عربي21:
2025-06-08@09:11:33 GMT

الهدنة فى لبنان.. بين مطرقة إسرائيل وسندان حزب الله

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

تباينت وجهات النظر بصدد اتفاق الهدنة التى تم التوصل إليها بين إسرائيل وحزب الله، فالبعض يرى أن حزب الله قد استطاع الصمود وأثبت قدرة عالية فى مواجهة إسرائيل، والبعض الآخر يرى أن إسرائيل هى التى حققت أهدافها بالقضاء على القيادات العتيدة للحزب وتدمير الشطر الأعظم من قدراته.
اتفاق الهدنة قضى بتوقف إسرائيل عن تنفيذ أى عمليات عسكرية ضد الأراضى اللبنانية، وعدم استهداف المواقع المدنية والعسكرية برا وبحرا وجوا، فى مقابل توقف كل الجماعات المسلحة فى لبنان ــ أى حزب الله وحلفاءه ــ عن شن أى عمليات ضد إسرائيل، مع انسحاب الجيش الإسرائيلى من جنوب لبنان خلال 60 يوما وتراجع حزب الله إلى شمال الليطانى مع نشر الجيش اللبنانى قواته جنوب الليطانى فى 33 موقعا على الحدود مع إسرائيل، وعودة الأشخاص النازحين.



إسرائيل التى طالما اعتادت غزو لبنان والعدوان عليه منذ عملية الليطانى 1978، وغزو لبنان 1982، وعملية تصفية الحساب 1993، وعملية عناقيد الغضب 1996، وصولاً لحرب يوليو 2006، تبينت فى المواجهة الأخيرة معادلة جديدة بأن الدخول إلى لبنان لم يعد سهلاً مثلما كان فى الماضى، وأن كل فعل بات له رد فعل.

فمع تمكن إسرائيل من اغتيال الأمين العام وقيادات الصف الأول والثانى للحزب فى عمليات مخابراتية وعسكرية ناجحة، رفعت سقف طموحاتها فى لبنان من هدف إعادة سكان المستعمرات الشمالية إلى هدف تجريد حزب الله من سلاحه واجتثاثه بالكامل من لبنان، بل وإعادة تشكيل النظام السياسى اللبنانى بالكامل.

لكن  تلك المحاولات الإسرئيلية على أرض الواقع باءت بالفشل بعد تمكن الحزب من احتواء الضربات القاتلة التى تعرض لها فى زمن قياسى، وتمكنه من استعادة توازنه وانتقاله من مرحلة الاستيعاب إلى مرحلة ردود الأفعال بتبادل القصف والضربات مع الجيش الإسرائيلى.

حتى توقيع اتفاق الهدنة تكبد العدو الصهيونى فى لبنان 150 قتيلا وأكثر من 1000 مصاب مع إعطاب وتدمير أكثر من 50 دبابة ميركافا ومعدات عسكرية، وقصف المراكز الحيوية فى حيفا وتل أبيب بالصواريخ والمسيرات وضرب المستعمرات الإسرائيلية وإجبار سكانها على النزوح.

من جهة أخرى، كان ثمن العدوان الوحشى الإسرائيلى فادحا باستشهاد أكثر من ثلاثة آلاف لبنانى ولبنانية وقرابة العشرين ألف جريح، ونزوح قرابة المليون عن منازلهم، وخسائر مالية للبنان تقارب 20 مليار دولار.

برغم القصف الإسرائيلى المكثف بالطائرات والصواريخ على لبنان الذى لا يمتك إلا الحد الأدنى من قدرات سلاح الطيران والدفاع الجوى، لم تستطع إسرائيل تحقيق إنجازات عسكرية تذكر، فقد كانت إسرائيل قادرة فقط على تدمير القرى اللبنانية لكنها لم تكن قادرة على احتلالها أو البقاء فيها.
وفعليا وحتى إقرار الأطراف المختلفة بقبول اتفاق الهدنة لم تتمكن إسرائيل من احتلال أى قرية لبنانية، ولم تتمكن قواتها من التوغل داخل الأراضى اللبنانية سوى كيلومترات معدودة، بينما ظل حزب الله باقياً لم يجتث، واستمر حتى اللحظة الأخيرة قبل إنفاذ اتفاق الهدنة يتبادل الضربات مع إسرائيل.

هذا حتما ما أدركته إسرائيل وأخذته ضمن حساباتها بشأن الموافقة على الهدنة بينها وبين حزب الله، رغم ما يمكن أن يتصوره كُثر من اعتبارات أخرى مثل ضغوط الإدارة الأمريكية أو توجيهات الرئيس المنتخب ترامب أو الأوضاع الداخلية فى إسرائيل، لكنها جميعاً قد تأتى لاحقا.

