تبدأ، غداً الاثنين الثاني من ديسمبر الجاري، في الرياض، أعمال الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16)، لمناقشة كيفية تحويل التدهور إلى تجدد، حيث تتعرض مساحات كبيرة في العالم، للتدهور، كل عام بسبب الجفاف والتصحر، وهو ما يرجع بشكل رئيسي إلى تغير المناخ وسوء إدارة الأراضي.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، فإن الأرض توفر فرص العمل، وتحافظ على سبل العيش، وهي حجر الأساس للاقتصادات المحلية والوطنية والعالمية. وتساعد على تنظيم المناخ، وهي ضرورية للتنوع البيولوجي، وعلى الرغم من أهميتها للحياة، إلا أن ما يصل إلى 40 في المائة من أراضي العالم متدهورة مما يؤثر على حوالي 3.2 مليار شخص، أي ما يقرب من نصف سكان العالم.

وذكرت الأمم المتحدة، أن التصحر، وهو العملية التي تتدهور بها الأراضي في المناطق الجافة عادة، ينتج عن عوامل مختلفة، بما في ذلك التغيرات المناخية والأنشطة البشرية، مثل الإفراط في الزراعة أو إزالة الغابات، يتم فقدان 100 مليون هكتار أو مليون كيلومتر مربع، من الأراضي السليمة والمنتجة كل عام. وتُستنزف التربة في هذه الأراضي التي قد تستغرق مئات السنين لتتشكل، وغالبا ما يحدث ذلك بسبب الطقس القاسي.

وأشارت الأمم المتحدة، إلى أن موجات الجفاف تضرب بشكل أكبر وأكثر تواترا، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة المياه بحلول عام 2050، وتزداد درجات الحرارة بسبب تغير المناخ مما يؤدي إلى زيادة الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك الجفاف والفيضانات، مما يزيد من التحدي المتمثل في الحفاظ على إنتاجية الأراضي.

ونوهت الأمم المتحدة، أن ثمة أدلة واضحة على أن تدهور الأراضي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتحديات البيئية الأوسع نطاقا مثل تغير المناخ. فالنظم الإيكولوجية للأراضي تمتص ثلث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يطلقها الإنسان، وهو الغاز الذي يقود تغير المناخ. ومع ذلك، فإن سوء إدارة الأراضي يهدد هذه القدرة الحرجة، مما يزيد من تقويض الجهود الرامية إلى إبطاء إطلاق هذه الغازات الضارة.

فضلاً عن أن إزالة الغابات، التي تساهم في التصحر، آخذة في الارتفاع، حيث لا تزال 60 في المائة فقط من غابات العالم سليمة، وهي أقل مما تسميه الأمم المتحدة "الهدف الآمن البالغ 75 في المائة".

وشددت على ضرورة أن البشرية لديها المعرفة والقدرة على إعادة الحياة إلى الأرض، وتحويل التدهور إلى استصلاح. ويمكن تنمية اقتصادات قوية ومجتمعات قادرة على الصمود مع معالجة آثار الجفاف المدمر والفيضانات المدمرة. والأهم من ذلك هو أن الأشخاص الذين يعتمدون على الأراضي هم الذين ينبغي أن يكون لهم القول الأكبر في كيفية اتخاذ القرارات.

وتقول اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إنه من أجل الوصول إلى "اللحظة الفارقة بالنسبة للأراضي"، فإنه يجب استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030. وهذا ما يحدث بالفعل مع المزارعين الذين يتبنون تقنيات جديدة في بوركينا فاسو، ونشطاء البيئة في أوزبكستان الذين يزرعون الأشجار للقضاء على انبعاثات الملح والغبار، والنشطاء الذين يحمون العاصمة الفلبينية مانيلا من الطقس القاسي من خلال تجديد الحواجز الطبيعية.

وأكدت الأمم المتحدة، أن الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، تهدف لتحقيق سلسلة من الأهداف بما فيها: تسريع استعادة الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030 وما بعده. تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة موجات الجفاف والعواصف الرملية والترابية المكثفة. استعادة صحة التربة وزيادة إنتاج الغذاء الإيجابي للطبيعة. تأمين حقوق الأراضي وتعزيز العدالة في الإشراف المستدام على الأراضي. ضمان استمرار الأراضي في توفير حلول للمناخ والتنوع البيولوجي. توفير الفرص الاقتصادية، بما في ذلك الوظائف اللائقة القائمة على الأراضي للشباب.

جدير بالذكر، أنه قبل ثلاثة عقود، في عام 1994، وقع 196 بلدا والاتحاد الأوروبي على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. فمؤتمر الأطراف هو الهيئة الرئيسية لصنع القرار في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر هي الصوت العالمي للأراضي حيث تجتمع الحكومات والشركات والمجتمع المدني لمناقشة التحديات ورسم مستقبل مستدام للأراضي.

وتُعد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر هي واحدة من اتفاقيات ريو الثلاث إلى جانب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية التنوع البيولوجي. وهي نتائج قمة الأرض التاريخية لعام 1992 التي عقدت في ريو دي جانيرو بالبرازيل.

إيران تكشف حقيقة لقاء سفيرها لدى الأمم المتحدة بـ إيلون ماسك

«التنسيقية» تدعو الأمم المتحدة لدعم غزة في ذكرى وثيقة الاستقلال الفلسطيني

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأمم المتحدة تغير المناخ اتفاقية الأمم المتحدة مكافحة التصحر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر التصحر تغیر المناخ بما فی

إقرأ أيضاً:

السودان: الوضع الإنساني المتردي يلقي بظلاله على الأطفال

 

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الوضع الإنساني المتردي في السودان يُلقي بظلاله على الأطفال بشكل خاص، وجدد دعوته لوقف الأعمال العدائية وإتاحة وصول دون عوائق، للمساعدات الإنسانية كي يتسنى للمنظمات الإنسانية وشركائها توسيع نطاق الدعم، على الرغم من النقص الهائل في التمويل.

التغيير ــ وكالات
وخلال المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك، اليوم الأربعاء، قال السيد دوجاريك إن الأطفال يشكلون نصف الأشخاص المحتاجين للمساعدة الإنسانية في السودان والبالغ عددهم 30 مليون شخص، ويشكلون كذلك نصف النازحين بسبب النزاع منذ أبريل 2023 والبالغ عددهم 12 مليون شخص.

وأضاف أن العاملين في المجال الإنساني على الأرض يُحذرون من أن الأطفال في حاجة ماسة إلى خدمات الحماية، “ولكن بسبب النقص الحاد في التمويل، لم يتم الحصول سوى على أقل من 18% من هذا الدعم الحاسم حتى هذه اللحظة من هذا العام”. وأشار إلى أن تمويل أنشطة حماية الطفل لا يتجاوز 3%، مع وجود فجوة تُقدر بـ 88 مليون دولار عن المبلغ المطلوب.

وأضاف: “يواجه الأطفال المنفصلون عن أسرهم مخاطر متزايدة من الإيذاء والاستغلال والصدمات النفسية”.
خطر تفشي الأمراض

وقال السيد دوجاريك إن انتشار الأمراض أثر بشكل كبير على أطفال السودان. وأشار إلى أنه منذ تفشي الكوليرا في البلاد في يوليو الماضي، أبلغت وزارة الصحة الاتحادية عن أكثر من 80 ألف حالة اشتباه بالإصابة، وأكثر من ألفي حالة وفاة بينها نحو 7,300 حالة إصابة وأكثر من مئتي حالة وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة وحدهم.

وأضاف أن هناك انخفاضا في الإبلاغ عن الحالات الجديدة في ولاية الخرطوم، التي شهدت الشهر الماضي 15 ألف حالة اشتباه بالإصابة. ومع ذلك، حذر من أن قلة الإبلاغ “قد تخفي الحجم الحقيقي لتفشي المرض”، مضيفا أنه تم تأكيد حالات أيضا في جنوب دارفور ونهر النيل وولايات أخرى.

وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى انطلاق حملة تطعيم فموي ضد الكوليرا، في ولاية الخرطوم في 10 يونيو، واستمرت لمدة عشرة أيام، بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف، بهدف الوصول إلى 2.6 مليون شخص تبلغ أعمارهم عاما واحدا على الأقل، لكنه ذكّر الصحفيين بأن هذا يتم “في خضم صراع محتدم في حرب أهلية”.

وقال  دوجاريك إن السودان يواجه أيضا تفشيا في مرض الحصبة. ومنذ بداية هذا العام، تم تسجيل أكثر من 2,200 حالة اشتباه بالإصابة، بينها خمس وفيات. وكان أكثر من 60% من هذه الحالات بين الأطفال دون سن الخامسة. وأضاف أن شركاء الأمم المتحدة في مجال الصحة يستجيبون، “ولكن كما هو الحال مع الاستجابة المستمرة للكوليرا، فإن فجوات في البيانات المتعلقة بحالات المرض، بالإضافة إلى النقص الحاد في اللقاحات والإمدادات والكوادر المدرَبة تعيق جهودهم”.

الوسومأطفال السودان إن الوضع الإنساني المتردي في السودان المتحدث باسم الأمم المتحدة انتشار الأمراض تفشي الكوليرا ستيفان دوجاريك

مقالات مشابهة

  • وزارة المالية تشارك في الدورة السادسة عشرة للاجتماعات المنبثقة عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد
  • تجمع تكنوقراط ليبيا يُقدم توصياته للجنة المراجعة الأممية
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل منع دخول شحنات الوقود إلى غزة
  • الأمم المتحدة تدعو إلى ضرورة العودة للتفاوض بشأن الملف النووي الإيراني
  • تقليص المساعدات يفاقم أزمة اليمن الإنسانية
  • السودان: الوضع الإنساني المتردي يلقي بظلاله على الأطفال
  • تقليص المساعدات يفاقم أزمة اليمن الإنسانية
  • غوتيريش يعيّن الأردنية رنا طه منسقة أممية في تونس
  • محمية الإمام تركي تفعّل اليوم العالمي لمكافحة التصحر.. «معًا لبيئة أكثر ازدهارًا» أخبار الأربعاء 18 يونيو
  • وكيل وزارة الصحة بالمنوفية يستقبل وفد نقابة الصيادلة دعمًا لمؤتمر PharmaGov 2025