بوابة الوفد:
2025-06-24@13:45:45 GMT

الإسلام والنظافة: تعاليم راسخة لبناء بيئة صحية

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

من مظاهر اهتمام الإسلام بالإنسان وبيئته، نجد دعوته المستمرة للمحافظة على النظافة الشخصية والعامة. وقد أكد الإسلام على أهمية النظافة كجزء من تكوين الإنسان الصحيح، من خلال الحث على تنظيف البيوت والمرافق العامة، وكذلك العناية بالجسم والمظهر الخارجي.

تنظيف البيوت والأماكن العامة

 في هذا السياق، تعتبر النظافة في الإسلام ليست مجرد روتين يومي، بل جزءًا من العبادة والطهارة التي يحبها الله تعالى، حث الإسلام على تنظيف البيوت والأماكن العامة، حيث يعتبر ذلك من صفات المؤمنين.

جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ". وهذا يدل على أن النظافة جزء من طهارة المسلم، وتعتبر من الواجبات التي يجب على كل فرد أن يتحملها. كما يبين الحديث أهمية تحسين وتنظيف الأماكن المحيطة بنا، سواء كانت بيوتنا أو الأماكن العامة، كونها تؤثر بشكل مباشر على صحة الأفراد والمجتمع ككل​

طهارة البدن والمظهر

من جانب آخر، شدد الإسلام على ضرورة طهارة البدن والمظهر الخارجي. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أهمية غسل الفم والأسنان، لما لذلك من تأثير إيجابي على صحة الإنسان ومظهره. في الإسلام، النظافة ليست مجرد أمر شكلي، بل هي جزء من رعاية الله للإنسان وصحته. وعليه، يصبح العناية بالنظافة الشخصية من مظاهر الإسلام التي تساهم في بناء الفرد والمجتمع.

أثر النظافة على البيئة

إضافة إلى ذلك، يدعو الإسلام إلى الحفاظ على البيئة من التلوث. فقد حث على عدم تلويث الماء والهواء، وأكد على أن المحافظة على هذه العناصر الأساسية في الحياة تساهم في حماية صحة الإنسان والحيوان على حد سواء. الإسلام يعتبر أن النظافة والطهارة لا تقتصر على الإنسان فحسب، بل تشمل البيئة المحيطة به التي تؤثر على حياته بشكل مباشر​

 

في الختام، يظهر لنا من خلال هذه التعاليم أن الإسلام يولي اهتمامًا كبيرًا لنظافة الإنسان وبيئته. فهي ليست مجرد سلوك فردي، بل جزء من رسالة شاملة تهدف إلى بناء مجتمع صحي ومتكامل، ينعم أفراده بالسلامة البدنية والنفسية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسلام النظافة أهمية النظافة طهارة المظهر جزء من

إقرأ أيضاً:

داء القلق

 

د. صالح بن ناصر القاسمي

ماذا عساه أن يواجه الإنسان وهو يبدأ مسيرته على وجه البسيطة؟ فمنذ أن تبدأ صرخته الأولى في فضاء الحياة، وهو يعيش حالة من الترقب والقلق، دائم الالتصاق بأمه التي يشعر معها بالأمان والاطمئنان.  حيث يولد الإنسان وهو محمل بغرائز طبيعية، في مقدمتها حب الحياة، وإلا فما هو تفسير أن يمتلك الطفل ردة فعل مباشرة حين يسمع صوتًا غريبًا بالقرب منه؟ جميعنا لاحظنا ذلك مراراً وتكراراً مع أطفالنا، بل نعايشه بأنفسنا رغم أننا نمتلك رصيدًا من الأعوام، نخشى فيه على ذواتنا من أي تهديد خارجي، ونتفاعل بردة فعل تناسب الموقف المعاش.

ولا زلت أذكر، ونحن في مقاعد الدراسة الجامعية، أن أحد المدرسين ضرب بيده على الطاولة بينما كان يشرح لنا كيف أن الإنسان لديه ردة فعل طبيعية تجاه التهديدات الخارجية. فما كان منَّا إلا أن تحركنا تلقائيًا، وتملكنا الخوف، وكان ذلك مثالًا حيًّا لا تزال تفاصيله حاضرة في ذهني، كأنها حدثت للتو.

 كثيرة هي الأشياء التي تجعل الإنسان يعيش داء القلق: الخوف من المستقبل، القلق بشأن تأمين المعاش، الخوف من تربية الأبناء، وغير ذلك الكثير من الهواجس. بل وأحيانًا يعيش الإنسان حالة من القلق والخوف من أمور لا يستطيع حتى أن يحدد مصدرها، فكثيرًا ما يخبرنا أصدقاؤنا أنهم يمرون بحالة قلق لا يعرفون سببها. وهذا ما يزيد من خطورة هذا الداء، أنه متسلل، لا يأتي من باب واضح، بل يتسلل من النوافذ الصغيرة المهملة في زوايا النفس.

ومع تدرج الإنسان في مراحل حياته، يبدأ الصراع مع العديد من الأدواء، في مقدمتها الأمراض الجسدية. ومع ذلك، فإن تلك الأوجاع غالبًا لا تجعله يعيش حالة من القلق الشديد، لأنه يشعر بأن لكل داء دواء، وأن هناك دائمًا أملًا في الشفاء. أما إذا أصيب الإنسان بداء القلق، وتمكن منه حتى تغلغل في نفسه، وسيطر على روحه وأفكاره، فهنا فقط تبدأ المأساة الحقيقية.

