في تطور جديد يحمل دلالات سياسية واستراتيجية عميقة، أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يعد المرشح الأوفر حظًا للعودة إلى البيت الأبيض في عام 2025، تهديدًا شديد اللهجة على منصة Truth Social. الرسالة، التي جاءت في أعقاب عشاء خاص جمعه بسارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في منتجعه بفلوريدا، تعد واحدة من أكثر التصريحات وضوحًا حول نيته إحداث تحول جذري في مقاربة الولايات المتحدة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

تطور جديد يحمل دلالات سياسية واستراتيجية عميقةالعشاء الرمزي ورسائل ما بين السطور

لا يبدو أن اختيار سارة نتنياهو كضيفة شرف على مائدة ترامب كان حدثًا عشوائيًا. فهي تمثل في العديد من الأوساط السياسية "الداعم الخفي" لسياسات زوجها المتشددة تجاه الفلسطينيين. اللقاء حمل رسالة دبلوماسية مشفرة، مفادها أن ترامب يعيد ترسيخ علاقاته مع القيادة الإسرائيلية الأكثر يمينية. من جهة أخرى، يعد اللقاء فرصة لتنسيق الجهود بين الطرفين في وقت يمر فيه بنيامين نتنياهو بأزمات داخلية متفاقمة، أبرزها التحقيقات القضائية التي تهدد مستقبله السياسي.

تصريحات سارة بعد العشاء، التي ركزت على قضية الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، قد تكون لعبت دورًا محفزًا لإطلاق تهديد ترامب. ورغم أن ترامب لم يذكر حماس بالاسم في رسالته، فإن إشاراته إلى "الرهائن المحتجزين بعنف ووحشية" تجعل من الواضح أنه يستهدف الحركة.

أبعاد رسالة ترامب: تهديد أم مناورة؟

رسالة ترامب حملت نبرة تصعيدية غير مسبوقة، مع تركيز واضح على تاريخ 20 يناير 2025، موعد توليه الرئاسة إذا فاز في الانتخابات القادمة. لكن قراءة أعمق للنص تظهر أنه يتعدى مجرد التهديد المباشر، فهو يعكس استراتيجيات عدة:

تعزيز النفوذ الانتخابي: استخدام القضية الفلسطينية كورقة ضغط انتخابية تهدف إلى استقطاب الأصوات المؤيدة لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، وخاصة بين الأوساط المسيحية الإنجيلية التي تعد قاعدة حاسمة لترامب.

إعادة رسم الأولويات الإقليمية: الرسالة تعكس نية واضحة لإعادة تشكيل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، مع احتمال تصعيد كبير ضد حماس وربما ضد الأطراف الداعمة لها، كإيران وقطر.

التلويح بلغة القوة: تعكس تصريحات ترامب اقتناعًا بأن "لغة القوة" هي الوسيلة الوحيدة للتعامل مع الأطراف الفلسطينية والعربية. وهو نهج يتناغم مع رؤية نتنياهو، الذي ما دام اعتبر أن الضغط العسكري والسياسي هو السبيل لتحقيق مكاسب لإسرائيل.

 

قد يواجه المشهد تصعيد من حماسردود فعل محتملة: عربيًا ودوليًا

قد تقود تهديدات ترامب إلى سيناريوهات مختلفة، تتراوح بين التصعيد العنيف وبين تزايد الضغوط الدبلوماسية:

تصعيد من حماس: قد ترى الحركة في تصريحات ترامب مبررًا لتوسيع نطاق عملياتها، خاصة إذا شعرت أن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل عسكريًا أو سياسيًا في الفترة القادمة.

تضامن دولي مع القضية الفلسطينية: قد تحفز هذه التصريحات الدول العربية والإسلامية على تبني مواقف أكثر حدة ضد واشنطن، خاصة إذا اتسعت دائرة الدعم الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية.

تأثير على الحلفاء الإقليميين: الرسالة قد تضع الدول المطبعة مع إسرائيل، مثل الإمارات والبحرين، في موقف حرج. إذ قد تُجبر على إعادة تقييم علاقاتها مع تل أبيب وواشنطن، في ظل احتمالات تصعيد عسكري واسع النطاق.

ترامب و"لغة التهديد": الماضي والحاضر

لم تكن هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها ترامب لغة التهديد في تعامله مع الملفات الدولية. فخلال ولايته الأولى، هدد إيران بـ "دمار غير مسبوق" إذا لم توقف برنامجها النووي، ولوّح بعقوبات قاسية ضد كوريا الشمالية. لكن الأمر المختلف هنا هو التركيز الواضح على القضية الفلسطينية، التي لطالما تعامل معها ترامب بسياسات حددتها صفقة القرن.

هذه العودة إلى الملف الفلسطيني الإسرائيلي تشير إلى أن ترامب يرى في هذه القضية فرصة لإعادة ترتيب أوراقه السياسية والدولية، مستفيدًا من الأزمات الراهنة في المنطقة.

سيناريوهات المستقبل: ما بين التصعيد والحل المؤقت

على ضوء هذه المعطيات، تبدو الخيارات المطروحة أمام الأطراف المختلفة محدودة ومعقدة:

سيناريو التصعيد الشامل: إذا قررت حماس تجاهل التهديدات الأمريكية، قد نشهد تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا واسع النطاق بدعم أمريكي غير مسبوق. هذا التصعيد قد يمتد ليشمل قوى إقليمية، مما يهدد باندلاع حرب شاملة.

حل دبلوماسي مؤقت: قد تحاول دول عربية أو أوروبية التوسط لتجنب الانفجار، عبر التوصل إلى اتفاقيات مؤقتة تتعلق بملف الأسرى والتهدئة.

استمرار الوضع الراهن: إذا بقيت التصريحات الأمريكية مجرد تهديدات دون خطوات فعلية، قد تستمر حماس في موقفها الحالي، مع تحمل مخاطر محدودة في المدى القريب.

هل نحن أمام عهد جديد؟

تحمل رسالة ترامب نذر تغيرات كبرى في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، خاصة إذا عاد إلى البيت الأبيض. لكنها تعكس أيضًا توترًا متزايدًا في المنطقة، حيث تبدو الأطراف المختلفة عالقة بين تصعيد محتمل وحلول مؤقتة.

في النهاية، تبقى التساؤلات مفتوحة: هل ستسهم هذه التهديدات في تحقيق الاستقرار أم ستقود إلى مزيد من الفوضى؟ وهل سنشهد عهدًا جديدًا من الصراعات الإقليمية تحت قيادة ترامب؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذه التساؤلات، بينما يراقب العالم مائدة التهديد التي يجلس عليها الجميع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ترامب تهديدات حماس الرهائن الإسرائيليين نتنياهو سارة نتنياهو القضية الفلسطينية الشرق الأوسط الولايات المتحدة الانتخابات الأمريكية التصعيد العسكري الدبلوماسية صفقة القرن التطبيع ايران قطر غزة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي السياسة الأمريكية شروط حجز وحدات الاسكان الاجتماعي لغة القوة القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

الكشف عن تفاصيل وموعد بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة

#سواليف

يعتزم الرئيس الأميركي دونالد #ترامب الإعلان قبل عيد الميلاد الذي سيحل بعد نحو ثلاثة أسابيع عن الانتقال إلى #المرحلة_الثانية من #اتفاق #إنهاء_الحرب في #غزة وتشكيل هيئة حاكمة جديدة لحكم القطاع، بحسب مسؤولين أميركيين.

ومع تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بالكامل تقريبًا، ترغب الولايات المتحدة في الانتقال إلى المرحلة الثانية لمنع انهيار وقف إطلاق النار واستئناف القتال.

وتضيف القناة 12 الإسرائيلية انه ورغم تقليص نطاق القتال، استشهد 366 فلسطينياً وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في هجمات إسرائيلية وحماس منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 11 أكتوبر/تشرين الأول.

مقالات ذات صلة أسماء الممرضين الناجحين في امتحان مزاولة المهنة للدورة الثانية لسنة 2025 2025/12/05

وأطلقت حماس سراح جميع الاسرى الإسرائيليين العشرين أحياء، وفي الأسابيع الأخيرة أعادت جثث 27 منهم. ولا تزال جثة أحد الاسرى الإسرائيليين محتجزة في غزة.

بضغط أمريكي، وافقت إسرائيل على فتح معبر رفح والسماح للفلسطينيين بمغادرة غزة إلى مصر. وتجري إسرائيل ومصر والولايات المتحدة محادثات بشأن الترتيبات الأمنية التي ستسمح بفتح المعبر لعودة الفلسطينيين من مصر إلى غزة.

من المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالرئيس ترامب في الولايات المتحدة قبل نهاية الشهر لمناقشة المرحلة التالية من الاتفاق. وقد أبلغ ترامب نتنياهو في مكالمة هاتفية يوم الاثنين أنه يتوقع منه أن يكون “شريكًا أفضل” في قضية غزة.

وتتضمن المرحلة الثانية من الاتفاق استمرار انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مناطق واسعة من غزة، ونشر قوة الاستقرار الدولية، وإنشاء هيئة حاكمة جديدة في غزة.

ووافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على عمل هاتين الهيئتين في قطاع غزة. ووفقًا لمسؤولين أمريكيين كبار، فإنهم في المراحل النهائية لتشكيل القوة الدولية وإطار الحكم الجديد في غزة، ويأملون في إطلاقهما خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

وقال مصدر غربي مشارك بشكل مباشر في العملية: “جميع العناصر في مرحلة متقدمة نسبيًا. كل شيء يتقدم، والهدف هو الإعلان عنه قبل عطلة عيد الميلاد”

وقال مسؤولون أميركيون إن الهيئة الحاكمة في غزة ستعمل تحت مظلة “مجلس السلام” الذي يرأسه الرئيس ترامب ويضم نحو 10 قيادات من دول عربية وغربية.

وفي إطار مجلس السلام، ستعمل لجنة توجيهية دولية تضم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ومستشاري ترامب – جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، ومسؤولين كبار آخرين من الدول الأعضاء في مجلس السلام.

وفي إطار اللجنة التنفيذية، ستعمل حكومة تكنوقراطية فلسطينية تتكون من 12 إلى 15 فلسطينياً من ذوي الخبرة في الإدارة والأعمال، والذين لا ينتمون إلى حماس أو فتح أو أي فصيل فلسطيني آخر.

وأفاد مصدر مطلع على عملية اختيار أعضاء حكومة الخبراء أن القائمة الأولية ضمت 25 مرشحًا، ثم خُفِّضت إلى النصف. ويقيم بعض المرشحين حاليًا في غزة، بينما أقام آخرون فيها سابقًا وسيعودون إليها للمشاركة في الحكومة الجديدة.

وتمر الولايات المتحدة حالياً بالمراحل النهائية للحصول على موافقات من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول المنطقة بشأن تشكيل حكومة التكنوقراطي.

ستعمل قوة الاستقرار الدولية (ISF) جنبًا إلى جنب مع حكومة الخبراء الفلسطينية. وأفادت مصادر مطلعة على العملية أن الدول التي أبدت استعدادها لإرسال قوات، مثل إندونيسيا وأذربيجان ومصر وتركيا، لا تزال مستعدة لذلك.

من المتوقع نشر القوة الدولية في مناطق غزة الخاضعة حاليًا لسيطرة الجيش الإسرائيلي. وصرح مسؤولون أمريكيون كبار بأن نشر القوة سيسمح بانسحاب إضافي للجيش الإسرائيلي من هذه المناطق.

ويقول مسؤولون أميركيون كبار ومصادر أخرى إن الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا تتفاوض مع حماس بشأن اتفاق تنسحب الحركة بموجبه من إدارة غزة وتبدأ عملية نزع السلاح، أولا الأسلحة الثقيلة ثم الأسلحة الخفيفة.

وقال المصدر الغربي، المشارك مباشرةً في المحادثات للقناة العبريو، إن مصر وقطر متفائلتان بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع حماس، بينما يبدو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكثر تشككًا. وأضاف المصدر: “إنه متشكك، لكنه ملتزم بإعطاء فرصة للنجاح”.

وتريد الولايات المتحدة والوسطاء أن يتم تجميع كل أجزاء اللغز والتوصل إلى اتفاق مع كل الدول المعنية، قبل عرض الخطة على حماس والمطالبة بقبولها.

وقال المصدر الغربي: “ستكون المعادلة كالتالي: يغادر الجيش الإسرائيلي غزة، وتترك حماس السلطة”.

وأضاف: “السؤال الأهم هو: هل ستوافق حماس على نزع سلاحها والسماح للحكومة الجديدة بحكم القطاع وإدارته؟ لا يمكنهم الوصول إلى السلطة بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال أسلحتهم. ستأتي لحظة الحقيقة في الأسابيع المقبلة”.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الإعلانات المتعلقة بمجلس السلام والمزيد من تنفيذ خطة السلام في غزة سيتم الإعلان عنها في الأسابيع المقبلة.

وقال المسؤول الكبير في البيت الأبيض: “إن إدارة ترامب وشركاءنا يعملون بجد لتنفيذ خطة الرئيس ترامب التاريخية المكونة من 20 نقطة، والتي من شأنها أن تجلب الأمن والازدهار لشعب غزة والمنطقة بأكملها”

مقالات مشابهة

  • يوم الثلاثاء.. عشاء في السفارة الفرنسية يجمع عدداً من الفاعليات السياسية
  • ترامب يشارك في وساطة مباشرة لتفادي تصعيد واسع بلبنان
  • النواب يضعون ملف النجاح بالرخصة على طاولة وزير الداخلية
  • الكرملين: اختفاء “التهديد الروسي” من استراتيجية الأمن القومي الأمريكية أمر إيجابي
  • نتنياهو تحت الضغط
  • نتن ياهو تحت الضغط
  • حماس توافق على لجنة «تكنوقراط»
  • تصعيد ميداني ومباحثات.. هل يبدد ترامب خلافات روسيا وأوكرانيا؟
  • الرئيس الإسرائيلي يرد على طلب ترامب بالعفو عن نتنياهو 
  • الكشف عن تفاصيل وموعد بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة