عُمان وتركيا.. علاقات ممتدة متجددة
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
د. قاسم بن محمد الصالحي
العلاقات بين سلطنة عُمان والجمهورية التركية تراث له قيمته وأهميته في كشف النفس الإنسانية العُمانية والتركية، وروح التقارب والتعاطف بين الأمتين والشعبين؛ حيث إنَّ هذه العلاقة الممتدة لقرون خلت، تصور الغرائز والعواطف المشتركة بين البلدين، ومبادئهما وقيمهما الاجتماعية، ومفردات الحياة الإسلامية التي تسيطرت على الأمتين والشعبين والتي ظلّت متعلقة بها إلى اليوم.
ومما لا يستطيع أحد إنكاره، هو أنَّ هذه العلاقة أصبحت مرجعًا لتطوير التَّعاون بينهما، والتجديد فيه، بمجالات مُتعددة، بوسائل وأدوات العصر الحديث.. فاعتمدت الزيارة الكريمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله- إلى جمهورية تركيا الصديقة، على هذا الإرث التاريخي في العلاقة بين البلدين، واعتمدت زيارته -حفظه الله- عليه في توضيح وتبسيط طبيعة هذه العلاقات ومستوى التعاون فيها، والتوافق للأمتين العُمانية والتركية، لمجموعة من الجوانب المختلفة في هذه العلاقة.. ولا ننسى علماء ومثقفي البلدين الذين حاولوا اتخاذ التبادل الثقافي والفكري باباً رئيسًا لتطور العلاقة الدالة على عدة من المعاني والمستويات.
من ناحية أخرى، فإنِّه يُمكننا القول إنَّ العلاقة بين سلطنة عُمان وجمهورية تركيا قد نشأت ممّا يُعرف بالـ"الاحترام المُتبادل"، والذي يعد المبدأ الأساسي في العلاقات بين الدول، وفطرة إنسانية بدافع العيش المشترك والسلم المجتمعي، وكونه عملًا تحث عليه الأمم التي تنشد السلام والأمن الدوليين.
وبالتالي فإنَّ العلاقات العُمانية التركية التي توارثتها الحقب التاريخية الممتدة تعدّ في أصلها عملًا تراكمياً قامت به الأمتان العُمانية والتركية منذ القدم، فهي أكثر من كونها مجرد علاقات مصلحية ظرفية.. وقد جاءت زيارة جلالة السُّلطان- حفظه الله ورعاه- امتدادًا لهذه العلاقة التاريخية، وتجديدا لوسائل وأدوات تطويرها؛ إذ تفتح آفاقًا جديدة في هذه العلاقة، وترسم معالم الارتقاء في الاقتصاد والاستثمار في مجالات متعددة، وفي ربط خطوط التواصل الفكري والثقافي بوسائل وأدوات التواصل الحديثة، وتجعل التلاقح بين ثقافتي البلدين أكثر ثراء وحيوية، وحركة التنقل بين شعبي البلدين أكبر.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تعزيز مهارات 33 طالبا ضمن البرنامج التدريبي في "العُمانية لنقل الكهرباء"
مسقط- الرؤية
استقبلت الشركة العُمانية لنقل الكهرباء 33 طالبًا وطالبة من مختلف مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان، وذلك ضمن برنامج التدريب الصيفي لعام 2025، الذي يستمر على مدار شهرين من أواخر يونيو وحتى أغسطس القادم. ويهدف البرنامج إلى إتاحة الفرصة للطلبة لاكتساب خبرات عملية في مجالات حيوية ترتبط بتخصصاتهم الأكاديمية، مما يعزّز من كفاءاتهم ومهاراتهم، ويُسهم في تأهيلهم للمنافسة بكفاءة في سوق العمل المحلي والإقليمي.
ويأتي هذا البرنامج ضمن سلسلة من المبادرات التي تنفّذها الشركة في سياق شراكاتها الوطنية، وتماشيًا مع دورها المحوري في دعم منظومة التعليم في البلاد، وتعزيز قدرات الشباب العُماني بما يتماشى مع تطلعات رؤية عُمان 2040 الرامية إلى إعداد جيل وطني مؤهل يسهم بفاعلية في مسيرة التنمية المستدامة.
وقال مبارك الجهوري المدير العام للموارد البشرية بالشركة العُمانية لنقل الكهرباء: "نولي في الشركة اهتمامًا بالغًا بتمكين الشباب العُماني وتزويدهم بالمعرفة والخبرات التي يحتاجونها للنجاح في مسيرتهم المهنية، كما نؤمن بأهمية نقل المعرفة من الخبرات العملية إلى الأجيال القادمة، بما يُعزز من جاهزيتهم لسوق العمل ويسهم في تطويرهم ككوادر وطنية واعدة."
وأضاف الجهوري: "نحرص على بناء شراكات فاعلة مع المؤسسات التعليمية في مختلف المراحل، سواء في قطاع التعليم المدرسي أو التعليم العالي، بما يدعم جهودنا في نشر المعرفة وتوسيع دائرة الاستفادة من البرامج التدريبية والتوعوية. وتأتي استراتيجياتنا في الشركة منسجمة مع رؤية عُمان 2040، حيث نعمل على دعم مسيرة التنمية من خلال تأهيل الكفاءات الوطنية وتعزيز دورها المحوري في بناء مستقبل الوطن."
يشار إلى أنَّ الشركة العمانية لنقل الكهرباء هي إحدى شركات مجموعة نماء، وهي المسؤولة عن نقل الكهرباء والتحكم بها في شبكة نقل الكهرباء في السلطنة.