سواليف:
2025-10-19@10:14:55 GMT

الحقيقة العارية

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

#الحقيقة_العارية

د. #هاشم_غرايبه

أغلب الناس في حيرة مما يحدث في سوريا الآن، والمخلصون للأمة يريدون معرفة الحقيقة التي أضاعها ذوو الإربة والولاءات، سواء كانت تلك الولاءات لأعداء الأمة الخارجيين، أم للأنظمة المستبدة، أم اصطفافات سياسية صنعت للصد عن منهج الله.
لتبين الخيط الأبيض من الأسود في هذه الظلمة الحالكة، يجب العودة أولا الى الأساسيات في هذه القضية:
لقد عانى الشعب السوري االقمع والتنكيل وخنق الحريات من نظام الحكم البوليسي الذي أمسك بتلابيب السلطة في سوريا منذ اكثر من نصف قرن، ورغم أنه انفرد عن باقي الأنظمة العربية الأخرى بخطاب المقاومة والصمود، إلا ذلك لم يتعدّ الخطاب الإنشائي، فهو مثلها، لم يصنع نصرا واحدا، ولا حارب معركة حقيقية واحدة.


ويدرك المطلعون أن الانجازات الاقتصادية التي تحققت في سوريا خلال الفترة الماضية ما كانت إلا بفضل الشعب السوري المجتهد المكافح، والذي عرف طوال التاريخ بمهاراته وابداعاته، ومن الظلم لهم نسبتها الى النظام الحاكم، المعروف للسوريين جيدا بمدى تغلغل الفساد والمحسوبية والرشوة فيه، إضافة الى الخاوات والإتاوات التي يفرضها أزلام النظام.
لهذا كله وجد السوريون في موجة الثورات العربية فرصة سانحة للثورة عليه، وانطلقت الاحتجات من “درعا”، إلا أنها انتشرت بسرعة بالغة، فعمت كل مدينة وقرية، وهذا يدحض حجة متهميها بأنها صنيعة المستعمرين، ولجأ النظام بداية ككل الطغاة الى تبرير البطش بالمتظاهرين بأنهم (عصابات مسلحة)، لكنه لم يفلح في إطفائها، فاستخدم سلاحه المعتاد (ادعاء ممانعة الاستعمار)، فاتهم الثائرين أنهم عملاء للإستعمار ويتلقون الأوامر منه، وبتناقض فاضح، وكباقي الأنظمة التي سقطت قبله، اتهم الثائرين أنهم من الإخوان المسلمين بهدف استجداء دعم القوة العظمى الاستعمارية وحمايتها له.
بالطبع فالغرب يعرفون الحقيقة، ويعلمون حجم الإخوان وضآلة قدراتهم، التي لن يمكنها تحريك هذه الملايين، لذلك لم ينخدعوا بتضليل الأنظمة، لكن لأن مصلحة الكيان اللقيط تتحقق بضعف الأقطارالعربية ودوام فشلها، شجعوا الثورة بداية، ودعموها عن طريق ألأنظمة العميلة لتغيير النظام.
وحتى لا يصل الى الحكم إسلاميون كما حدث في مصر، ويضطروا الى ترتيب انقلاب عليه، فقد حاولوا فرض قيادة علمانية مسبقا على الثوار، ولما فشلوا انقلبوا الى تأييد بقاء النظام، فهو أضمن لمصالحهم، لذلك أوحوا الى عملائهم العرب، ليقلبوا ظهر المجن للثوار، والى الروس والإيرانيين بنجدته وانقاذه من السقوط .
هذا العرض للأحداث معروف للجميع، وقد عاصرناه، لذلك لا مجال للتشكيك فيه إلا للمزورين، لكنه ضروري لفهم الحاضر، فنار الثورة أخمد ولم يطفأ، لكن ظروف اللاعبين الخارجيين تغيرت، لذلك ثارت من جديد.
يبقى السؤال: هل نشوبها من جديد بريء وداوفعه وطنية، أم هو من فعل أصابع خارجية!؟.
الجواب الحقيقي يكشفه البحث عن المستفيد، الذي هو تحديدا القوة العظمى (الشيطان الأكبر)، وهو الوحيد الذي يمكنه التآمر.
فإن كان النظام الذي نجا من السقوط يشكل خطرا على الكيان اللقيط، أو أنه ينوي ذلك، فقد يدعو ذلك للشك في نوايا الثائرين أنهم عملاء للمستعمر، ويقصدون الفتنة لقطع الطريق على ذلك المبتغى.
لكننا لم نر أية إشارة عملية في هذا الاتجاه من ذلك النظام المثخن بالجراح، والذي لا يسيطر على أكثر من ربع البلاد، وأثخن بلده أكثر، فهو الذي استنجد بالقوى الدولية فأوقع بلده تحت سيطرتها، وهو وليس الثوار من استعان بالأقليات الطائفية ليتفتت النسيج المجتمعي، وبات أكثر من نصف شعبه قد اعتقل او قتل أو شرد، وجيشه صار بغاية الضعف، ويتلقى الضربات شبه اليومية من الكيان اللقيط، ولا يمكنه صدها ولا الرد عليها، كما أنه ملتزم بحماية حدود الكيان ولا يسمح بأي اختراق لها.
فما الذي يريده المستعمر أكثر؟، وما الحاجة لتغييره؟.
نستنتج إذاً أن الموضوع داخلي، فلا يعني إخماد الثورة بالحديد والنار انطفاء أوارها في النفوس، لكننا لأننا تعودنا تلقي المصائب من أصابع الشيطان الأكبر، فكما قال “هوشي منه”: لا بيت يدمر في العالم ولا شخص يقتل إلا كان لذلك الشيطان إصبع فيه، لذا لا يستبعد أن تعيث فسادا.
ندعو الله أن لا يدس أصابعه النجسة مرة أخرى فيفسد على الشرفاء جني ثمار تضحياتهم، وأن تعود سوريا الى أبنائها، وينالوا حقهم في الحياة الكريمة، وحريتهم في اتباع عقيدتهم.

مقالات ذات صلة السعيدون بجهلهم 2024/12/03

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحقيقة العارية هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

"حكاية منزل محطم" و"بين ثنايا الحقيقة" الليلة في ملتقى شباب المخرجين

 


تتوالى فعاليات ملتقى شباب المخرجين الجدد في دورته الرابعة، الذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار برامج وزارة الثقافة.

 

حكاية منزل محطم

 

ويشهد قصر ثقافة روض الفرج في السابعة مساء اليوم الأحد، العرض المسرحي "حكاية منزل محطم" لفرقة بيت ثقافة بولكلي، إعداد أحمد الغندور، وإخراج أحمد عامر، ويدور حول جريمة حقيقية حدثت في ثمانينيات القرن الماضي لشاب قتل والدته.
ويسلط العمل الضوء على الأسباب التي أدت إلى وقوع الجريمة، وما تسبب فيه التفكك الأسري من جفاء داخل الأسرة.

بين ثنايا الحقيقة

 

وفي التاسعة مساء، يستقبل مسرح السامر بالعجوزة، عرض "بين ثنايا الحقيقة" لفرقة قصر ثقافة بورسعيد، إعداد وإخراج أحمد سعد، ويدور حول "هاملت" الأمير الذي أصيب بالجنون بعد أن توفي والده، وشكوكه نحو والدته محاولا الانتقام منها.

وتضم لجنة التحكيم كلا من الفنان القدير عزت زين، والكاتب سامح عثمان مدير الملتقى ومدير إدارة التدريب بالإدارة العامة للمسرح، إلى جانب المخرجين حسن الوزير، إسماعيل مختار، وعادل حسان.

ويضم الملتقى اثنا عشر عملا مسرحيا، تمثل نتاج ورشة اعتماد المخرجين الجدد التي أُقيمت العام الماضي تحت عنوان "هاملت.. من أنت؟"، وقدم المشاركون خلالها نصوصا مستوحاة من مسرحية "هاملت" لويليام شكسبير برؤى معاصرة وتجارب إخراجية مبتكرة، لاثني عشر مخرجا شابا تم تصعيدهم إلى المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الحادية والثلاثين، التي حملت اسم الكاتب الراحل الدكتور علاء عبد العزيز.

يقام الملتقى تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، من خلال الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، وتستمر فعالياته حتى 22 أكتوبر الحالي، ويأتي في إطار حرص الهيئة على إعداد جيل مسرحي جديد قادر على الإبداع والتجديد وتقديم رؤى مسرحية معاصرة.

 

"جحر الأفاعي" .. دراما نفسية عن رائعة هاملت ضمن ملتقى شباب المخرجين


من ناحية أخرى ، شهد قصر ثقافة روض الفرج، العرض المسرحي "جحر الأفاعي"، ضمن الملتقى.

العرض لفرقة قصر ثقافة غزل المحلة، إعداد وإخراج محمد الشربيني، ويتناول رائعة "هاملت" من منظور سيكولوجي يعكس ما يعيشه الإنسان من صراعات داخلية في ظل متغيرات العصر، وذلك من خلال حبكة درامية تحمل نهاية مختلفة تجسد المعاناة النفسية للبطل وتكشف انهيار الثوابت والمسلمات التي باتت مصدر أمانه واحتوائه طوال حياته.

شهد العرض لجنة التحكيم المكونة من الفنان القدير عزت زين، الكاتب سامح عثمان، مدير الملتقى ومدير إدارة التدريب بالإدارة العامة للمسرح، والمخرجين حسن الوزير، إسماعيل مختار، وعادل حسان.

أوضح المخرج أن العرض ينتمي إلى الدراما النفسية، وتم تقديمه برؤية جديدة ومغايرة للنص الأصلي، من خلال تجريد الأحداث الأساسية، واقتباس مشهد زواج والدة هاملت من عمه، الموقف الذي أدى إلى تدميره نفسيا، ودفعه إلى الشك في والدته وفقدان الثقة في من حوله، لتتفاقم حالته بمرور الوقت، ليصل في النهاية إلى مصحة نفسية، وتتضح الحقيقة بأن جميع الشخصيات التي تظهر أمامه ما هي إلا هواجس تطارده داخل خياله.

من ناحيتها، أوضحت ماريانا فيكتور أنها جسدت دور "الأم"، شخصية تختلف عن الموجودة في النص الأصلي، إذ تمثل الجانب الطيب، ولكن هاملت تطارده أفكار الانتقام منها معتقدا أنها خانت والده.

وأشار أحمد صلاح أنه جسد دور "هاملت"، ويتواجد في مصحة نفسية نتيجة تعرضه لاضطراب ما بعد الصدمة، ويتضح في نهاية العرض أنه هو من قتل والده الذي قام بتربيته على العنف والشر.

وأوضح محمد مشالي أنه يؤدي دور الطبيب النفسي لهاملت، الذي يحاول مساعدته في التخلص من الهواجس التي تطارده، إلا أن محاولاته تبوء بالفشل.

وعن الموسيقى أشار المؤلف عبد الرحمن صبرى أنه اعتمد على المزج بين الموسيقى الكلاسيكية والحديثة في إطار تجريبي مبتكر.

أما عن الماكياج، فأشارت مارينا أمير إلى أنه تم استخدام أدوات تجميل خاصة تظهر تآكل ملامح وجوه بعض الشخصيات لتعطي دلالة بأنهم أشباحا، بينما اتسم وجه هاملت بالشحوب والكدمات تعبيرا عن حالته النفسية، كما تم الاستعانة برموز الأفاعي والثعابين كعنصر بصري للتعبير عن الأفكار التي تسيطر على عقل البطل.

جحر الأفاعي تمثيل: أحمد صلاح، بسنت الجنزورى، منة المنصوري، محمد عصام، عبد الرحمن الجميل، ماريانا فيكتور، محمد مشالي، مؤمن الشاويش، سارة محمد، أحمد الحسن، محمود الشرقاوي، وملك مجدي.

تأليف موسيقى عبد الرحمن صبري، ألحان وأشعار ماريانا فيكتور، توزيع محمد جابر، إضاءة محمود فايد، مؤثرات بصرية مصطفى فجل، إبراهيم أبو بكر، ماكياج بسنت الجنزوري، مارينا أمير، تنفيذ ديكور سيد غنيم، مازن رمضان، ملابس حسام عبد الحميد.

يقام ملتقى شباب المخرجين الجدد بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي من خلال الإدارة العامة للمسرح، برئاسة سمر الوزير، ويشارك به 12 عرضا مسرحيا نتاج ورشة اعتماد المخرجين الجدد التي أقيمت العام الماضي تحت عنوان "هاملت من أنت؟"، وتقدم العروض بمسرحي السامر وقصر ثقافة روض الفرج، ويأتي ذلك في إطار سعي الهيئة إلى إعداد جيل مسرحي جديد قادر على الإبداع والتجديد وتقديم رؤى مسرحية مبتكرة.

وتتواصل الفعاليات في التاسعة مساء اليوم السبت مع عرض "ظل الأمير" لفرقة قصر ثقافة المحمودية، كتابة أحمد الملواني، وإخراج سامح رخا، ويعرض بالمجان على مسرح السامر بالعجوزة.

مقالات مشابهة

  • "حكاية منزل محطم" و"بين ثنايا الحقيقة" الليلة في ملتقى شباب المخرجين
  • الشيباني ينوي زيارة الصين ويستعرض دبلوماسية سوريا الجديدة
  • برج العقرب .. حظك اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025: شارك الحقيقة بهدوء
  • منة شلبي: النجاح دايما يكون بالصدفة ولا علاقة لذلك بالاجتهاد
  • نظرية المؤامرة.. استغراب يفصل بين الحقيقة والخرافة
  • الرواية والتاريخ... تعدد في السرد واختلاف في الحقيقة!
  • حافلات المدارس والرحلة الأخيرة لذلك الطفل!
  • بعد جلاء الحقيقة... مَن يعوّض على تنورين؟
  • يديعوت: هذه هي الحقيقة بشأن غياب نتنياهو عن قمة شرم الشيخ
  • الإعلام درع الحقيقة في مواجهة الشائعات.. لقاء توعوي بمجمع إعلام الشرقية