العراق في فرن القيظ… وملفات الفساد تزداد سخونة
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
13 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة: تمخّضت أجواء الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة عن موجة حرّ غير مسبوقة، أقرب إلى قنبلة حرارية تغطي المنطقة من الخليج إلى النيل، وهو ما يُعرف علميًا بـ«القبة الحرارية» التي تجمّعت بفعل ضغط جوي عالٍ وكتلة هوائية جافة مأخوذة من الجزيرة العربية وشمال إفريقيا.
وارتفعت شمس العراق حتى بدت وكأنها تقترب من وجوه الناس، لتصنع صيفًا مرعبًا بدرجات حرارة بلغت في البصرة 52.
وقال مواطنون من أحياء بغداد الشعبية إنهم يقضون الليل في الأزقة وعلى الأسطح هربًا من حرّ الغرف الخانقة، فيما تداولت منصات التواصل صور أطفال ينامون على الأرصفة، وتغريدات تصف الوضع بأنه «عيش في فرن بلا جدران» و«صيف العراق حالة طوارئ سنوية».
واندفع الناس في الأسواق لشراء مولدات صغيرة أو بطاريات طاقة متنقلة بأسعار مضاعفة، بينما عجز الكثيرون عن دفع الفواتير أو شراء الوقود اللازم لتشغيلها، لتزداد الفجوة بين من يملك القدرة على الاحتمال ومن يحترق بلا بديل.
وتحدث مهندسون متقاعدون عن مشاريع كهرباء قُدّر إنفاقها بعشرات المليارات منذ 2003، لكنها لم تحل الأزمة، بل تحولت عقودها إلى ملفات فساد في أدراج المحاكم أو قصص يتداولها الشارع عن محطات لم تُستكمل وخطوط نقل تُركت صدئة في العراء.
وأكد ناشطون أن أزمة الكهرباء ليست عجزًا تقنيًا بقدر ما هي أزمة سياسية وإدارية، مشيرين إلى أن تقارير ديوان الرقابة المالية في 2024 كشفت عن اختفاء نحو 4 مليارات دولار من مخصصات قطاع الكهرباء خلال السنوات الخمس الأخيرة، من دون أثر فعلي على الإنتاج أو التوزيع.
وانتشرت على تويتر وسوم مثل #كهرباء_العراق_وين و#حرارة_وانقطاع، حيث كتب أحد المستخدمين: «نحن ندفع فاتورة الفساد قبل أن ندفع فاتورة الكهرباء»، فيما نشر آخر صورة لعائلته نائمة في باحة المنزل مع تعليق: «هذا ليس نزهة، هذا صراع للبقاء».
واشتعلت تظاهرات في الديوانية والحلة والبصرة رافعة شعارات تطالب بمحاسبة الفاسدين ووقف العقود الوهمية، بينما اكتفى بعض المسؤولين بالحديث عن «أعمال صيانة طارئة» و«تأثر المحطات بارتفاع درجات الحرارة».
وأثار خبراء مخاوف من أن يتحول هذا الصيف إلى مقدمة لانهيار اجتماعي إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، مؤكدين أن موجات الحر المتصاعدة بفعل تغيّر المناخ ستجعل من العراق ساحة اختبار قاسية لقدرة المجتمعات على الصمود أمام فساد يلتهم الخدمات الأساسية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
وراء الأبواب المغلقة: منافسات على رئاسة الوزراء ودور الإرادات الخارجية في مصير بغداد
8 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: عقد قادة الإطار التنسيقي اجتماعهم الدوري يوم الاثنين في بغداد، مسجلين خطوة متقدمة نحو حسم اختيار مرشح رئاسة الحكومة العراقية الجديدة بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة في نوفمبر.
وأعلنت الدائرة الإعلامية للإطار في بيان رسمي أن الحاضرين ناقشوا الاتصالات الجارية مع القوى الوطنية، واتفقوا على مواعيد محددة لاستكمال الإجراءات المتعلقة بتوزيع الاستحقاقات السياسية، في محاولة لتسريع تشكيل الائتلاف الحاكم قبل انتهاء المهل الدستورية.
ومع ذلك، يخفي هذا الاجتماع طبقات من الخلافات الداخلية التي تهدد وحدة الإطار الشيعي الذي يجمع بين أبرز الأحزاب.
و تكشف مصادر سياسية عن سعي الإطار لصيغة توافقية حول المرشح، دون الوصول إلى شخصية محددة حتى الآن، حيث يتصدر الجدل مسألة تمديد ولاية رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، الذي حقق تحالفه الأكبر عددًا من المقاعد لكنه يواجه معارضة شديدة من بعض القوى.
من جانب آخر، يضغط الزمن بقوة على هذه المفاوضات، إذ يتطلب الدستور إنهاء تشكيل الحكومة خلال أشهر قليلة لتجنب فراغ سياسي يعمق التوترات الأمنية والاقتصادية. وفي الوقت نفسه، تتداخل الإرادات الخارجية في العملية، حيث تؤثر الضغوط الأمريكية، مقابل التأثير الإيراني الذي يفضل خيارات أقرب إلى نفوذه داخل الإطار، رغم تجنب الإعلان الرسمي عن هذه التدخلات للحفاظ على صورة السيادة الوطنية.
أما خلف الكواليس، فتسوق كل فصيل مرشحه الخاص في جلسات سرية مكثفة، مع تسرب بعض التفاصيل إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام كوسيلة لقياس ردود الفعل العامة.
ويعكس هذا الصراع صعوبة التوازن بين الطموحات الشخصية والحاجة إلى تحالفات واسعة تشمل الكتل الكردية والسنية، مما يجعل العملية أشبه بلعبة شطرنج معقدة حيث يحدد كل خطوة مصير الاستقرار العراقي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts