الصمت تواطؤ.. صرخة قهر تهز المنصات رفضا لاستمرار تجويع غزة
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
وفي مشهد حظي بتفاعل واسع على مواقع التواصل، خرج أحد الآباء في غزة رفقة ابنه بحثا عن لقمة تسد رمق عائلته، لكنه عاد محملا بجثمان ابنه بدلا من كيس الطحين الذي كانا يأملان في الحصول عليه.
وأمس الثلاثاء، استشهد وسام أبو محسن (30 عاما) نتيجة التجويع وسوء التغذية، بعد أن أصبح جسده هزيلا للغاية، في حين استشهد الطفل فادي النجار (5 أعوام) بعد تراجع وزنه من نحو 16 كيلوغراما إلى 7 فقط.
في السياق ذاته، أصدر 24 وزير خارجية و3 مفوضين أوروبيين بيانا -أمس الثلاثاء- أكد أن غزة تواجه كارثة إنسانية والمجاعة تهدد السكان أمام أعين العالم، ودعوا لتحرك عاجل وحماية المساعدات من التسييس.
كارثة مكتملة الأركانورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2025/8/13)- جانبا من التعليقات على المشاهد القاسية والظروف المروعة التي يعانيها أهل غزة في ظل التجويع والحصار القاتل.
ومن بين تلك التعليقات، قالت نوال في تغريدتها "ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب بل كارثة إنسانية مكتملة الأركان: إبادة، تجويع، تهجير، وتدمير ممنهج لكل مظاهر الحياة"، مؤكدة أن "الصمت تواطؤ".
وبدت منى متألمة للغاية في حديثها عن مشهد الأب وابنه قائلة "يا وجع القلب شهيد سقط بسبب شوية دقيق أو لقمة تسد جوعه لكم الله".
وفي ظل استمرار الصمت العربي والإسلامي، تساءلت وردة "إلى متى نتفرج ولا نفعل شيئا، أما آن الآوان أن تنظر الأمة الإسلامية إلى حال إخواننا في غزة، وهو حالنا لا محال غدا أو بعد غد".
أما هنا فطالبت بضرورة التحرك وعدم التزام الصمت، إذ قالت "إن لم تستطع أن تتحرك فلا تبقى ساكنا، اصرخ وازعج العالم! لا تدع صوتا يعلو فوق صوت البطون الخاوية"، مشددة على أهمية المشاركة في الحراك العالمي ضد تجويع غزة.
يشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قال إن "مستويات الجوع وسوء التغذية في غزة هي الأعلى على الإطلاق"، كاشفا أن أكثر من ثلث السكان لا يأكلون لأيام متتالية، وأن نصف مليون شخص على شفا المجاعة.
إعلان 13/8/2025-|آخر تحديث: 18:54 (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لندن تستعد لاستضافة حفل موسيقي عالمي ضخم دعما لفلسطين
تستعد العاصمة البريطانية لندن، في 17 أيلول/سبتمبر المقبل، لاحتضان فعالية فنية غير مسبوقة بعنوان "معاً من أجل فلسطين"، تجمع نخبة من كبار نجوم الموسيقى العالميين والفنانين الفلسطينيين على مسرح ويمبلي أرينا، أحد أكبر القاعات المغلقة في بريطانيا، والذي يتسع لنحو 12 ألف و500 متفرج.
ويهدف الحفل إلى جمع التبرعات لدعم جهود الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة، في ظل الكارثة التي يواجهها السكان منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
يشرف على إنتاج الحفل الموسيقي البريطاني الشهير براين إينو، ويُنظم لصالح مؤسسة "اختر الحب" الخيرية البريطانية، التي تعمل مع 23 منظمة شريكة في غزة لتقديم الغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من أشكال الدعم العاجل.
???? Lineup Announced for “Together for Palestine” Wembley Benefit
Brian Eno has unveiled the lineup for the September 17 charity concert at Wembley Arena (capacity ~12,500), raising funds for Choose Love and its 23 Gaza-based relief partners.
Performers include: Damon Albarn,… pic.twitter.com/qqf2Zz49th — Drop Site (@DropSiteNews) August 8, 2025
مشاركة فلسطينية وعالمية واسعة
وسيشهد الحدث مشاركة مميزة لعدد من الفنانين الفلسطينيين البارزين، من بينهم عدنان جبران، وفرج سليمان، وناي البرغوثي، إلى جانب عدد من النجوم العالميين، مثل ديمون ألبارن، وفرقة باستيل، والمغنية بالوما فيث، والممثل البريطاني من أصول باكستانية رضا أحمد، والفنان الحائز على جائزة ميركوري سامفا، إضافة إلى نجوم من مشهد الموسيقى البديلة والبوب مثل رينا ساواياما، وبينك بانثرس، ومابل، وجيمي إكس إكس، وهوت تشيب، وكات بيرنز.
كما يشارك فنانون آخرون من الساحة البريطانية مثل غرينتيا بينغ، وجيمس بليك, وكينغ كرول, وأوبونغجايار, ورايتشل شينوريري، لتقديم عروض موسيقية تتنوع بين الروك والبوب والموسيقى الإلكترونية.
إلى جانب إينو، يتولى الإشراف على الحدث كل من خالد زيادة، مؤسس ومدير مهرجان لندن للأفلام الفلسطينية، والمنتجة تريسي سيوارد، التي سبق وأن أخرجت حفل افتتاح أولمبياد لندن 2012، بينما تتولى تصميم المشهد البصري للحفل المصممة العالمية إيس ديفلين، الحائزة على جائزتي "أوليفييه" و"توني"، والتي سبق أن عملت مع نجوم بحجم بيونسيه وذا ويكند وليدي غاغا.
وقالت ديفلين إن مسرح ويمبلي أرينا سيعكس "الجمال الغني للثقافة الفلسطينية"، مؤكدة أن تصميم الحفل سيحمل رسالة فنية وإنسانية في آن واحد.
"الصمت تواطؤ"
وفي تصريحات لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، قال براين إينو: "في مواجهة أهوال ما يحدث في غزة، يصبح الصمت شكلاً من أشكال التواطؤ. لطالما لعب الفن دوراً في فضح الظلم وتصور مستقبل أفضل، وهذا الحفل هو فرصة للتضامن وإثبات إنسانيتنا المشتركة".
أما خالد زيادة فأكد أن هذا التجمع "يمثل جوقة مقاومة"، مضيفاً: "في عالمٍ التزمت فيه الحكومات ووسائل الإعلام الرئيسية الصمت إزاء الإبادة الجماعية، يأتي الفنانون والمجتمعات للتعبير عن حزنهم وغضبهم والوقوف جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطيني".
وشدد الفنان البريطاني ديمون ألبارن، المعروف بمواقفه المؤيدة للسلام، على أن "السلام فعل يتطلب التزاماً ورؤية"، معرباً عن امتنانه للمشاركة في حدث يجمع الفن والإغاثة الإنسانية.
كما دعت المغنية رايتشل شينوريري زملاءها الفنانين إلى الانضمام للمبادرة، قائلة: "علينا أن نبني جسور تواصل مع الضحايا في غزة وخارجها، وأن نكسر قيود الصمت ونتحدث بصدق وعدالة".
من المتوقع أن يشكل حفل "معاً من أجل فلسطين" أكبر فعالية فنية خيرية لدعم الفلسطينيين تُقام في بريطانيا منذ عقود، ليس فقط بسبب حجم الحضور والمشاركين، بل لما يحمله من رمزية ثقافية وسياسية، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لوقف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة.