لجريدة عمان:
2025-12-14@18:57:15 GMT

أوراق صحفية متشابهة

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

ابدأ يومي الصباحي بقراءة كل الصحف المحلية سواء أكانت ورقية أو إلكترونية، ولا أبالغ فـي القول إن قلت إن قراءة جريدة واحدة يكفـي لمعرفة كل ما تنشره باقي الصحف من أخبار، وليعذرني فـي ذلك كل زملائي من المحررين ورؤساء التحرير والقائمين على أمر الصحافة فـي سلطنة عمان فهذا رأيي شخصي ولكنه أيضا رأي يستند على بعض من الخبرة الصحفـية الممتدة لأكثر من عقد من الزمان فـي العمل الصحفـي فحال المشهد الصحفـي العماني، كما أقرأه بشكل يومي لا يتعدى نقل الأخبار ولصقها فـي الصفحات، ويشمل هذا كل الأقسام التحريرية المختلفة ابتداء من الأخبار المحلية والاقتصادية والرياضية والفنية والثقافـية وغيرها من الأخبار.

لماذا تتشابه معظم الصحف اليومية فـي ما تنشره من أخبار ولماذا اختفت الكثير من الفنون الصحفـية الأصيلة من صحافتنا المحلية ولماذا أيضا لا يبذل الكثير من المحررين والمراسلين الصحفـيين الكثير من الجهد للحصول على أخبار نطلق نحن عليها «أخبار السبق الصحفـي» أو الانفرادات الصحفـية، وهل يمكن أن يتغير حال الصحافة العمانية بعد إقرار قانون الإعلام الجديد، وبعد الطفرات التقنية الهائلة التي يشهدها قطاع الإعلام عمومًا والصحافة خصوصًا من دخول الأدوات الممكنة للصحفـي فـي عمله مثل: أدوات الذكاء الاصطناعي فـي التحرير والمراجعة وسهولة الحصول على البيانات والمعلومات وأيضا سهولة العمل من أي مكان فـي العالم فـي الجوانب الفنية والتحريرية وغيرها من العوامل المساعدة للصحفـي فـي عمله اليومي.

أسئلة دارت فـي عقلي منذ بدأت التفكير فـي موضوع مستقبل الصحافة العمانية فـي ظل المعطيات المحلية والعالمية الجديدة، ولأصدقكم القول فإن الكثير من هذه الأجوبة ما زالت تراوح مكانها بدون الحصول على إجابات فـي حين أن أنني أمتلك بعض الإجابات على تساؤلاتي عن تشابه مضمون ما تنشره الصحف اليومية التي يصل عددها إن لم أكن مخطئًا إلى أكثر من عشر صحف يومية ما بين صحف تقليدية لا زالت تطبع ورقيًا وأخرى إلكترونية تقوم بتصميم صفحاتها اليومية بهيئة مستند إلكتروني. لعل العامل الأكبر فـيها التشابه، أو إن أسميته ضعف المحتوى الصحفـي، وهو بسبب الجوانب المالية المتعلقة بدعم الصحافة، وانحسار أموال الإعلان، وارتفاع التكاليف التشغيلية، خصوصًا مع الصحافة التقليدية، وضعف الإيرادات المالية. إضافة إلى ذلك، هناك هجرة العقول الصحفـية إلى البدائل الحديثة، وقلة الإقبال على القراءة، واحتكار أقسام الإعلام فـي المؤسسات المختلفة لتدفق الأخبار، وغيرها من الأمور التي يدركها المسؤولون عن الصحافة، والعديد من القراء المهتمين بشؤون الصحافة العمانية.

قد تكون هذه الأسباب - إذا ما سلمنا بمنطقيتها - هي ما يقف وراء ضعف وتشابه المحتوى الصحفـي العماني، لكن وفـي اعتقادي الشخصي أن هنالك الكثير من الأمور التي يمكن تداركها والقيام بها لتعزيز سمعة الصحيفة التي تصدرها الجهة أيًّا كانت حكومية أو خاصة منها على سبيل المثال لا الحصر الانتقال إلى الصحافة المتخصصة فـي مجال دون غيره مثل: الصحافة الاقتصادية أو الصحافة الرياضية أو الصحافة الثقافـية أو صحافة التقنية، وهذا ما يمكن أن تتميز به صحيفة عن غيرها بدلا من أن تكون كل الصحف عامة تصدر بملاحق مختلفة قد لا تكفـي مساحاتها لنشر الكثير من الأخبار التخصصية، وهذا ما ينطبق على الصحافة الورقية التي تصدر بعدد صفحات يومية محدودة بعكس الصحف الإلكترونية التي لا توجد لديها هذه المشكلة. وأيضا يمكن للتخصصية أن تجد لها مجالًا رحبًا فـي مجال صحافة المحافظات التي يمكنها التركيز على الأخبار والتقارير والاستطلاعات والمشكلات التي تعاني منها الولايات والمحافظات، وهذا مجال رحب يمكن الاشتغال عليه، وقد عقدت ندوات ودورات تدريبية لتشجيعه، ولكن لم يلق حتى اللحظة قبولًا أو استجابة من مديري وملاك الصحف المختلفة.

