عواصم "وكالات": أعتبرت روسيا المشاورات الدبلوماسية التي جرتها الدول الأوروبية وأوكرانيا مع الرئيس الأمريكي اليوم الأربعاء "بلا أهمية"، قبل القمة المرتقبة بين دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين غدا الجمعة في ألاسكا.

وقال نائب الناطق باسم الخارجية الروسية أليكسي فادييف "نعتبر المشاورات التي يسعى لها الأوروبيون بلا أهمية عمليا وسياسيا".

وقال إن "الأوروبيين أيّدوا شفهيا الجهود الدبلوماسية لواشنطن وموسكو الرامية لحل هذه الأزمة المرتبطة بأوكرانيا، لكن الاتحاد الأوروبي يقوم في الحقيقية بتخريبها".

من جهته، دعا زيلينسكي الذي تحدّث مع أكثر من 30 زعيما في العالم خلال الأيام الأخيرة إلى مواجهة أي "خداع" من روسيا و"الضغط على موسكو من أجل تحقيق سلام عادل".

وشدد قادة الاتحاد الأوروبي اليوم على "حق أوكرانيا في تقرير مصيرها" وعلى وجوب عدم "تغيير الحدود الدولية بالقوة".

لكن فادييف أفاد الأربعاء بأن خطاب الاتحاد الأوروبي "بشأن الدعم المفترض لإيجاد حلول سلمية ليس إلا محاولة أخرى لتعطيل التوصل إلى تسوية".

وأضاف "سنراقب تحرّكات البلدان الأوروبية المرتبطة بالقمة المقبلة ونأمل بألا تُتّخذ خطوات تمنع انعقادها والتوصل إلى اتفاقيات بنّاءة".

وقال زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "يجب الضغط على روسيا من أجل سلام عادل. علينا التعلم من تجربة أوكرانيا وشركائنا لمنع أي خداع من روسيا. لا يوجد راهنا أي مؤشرات على أن الروس مستعدون لإنهاء الحرب".

يخشى زيلينسكي والأوروبيون أن تفضي القمة إلى تسوية على حساب كييف.

وفي إشارة من شأنها أن تثير قلق الرئيس الأوكراني، قال ترامب إنه "منزعج بعض الشيء من قول زيلينسكي إنه يحتاج إلى موافقة دستورية للتنازل عن أراض" مؤكدا أنه "سيكون هناك تبادل أراض"، في وقت تسيطر روسيا حاليا حوالى 20% من أراضي أوكرانيا.

بوتين وكيم" يتعهدان " بتعزيز التعاون في المستقبل

من جهة اخرى، تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تعزيز التعاون بين بلديهما، قبل أيام على قمة سيد الكرملين المرتقبة في ألاسكا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي في بيونج يانج اليوم الأربعاء.

وأفادت وكالة الأنباء الكورية المركزية الرسمية بأن بوتين وكيم تحدثا هاتفيا في "أجواء دافئة ووديّة" وأكّدا "استعدادهما لتعزيز التعاون في المستقبل".

يأتي الاتصال قبل يومين على انطلاق القمة المرتقبة بين بوتين وترامب والتي ستكون الأولى بين رئيس أمريكي في منصبه والرئيس الروسي منذ العام 2021، في وقت يسعى ترامب للعب دور وساطة لوضع حد لحرب روسيا في أوكرانيا المتواصلة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وأرسلت كوريا الشمالية آلاف الجنود إلى منطقة كورسك الروسية إضافة إلى أسلحة لدعم جهدها الحربي، بينما أكد كيم لموسكو دعم بلاده الكامل للحرب أثناء محادثات عقدها الشهر الماضي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وأعرب بوتين أثناء اتصالهما عن تقديره "لروح التضحية التي أظهرها عناصر الجيش الشعبي الكوري في تحرير كورسك" في روسيا، حيث يسيطر الجيش الأوكراني مئات الكيلومترات المربعة في هجوم مباغت في أغسطس 2024 قبل أن تتمكن القوات الروسية في الربيع من تحريرها بدعم من فرقة كورية شمالية.

تعهّد كيم بدوره بأن كوريا الشمالية "ستدعم بالكامل جميع الإجراءات التي تتخذّها القيادة الروسية في المستقبل أيضا".

وأكد الكرملين الاتصال في بيان قائلا إن بوتين "تشارك معلومات مع كيم جونغ أون في سياق المحادثات المقبلة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

يتوقع بأن يضغط ترامب على روسيا لوضع حد لحرب أوكرانيا أثناء قمته مع بوتين المقررة في ألاسكا غدا الجمعة.

وتوطدت العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية في السنوات الأخيرة مع توقيع البلدين اتفاقا للدفاع المتبادل العام الماضي عندما زار بوتين الدولة الانعزالية.

في أبريل، أكدت كوريا الشمالية لأول مرة أنها نشرت كتيبة من جنودها على خط الجبهة في أوكرانيا، إلى جانب القوات الروسية.

وذكرت وكالات استخباراتية كورية جنوبية وغربية بأن بيونج يانج أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي إلى منطقة كورسك عام 2024 إلى جانب قذائف مدفعية وصواريخ وأنظمة صاروخية بعيدة المدى.

وبحسب سول، قتل حوالى 600 جندي كوري شمالي وأصيب الآلاف بجروح وهم يقاتلون إلى جانب روسيا.

وفي السياق، أفاد رئيس جامعة دراسات كوريا الشمالية في سيول يانغ مو-جين فرانس برس بأن الكشف علنا عن محادثة كيم وبوتين يعد مؤشرا على "الرغبة في إظهار درجة التقارب بينهما للمتابعين في الداخل وعلى الصعيد الدولي".

وأضاف أنه في حال توصل ترامب وبوتين إلى اتفاق للسلام في أوكرانيا، عندها يمكن "لبوتين أن ينقل وجهة نظر كيم حيال مصالح ترامب المرتبطة بكوريا الشمالية، بما في ذلك قمة مشروطة محتملة بشأن نزع السلاح النووي".

ويرجّح أيضا بأن بوتين قدّم إحاطة لكيم تتعلق بالأمور التي تهم الزعيم الكوري الشمالي، بحسب يانغ.

وتابع "إذا ازداد زخم محادثات السلام الروسية الأوكرانية، فقد تكون لذلك تداعيات إيجابية على الحوار بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والحوار الكوري-الكوري".

وخلال ولايته الرئاسية الأولى، اجتمع ترامب مع كيم ثلاث مرّات على أمل التوصل إلى اتفاق لنزع سلاح كوريا الشمالية النووي.

لكن منذ انهارت قمتهما الثانية في هانوي عام 2019 على خلفية فشلهما في الاتفاق على ما ستحصل عليه كوريا الشمالية في المقابل، سرّعت بيونج يانج تطوير برنامجها النووي.

ولطالما تباهى ترامب بـ"علاقته الرائعة" مع كيم، لكن شقيقة الزعيم الكوري الشمالي النافذة كيم يو جونغ حذّرت الولايات المتحدة الشهر الماضي من السعي لنزع سلاح بيونغ يانغ النووي، قائلة إن بلادها "سترفض بشكل قاطع" أي مسعى لحرمانها من موقعها كدولة مسلحة نوويا.

ولفتت كيم يو جونغ إلى أن "العلاقة الشخصية" التي تربط شقيقها بترامب "ليست سيئة" لكنها حذّرت من استغلالها "لخدمة هدف نزع السلاح النووي" في أي محادثات مستقبلية.

وأما العلاقات بين الكوريتين فبلغت أدنى مستوياتها منذ سنوات في عهد الرئيس الكوري الجنوبي السابق يون سوك يول، مع اتّخاذ سيول موقفا متشددا حيال بيونج يانج.

لكن الرئيس الجديد لي جاي ميونغ تبنى مقاربة مختلفة قائلا إنه سيسعى لإجراء محادثات مع جارة بلاده الشمالية من دون شروط مسبقة.

طرد دبلوماسي روسي من إستونيا

وفي تطور لافت، أعلنت وزارة الخارجية الإستونية اليوم الأربعاء أنها قررت طرد دبلوماسي روسي على خلفية "التدخل المتواصل" في شؤون الدولة المنضوية في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

وأفاد وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساهكنا في بيان بأن "الدبلوماسي المعني تورط بشكل مباشر ونشط في تقويض نظام إستونيا الدستوري والقانوني".

وأضاف "يتعيّن وضع حد لتدخل السفارة الروسية المتواصل في الشؤون الداخلية لجمهورية إستونيا، ومن خلال طرد الدبلوماسي، نظهر بأن إستونيا لن تسمح بأي أعمال تديرها أو تنظمها دولة أجنبية على أراضيها".

وأفاد تساهكنا بأن الدبلوماسي "ساهم في.. جرائم ضد الدولة بما في ذلك عدة جرائم مرتبطة بانتهاك العقوبات".

وأضاف بأن مواطنا إستونيا "أدين بتهمة تنفيذ هذه الجرائم".

ورد نائب مدير المكتب الإعلامي التابع للخارجية الروسية أليكسي فادييف بالقول "هذا ليس أول تحرّك عدائي من نوعه تقوم به إستونيا. علي القول إننا اعتدنا على ذلك بالفعل".

وأضاف، وفق ما نقلت عنه وكالة "تاس" الإخبارية، "سندلي بتصريحات في موعدها بشأن طبيعة الإجراءات التي سنتّخذها في ما يتعلّق بالدبلوماسيين الإستونيين".

وتصاعدت حدة التوتر بين البلدين منذ بدأ الحرب في اوكرانيا، ودعمت إستونيا كييف بشدة في تصديها للقوات الروسية.

استدعت الخارجية الإستونية الشهر الماضي القائم بالأعمال الروسي مشيرة إلى أن مركبا تابعا لخفر السواحل الروس خرق حدودها البحرية.

وقال تساهكنا حينذاك إن "السفارة الروسية تدخلت في الشؤون الداخلية لإستونيا بطريقة غير مقبولة".

ولم تعيّن روسيا سفيرا لها في تالين منذ فبراير 2023 عندما أمرت إستونيا بمغادرة مبعوث موسكو في خطوة جاءت ردا على تحرك مماثل.

روسيا تحقق أكبر تقدم منذ أكثر من عام

وعلى الارض، حقق الجيش الروسي أكبر تقدم له خلال 24 ساعة في الأراضي الاوكرانية منذ أكثر من عام، فيما يتسارع تقدمه منذ أسابيع حيث تقدمت القوات الروسية أو سيطرت على أكثر من 110 كيلومترات مربعة إضافية امس وهو تقدم لم يُسجل منذ أواخر مايو 2024.

في الأسابيع الأخيرة، كان يستغرق تحقيق هذا القدر من التقدم ستة أيام.

ومساء امس ، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقدم "مجموعات" من الجنود الروس لمسافة تقارب 10 كيلومترات في بعض قطاعات الجبهة في شرق البلاد، مؤكدا أنه سيتم "تدمير" هذه الوحدات.

وتشهد منطقة دونيتسك (شرق) معارك بين الروس والأوكرانيين منذ العامين الماضيين. وبحلول 2025، حققت روسيا 70% من تقدمها في أوكرانيا في هذا الجزء من الجبهة.

وحتى امس ، باتت القوات الروسية تسيطر فعليا على أو تدعي ملكيتها لـ 79% منها، مقابل 62% قبل عام.

ومنذ أكثر من عام ونصف عام، تحاول روسيا الاستيلاء على مدينة بوكروفسك بعد سيطرتها على باخموت في مايو 2023. كما يهدد تقدمها بلدة دوبروبيليا.

ومن شأن هذا التقدم أن يهدد آخر مدينتين رئيسيتين تسيطر عليهما كييف في المنطقة سلوفيانسك وكراماتورسك اللتين تعدان قاعدتين استراتيجيتين للجيش الأوكراني.

منذ أبريل، يحقق الجيش الروسي مكاسب بوتيرة أسرع من الشهر السابق.

وحتى امس ، استولت على 6100 كيلومتر مربع خلال 365 يوما الماضية، أي أربعة أضعاف المساحة التي سيطرت عليها في 365 يوما السابقة.

ومع ذلك، لا يمثل هذا سوى 1% من أراضي أوكرانيا قبل الحرب، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس.

وتسيطر روسيا حاليا بشكل كامل أو جزئي على 19% من الأراضي الأوكرانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کوریا الشمالیة القوات الروسیة فی أوکرانیا منذ أکثر من بیونج یانج

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي: التنازلات لن تقنع روسيا بوقف القتال

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين، إن التنازلات لن تقنع روسيا بوقف الأعمال القتالية في بلاده، وإن هناك حاجة إلى تكثيف الضغط على الكرملين.

السفير الأمريكي لدى الناتو: اجتماع زيلينسكي مع بوتين بيد ترمبزيلينسكي: ناقشت مع ماكرون تطورات الوضع الدبلوماسي في أوكرانيازيلينسكي: نحن جميعا بحاجة لنهاية حقيقية للحرب وأسس أمنية متينة لأوكرانياتحركات مكثفة .. ماكرون يتواصل مع زيلينسكي وقادة أوروبا عقب لقاء بوتين وويتكوف

وأضاف "زيلينسكي"، خلال نبأ عاجل عبر القاهرة الإخبارية، أن"روسيا تطيل أمد الحرب ولذلك تستحق أن تواجه ضغطًا دوليًا أكبر، وترفض روسيا وقف القتل ولذلك لا يجب أن تتلقى أي مكافآت أو مزايا".

وتابع: "هذا ليس موقفًا أخلاقيًا فحسب، إنه عقلاني، التنازلات لا تقنع قاتلًا".

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، 15 أغسطس الجاري، بولاية ألاسكا الأمريكية، للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأعلن ترامب، أن الأطراف، بما في ذلك الرئيس الأوكراني، قريبة من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يمكن أن يحل الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات، بحسب وكالة "رويترز".

واقترح أن "الاتفاق سيتضمن تبادل بعض الأراضي من أجل تحسين الوضعين".

طباعة شارك الرئيس الأوكراني زيلينسكي روسيا الكرملين

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: روسيا لا تستعد للسلام بل تحاربنا
  • الاتحاد الأوروبي: نرحب بجهود ترامب لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا
  • زيلينسكي: لا دلائل على استعداد روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب يكشف عن خطة تبادل للأراضي لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا
  • زيلينسكي يحذر: التنازلات لن تقنع روسيا بإنهاء الحرب
  • زيلينسكي: التنازلات لن تقنع روسيا بوقف القتال
  • لقاء بوتين وترامب في أنكوريج.. محاولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • زيلينسكي: موسكو تخدع واشنطن قبل لقاء ترامب وبوتين
  • خلاف محتمل مع ترمب وسط تحركات لإنهاء الحرب.. زيلينسكي يتمسك بموقفه ويؤيد القادة الأوروبيين