الثورة نت:
2025-08-13@16:20:11 GMT

للدبابة قذيفة وللجائع رغيف خبز

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

 

 

 

لم يحقق جيش العدو الإسرائيلي أي انتصار على أهل غزة سوى القتل والتدمير والتهجير والتجويع، وما دون ذلك، فدبابات الجيش الإسرائيلي لم تشعر بالأمن والاستقرار في مدن ومخيمات قطاع غزة أكثر من عدة أيام، ثم تفتش عن مأوى، يحول بينها وبين كمائن رجال المقاومة الفلسطينية. ولن يحقق جيش العدو الإسرائيلي أي انتصار على أهل غزة مهما طال الزمان، ومهما امتد العدوان، ومهما ظنت قيادته السياسية أن جيشها قادر، وأن المزيد من القتل والتدمير والتهجير والتجويع كفيل بأن يخضع أهل غزة، وقد دللت المقاومة في الأسابيع الأخيرة، ولاسيما في شمال قطاع غزة أنها الملك، وأنها صاحبة الميدان، وأنها تلاعب العدو الإسرائيلي بوسائلها القتالية، ليكون الرد العدواني المزيد من قتل المدنيين، والضغط عليهم، في الوقت الذي يطور رجال المقاومة من أساليب المواجهة، ويظهرون أشكالاً جديدة من اصطياد الجنود، لم تخطر على بال القيادة الإسرائيلية.

المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ليست بحاجة إلى الكهرباء كي تستمتع ليلاً بمشاهدة الفضائيات، وليست بحاجة إلى ترف العيش كي تتمدد على الأسرة، وليست بحاجة إلى الأبنية الفاخرة، والحدائق الغناء، ولا هي بحاجة إلى موفور الطعام، والشحم واللحم كي تمارس طقوس التخمة، المقاومة الفلسطينية في غزة بحاجة إلى البيوت المدمرة لتأخذها مأوى، وتستعمل فتحاتها مداخل ومخارج للعمل المقاوم، والمقاومة الفلسطينية في غزة بحاجة إلى بضع حبات من التمر، يقيت بها المقاوم نفسه، وهو يمتشق القذيفة، يرصد للدبابة الإسرائيلية، وقد امتلأ صدره بآيات الصبر، والثقة بالنصر، مع عقيدة تحفزه على المقاومة، دون أن يرد على خاطره مفردة الضعف والهزيمة والانكسار. واقع المقاومة في قطاع غزة سيفرض على القيادة السياسية الإسرائيلية أن تراجع حساباتها، فلا مناص لها إلا الموافقة على صفقة تبادل أسرى، مع وقف إطلاق النار، ومهما طال الزمان، فقدرات المقاومة غير محدودة، فلا الذخائر لديها ستنضب، ولا المطارات دون تزويدها بالسلاح ستتوقف، ولا البحار دونها ستغلق، المقاومة ثقة بأن مواجهة العدو قد تطول، وكلما طالت، كلما دفع العدو الأثمان، حتى يصل المستوى السياسي في دولة العدو الإسرائيلي إلى القناعة التي توصل إليها المستوى العسكري، بأن النصر المطلق على غزة أوهام، وأن تصفية المقاومة أكذوبة، وأن المقاومة فكرة، وقناعة شعب برفض العبودية، وأن ما عجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيقه بعد 14 شهراً من التدمير والقتل، سيعجز عن تحقيقه مهما طال زمن المواجهة. ضمن هذا المشهد المبشر بطول الصبر والثقة بالنصر، يبرز المشهد القاتم لأحوال الناس في غزة، وظروفهم الصعبة، وجوعهم ودمار بيوتهم وعوزهم، وبحثهم عن لقمة الخبز، وعن شربة ماء، وعن حبة دواء، وهذه المعاناة الإنسانية لا تتحمل مسؤوليتها المقاومة الفلسطينية، فرجال المقاومة تخصص مواجهات، وقتال، وكمائن، وقد تركوا مسألة الاعتناء بأحوال المجتمع للمنظمات الإنسانية، وللأنظمة العربية، وللقيادة الفلسطينية، وللدول الغربية التي تدعي الديمقراطية، هؤلاء هم المسؤولون إنسانياً وأخلاقياً وقانونياً عن وقف الإرهاب الإسرائيلي بحق المدنيين، والحيلولة دون حصارهم وتجويعهم، وهؤلاء هم المطالبون بالعمل على توفير رغيف الخبز للنازحين، وظلال خيمة تقيهم عصف الرياح وبرد الشتاء.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يتسلّم رسالة من رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس

حيث عبر الدكتور الحيّة عن تقدير واعتزاز حركة "حماس" بتضحيات أبناء اليمن، إخوان الصدق أنصار الله، والشعب اليمني الأبي، يمن الإيمان والحكمة، والنصرة والتحدي وثباتهم وبطولاتهم واستبسالهم في وجه العدو الصهيوني وحلفائه، رغم حجم التضحيات والتهديدات، والهجمات الهمجية التي يتعرض لها اليمن.

