موقع 24:
2025-08-13@10:17:41 GMT

أسطورة.. اسمها غزة

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

أسطورة.. اسمها غزة

طاع غزة بمساحته التي لا تتعدى واحد في المئة من مساحة فلسطين أي ما يقارب ال340 كيلو متراً مربعاً ويعيش عليه أكثر من مليوني نسمة بما فيها المساحة المخصصة للبناء والزراعة، أي إن في غزة هناك مناطق يعيش فيها أكثر من مئة ألف نسمة في الكيلومتر الواحد. قطاع غزة هذا تحول إلى أسطورة تاريخيه تحكي قصة نضال شعب يقاوم من أجل حريته، وحكاية عالم فقد إنسانيته.

هذه المنطقة التي شهدت أربعة حروب راح ضحيتها الآلاف من المدنيين ودمرت بينتها التحتية التي أصلاً هي بنية منهارة، وتعيش حالة حصار مستمر من قبل إسرائيل التي تتحكم في كل منافذها منذ 17 عاماً، وتعاني نقصاً في كل مقومات الحياة من كهرباء وماء وصحه وتعليم، ورغم كل ذلك تقدم اليوم أنموذجاً في الصمود والتحدي. لم يعد سكانها وأطفالها يخافون من صوت الطائرات والصواريخ الإسرائيلية التي لا تغادر القطاع.
والسؤال: هل تحولت غزة اليوم إلى أسطورة وقصة تحكى للأجيال؟ أسطورة نضال وصمود وأسطورة ظلم الإنسانية، وأسطورة غياب العدالة الدولية، وأسطورة حرب الكل؟ تساؤلات كثيره تثار، والسؤال التقليدي إلى أين غزة ذاهبة؟ وما هي خياراتها؟ وما مستقبل أبنائها وشبابها وأطفالها؟ وهل تستطيع حماس أن تنفرد بحكم غزة؟ وهل من مستقبل لغزة من دون بقية ألأرض والشعب الفلسطيني؟ وقبل محاولة الإجابة السريعة على هذه التساؤلات نثير سؤالاً مهماً: ما هو وضع غزة في القانون الدولي؟ هل تعدّ محتلة؟ وهل ما زالت إسرائيل مسؤولة كسلطة احتلال؟
الإجابة مهمة لأنها تحدد مستقبل غزة ومسؤولية إسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية، وما يترتب على ذلك من تداعيات سياسية وأمنية.