إذ إن أي داء يصيب الجسد، فإن الروح تسنده لتجاوز المرض، أما إذا أصيبت الروح، فإن الجسد حينها لا يقدم عونًا، بل يصبح عاجزًا، ويصيبه الوهن، ويغدو عرضةً للأمراض والانهيار. ولهذا، فإن الكثير من الدراسات الطبية الحديثة أكدت العلاقة الوثيقة بين الصحة النفسية والجسدية، فكل اضطراب في الأولى قد يُترجم في الثانية على شكل أمراض عضوية ملموسة.

ومن الملاحظ أيضًا أن الأمراض النفسية، وعلى رأسها داء القلق، أصبحت أكثر انتشارًا في المجتمعات المعاصرة. ويعود ذلك إلى نمط الحياة المتسارع وضغوطها، وصعوبة التأقلم معها، مما يؤدي إلى تجاوب مباشر وسريع مع كل مثير، فينتقل القلق ويتعمق في النفوس، ويتحول من شعور عابر إلى نمط تفكير مزمن.

ولا شك أن الأمر، في أوله وآخره، مرتبط بالحالة الإيمانية للإنسان. فمتى ما كان الإنسان قوي الإيمان، كان أقل عرضة للإصابة بداء القلق، لأنه موقن أن مصيره بيد الله، وأنه المدير والمسيّر لأحواله، وأن كل ما يصيبه ما هو إلا ابتلاء واختبار. كما قال تعالى:

"قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (التوبة: 51)

فالآية الكريمة وصفت حال المؤمنين الحقيقيين الذين تمكن الإيمان من نفوسهم. وهو خط الدفاع الأول الذي يحميهم من داء القلق. وفي الحديث الشريف عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا" (رواه الترمذي).

ولعل من أعظم الشواهد على صدق التوكل، ما وقع لأبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم الهجرة، عندما كان مع النبي –صلى الله عليه وسلم- في غار ثور، وكانت قريش تلاحقهم، حتى وصلت إلى باب الغار، واقتربت الخُطى، فهتف أبو بكر: "يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا!"، فجاءه الرد الحاسم من النبي عليه الصلاة والسلام:

"يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟" (رواه البخاري ومسلم)

إنها لحظة مفصلية في تاريخ التوكل البشري. فالخطر محدق، والقلق مشروع، لكن اليقين بالله كان أقوى من كل مظاهر الخوف. ذلك الموقف يُعلّمنا أن الطمأنينة ليست في غياب التهديد، بل في حضور الله في قلوبنا، يقينًا لا يهتز، وثقة لا تنكسر.

فإذا كان أكثر ما يقلق الإنسان هو رزقه، وهو يعلم يقينًا أن رزقه بيد الله وحده، فلم القلق؟ يعيش حينها ببساطة، بل بسعادة واطمئنان. ولهذا، علينا أن نوقن أن داء القلق لا يصيب إلا من كان في إيمانه خلل، وعليه أن يراجع نفسه، فالدواء الحقيقي مرهون بها، لا بغيرها.

ومن المهم أن نلتفت إلى ضرورة بناء توازن نفسي، من خلال تهذيب النفس، وترويض الفكر، وتوجيهه نحو ما ينفع. فالعقل إذا تُرك ليتأمل المخاوف وحده، صنع منها وحشًا وهميًا يهابه صاحبه كل يوم. ولكن متى ما تم إشباع الروح بطمأنينة الإيمان، واليقين، والذكر، خمدت نيران القلق، وانزاحت غيوم الخوف.

فيا من أنهكه القلق، وتاه في دروب الهواجس، تذكّر أن الحياة لا تعطي أمانها لمن يركض خلف الظنون، بل لمن وقف بثبات على أرض الإيمان. لا تجعل يومك ساحة معركة بينك وبين ما لم يحدث بعد. فالقلق لا يغير المستقبل، بل يسرق منك الحاضر لحظة بلحظة. قاومه بالتوكل، واجه ظلاله باليقين، وعلّم قلبك أن لا يرتجف إلا من خشية الله، لا من غموض الغد.

ولعل أجمل انتصار تحققه في معركتك مع القلق، هو أن تبتسم وسط ضجيج الخوف، وأن تقول لنفسك بثقة: "أنا لست وحدي، فرب السماء يدبر أمري."

ومن هنا، تبدأ رحلة السلام.

 

مقالات مشابهة

  • محافظ الغربية: التخلص الآمن من المخلفات أولوية لتحقيق بيئة صحية مستدامة
  • هشام عبد العزيز: الإسلام رسالة أخلاق وأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس
  • تعرف على اخر تطورات ملفات النظافة وحقوق الإنسان وخدمة المواطنين بدمياط
  • علي جمعة: النبي مؤسس لدولة قائمة على الرحمة والعدالة والقانون
  • داء القلق
  • الأزهر: الإسلام دعا إلى الإحسان للكائنات ورتب عليه الأجر والثواب
  • حماة الوطن: اختيار المعلمين المؤهلين ضرورة لبناء جيل قادر على تطوير مصر
  • مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات.. شركة لبناء وتشغيل مرافق إكسبو الرياض 2030
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (باب الخروج من القمقم… أين)
  • رئيس جامعة الأزهر: مشهد الوقوف بعرفات في القرآن صورة رمزية للحشر