تباينت أسعار الذهب اليوم "الثلاثاء"، بالأسواق العالمية مدفوعة بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية هذا الشهر، مع تحول الأنظار إلى البيانات الاقتصادية القادمة للحصول على مزيد من الإشارات حول السياسة النقدية لأكبر اقتصاد في العالم.

وهبط الذهب عالميا في المعاملات الفورية بنسبة 0.03% إلى 2638.06 دولار للأونصة، بعد انخفاضه بنحو 1% في اليوم السابق، في حين ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.

09% إلى 2660.90 دولار.

خفض أسعار الفائدة

وقال عضو مجلس الاحتياطي الفدرالي كريستوفر والر، في تصريح له أمس، إن التوقعات بانخفاض التضخم إلى نحو 2% تجعله يميل "في الوقت الحالي" إلى دعم خفض آخر لأسعار الفائدة في الاجتماع القادم للبنك المركزي الأميركي في 17 و18 ديسمبر

وقد عززت هذه التصريحات من التوقعات بخفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل، حيث ارتفعت نسبة التوقعات إلى ما يقرب من 75%.

ويتجه الذهب، الذي لا يدر عوائد، إلى الارتفاع في ظل انخفاض أسعار الفائدة. ومن المنتظر أن تصدر هذا الأسبوع عدة تقارير أميركية هامة حول الوظائف وسوق العمل.

وأظهرت البيانات أن قطاع التصنيع في الولايات المتحدة شهد انكماشاً معتدلاً في نوفمبر الماضي، مع زيادة الطلبات لأول مرة منذ ثمانية أشهر، فضلاً عن انخفاض كبير في أسعار المدخلات الخاصة بالمصانع.

ارتفاع أسعار الذهب

من جهة أخرى، ارتفعت أسعار الذهب نتيجة التوترات الجيوسياسية، حيث أسفرت الضربات الجوية الإسرائيلية على بلدتي حاريص وطلوسة في جنوب لبنان عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه قصف العديد من الأهداف في مختلف أنحاء لبنان، مما ساهم في تعزيز الطلب على الذهب باعتباره استثماراً آمناً خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي.

وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة بنسبة 0.3% إلى 30.60 دولار للأونصة، بينما استقر البلاتين عند 946.60 دولار، وزاد البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 985.86 دولار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المعادن الذهب الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة السياسة النقدية ل المزيد المزيد

إقرأ أيضاً:

وقف إطلاق النار في غزة يُربك أسواق الذهب.. هل حان وقت البيع أم الشراء؟

أثار إعلان اتفاق وقف إطلاق النار على غزة، تفاعلا واسعا، لم يقتصر على الأوساط السياسية والإنسانية، بل امتد إلى الأسواق المالية، وعلى رأسها سوق الذهب العالمي، الذي شهد تغيرات ملحوظة؛ وسط تساؤلات ملحّة من المستثمرين والأفراد على حد سواء: هل حان وقت بيع الذهب؟ أم ما زال الشراء هو الخيار الأذكى؟

الذهب.. مؤشر الحروب وأداة الحذر
لطالما ارتبط أداء الذهب بالتوترات الجيوسياسية، حيث يُنظر إليه تاريخيا على أنه "الملاذ الآمن" الذي يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الأزمات والحروب. وفي ظل الحرب الأخيرة على كامل قطاع غزة المحاصر، قفزت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، متجاوزة حاجز الـ4000 دولار للأوقية للمرة الأولى، مدفوعة بمخاوف من اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط.

لكن مع إعلان اتفاق المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والذي يتضمن خطة لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي الكامل من غزة ومسارا نحو إدارة فلسطينية؛ قد بدأ الذهب بالفعل يفقد بعضا من وهجه الفوري، عقب أن هدأت المخاوف الجيوسياسية نسبيا.

تراجع طفيف.. لكن ليس مفاجئا
انخفضت أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية بنسبة 0.1 في المئة لتسجل 4039.34 دولارا للأوقية، فيما تراجعت العقود الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 0.3 في المئة إلى 4056.67 دولارًا للأوقية. ورغم هذا التراجع الطفيف، لا تزال الأسعار قريبة جدا من مستوياتها القياسية، ما يعكس استمرار وجود عوامل داعمة أخرى.

ووفقًا لتحليلات منصة "إنفستنج"، فإن الذهب لا يزال مدعوما بعوامل اقتصادية عالمية، منها:
القلق بشأن الوضع المالي في اليابان.
استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية.
الأزمة السياسية المتصاعدة في فرنسا.
نبرة التيسير في سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

خبراء: لا داعي للذعر
في ظل هذه التطورات، يرى خبراء الذهب، بحسب عدد من التقارير الإعلامية، المُتفرٍّقة، أنّ ما يحدث في السوق الآن يُعد "تصحيحا مؤقّتا" بفعل عمليات جني الأرباح، وليس تغييرا في الاتجاه العام. 

وأشار عدد من الخبراء، بالقول إنّ: "الانخفاض الأخير لا يدعو للقلق، والأسعار قد تعود للارتفاع مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي عالميا".

ووفقا لبيانات السوق، فقد ارتفع الذهب في العقود الفورية بنسبة 0.8 في المئة ليصل إلى 4007.39 دولارا للأوقية، محقّقا مكاسب أسبوعية بلغت 3.2 في المئة. كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 1.3 في المئة إلى 4024.40 دولارا للأوقية، وهو ما يعكس استمرار الثقة في المعدن الأصفر، حتى مع تراجع التوترات في غزة.


بين البيع والشراء.. أي قرار؟
مع استقرار الذهب فوق حاجز 4000 دولار، يواجه المستثمرون، ما يوصف بـ"المعضلة التقليدية": هل يبيعون لجني الأرباح، أم يستمرون في الشراء تحسّبا لأي اضطرابات مستقبلية؟ وبين هذا وذاك، ينصح الخبراء باتخاذ موقف "متحفظ وحذر"، خاصة أنّ الأسواق لا تزال تحت تأثير التوقعات الاقتصادية العالمية، وفي مقدمتها توجه الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة، والذي يعتبر محفّزا كبيرا لارتفاع أسعار الذهب.

ماذا تفعل الآن؟
إذا كنت مستثمرا طويل الأمد: احتفظ بالذهب، فالاتجاه العام لا يزال صعوديا.

إذا كنت مضاربا قصير الأجل: قد يكون البيع الآن فرصة لجني أرباح سريعة، مع الحذر من ارتدادات.

إذا كنت تفكر في الشراء: التريث قليلا قد يكون خيارا حكيما، إلى حين اتضاح مسار السوق في ظل التهدئة.


إلى ذلك، على الرغم من أن وقف الحرب على غزة قد خفّف من الضغط الجيوسياسي بشكل مؤقّت، فإن الذهب ما زال مدعوما بعوامل اقتصادية عالمية متشابكة. وبالتالي، فإن قرارات البيع أو الشراء لا يجب أن تُبنى فقط على أخبار السياسة، بل أيضا على قراءة دقيقة لحالة الاقتصاد العالمي واتجاهات البنوك المركزية الكبرى.

مقالات مشابهة

  • اخر تطورات أسعار صرف الدولار فى البنوك
  • ترقب حذر في أسواق النفط بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • وقف إطلاق النار في غزة يُربك أسواق الذهب.. هل حان وقت البيع أم الشراء؟
  • تجاوز حاجز 4.000 دولار للأوقية.. الذهب يتلألأ عالميا للأسبوع الثامن على التوالي
  • الحكومة: ضخ استثمارات جديدة بـ2.25 مليار دولار
  • ارتفاع أسعار الذهب يمنح الصين دفعة قوية لتقويض الهيمنة المالية الأميركية
  • الذهب يواصل الارتفاع ويتجه نحو قمة تاريخيّة جديدة
  • عاجل | ارتفاع اسعار الذهب عالمياًً
  • ارتفاع أسعار النفط والذهب عالميًا
  • بعد تجاوزه 4000 دولار.. سعر الذهب عالميًا يتراجع بفعل هدوء التوترات