وهنا قد يبرز أكثر من رأي، أحدها تؤيده إسرائيل بالقول: إنها ليست مسؤولة عن غزة، وبانسحابها منها عام 2005 انسحاباً أحادياً أخلت مسؤوليتها عنها، وهذا الرأي غير صحيح لأنه يرفع عن إسرائيل المسؤولية عن كل حروبها وحصارها لغزة، بل إن هذا الرأي يذهب أبعد من ذلك ويحمّل حماس والمقاومة كل المسؤولية عن الحرب والحصار وعما تعانيه غزة وسكانها من مشاكل اقتصادية واجتماعية وفقر وبطالة، وإن حماس هي المسؤولة مسؤولية كاملة. والرأي الآخر يرى عكس ذلك، إذ إن إسرائيل مسؤولة كسلطة ودولة احتلال، وتقع عليها كل المسؤولية وفقاً للقانون الدولي واتفاقات لاهاى 1899 إزاء سكان القطاع، وهي معنية بتوفير كل الخدمات لهم. وهذا الرأي هو الأكثر منطقية وقبولاً قانونياً انطلاقاً من فرضية أساسية وهي أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وحيث إن الاحتلال لا يجزأ، فإسرائيل تعدّ مسؤولة.
والسؤال ثانية، وماذا بالنسبة للحروب ومن هو المسؤول عنها؟ المسؤول عنها إسرائيل أساساً بسب الحصار المفروض على القطاع، لكن في الوقت ذاته طالما أن هناك سلطة مسؤولة في غزة تمثلها حماس فهنا المسؤولية تقتضي ضرورة التوصل لاتفاق تهدئه شاملة في إطار السلطة الفلسطينية العامة. وهذه التهدئة هي التي تحكم العلاقة. بعيداً عن هذين الرأيين وحجج كل منهما، فلا شك أن العلاقة بين غزة وإسرائيل شائكة ولا يمكن النظر إليها من زاوية واحدة، ولا يمكن حصر العلاقة في إطار منفصل عن الكل الفلسطيني.
غزة وعلى مدار تاريخها تحكي وتجسد كل القضية الفلسطينية. فغزة بعد النكبة استقبلت الآلاف من اللاجئين لتجسد مخيماتها قضية اللاجئين ولتصبح مركزاً لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهذا ما يفسر لنا اليوم لماذا إسرائيل تحاول طمس كل المخيمات فيها. وفى غزة نشأت حكومة عموم فلسطين، وبقيت غزة وفي كل مراحل المأساة تعبر عن المعاناة والحصار والاحتلال.
إن هذه الحرب التي فشلت حتى الآن في اقتلاع وتهجير سكان غزة وكل قصة فيها تحكي صمود أهلها وتمسكهم بالأرض والبقاء. وفى جانب آخر ومن مظاهر أسطورة غزة، أنها حركت كل الشعوب الرافضة للظلم والاحتلال، وكشفت ضعف الشرعية الدولية أمام قوة السلاح الذي تمارسه إسرائيل، كشفت عيوب النظام الدولي.
ولعل من أبرز صور أسطورة هذا الجزء الصغير والأصغر في العالم، أنه عرّى إسرائيل من ديموقراطيتها وكشف الجانب المتشدد والرافض للحياة المشتركة والتعايش والسلام.
ويبقى للأسطورة صورة أخرى، وهي غزة ما بعد الحرب، وبناء غزة الجديدة التي قد تذكرنا بالنموذج الألماني والياباني، غزة في حاجة إلى كتابة أسطورة جديدة ليس في إعادة إعمارها ولكن في إنسانها الجديد القادر على مواصلة الحياة وحمل قيم الإنسانية والقفز على كل ما خلفته الحرب من قيم الكراهية والحقد والثأر. والسؤال أخيراً من يقف مع غزة لبناء هذا النموذج الأسطوري الجديد؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية: استهداف إسرائيل للصحفيين ليس مصادفة وأنس لا ينتمي لحماس

اتهمت المقررة الأممية المعنية بتعزيز حق التعبير إيرين خان إسرائيل باستهداف الصحفيين بشكل مقصود لمنع كشف الحقائق عن الفظائع المرتكبة في قطاع غزة.

وأضافت خلال مشاركتها بمداخلة في الوقفة التي نظمتها شبكة الجزيرة الإعلامية -اليوم الاثنين- تنديدا باغتيال الاحتلال الإسرائيلي للشهيدين أنس الشريف ومحمد قريقع وبقية طاقم الجزيرة، أن مقتل 4 صحفيين بعد أيام قليلة من إعلان بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية نيته السيطرة على غزة "ليس مصادفة".

وعبرت خان عن غضبها الكامل من جرأة الجيش الإسرائيلي في استهداف الصحفيين، مشيرة إلى أن الهدف من هذه الهجمات هو إيقاف إخراج الحقيقة وكشف الفظائع التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية.

وفي هذا الإطار، أشادت المقررة الأممية بالعمل الاستثنائي الذي يؤديه صحفيو الجزيرة في أنحاء العالم، معربة عن فخرها بما أنجزه الصحفي الشهيد أنس الشريف ورفاقه من أجل إخراج الحقيقة للعالم.

وفيما يتعلق بالادعاءات الإسرائيلية، رفضت خان بشدة زعم الجيش الإسرائيلي أن الصحفي أنس كان عضوا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مؤكدة أنهم "لم يقدموا أي دليل على هذه المزاعم في هذه القضية أو قضايا أخرى حيث استهدفوا صحفيين في غزة".

ووصفت المسؤولة الأممية الجيش الإسرائيلي بأنه "قاتل ويقوم بتجويع النساء والأطفال" وأنه "نُزعت عنه أي مصداقية"، مطالبة بضرورة إجراء تحقيق مستقل في هذه الجرائم.

وعلى صعيد الشفافية، طالبت خان إسرائيل بالسماح لوسائل الإعلام الدولية بالدخول إلى غزة، متسائلة بشكل مباشر: "إذا ما زعمت إسرائيل أنهم ليسوا صحفيين ذوي مصداقية، فلماذا لا تقوم بفتح الأبواب أمام الصحفيين الدوليين؟ ما الذي تخشاه؟".

إسرائيل تخشى الإعلام

وحذرت المقررة الأممية من أن رفض إسرائيل الاستمرار في منع التحقيق الدولي المستقل أو منع دخول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة "سيكون مرة أخرى دليلا على ممارسات إسرائيل في جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية".

إعلان

وفي تحليلها للسلوك الإسرائيلي، أرجعت خان هذا التصرف إلى الإفلات من العقاب والطريقة التي يتصرف بها الجيش الإسرائيلي لأنه يعرف أن باستطاعته القيام بما يريد دون أي تبعات.

وعلى الصعيد الدولي، دعت خان في بيانها "الحكومات النافذة والأصدقاء والحلفاء" لإسرائيل إلى فرض عقوبات عليها، مؤكدة أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي باستطاعتنا أن نوقف بها هذا القتل ونوقف التجويع، وأن يتم السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وفي إشادة خاصة بالصحفيين المحليين، وصفت خان العمل الذي يقوم به الصحفيون في غزة بأنه "لا يمكن أن تصفه كلمات"، لافتة إلى أن الشهيد أنس الشريف أرسل لها رسالة خلال الأسابيع الماضية شكرها فيها على دعمها وأكد التزامه الكامل بالاستمرار في نقل الحقيقة.

وأكدت المسؤولة الأممية أن هذا تحديدا ما فعله الشريف "حتى لحظاته الأخيرة" حيث قام بأداء مهمة الصحافة "النبيلة"، مؤكدة أن "الصحافة ليست إرهابا بل هي إحدى أكثر المهن نبلا الموجودة اليوم".

وفي رسالة تشجيعية للصحفيين، أكدت خان أن الحقيقة لن يتم إسكاتها وأن العدالة ستأتي، مضيفة أنه "قد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكنها ستتحقق".

وأكدت المقررة الأممية على أن العالم "لن ينسى" عمل الصحفيين، معربة عن اعتقادها بأن الناس في غزة يوما ما سيحصلون على العدالة التي يستحقونها، وذلك سيكون بفضل العمل الذي يقوم به الصحفيون اليوم.

مقالات مشابهة

  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم “حماس” بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • ترامب: توقفت عن تأييد خطط إسرائيل لمهاجمة واحتلال مدينة غزة وحركة الفصائل الفلسطينية لن تفرج عن الرهائن في الوضع الحالي
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • مسؤولة أممية: استهداف إسرائيل للصحفيين ليس مصادفة وأنس لا ينتمي لحماس
  • مسؤولة أممية: "إسرائيل" تحاول إخفاء ما يجري في غزة
  • إسرائيل تكثف قصف غزة بعد تهديد نتنياهو بتوسيع الهجوم
  • إسرائيل تكثف قصفها على مدينة غزة بعد توعد نتنياهو بتوسيع الهجوم
  • باسم نعيم : نتنياهو يواصل “الأكاذيب” التي اعتاد عليها منذ بداية الحرب
  • انتقادات متصاعدة في إسرائيل لخطة نتنياهو
  • نتنياهو: لا نريد في غزة لا حماس ولا السلطة الفلسطينية