضدها، كان عليها استغلال هذه الجبهة لترسيخ هذا المفهوم.

ولذلك، لن تقبل إسرائيل بالدخول إلى لبنان والخروج دون إحداث تغيير سياسي واضح – على الأقل فيما يتعلق بمدى ضلوع "محور الشر"، وفق تعريفها – في هذه الدولة.

ترتيب الصفوف كان أمرًا لازمًا بالنسبة لإسرائيل. لقد حاولت تحقيق ذلك عسكريًا، إلا أن الضربات الجوية لم تحقق الهدف، وميدانيًا واجهت مقاومة قوية تمثلت في عدّاد قتلى وجرحى امتلأ سريعًا بالأرقام الثلاثية.

هذا الوضع دفع إسرائيل للجوء إلى الورقة الدبلوماسية كخيار حتمي، عاجلًا أو آجلًا؛ لترجمة الضربات التكتيكيّة إلى محصلات إستراتيجية. فبالنسبة لإسرائيل، ما كان قبل هذه الحرب يجب ألا يكون كما بعدها.

الرسائل هنا موجهة إلى إيران وحلفها في سوريا، والعراق، واليمن، وكذلك إلى دول قريبة من مسار التطبيع، التي تحتاج لصك ضمان بأن تحالفها مع إسرائيل يعكس مصالح متقاطعة مع دولة قوية.

لذلك، عملت إسرائيل على ترجمة بنود الاتفاقية وفق "فنتازيتها"، كورقة استسلام شبيهة بأوراق استسلام اليابان وألمانيا إبّان الحرب العالمية الثانية، تحكمها لجنة معينة. ومع ذلك، فإن حسم هذا البعد لا يزال مبكرًا، فهو يقاس على المدى الطويل.

بيدَ أن هناك أسئلة عديدة تُطرح حول وظيفة اللجنة الخماسية: هل تقتصر على ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان؟ أم ستتعدى ذلك لترسيم الحدود السياسية الداخلية للبنان؟

البعد الثاني: إعادة التسليح

ذكر نتنياهو أهمية إعادة تسليح الجيش الإسرائيلي المرهق، حتى يستعيد عافيته، مشيرًا إلى البعد الإستراتيجي الذي يرسم العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. يأتي هذا الاتفاق ليثبت أن إسرائيل ليست حرة تمامًا في تصرفاتها ما بعد البحر والنهر، بل هي ملزمة بدفع صكوك الطاعة للرغبات الأميركية مهما حاولت المناورة والتهرب. فدائمًا هناك منفذ يمكن للولايات المتحدة اللجوء إليه إذا تمردت إسرائيل.

نتنياهو، الذي تلاحقه مذكرات اعتقال، خرج يوم أمس بإعلان قبول إسرائيل للاتفاق، متذرعًا بأهمية "إراحة الجنود"، ومشيرًا إلى اعتبارات تسليحية، ربما تعكس ضغوطًا أميركية. هذه الضغوط ارتبطت بإشارة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل يومين إلى ضرورة تسريع تحرير جزء من الرزم العسكرية العالقة. هذا الأمر ترافق مع تهديد هوكشتاين بسحب ورقة الوساطة، وهي ورقة يحتاجها نتنياهو بشكل عاجل في ظل "ضعفه" الناتج عن مذكرات الاعتقال.

البعد الثالث: فضّ الساحات

لا يمكن إنكار أن هذه الجبهة كانت الأكثر إيلامًا بالنسبة لإسرائيل، بل إنها أوجعت الجبهة الداخلية بعمق. لذلك، وجب عليها التخلص من هذه الجبهة على المدى الميداني؛ لتحقيق صورة نصر عاجلة أمام الشارع الإسرائيلي، مثل إعادة السكان إلى بيوتهم؛ لبناء الثقة والعقد الاجتماعي بين المجتمع والدولة.

ومع ذلك، تبقى الحاجة ملحّة إلى تعجيل فضّ الجبهات؛ لتحقيق أهداف ميدانية وأمنية واقتصادية وسياسية، لأن هذه الحرب كشفت أنه من شبه المستحيل لإسرائيل التعامل وحدها مع تصعيدات متزامنة. بالتالي، فإن أية اتفاقية تُخمِد أية جبهة بعيدة عن البحر والنهر، هي هدف يجب ترسيخه سريعًا، خصوصًا أن نتنياهو يسعى لإبادة القضية الفلسطينية، عبر تركيزها في غزة، وربط غزة بحماس، وتصوير حماس كبُعد إيراني فقط.

خلاصة:

تعاني إسرائيل من انقسامات سياسية عميقة، واحتجاجات داخلية ضد سياسات الحكومة، بالإضافة إلى مشهد اقتصادي هشّ. وبالتالي، فإن التهدئة على الجبهات الخارجية تخفف من الضغط الداخلي، وتتيح للحكومة التعامل مع أزماتها.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

"سوا" تنشر بنود مقترح ويتكوف الجديد الذي سُلّم لحماس واسرائيل

كشفت وكالة سوا الإخبارية، مساء اليوم الخميس، 29 مايو 2025، عن بنود مقترح ويتكوف الجديد الذي سُلّم لحركة حماس واسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة ، وإبرام صفقة تبادل.

وفيما يلي نص الإطار التفاوضي كما وصل وكالة سوا:

الإطار التفاوضي بشأن اتفاق لوقف إطلاق نار دائم
وفق مقترح المبعوث الامريكي 

1- المدة: وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما. يضمن الرئيس ترامب التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها.

2- إطلاق سراح الرهائن: سيتم إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء و 18 رهينة إسرائيليا متوفى، من قائمة الـ58 ليتم إطلاق سراحهم في اليومين الأول والسابع - نصف الرهائن الأحياء والمتوفين (5 أحياء و 9 متوفين) سيتم إطلاق سراحهم في اليوم الأول من الاتفاق. النصف المتبقي من الرهائن (5 أحياء و 9 متوفين) سيتم إطلاق سراحهم في اليوم السابع.

3- المساعدات  الإنسانية: سيتم إرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار. سيتم احترام أي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن المساعدات للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق. وسيتم توزيع المساعدات عبر قنوات متفق عليها ستشمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

4- الأنشطة العسكرية الإسرائيلية: ستتوقف جميع الأنشطة العسكرية الهجومية الإسرائيلية في غزة عند بدء سريان الاتفاق. خلال فترة وقف إطلاق النار، سيكون هناك توقف للحركة الجوية (العسكرية والاستطلاعية) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميًا، أو 12 ساعة يوميا خلال الأيام التي يتم فيها تبادل الرهائن والأسرى.

إعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي: 
. في اليوم الأول، بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين (5 أحياء و 9 متوفين)، سيتم إعادة الانتشار في الجزء الشمالي من قطاع غزة وممر نتساريم، وفقا للمادة 3 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية وبالاستناد إلى خرائط يتم الاتفاق عليها. 
. في اليوم السابع، بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين (5 أحياء و 9 متوفين)، سيتم إعادة الانتشار في الجزء الجنوبي من قطاع غزة وفقا للمادة 3 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية وبالاستناد إلى خرائط يتم الاتفاق عليه.
 ستقوم الفرق التقنية بوضع حدود إعادة الانتشار النهائية خلال المفاوضات.

المفاوضات: في اليوم الأول، ستبدأ المفاوضات تحت رعاية الوسطاء - الضامنين بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم، بما يشمل: 
مفاتيح وشروط تبادل جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين مقابل عدد يتم الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
القضايا المتعلقة بإعادة انتشار وانسحاب القوات الإسرائيلية والترتيبات الأمنية طويلة الأمد داخل قطاع غزة
الترتيبات المتعلقة بـ "اليوم التالي" في قطاع غزة والتي قد تطرحها أي من الجانبين.

 الإعلان عن وقف إطلاق نار دائم.

الدعم الرئاسي: الرئيس جاد بشأن التزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار ويصر على أن المفاوضات خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقت، إذا تم اختتامها بنجاح باتفاق بين الطرفين، ستؤدي إلى حل دائم للصراع.

إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين: مقابل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء، ووفقًا لشروط المرحلة الأولى من اتفاق 19 يناير 2025 بشأن الرهائن والأسرى،  ستفرج إسرائيل عن 125 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد و 1,111 معتقلاً من غزة تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023. 
مقابل الافراج عن  رفات 18 رهينة إسرائيلية، ستفرج إسرائيل عن 180 جثمان فلسطيني  من غزة. 

سيتم التنفيذ بشكل متزامن وفق آلية متفق عليها وبدون مظاهر أو احتفالات علنية. سيجري نصف هذه الإفراجات في اليوم الأول والنصف الآخر في اليوم السابع.

وضع الرهائن والأسرى: في اليوم العاشر، ستقدم حماس معلومات كاملة (إثبات حياة وتقرير الحالة الطبية / إثبات الوفاة) لكل من الرهائن المتبقين. بالمقابل، ستقدم إسرائيل معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم من قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وأعداد الشهداء الغزيين المحتجزين في إسرائيل. تلتزم حماس بضمان صحة وسلامة وأمن الرهائن خلال فترة وقف إطلاق النار.

الإفراج عن الرهائن المتبقين عند التوصل لاتفاق: يجب الانتهاء من التفاوض بشأن الترتيبات اللازمة لوقف دائم لإطلاق النار خلال 60 يومًا. عند التوصل إلى اتفاق، سيتم الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين (الأحياء والمتوفين) من "قائمة الـ58" التي قدمتها إسرائيل. إذا لم تُختتم المفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار خلال الفترة المذكورة، يمكن تمديد وقف إطلاق النار المؤقت بشروط ومدة يتم الاتفاق عليها من قبل الطرفين طالما أن الطرفين يفاوضان بحسن نية.


الضامنون: سيتولى الوسطاء - الضامنون (الولايات المتحدة، مصر، قطر) ضمان استمرار وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا ولأي تمديد متفق عليه، وسيضمنون إجراء مناقشات جادة بشأن الترتيبات اللازمة لوقف دائم لإطلاق النار، وسيبذلون كل جهد ممكن لضمان إتمام المفاوضات المذكورة أعلاه.

المبعوث المشرف: المبعوث الخاص، السفير ستيف ويتكوف، سيأتي إلى المنطقة لاستكمال الاتفاق. سيتولى ستيف ويتكوف رئاسة المفاوضات.

إعلان الرئيس ترامب: سيعلن الرئيس ترامب شخصيًا عن اتفاق وقف إطلاق النار. تلتزم الولايات المتحدة والرئيس ترامب بالعمل لضمان استمرار المفاوضات بحسن نية حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين محدث: حماس: تسلمنا من الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد وندرسه بمسؤولية "الألكسو" تُصادق على مجموعة من القرارات لصالح فلسطين مصطفى: خطط استراتيجية وتحرك سريع لإعادة الحياة إلى غزة بعد وقف الحرب الأكثر قراءة تفاصيل محادثات ترامب ونتنياهو بشأن الوضع في غزة الأمم المتحدة: استشهاد 148 امرأة وطفلا و9 صحافيين في غزة الهلال الأحمر : فقدنا 29 طفلا في غزة بسبب الجوع خلال الأيام الماضية الأغذية العالمي : دخول مساعدات محدودة لغزة لا يكفي لدرء المجاعة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني
  • ما الذي تضمنه رد حركة حماس على ورقة ويتكوف للهدنة؟
  • الجزيرة نت تحصل على نسخة من رد حماس على مقترح ويتكوف
  • موقع أمريكي: إسرائيل تشعر بتداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب مع الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • رئيس عمليات جيش الاحتلال السابق يتهم نتنياهو وسموتريتش بتوريط إسرائيل
  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا
  • الجزيرة نت تحصل على معلومات تفصيلية عن مقترح ويتكوف الجديد حول غزة
  • نتنياهو يعلن قبول إسرائيل مقترح لوقف إطلاق النار في غزة
  • "سوا" تنشر بنود مقترح ويتكوف الجديد الذي سُلّم لحماس واسرائيل
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يقبل بخطة ويتكوف الجديدة لوقف إطلاق النار في غزة