وأكدت الرسالة أن اليمن وشعبه مستمر على عهد الوفاء لغزة ودماء الشهداء، ولم يزدها البُعد الجغرافي عن فلسطين، إلا قرباً وتمسكاً بقضية العرب والمسلمين المركزية، وتصميماً واستمراراً في الدعم والإسناد والدفاع عن غزة وفلسطين.

وقال الدكتور الحية في رسالته :"إننا في حركة حماس ومعنا أبناء شعبنا الفلسطيني، نشيد بصمود وتضحيات وإصرار القيادة والشعب اليمني وما تبذله وتقدمه في سبيل الله، ونصرة قضيتنا العادلة، ودفاعاً عن شعبنا الصابر في غزة".

كما أكد على أن حركة "حماس" والشعب الفلسطيني لن ينسى لليمنيين المواقف التاريخية، بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، مشيرًا إلى أن المواقف اليمنية "تجاوزت الكلمات والإدانات، بل سطرت بالأفعال ومُهرت بالدماء والأشلاء، مروراً بالمسيرات المليونية الحاشدة، ثم الصواريخ والمسيرات التي ما تزال تضرب عمق الكيان الصهيوني، وصولاً إلى فرض الحصار البحري في مرحلته الرابعة على كيان الاحتلال".

وأضاف: "لا ننسى مواقفكم السياسية في دعم الحق الفلسطيني وإدانة جرائم الاحتلال".

واختتم الدكتور الحيّة الرسالة بالقول :"بالرغم من حجم الألم الذي يعتصر قلوبنا، فإننا على يقين بوعد الله ونصره لعباده المؤمنين المجاهدين، وقرب زوال هذا الكيان الغاصب، وتحرير أرضنا ومقدساتنا، وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس".

وفي اللقاء جدّد الوزير عامر، التأكيد على الموقف الثابت للسيد القائد عبدالملك الحوثي وحكومة التغيير والبناء والشعب اليمني، في استمرار الدعم والإسناد لقطاع غزة، ورفض الخضوع لأي إغراءات مقابل وقف العمليات العسكرية في البحر الأحمر.

وأوضح أن الدخول في المرحلة الرابعة من عمليات الدعم والاسناد قد تشهد مفاجآت تذهل العدو الصهيوني ومن يقف وراءه، لافتًا إلى أن الحل يأتي وفق معادلة بسيطة مفادها وقف العدوان على قطاع غزة، وضمان الدخول الحر لكافة المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية والوقود.

وأشاد وزير الخارجية بصمود المقاومة في قطاع غزة في مواجهة جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني، مؤكدًا أن استمرار المقاومة لما يقارب عامين، دليل على فشل العدو أخلاقياً وسياسياً وعسكرياً، ما يدفعه لممارسة سياسة التجويع بحق المدنيين من نساء وأطفال وكبار السن.

واعتبر الوزير عامر المقاومة الفلسطينية رمزاً وأيقونة للجهاد في العالم.

بدوره، أشاد ممثل حركة حماس بصنعاء، بالموقف التاريخي الانساني للجمهورية اليمنية بقيادة السيد القائد عبدالملك الحوثي.

وثمن الدعم اللامحدود لأبناء قطاع غزة، واصفاً إياه بالموقف المشرف الذي لن ينساه التاريخ.

وأثنى أبو شمالة على الخروج الطوعي لملايين من أبناء الشعب اليمني في مسيرات أسبوعية للتعبير عن دعمهم لموقف القيادة اليمنية واستمرارها في إسناد القضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يتسلّم رسالة من رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس
  • المخاطر المترتبة على نزع سلاح حزب الله في الظروف الراهنة
  • نجل مبارك يثير جدلا بعد إعادة نشره لخطابات والده حول القضية الفلسطينية
  • القوات المسلحة تستهدف بأربع عمليات عسكرية أهدافًًا حيوية للعدو الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية
  • المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود العدو الصهيوني شمال خانيونس
  • سلاح المقاومة… ضمانة الأمن أم وصفة للفوضى؟
  • لاريجاني: حزب الله ليس بحاجة لوصاية.. وهذا هدف الاتفاقية الأمنية مع العراق
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تنعي خمسة صحفيين ارتقوا بقصف صهيوني
  • قذيفة تنهي حلم بيليه فلسطين والجيش الإسرائيلي يرد على صلاح
  • سلاح المقاومة!