استعرض تقرير لصحيفة واشنطن بوست استنتاجات لتحليل أكثر من 120 صورة ومقطعا مصورا على مدى 14 شهرا من حرب إسرائيل على غزة، سجل معظمها جنود بأنفسهم، تظهر تدمير المباني المدنية والاحتفال بذلك، والسخرية من الفلسطينيين، والدعوة إلى استيطان غزة.

وكشفت الصور والمقاطع المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي تدميرا واسعا شمل المباني، بما فيها المنازل والمدارس، بالإضافة إلى نهب الممتلكات وإشعال الحرائق في البيوت، كما وجدت الصحيفة صورا لجنود إسرائيليين يدعون لإبادة الفلسطينيين وتهجيرهم بجانب جثث شهداء، والتوعد بالانتقام من حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: سكان غزة تجاوزوا الجحيم ووعيد ترامب لن يحرر الأسرىlist 2 of 2لوفيغارو: هكذا فقدت فرنسا نفوذها في أفريقياend of list

وأشرف على إنتاج التقرير التحليلي مديرة مكتب واشنطن بوست في برلين لوفداي موريس، ومراسلي المقاطع المصورة من فريق الأدلة الجنائية سارة كحلان وجوناثان باران، ومراسلة الصحيفة في لندن لويزا لوفلوك.

وقال الخبراء القانونيون الذين راجعوا مقاطع الفيديو التي جمعتها الصحيفة إن الجنود بفعلتهم هذه يسجلون أدلة على انتهاكات محتملة للقانون الدولي الإنساني.

وحاول الجيش الإسرائيلي الحد من انتشار هذه المواد بسبب المخاوف من تأثيرها على التحقيقات الدولية، خصوصا أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، إلا أن الجنود الإسرائيليين استمروا في نشر آلاف الصور والفيديوهات التي توثق أعمالهم في الحرب.

إعلان

وفي حين رفض العديد من الجنود التعليق على الفيديوهات أو لم يردوا على طلبات الصحيفة بالتعليق، دافع العديدون عن أفعالهم وقالوا إنه ليس هناك خطأ فيما فعلوه.

وبرر شمعون زوكيرمان، أحد الجنود الذين نشروا فيديوهات تفجير مبان مدنية في غزة، هذه الأفعال "الانتقامية والشرسة" بأنها تهدف إلى رفع معنويات المجتمع الإسرائيلي وشفي غليله، وقال إنه رغم أن الجيش طلب منه التوقف عن نشر المقاطع إلا أنه غير نادم البتة على ما فعله، وفق التقرير.

وقد أعربت منظمات حقوق الإنسان عن قلقها من أن هذه العمليات قد ترقى إلى جرائم حرب، وقالت إحدى المنظمات: "إن الاستهداف الواسع للبنية التحتية والمدنيين يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي".

"كل شيء سيحترق"

أعرب قلة من الجنود الإسرائيليين عن قلقهم من "التشدد الديني" و"الرغبة في الانتقام" السائدة في الجيش خلال العمليات العسكرية في غزة، بجانب تلقيهم أوامر واضحة بحرق منازل الفلسطينيين، وأخبر بعضهم الصحيفة عن عدم فهمهم الغرض العسكري من تدمير المنازل في غزة.

وقال يوفال غرين، وهو مسعف عسكري يبلغ من العمر 26 عاما كان في خان يونس لمدة شهرين، إن الجنود أُمروا بحرق المنازل عند مغادرتها، وعندما سأل قائده عن الهدف من ذلك، قيل له إنه لمنع وقوع المعدات العسكرية التي تُركت خلفهم في أيدي العدو، وأعرب غرين عن رفضه لهذه الأوامر، وغادر بعدها.

وتحدث جندي آخر يبلغ من العمر 22 عاما للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته خوفا من بطش السلطات الإسرائيلية، وأكد أن حرق المنازل كان سياسة ممنهجة "منذ بداية الحرب".

وقال إن الجنود أيدوا حرق أي منزل يحمل علامات دعم حماس، وعلق على ذلك بأن "حماس هي القوة الرئيسة في غزة، ومعظم المنازل بها علم حماس أو صورة لهنية"، وأما بالمنازل التي بها صور لياسر عرفات، فكان للجنود "الخيار" بحرقها، وهو ما فعلوه.

إعلان

وأضرمت وحدة الجندي المجهول النار فيما لا يقل عن 20 منزلا خلال فترة خدمته التي استمرت 5 أشهر، و"كانوا يستمتعون بفعل ذلك"، وفق الجندي الذي أضاف: "عندما تقضي وقتا طويلا هناك، تتوقف عن التفكير بالفلسطينيين الذين يعيشون في هذا المنزل أو بمن سيعيشون فيه في المستقبل".

