لجريدة عمان:
2025-12-13@23:30:28 GMT

البركة في اللاحركة «1»

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

عند تحليل ديناميكية السلطة والمقاومة، يُفيدنا أن نذكر أنفسنا أن المقاومة عادة ما تتخذ صيغة تتناسب مع نموذج السلطة. وتأتي أشكال المقاومة من جنس السلطة المفروضة.

ينتبه المفكر وعالم الاجتماع الإيراني الأمريكي آصف بيات في كتابه «الحياة سياسة: كيف يغيّر بسطاء الناس الشرق الأوسط»، إلى أن ظروف الشرق الأوسط، والأنظمة السياسية السلطوية الحاكمة، التي لا تتسامح مع الاعتراض أو - وبشكل أشد - مع الانتظام المدني المستقل، تجعل التواصل المنفتح بين الأفراد المعترضين، وتنظيم العمل الحركي أمرا غير ممكن.

لذلك فإن ما يصنع التغيير في هذه المجتمعات ليس الحركات بل ما يسميه «اللاحركات»، والتي تعني بشكل أساسي الحضور في الفضاء العام، على نحو يتحدى السلطة، ويُقيم في الوقت نفسه صلة خفية بين الأفراد «العاديين» الفاعلين، في شبكات سلبية (بمعنى أنها غير فاعلة)، التي تتكون في الأحياء، والشوارع، والمساجد، والجامعات، وأماكن العمل.

فبالنسبة لآصف بيات، فالبائع المتجول الذي يفترش الطرق هو فاعل في اللاحركة، ومثله المرأة التي تتجاوز أعراف اللباس المفروضة، والشباب المتململ في النواصي الذي يجعل قضية البطالة حاضرة ومرئية. وبهذا يكون أي احتلال للأماكن العامة، على نحو يُضيف وظيفة أخرى للمكان، بجانب الغرض الذي أوجد من أجله بالأساس، نوع من النشاط والفعالية في اللاحركة.

يبدو أن حافز آصف بيات لتطوير هذا المشروع قادم من عجز نظرية الحركة الاجتماعية (التي طُورت بشكل أساسي في أمريكا) على فهم الطريقة التي يجري بها التغيير في الشرق الأوسط. فإذا ما أخذنا الحركة الاجتماعية لتعني «شكل من أشكال التحدي المنظم الواعي والمستقل للسلطات القائمة»، يُمكن القول إن كثيرا مما نشهده من منعطفات في مسيرة التغيير الشعبية لا يُمكن أن يُطلق عليها «حركات». درجة التخويف والترهيب في بلدان الشرق الأوسط، وحقيقة أنه لا يُمكن إقامة اتصال حر وحوار مفتوح ضمن الحركة، يجعل الأفراد يلجؤون إلى طرق إبداعية لتأكيد الإرادة العامة، عبر اكتشاف المخارج والثغرات، والاستفادة منها، من خلال ما يُسميه «فن الحضور».

مفهوم اللاحركة يتجاوز الثنائيات محدودة الأفق الفاعل/المفعول به، الفردي/الجمعي، السياسي/المدني؛ لـ «يفتح إمكانيات جديدة لبحث الممارسات الاجتماعية غير المشاهدة، والتي يمكن أن تحدث تغييرا اجتماعيا كبيرا. كما أنه يكشف عن منطق الممارسة بين التجمعات المتفرقة والمتباعدة تحت ظرف الحكم التسلطي الذي يمنع فيه التجمعات الحرة والتواصل النشط.

باستخدام هذه الأداة للنظر لتغيرات المجتمعات، نُعيد للشعب دوره الفاعل في فرض التغيير، ونقوض الفكرة التي تدعي بأن أي تغيير اجتماعي إيجابي قادم من رأس السلطة. ونرى الوسائل العديدة التي تتبناها الشابات والشباب والفئات المهمشة، لجعل قضاياهم مرئية. مهما ضُيق على الحريات، وفُرضت قيود على العمل المنظم.

ثمة نوع من التضامن الذي يُطمئن في أن ترى مثيلاً لك (من تشترك معه في الهوية، الهواجس)، يستخدم الأدوات التي تستخدمها، دون أي تنسيق أو تواصل. وثمة أشواط تُقطع عبر حضور أمثلة سابقة تُوحي بحضور المشكلة على مدى يطول، ويبقى رغم غياب التوثيق، والتحليل، والتتبع.

ورغم أن المدن تمتلك طرقا لإخفاء أكثر جوانبها قتامة، خلف الواجهات التي تحمي الأكثر امتيازا من أن تُجرح بمشهد المهمشين، إلا أنهم يجدون طرقهم دائما في زعزعة هذه الصورة الساكنة، وصنع سياسات جديدة عبر حياتهم العادية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشرق الأوسط الذی ی

إقرأ أيضاً:

تعيين رئيس تنفيذي جديد لـ"تكييف" الإماراتية ضمن خطة هيكلة شاملة

دبي- الرؤية

أعلنت "تكييف" عن تعيين تونا غولينك في منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة، مسجلة بذلك أول تغيير في قيادة الشركة الرائدة في توفير حلول التبريد منذ أكثر من 3 عقود.

ويأتي غولينك خلفًا لطارق الغصين الذي قاد أعمال الشركة العائلية منذ العام 1994، ونجح في تحويلها من شركة موزعة لعلامة تجارية واحدة، إلى أكبر مجموعة مستقلة لأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء في الشرق الأوسط.

