إشراقات ذُرى الستّين العالية
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
في عنفوان شبابه خُيّل للشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف أنّه أقرب ما يكون إلى الستّين، لماذا؟ يجيب: «لأنّ الكلمات التي لم أقلها أغلى على قلبي من كلّ الكلمات التي قلتُها»، فهل تغدو الكلمات في سنّ الستّين عزيزة إلى هذا الحدّ؟ قد يكون ذلك ممكنا من حيث إن الستّين ذروة من ذرى العمر، لعلّها الذروة الأعلى، وهذه الذروة يميل فيها الإنسان إلى التأمّل، والإكثار من الصمت، ومراجعة شريط أحداث الحياة، بحلوها، ومرّها، وقد تكون تلك الأحداث غير قابلة للإفصاح عنها، لكنها تظهر في السلوك، فــ«في حياة كل إنسان أمور لا يتحدّث عنها، ولكنها تؤثّر في نمط معيشته، وفي مواقفه، وفي آرائه»، كما يقول الكاتب جبرا إبراهيم جبرا، على لسان إحدى شخصيّات رواياته، وغالبا ما يميل في هذا السن، إلى الزهد والقناعة، ربما لترفّعه عن توافه الأمور، وانطفاء الحماس، وخفوت وقدة شعلة الشباب، وغلبة الإحساس باللا جدوى، والاقتراب من خطّ نهاية الأحلام الكبيرة، وقد تقف ظروف خاصة خلف ذلك، فالعزلة التي فرضها على نفسه الكاتب الأمريكي جيروم ديفيد سالنجر(1919- 2010م) صاحب رواية (الحارس في حقل الشوفان) التي دامت حوالي خمسين سنة أمضاها في كوخ منعزل، بدأها منذ عام 1965 واستمرت حتى رحيله عام 2010 م، لها أسبابها، من بينها دخوله في علاقات عاطفية فاشلة، وزيجات انتهت بالانفصال، كذلك مشاركته في الحرب العالمية الثانية، وما تركت من أثار نفسية ليس من السهل أن تزول.
وفي أحيان كثيرة تقف خلف قرار العزلة عندما يتقدّم الإنسان في العمر «نفس عجزت عن تحقيق أهدافها»، كما نجد في تفسير عالم النفس سيجموند فرويد، لذلك يتوقّف عن الجري الذي يراه لا طائل منه، لكن هناك مَنْ يجد في سنّ الستّين رغبة إلى إعادة ترتيب أوراق عمره، استعدادا لانطلاقة جديدة بعد مروره بهذا المنعطف، رغم أن الكثيرين يعترضون على هذا المنطق، ويرون أن سنوات العمر تنحني أمام جبروت شباب الروح، وفي ذلك يقول الشاعر أحمد الصافي النجفي:
عمري بروحي لا بعدّ سنيني
فلأهزأنّ غدا من التسعين
عمري إلى السبعين يركض مسرعا
والروح باقية على العشرين
والأهم في ذلك شعور الإنسان نفسه، والمثل الفرنسي يقول «عمر الرجل كما يشعر» لا كما يبدو.
وقد قرأت مؤخرا منشورا لصديق من جيلي هو الشاعر والسينمائي (استناد حدّاد) كتبه بمناسبة عبوره خطّ الستين، و(استناد) من الشعراء الجميلين، لمع اسمه في الثمانينيات عندما أعدّ وأخرج فعالية تجمع أغلب الفنون من شعر وقصّة، وموسيقى، وباليه، وسينما، ومسرح، وفن تشكيلي في عرض واحد حمل عنوان(عربة الغجر) ومنذ عام 1984 وحتى بداية التسعينيات قدّم (12) عرضا تضمّنت (150) فقرة مختلفة، وخلال تلك السنوات كان في ذروة نشاطه الشعري، والمسرحي، والسينمائي، ولم يفتر حماسه حتى بعد مغادرته بغداد، واستقراره في مدينة (بيرث) الواقعة في أقصى جنوب غرب استراليا، وللاستقرار في مكان لذّة خاصّة لمَنْ تنقّل بين (150) بيتا وشقّة وغرفة، كـ(استناد)، لكنّ، من الواضح، في منشوره الجديد أن النار المستعرة أخذت تهدأ، والمياه الصاخبة بدأت تسير في الجدول بأناة، هل أنّه حين وضع قدمه على خطّ (الستّين) حصل له كلّ هذا أم أن التحوّلات جاءت تدريجيّا، حتى إذا ما بلغه خرج عن صمته؟ فقد اعتبر(الستين) نقطة فاصلة في حياته، لذا، نظر للمسألة من زاوية واقعيّة، فجرس الإنذار قد دقّ، وقطار العمر أطلق صفيره، لذا رأى أنه بحاجة إلى تغيير نمط حياته، ومغادرته (سجن الأحلام) هكذا أسماه، متهكّما على أحلامه «خصوصا تلك التي مرّت عليها أربعون سنة ولم تتحقّق!» كما يقول، مع احتفاظه «بقليل من الذكريات الجميلة وشطب كلّ ذاكرة للحرب، وأصدقاء الصدفة»، ومن الغريب أنّه أعلن في منشوره، الذي يمكننا أن نعتبره (بيانا شخصيّا) اعتزال كتابة الشعر، وطبعا، مثل هذه القرارات ليست جديدة، ففي الثمانينيات أعلن الشاعر بلند الحيدري اعتزاله الشعر، ثمّ كتب ونشر نصوصا عديدة، وفي عام 1983 م فاجأ الشاعر الكبير الشيخ عبدالله بن علي الخليلي الوسط الثقافي العُماني عندما ألقى في أمسية شعرية قصيدة أسماها «استقالة من دولة الشعر»، بعد تعرّضه لحادث، وقد أثارت تلك القصيدة جدلا واسعا:
مالي وللشعر يحدوني وأحدوه
غداة أوشك يسلوني وأسلوه
فناشده الكثيرون بالتراجع عن قرار(الاستقالة) الذي لم يستمرّ طويلا، فعاد (أمير البيان) إلى جمهور الشعر بقصائد رائعة.