أيضا لا يمكن تجاهل حقيقة دور الإدارة الأمريكية الحالية فى إنجاز ذلك الاتفاق، فلا شك أن ضوءا أخضر ما قد وصلها من حكومة الكيان بالمضى قدما فى الاتفاق تفاديا لمزيد من التورط الإسرائيلى فى المستنقع اللبنانى، ومن جهة بايدن وإدارته فلا شك فى وجود رغبة لديهم فى تحقيق إنجاز يحسب لهم وللحزب الديمقراطى فى أيامهم الأخيرة قبل مغادرة البيت الأبيض.

هذه التوجهات من إدارة الرئيس بايدن تلاقت إيجابيا مع رؤية الرئيس المنتخب ترامب الذى قام بحركة سياسية نادرة بإعطائه الضوء الأخضر للوسيط الأمريكى، هوكستين، للمضى قدما فى مهمته والتحدث باسم الإدارتين الحالية والقادمة بشأن اتفاق الهدنة.

برغم تلك الهدنة لا يمكن إغفال حقيقة أن الكيان الصهيونى يحتل 13 منطقة داخل لبنان بعد الخط الأزرق مساحتها الإجمالية 485 ألف متر مربع، وأنه ما زال وسيظل على الدوام يشكل الخطر المحدق بلبنان والطامع فى أرضه ومياهه وموارده وطاقاته، ويكفى أن ذلك الكيان إلى اليوم لا يعترف بخط حدود دولية مع لبنان.

من أجل كل ذلك، يجدر بكل أطياف ومكونات المجتمع اللبنانى أن تراجع أنفسها وأن تجتمع على قلب واحد ورؤية واحدة تعلى الوطنية الجامعة وترتقى فوق الطائفية المقيتة، مدركة ما يحيط بلبنان من تحديات، فليست اتفاقية الهدنة سوى مرحلة لها ما بعدها، وربما كان قادم الأيام أخطر وأصعب مما مضى منها.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله اللبنانية لبنان حزب الله الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اتفاق الهدنة حزب الله فى لبنان

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان

قصف الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس، عدة مواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت قال إنها تضم منشآت تحت الأرض يستخدمها حزب الله في تصنيع الطائرات المسيرة.

وشكلت عمليات القصف الإسرائيلية، التي استهدفت ثمانية مبان في أربعة مواقع، المرة الأولى منذ أكثر من شهر التي تقصف فيها إسرائيل ضواحي العاصمة اللبنانية، والمرة الرابعة منذ وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية والذي أنهى آخر جولة من الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في نوفمبر الماضي.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن عمليات القصف تهدف إلى منع حزب الله من إعادة تجميع صفوفه بعد الحرب التي أدت إلى القضاء على جزء كبير من قياداته العليا وترسانته.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن حزب الله "يعمل على إنتاج آلاف الطائرات المسيرة تحت إشراف وتمويل جماعات إرهابية إيرانية".

وجاء في بيان الجيش أن حزب الله "استخدم الطائرات المسيرة على نطاق واسع في هجماته ضد دولة إسرائيل، ويعمل على توسيع صناعته وإنتاجه من هذه الطائرات استعدادا للحرب المقبلة".

ووفق الجيش الإسرائيلي فإن الأهداف التي يهاجمها تابعة للوحدة الجوية في حزب الله (الوحدة 127) في ضاحية بيروت الجنوبية.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد هدد باستهداف عدد من المباني التابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية وطالب السكان بالقرب من هذه المباني الابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر.

وأفاد مسؤول في حزب الله، طلب عدم الكشف عن هويته بدعوى أنه غير مخول بالإدلاء بتصريحات علنية، إن المواقع المستهدفة لا تضم أي منشآت لإنتاج الطائرات المسيرة.

وأوضح المسؤول أن "أتفاق وقف إطلاق النار ينص على وجود آلية للتحقق في حال تقديم شكوى، لكن إسرائيل بشكل عام، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل خاص، يريدان استمرار الحرب في المنطقة".

وأسفر الصراع الأخير عن مقتل أكثر من 4000 شخص في لبنان، بينهم مئات المدنيين، في حين قالت الحكومة اللبنانية في أبريل إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 190 شخصا آخرين وإصابة 485 شخصا منذ اتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • الترهوني: الفتيل اشتعل في طرابلس والانفجار مسألة وقت
  • أخطاء ارتكبتها إسرائيل بقصف الضاحية الجنوبيّة
  • فرنسا تدعو إسرائيل للانسحاب “سريعا” من كامل الأراضي اللبنانية
  • عاجل|تصعيد خطير في لبنان رغم الهدنة.. غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية ومخاوف من انفجار وشيك
  • باريس تدعو إسرائيل إلى "الانسحاب في أسرع وقت" من لبنان
  • باريس تدعو إسرائيل إلى "الانسحاب في أسرع وقت" من لبنان
  • إسرائيل تهدد بيروت: لا هدوء في لبنان ما لم يُنزع سلاح حزب الله
  • إسرائيل تحدد "شرطا" لوقف الهجمات على لبنان
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • تصعيد خطير في لبنان.. إسرائيل تقصف عمق الضاحية الجنوبية لبيروت