وبهذه المناسبة، أكد طارق الغصين- الذي سيتولى منصب رئيس مجلس الإدارة- أن غولينك يمتلك الرؤية الاستراتيجية والقيادة العالمية، إلى جانب القدرة على تنفيذ تحوّلات كبيرة في الأعمال، وهو ما سيعزز نجاح تكييف في المستقبل. وقال: "لدينا خطط طموحة للتوسع والنمو، لذا إن خبرة غولينك العريقة وفهمه العميق للمشهد التنافسي والاقتصادي والجيوسياسي سيمنحنا قيمة مضافة ورؤية ثاقبة وفرصًا واعدة للتوسع في المستقبل، وهو الشخص الأمثل لقيادة الشركة في المرحلة المقبلة".

ويتمتع تونا غولينك بخبرةٍ تزيد عن 20 عامًا في هذا المجال؛ حيث شغل العديد من المناصب العليا، وقام ببناء وتوسيع العمليات الرئيسية في تركيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وتبرز رؤيته القيادية واستراتيجيته التنفيذية في هذه الأسواق العالمية؛ حيث قاد تحوّلاتٍ كبيرة في الأعمال وأجرى عمليات استحواذ نموذجية، مما ساهم في تحقيق نمو كبير. وبفضل تركيزه على الأفراد، وقدرته على بناء فرق عمل متعددة الثقافات وعالية الأداء أصبح معيارًا للتميز في الصناعة.

وغولينيك حاصل على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال التنفيذي من معهد إنسياد.

من جهته، قال تونا غولنيك الرئيس التنفيذي لتكييف: "تقوم أعمال تكييف على الالتزام الراسخ بالابتكار والتميز، وقليلة هي الشركات في المنطقة التي تمتلك إرثًا مؤثرًا مثل إرث "تكييف". الفرصة أمامنا استثنائية، وأنا متحمس لإمكانيات النمو في هذه المنطقة وخارجها. كما يشرفني أن أعمل جنبًا إلى جنب مع رئيس مجلس الإدارة، وفريق "تكييف"، لتسريع عجلة النمو وإعادة تشكيل مستقبل يعزز قدرتنا على الابتكار والتميز التشغيلي".

وأعرب الغصين، رئيس مجلس إدارة تكييف، عن فخر المجموعة واعتزازها برسم مسار قطاع التبريد في الشرق الأوسط وبناء إرث قائم على قوة التكنولوجيا التحويلية والابتكار. وأضاف: "إن تسليم القيادة إلى الجيل القادم من المديرين التنفيذيين كان رؤية طويلة الأمد بالنسبة لي، وقد أصبح ذلك ممكنًا أخيرًا بفضل الخبرة الاستثنائية التي يجلبها غولينك كرئيس تنفيذي لتكييف. إنه أحد أبرز وألمع القادة في القطاع، ويتمتع برؤية استراتيجية وتميز تشغيلي يمكنه من رفع مستوى الأعمال إلى آفاق جديدة، ونحن متحمسون جدًا لانضمامه إلى الفريق".

ومنذ نشأتها في عام 1972، عكفت "تكييف" على إعادة تشكيل قطاع تكييف الهواء في الشرق الأوسط وركزت جهودها على إيجاد الحلول التكنولوجية الأمثل للتصدي للظروف المناخية القاسية في المنطقة. وبالتعاون مع أبرز شركات التكييف في العالم، بما في ذلك شركتي فوجيتسو جنرال وميديا، تُقدم تكييف أحدث التقنيات والخدمات المستدامة لتكييف الهواء في المنازل والشركات.

وبدأت "تكييف" أعمالها كمورد لأجهزة التكييف في أبوظبي، لكنها تطورت لتصبح شركة رائدة في مجال التبريد؛ حيث أعادت تعريف مفهوم الراحة في المنازل والشركات والمجتمعات في كل من الإمارات والعراق والسودان والمغرب. تتخذ الشركة من الإمارات مقرًا لها، وتعمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط من خلال شبكة من المكاتب وصالات العرض والمستودعات ومرافق التخزين؛ حيث يديرها فريق عمل يضم 765 موظفًا من أصحاب الكفاءات.

وتأتي الاستدامة في جوهر أعمال وحلول تكييف الهواء التي تقدمها الشركة، وتلتزم بمفهوم "التبريد الواعي" لتحقيق وعودها تجاه العملاء والمجتمع.

مقالات مشابهة

  • «كنائس الشرق الأوسط» تشيد بالدور المصرى فى تثبيت اتفاق غزة
  • بيع أغلى «بنتهاوس» في الشرق الأوسط بقيمة 550 مليون درهم
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • من هم أغنى 5 شخصيات في الشرق الأوسط لعام 2025؟
  • أردوغان: وقف إطلاق النار في غزة هشّ.. وتركيا مستعدة لقيادة مسارات السلام
  • «الليجا» تُطلق مشروعاً استراتيجياً في المنطقة
  • ميدو: صلاح أسطورة الشرق الأوسط.. وحان وقت مغادرته ليفربول
  • هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط
  • نائب مهدّد ويتجوّل فرحا بالأعياد؟!
  • تعيين رئيس تنفيذي جديد لـ"تكييف" الإماراتية ضمن خطة هيكلة شاملة