اكتشاف بنية معقدة صنعها النياندرتال في جبل طارق
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
شهد كهف فانغارد في جبل طارق اكتشافا مهما يُظهر لأول مرة هيكلا فريدا من نوعه، استخدمه إنسان النياندرتال قبل نحو 60 ألف عام.
هذا الهيكل، الذي يبدو بسيطا عند النظر إليه، يمثل مثالا على التطور الفكري والتنظيمي لهذا النوع البشري القديم، وهو ما يؤكد قدرتهم على التعامل مع تحديات الطبيعة بأساليب مبتكرة.
يقول خوان أوتشاندو توماس، الباحث في قسم علم الأحياء النباتية، في كلية الأحياء، بجامعة مورسيا الإسبانية، والمؤلف الرئيسي للدراسة في تصريح للجزيرة نت: "كان الاكتشاف مفاجأة لأننا لم نتوقع العثور عليه في الموقع.
من ناحية بيولوجية، فالنياندرتال أحد أقرباء البشر، الذين عاشوا قبل نحو 400 ألف إلى 40 ألف سنة مضت، انتشروا في شريط ضخم ممتد بين جنوب أوروبا حتى وسط آسيا.
وبحسب الحفريات التي وجدها العلماء لهم، فإنهم أقصر من البشر الحاليين مع أجساد ممتلئة بشكل أكبر وصدر أعرض، ومنذ اللحظة الأولى التي اكتشفت فيها حفريات النياندرتال الأول، قبل نحو قرن ونصف، ساد تصور بين العلماء يقول إنهم بشر الكهوف ذوو الطابع الحيواني، لكن يوما بعد يوم أظهر الباحثون أن هذا غير صحيح.
تُظهر الأدلة أن النياندرتال استخدم هذا الهيكل لإنتاج القطران عن طريق تسخين نباتات معينة، مثل الصمغ الصخري، تحت ظروف خالية من الأكسجين. استُخدم القطران كمادة لاصقة لصنع الأدوات وربطها بأجزاء خشبية، مما يعكس مستوى عاليا من التنظيم المعرفي.
إعلانميز العمل النظري بين طريقتين للحصول على المادة اللاصقة، طريقة بسيطة وغير منتجة عن طريق حرق لحاء البتولا في الهواء الطلق، وطريقة أكثر تعقيدا تتطلب تسخين رقائق البتولا من دون أكسجين، أي استخدام قطع مدفونة من الخشب المسخن بالنار بحيث تفرز القطران بينما لا تحترق لأنها معزولة عن الأكسجين.
سواء استخدموا الطريقة المنتجة أو غير المنتجة، فإن لذلك آثارا كبيرة على تقييم قدرتهم المعرفية، إذ تتطلب الطريقة الأكثر تعقيدا درجة كبيرة من التنظيم والممارسة.
ولتأكيد هذا الاكتشاف، تعاون فريق مكون من 31 باحثا من مختلف التخصصات مثل علم الأحياء القديمة، والكيمياء الجيولوجية، وعلم الآثار. وتم استخدام أساليب متعددة لتحليل الرواسب في الهيكل المكتشف.
يوضح خوان في تصريحه: "يتوافق هيكل الموقد لدينا مع التوقعات من الدراسات النظرية على قطران البتولا التي تتطلب استخدام هياكل التسخين للحصول على القطران، وهي مادة لاصقة ثبت أن إنسان نياندرتال استخدمها".
يُظهر هذا الاكتشاف أن النياندرتال لم يكونوا جماعة من البدائيين كما اعتقد العلماء في وقت سابق، بل تمتعوا بقدرات معرفية متقدمة مقارنة بعصرهم. ويشير استخدامهم لهذا الهيكل إلى درجات من التفكير المنطقي، والتخطيط المسبق، وفهم جيد لخصائص المواد الطبيعية.
يقول خوان في تصريحه للجزيرة نت: "إن استخدام إنسان نياندرتال للقطران كان معروفا بالفعل، ولكن في حالتنا، ما اكتشفناه هو البنية أو الطريقة التي تم الحصول على هذا القطران بها".
يفتح هذا الاكتشاف أبوابا جديدة لفهم تقنيات النياندرتال، ويقول خوان عن ذلك: "من المحتمل أن توجد هياكل مماثلة في مواقع أثرية أخرى بها سكان نياندرتال، رغم أننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كان هناك المزيد في المنطقة أو في مناطق أخرى أكثر بعدا".
إعلانويضيف: "ونأمل من الآن فصاعدا، وباستخدام بنيتنا كمرجع أو نقطة انطلاق، أن نكتشف المزيد من الهياكل مثل تلك الموجودة في كهف فانغارد في مواقع أثرية أخرى".
إن هذا الاكتشاف يعيد تشكيل الصورة التقليدية لإنسان النياندرتال، فبدلا من النظر إليهم ككائنات بدائية، يبدو أنهم امتلكوا قدرا ليس باليسير من الفهم المتقدم للتقنيات الطبيعية، وهو ما يبرز قدرتهم على التكيف والإبداع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هذا الاکتشاف
إقرأ أيضاً:
فابريجاس يقترب من العودة إلى برشلونة ولكن كخصم.. ما القصة؟
مع انتهاء الموسم الكروي لنادي برشلونة، يستعد الفريق الكتالوني للموسم المقبل، ويفكر في الاستعدادات للموسم الجديد.
ودائما ما تعتبر بطولة كأس خوان جامبر الودية، التي تجرى سنويا قبل انطلاق الموسم الجديد، لحظة مهمة في تحضيرات برشلونة، الذي توج بالثلاثية المحلية في الموسم المنصرم، الدوري الإسباني، كأس ملك إسبانيا، كأس السوبر الإسباني.
وبعد خسارة برشلونة القاسية بثلاثية نظيفة، أمام موناكو الفرنسي في النسخة الماضية لكأس خوان جامبر، يتطلع الفريق الكتالوني لاستعادة هيمنته على البطولة مجددا.
ووفقا لصحيفة «سبورت» الإسبانية، من المتوقع أن يكون خصم برشلونة القادم في كأس خوان جامبر، هو فريق كومو الإيطالي، الذي يتولى قيادته المدير الفني الإسباني سيسك فابريجاس.
ولذلك، من المتوقع أن يستعيد لاعب خط الوسط السابق، الذي لعب لبرشلونة بين عامي 2011 و2014، بعض الذكريات الرائعة.
تجدر الإشارة إلى أن برشلونة سيواجه فيسيل كوبي الياباني في 27 يونيو المقبل، ومن المقرر أن يخوض مباراتين أيضا في كوريا الجنوبية خلال جولته الآسيوية.