وأرى أنّ قرارات الصديق استناد، تأتي لشعوره ببلوغ ذروة العمر الأخيرة، حيث إن كلّ مرحلة عمريّة بعد الأربعينيات ذروة، تتبعها منحدرات حادّة، استلهاما من قول الشاعر عبدالرزّاق عبدالواحد:
مضى ما مضى منك خيرا وشر
وظلّ الذي ظلّ طيّ القدر
وكم ذا تكابر والأربعون
ذرى كلّ ما بعدها منحدر
وهي وقفة مراجعات لابدّ لكلّ إنسان أن يتأمل، خلالها، ما مرّ من محطّات وهو ينظر من أعلى ذُرى الستّين الشاهقة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
بالعسل والبابونج والليمون.. 6 وصفات منزلية لتفتيح الشعر طبيعيًا
إذا كنتِ ترغبين في تفتيح لون الشعر بطريقة طبيعية وآمنة، يمكنك الاعتماد على مكونات منزلية متوفرة مثل العسل، والبابونج، وعصير الليمون.
وصفات طبيعية لتفتيح لون الشعروهذه الوصفات لا تمنحكِ لوناً أفتح بدرجتين أو ثلاث درجات فقط، بل تساعد أيضاً على ترطيب الشعر ومنحه لمعاناً صحياً، وفقا لما نشر في موقع “بولد سكاي” الهندي.
- منقوع البابونج:
امزجي 70 مل من نقيع البابونج البارد مع 10 مل من الغليسيرين النباتي، و20 مل من جل الألوفيرا، و15 قطرة من زيت الليمون الأساسي. ضعي المزيج في بخاخ ورشيه على الشعر عدة مرات أسبوعياً لنتائج تدريجية.
- خلطة العسل:
امزجي نصف كوب من الماء الفاتر مع نصف كوب من العسل وملعقة كبيرة من زيت الزيتون. طبقي الخلطة على الشعر المبلل وغطيه بمنشفة دافئة لمدة ساعة، ثم اشطفيه واغسليه بالشامبو والبلسم المعتادين.
- عصير الليمون مع البابونج:
اخلطي 4 ملاعق كبيرة من العسل مع عصير ليمونة، وملعقة صغيرة زيت زيتون، وكوب من نقيع البابونج أو الشاي الأخضر. غطي الشعر بورق السيلوفان ومنشفة، واتركيه ساعة أو طوال الليل قبل شطفه.
- الكونديشنر بالعسل والبابونج:
اخلطي ملعقتين من الكونديشنر المحتوي على خلاصة البابونج مع ملعقتين من العسل. ضعيه على الشعر طوال الليل، ثم اشطفيه في الصباح، ويمكن تعريض الشعر للشمس ساعة لزيادة الفعالية.
- خليط العسل والليمون والبابونج:
امزجي ملعقتين عسل مع عصير ليمونة وكوب من نقيع البابونج، وطبقيه على الشعر مع تغطيته لمدة 30 إلى 60 دقيقة، ويمكن تعريضه للشمس لتسريع النتيجة.
- الألوفيرا مع العسل والليمون:
امزجي ملعقتين جل ألوفيرا مع ملعقتين عسل وعصير ليمونة وكوب بابونج. طبقي المزيج 30 إلى 60 دقيقة أو أثناء التعرض للشمس، ثم اشطفيه.
وهذه الوصفات الطبيعية لتفتيح الشعر يمكن تطبيقها مرة أسبوعياً للحصول على نتائج تدريجية دون اللجوء للصبغات الكيميائية الضارة.
ـ العسل: يحتوي على إنزيمات طبيعية تمنح الشعر إشراقاً وتساعد على تفتيحه تدريجياً.
ـ البابونج: يفتح الشعر دون إتلاف الألياف، ويضفي لمعاناً طبيعياً.
ـ الليمون: يمنح إشراقة قوية للشعر، لكن يجب الحذر من الإفراط في استخدامه لتجنب جفاف الأطراف.