رغبة بالانتقام

وأشار التقرير إلى أن الكثير من أعمال الجنود مدفوع برغبة انتقامية، وعبر أحد الجنود عن ذلك بقوله: "نريد الانتقام منهم"، وقال آخر، في إشارة لمعارف له قتلوا في الحرب، وهو يصور الدمار في غزة: "استمروا في مراقبتنا من الأعلى، وسننتقم نحن من الأسفل".

كما أظهر التقرير عدم تفرقة الجنود بين المدنيين والمقاتلين، ما عده خبراء خرقا واضحا للقانون الدولي، وقال أحد الجنود: "بالنسبة لنا، كان كل شخص هناك عدوا، سواء كان يحمل سلاحا أم لا، لم يهمنا ذلك"، وأضاف: "نحن نهدم غزة".

وصاحب هذه الممارسات مقاطع مصورة استفزازية، إذ أظهرت صور ومقاطع فيديو تحققت منها الصحيفة استخدام الجنود منازل النازحين مواقعا للتخييم، وتخريبهم الممتلكات، بل والتقاط صور لهم وهم يحملون ملابس داخلية نسائية مسروقة من البيوت.

وكان الجنود يسخرون من الدمار الشامل في القطاع في بعض المقاطع، حسب التقرير، وأظهر أحدها بعض الجنود وهم يطرقون أبواب المنازل أو يضغطون على أجراسها، ثم يلتفتون إلى الكاميرا ليسألوا "أين الجميع؟"، قبل أن تُظهر الكاميرا المنزل وقد دُمر بالكامل.

في مقطع آخر، ظهر جندي وهو يرفع لافتة لإعلان خاص بمركز حلاقة قرب تل أبيب، بجانب جثث فلسطينيين ممددة على الطريق، على أنغام أغنية عبرية تحمل دعوات للانتقام.

وبعد أن انتقدت الحادثة مجموعة حقوقية إسرائيلية، نشر صاحب المحل الإسرائيلي إعلانا على إنستغرام قال فيه: "لجنودنا الأعزاء، خصم 20% على خدمات المتجر بالكامل!".

رؤية سياسية.. "غزو، طرد، واستيطان"

من جهة أخرى، برزت دعوات متزايدة للاستيطان كحل للصراع، وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين: "الغزو، الطرد، والاستيطان هو الحل." وأخبر الصحيفة أن: "أفضل حل بالنسبة لي هو الاستيطان، هذا يؤلمهم أكثر. النصر الحقيقي هو أن يعرفوا أنه في كل مرة يفعلون بها شيئا خطيرا، سنأخذ المزيد من أرضهم، فالمزيد من أرضهم، حتى يفهموا".

إعلان

ورغم دعوات دولية لوقف إطلاق النار، وفق التقرير، يبدو أن التصعيد مستمر، وقال مسؤول إسرائيلي: "في النهاية، جمهوري المستهدف هو مواطنو إسرائيل، وأنا أعرف ما يمنح مواطنينا القوة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات فی غزة

إقرأ أيضاً:

اعتقال 29 فلسطينيا و9 انتهاكات إسرائيلية في أسبوع بحق المزارعين في الضفة

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، 29 فلسطينيا على الأقل، بينهم 3 نساء وطفلان، خلال مداهمات ليلية نفذتها في مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة، مع تكثيف الاعتداءات بحق المزارعين.

ففي نابلس شمالي الضفة اعتقلت قوات إسرائيلية، 8 فلسطينيين بينهم سيدتان، خلال اقتحام قرى برقة شمال غربي المدينة، وحوارة وقريوت جنوبا، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

وقالت الوكالة إن تلك القوات تعمدت تخريب صرح الشهداء في قرية برقة، وتدمير مجسّم حنظلة (شخصية أصبحت رمزا للهوية الفلسطينية) في وسط القرية، وكتبت شعارات عنصرية فوق أسماء الشهداء هناك.

وفي جنين (شمال)، أفادت وكالة وفا باعتقال فلسطينيين اثنين من قرية "كفر قود" غرب المدينة، بعد دهم وتفتيش منزليهما. وفي بيت لحم (جنوب)، اعتقل الجيش الإسرائيلي 16 فلسطينيا من مخيم الدهيشة جنوبي المدينة، بعد اقتحامه فجرا ومداهمة عشرات المنازل والتحقيق الميداني مع أكثر من 100 مواطن، بحسب الوكالة الرسمية. وفي رام الله (وسط)، اعتقلت قوات إسرائيلية الطفلين إبراهيم العابور (15 عاما)، ومحمد جبر شريتح (13 عاما)، بعد مداهمة منزلي ذويهما في بلدة المزرعة الغربية شمال غرب رام الله، بالإضافة إلى الطالبة الجامعية سلام رزق الله، بعد مداهمة منزلها في حي أم الشرايط بالمدينة، حسب الوكالة ذاتها.

انتهاكات ضد المزارعين

هذا، وقد وثق تقرير فلسطيني رسمي 9 انتهاكات ارتكبها الجيش الإسرائيلي ومستوطنون، بحق مزارعين فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، خلال الفترة من 12 حتى 19 يونيو/حزيران الجاري.

وأوضح التقرير -الصادر من مركز الاتصال الحكومي، بالتعاون مع وزارة الزراعة وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان- أن الانتهاكات تنوعت بين اعتداءات جسدية وتخريب للممتلكات وإضرام نيران وكتابة شعارات عنصرية.

إعلان

ولفت إلى أنها تركّزت في محافظات بيت لحم (جنوب)، ورام الله (وسط)، وسلفيت وقلقيلية (شمال)، حيث تم تسجيل 9 حالات انتهاك خلال أسبوع واحد فقط.

وتاليا أبرز هذه الانتهاكات:

في بيت لحم، أكد التقرير أن مستوطنين إسرائيليين أعطبوا إطارات مركبة مزارع فلسطيني وحطموا زجاجها، أثناء وجوده في أرضه الزراعية بمنطقة واد الغويط جنوب بلدة الخضر.

وشهدت رام الله 4 اعتداءات متفرقة، توزعت في بلدات بيتونيا والمغير وأبو فلاح وسنجل، وشملت إضرام النيران في أراض زراعية وممتلكات فلسطينية، وخط شعارات عنصرية وتخريب محاصيل زراعية، وفق المصدر نفسه.

وفي سلفيت، تعرّضت الأراضي الزراعية في منطقة المطوي لتدمير إسرائيلي متعمد، حيث دمّر المستوطنون شبكة ري تخدم أكثر من دونم واحد من الأراضي. كما أتلفوا أرضًا مزروعة بمحصول الملوخية بمساحة مماثلة، بحسب التقرير. وفي بلدة "كفر ثلث" شرق قلقيلية، بين التقرير الحكومي، أن مستوطنين أجبروا مزارعًا فلسطينيا على مغادرة منزله المحاط بـ500 شجرة تحت تهديد السلاح، وسرقوا خزان ماء سعته 5 أمتار مكعبة من أرض مزروعة بأشجار الزيتون في المنطقة ذاتها.

وتأتي هذه الاعتداءات في إطار سلسلة من الهجمات التي ينفذها الجيش والمستوطنون بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة، حيث بلغت خلال شهر مايو/أيار الماضي نحو 1691 اعتداء، بينها 415 ارتكبها مستوطنون، حيث تركزت مجملها في محافظات رام الله والخليل ونابلس، وفق ما أكدته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.

وتراوحت الاعتداءات، بحسب الهيئة، بين هجمات إسرائيلية مسلحة على قرى فلسطينية، وإعدامات ميدانية، وتخريب وتجريف أراض، واقتلاع أشجار، واستيلاء على ممتلكات، وإغلاقات ونصب حواجز تقطع أوصال الضفة.

مقالات مشابهة

  • أمريكا.. كيان إرهابي فوق القانون الدولي
  • «الرئيس الإيراني»: لن نستسلم للتهديد ومستعدون للتفاوض وفق القانون الدولي
  • الرئيس الإيراني: لن نستسلم للتهديد.. ومستعدون للتفاوض وفق القانون الدولي
  • مؤسسة الثورة للصحافة تدشّن الصحيفة الإلكترونية للإعلانات
  • فظائع في الظل.. كيف تمددت فاغنر في إفريقيا على أنقاض القانون الدولي؟
  • اعتقال 29 فلسطينيا و9 انتهاكات إسرائيلية في أسبوع بحق المزارعين في الضفة
  • البرادعي :حرب عدوانية على إيران مخالفة لميثاق الأمم المتحدة وكل أحكام القانون الدولي
  • فرحة المواطنين بعودة المياه داخل المنازل في أحياء المربعات جنوب مدينة أم درمان – فيديو
  • عراقجي: الهجوم الإسرائيلي «حرب ظالمة فرضت علينا» و«خيانة» للمسار الديبلوماسي مع واشنطن
  • بلومبرغ: إيران استطاعت الولوج إلى كاميرات المنازل والتجسس داخل إسرائيل