غياب الكثير من الفنون الصحفـية مثل: الصحافة الاستقصائية وصحافة الاستطلاع والتحقيقات والأحاديث الصحفـية والتقرير الصحفـي والمقال والعمود والتحليل والحوار والكاريكاتير والقصة الصحفـية والصورة الصحفـية كل هذه الأشكال الصحفـية اختفت تقريبًا من الصحافة اليومية وحل محلها فن واحد أو اثنين هما الخبر الصحفـي والعمود أو المقال خصوصًا فـي الصحافة الإلكترونية التي استسهلت أمر الإصدار اليومي المقتصر على المحرر الذي هو فـي الغالب مالك الصحيفة والمصمم الموظف بأجر يومي، وبقيت بعض الصحف الورقية بين محاولة الإلمام بالفنون الصحفـية المختلفة، وبين حساب التكاليف المالية المترتبة على ديمومة المحافظة على رصانة الصحافة الحقيقية.

لا أجلد الصحافة هنا، ويبقى الوضع متشابهًا بيننا وبين بقية أقطار العالم فـي مد وجزر الصحافة بين بقائها وأفولها، وبين المراهنة على تكيفها مع الأوضاع التقنية الحديثة، وبين المحافظة على أسسها وأخلاقياتها ونظرياتها الصارمة، وبين محاولة خلق نموذج هجين يجمع ما بين الصحافة، وبين الفنون الإعلامية الأخرى، وهذا ما لا أملك أنا نفسي الإجابة عنه؛ لأنه مرهون بالمستقبل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

المدينة الصابرة.. غزة

 

 

 

محمد بن رامس الرواس

 

في هذه الأيام العصيبة التي تتناقل فيها نشرات الأخبار، الاحداث بغزة مثقلة بالدمع والدماء، واصبح كل يوم في قطاع غزة فصلًا آخر من فصول التضحية والصبر والاباء، يقفُ المرء حائرًا خجلًا أمام عظمة صمودكم يا أهل غزة، فكيف يمكن للأحرف أن تصف صبرًا تجاوز حدود التصوُّر، أو إيمانًا يضيء العتمة التي فرضها جبروت الكيان الإسرائيلي.

​إننا ونحن هنا وبيننا وبينكم الصحاري والجبال والشواطئ نشعر بغصة تُمزق ارواحنا، غصة الإخوة الذين يشاهدون القارب يهتز في عرض البحر لإخوانهم ولا يملكون له إلّا الدعاء بالثبات، عسى من المولى عزوجل ان تستيقظ الأمة من غفوتها وغفلتها.

لم يُعد دعم غزة مجرد واجب يُمارس من باب الإحسان أو شفقة عابرة، إنه الآن فريضة وجودية ووطنية لا تقبل التأجيل، إنها مسألة كرامة للمسلم وللعربي فإن سقطت غزة اهتزت قلعة الثبات

​في هذا الزمان الذي تتكاثر فيه المصالح المتداخلة وتتراجع فيه المشاعر النبيلة، يجب أن ندرك أن دعم أهل غزة ليس مجرد إرسال الخيام أو المعونات الطبية أو الغذائية، وإن كانت تلك ضرورة ملحة لا تقبل التواني، بل الدعم الحقيقي هو ذلك الذي يعيد لهم الإحساس بأنهم ليسوا وحيدين في هذا العالم الواسع.

​إنهم ينتظرون منا أكثر من رغيف الخبز وقطعة ثوب تدفئهم؛ ينتظرون شهادة الوجود والاعتراف بالبطولة التي سطروها بأحرف من نور.

نقول لأهل غزة إنكم لستم أرقامًا في نشرات الأخبار اليومية؛ بل أنتم التاريخ الحي الذي يُكتب بدم الشهداء الأبرار وبدموع الأمهات الصابرات؛ أنتم قصص الصبر الخالدة التي يجب أن تُروى للأجيال، لا على أنها مأساة؛ بل على أنها ملحمة الصبر الإنساني الخالد.

في هذا الظروف الصعبة، علينا أن نتذكر أن القوة ليست فقط في السلاح؛ بل في تماسك الروح والعاطفة المُتحدة. فلتكن قلوبنا خندقًا وسندًا لهم، ولتكن أيادينا ممتدة بالعطاء وألسنتنا بالدعاء، حتى تنجلي الغمة ويعود النور والأمن والأمان إلى تلك المدينة الصابرة.. غزة الأبية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • المدينة الصابرة.. غزة
  • نشأت الديهي يكشف حقيقة الأنباء بشأن زيارة محتملة للسيسي إلى واشنطن
  • أبرز عناوين الصحف الفلسطينية الصادرة اليوم السبت
  • عمرو أديب: السنوات القادمة ستشهد الكثير من الأحداث والتغيرات المهمة سياسيا بمصر
  • برج السرطان حظك اليوم السبت 13 ديسمبر 2025… كشف الكثير من الحقائق
  • روشتة التصدى للشائعات
  • الصحافة الصفراء
  • تصريحات سلوت بشأن محمد صلاح حديث الصحف العالمية
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • صداقة ولا حب؟.. ياسمين عبد العزيز: في بيني وبين كريم فهمي كيميا