في تطور علمي مذهل، كشف العلماء عن اكتشاف جديد قد يغير تمامًا مفهومنا عن القلب ووظيفته في الجسم البشري، وفقًا لدراسة حديثة، القلب ليس مجرد مضخة دم كما اعتدنا أن نعتبره، بل يحتوي على "دماغ صغير" داخل أنسجته التي تتحكم في عمله وتؤثر في قراراته وتفاعلاته البيولوجية. هذا الاكتشاف يحمل في طياته تبعات كبيرة قد تفتح أبوابًا لفهم أعمق عن العلاقة بين القلب والمشاعر، كما قد يساعد في تطوير علاجات طبية جديدة لأمراض القلب والأوعية الدموية.

القلب والدماغ: علاقة غير متوقعة

قالت الدكتورة أمل محمد استشارى القلب والأوعية الدموية، فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أنه لعقود طويلة، كان الأطباء يعتبرون القلب مجرد عضلة وظيفتها الوحيدة هي ضخ الدم إلى أنحاء الجسم. ولكن، في الآونة الأخيرة، بدأ الباحثون في اكتشاف أن القلب يمتلك شبكة معقدة من الأعصاب تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في الدماغ.

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "الطب العصبي"، تبين أن القلب يحتوي على "جهاز عصبي مستقل" صغير يُسمى "الجهاز العصبي القلبي"، ويقوم هذا الجهاز بتنظيم وظائف القلب ويؤثر بشكل مباشر على كيفية استجابته للأحاسيس المختلفة التي يختبرها الإنسان. هذا الاكتشاف يشير إلى أن القلب ليس مجرد "مستقبل للمشاعر" بل مشارك نشط في تكوين هذه المشاعر.

كيف يعمل "الدماغ الصغير" في القلب؟

يشير العلماء إلى أن "الدماغ الصغير" داخل القلب يحتوي على آلاف الخلايا العصبية التي يمكنها معالجة المعلومات مستقلًا عن الدماغ الرئيسي في الرأس، كما أن هذا الجهاز العصبي القلبي يتصل مباشرة بالأعصاب المحيطية في الجسم، مما يسمح له بالتفاعل مع الحالة النفسية والتوترات العاطفية.

من الناحية البيولوجية، يتعامل هذا الدماغ الصغير مع إشارات مثل: التوتر والضغط النفسي: يمكن للقلب أن يستجيب لهذه الأحاسيس بشكل فوري، مما يؤدي إلى تسارع ضرباته استجابة لمواقف معينة.
العواطف والمشاعر: مشاعر القلق، الحب، الغضب، والسعادة كلها تؤثر على القلب بطريقة فسيولوجية قد لا تكون مرئية مباشرة، لكن يُمكن إحساسها عبر ضربات القلب غير المنتظمة أو تغيرات في وتيرتها.


ما الذي يعنيه هذا الاكتشاف لصحة الإنسان؟

يُعد اكتشاف "الدماغ الصغير" داخل القلب بمثابة خطوة ثورية في مجال الطب العصبي، حيث يفتح آفاقًا جديدة لفهم الأمراض القلبية والدماغية بشكل مشترك. على سبيل المثال، قد يكون لهذا الاكتشاف دور كبير في علاج أمراض القلب المزمنة. إذا كان القلب فعلاً يستجيب للتوتر النفسي بشكل مستقل عن الدماغ، فقد يتعين على الأطباء إعادة النظر في الروابط بين الصحة النفسية وأمراض القلب.

التأثيرات النفسية على القلب: هل هذا يعني أن قلبك يتحكم في مشاعرك؟


لقد تبين أن مشاعرنا وتأثيراتها على الجسم ليست مقتصرة فقط على الدماغ. فالقلب، الذي كان يُعتبر عضوًا يتأثر بعواطفنا، يبدو الآن أن لديه دورًا في توليد الاستجابات العاطفية. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الضغط العصبي المستمر إلى تغييرات في معدل ضربات القلب، مما قد يساهم في الإصابة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم أو عدم انتظام ضربات القلب.

من جهة أخرى، قد يساهم هذا الاكتشاف في تطوير علاج شامل يجمع بين معالجة القلب والعقل في علاج الأمراض النفسية والجسدية. فمن الممكن أن يُحسن هذا الفهم طرق علاج الاضطرابات العاطفية مثل الاكتئاب أو القلق من خلال التركيز على تحسين صحة القلب والنظام العصبي القلبي.

الآثار المستقبلية: هل نحن أمام علاج جديد؟

يعتقد العلماء أن فهم الجهاز العصبي القلبي قد يؤدي إلى تطوير أدوية وعلاجات مبتكرة يمكنها التأثير على وظائف القلب عن طريق تحفيز هذا "الدماغ الصغير" داخل القلب نفسه. كما يمكن أن يُسهم هذا الاكتشاف في تطوير تقنيات جديدة للحد من التوتر النفسي، والذي يُعد عاملًا رئيسيًا في تطور أمراض القلب.

إذا تم استخدام هذا الفهم الجديد بشكل صحيح، قد يكون هناك فرصة كبيرة لتحسين حياة المرضى الذين يعانون من أمراض القلب، وخاصة أولئك الذين لديهم تاريخ من التوتر النفسي أو الاضطرابات العاطفية.

 قلبك ليس فقط عضوًا ينبض بالدم

في الختام، أكدت استشارى القلب والأوعية الدموية أنه يعد اكتشاف "الدماغ الصغير" داخل القلب بمثابة ثورة حقيقية في الطب، حيث يفتح بابًا لفهم جديد حول كيفية تفاعل الجسد مع العواطف والأحاسيس. إذا كان القلب يمتلك بالفعل قدرة على التأثير في صحتنا النفسية والجسدية، فإن هذا يعني أننا قد نبدأ في رؤية علاجات قلبية جديدة تنطوي على التعامل مع مشاعرنا وصحتنا العقلية بشكل متكامل.

كما أن هذا الاكتشاف يرفع من مستوى الوعي حول أهمية الصحة النفسية وتأثيرها على القلب، مشيرًا إلى أن العناية بالقلب تتطلب أكثر من مجرد الحفاظ على اللياقة البدنية، بل أيضًا فهم العلاقة المعقدة بين العقل والجسم.

القلبالقلبالقلبالقلب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القلب العلماء الجسم البشري القلب والدماغ المزيد المزيد هذا الاکتشاف داخل القلب إلى أن

إقرأ أيضاً:

صدفة .. اكتشاف مقبرة عمرها ألف عام تحت شوارع ليما

فى إكتشاف أثري مذهل تم التعرف على بمحض الصدفة، اكتشف عمال المرافق الذين يقومون بحفر خنادق لتوسيع شبكة أنابيب الغاز الطبيعي في عاصمة بيرو مومياء تعود إلى ما قبل حضارة الإنكا ويبلغ عمرها نحو ألف عام، على بعد نصف متر فقط (20 بوصة) من السطح.

اكتشاف مقبرة عمرها ألف عام تحت شوارع ليما

لم تُلاحظ المومياء على الرغم من التطور العمراني في منطقة ليما، حيث حولت الحقول الزراعية السابقة إلى أحياء للطبقة العاملة في العقود الأخيرة. 

كائنات فضائية .. مومياء حامل تثير حيرة العلماء| ما القصة؟

وصرح خوسيه علياغا، عالم الآثار في شركة كاليدا للخدمات العامة، بأن المومياء المكتشفة، التي عُثر عليها في وضعية الجلوس ومغطاة بحزمة، لا يزال شعرها بنيا داكنًا.

قال علياغا: “عثرنا على بقايا وأدلة تُشير إلى احتمال وجود مقبرة تعود إلى ما قبل الحقبة الإسبانية”، مضيفا أن العمال اكتشفوا هذا الاكتشاف الأسبوع الماضي.

كيف تم الاكتشاف 

أثناء تنفيذ أعمال مدنية روتينية لتركيب أنابيب الغاز، تحوّل أحد مواقع الحفر في العاصمة البيروفية 
ليما إلى مسرح لاكتشاف أثري نادر، حين عثر العمّال على مقبرة تعود إلى ما قبل الحقبة  الاسبانية 
يُقدَّر عمرها بنحو 1000 عام، وفقاً لما أعلنه خيسوس باهاموندي، المنسق العلمي لشركة "كاليدا" المشرفة على المشروع.

وقال باهاموندي إن الاكتشاف بدأ عند عمق 50 سنتيمتراً فقط، حيث عُثر على جذع خشبي من شجرة الجوارنجو، استُخدم قديماً كعلامة لقبر.

وواصل الفريق التنقيب ليجد على عمق متر و20 سنتيمتراً كفناً يحتوي على رفات فتى يتراوح عمره بين 10 و15 عاماً، دُفن في وضعية الجلوس، مع ثني الذراعين والساقين، وهي سمة دفن معروفة لدى الثقافات القديمة في المنطقة.

الموقع احتوى أيضاً على مجموعة من الأواني المصنوعة من القرع المجفف، كانت مربوطة بحبال، إلى جانب قطع فخارية شملت أطباقاً ومزهريات مزخرفة برسوم هندسية وأشكال بشرية. وأوضح باهاموندي أن هذه المعثورات تعود إلى حضارة "تشانكاي"، التي سكنت وديان ليما بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر.

موطن للحضارات الإنسانية

تقع مدينة ليما في وادٍ ترويها ثلاثة أنهار تتغذى من جبال الأنديز، وكانت موطنا للحضارات الإنسانية منذ آلاف السنين قبل وصول الإسبان في عام 1535. 

ويبلغ عدد سكان المدينة 10 ملايين نسمة، وتضم أكثر من 400 موقع أثري، معظمها متشابك مع النسيج الحضري الحالي.

طباعة شارك ليما عاصمة بيرو إكتشاف أثري اكتشاف مقبرة موطن للحضارات الإنسانية

مقالات مشابهة

  • نفوق دولفين صغير بالبحر الأحمر في مطاردة متهورة من قارب سريع
  • 5 فوائد لتناول رمانة واحدة يومياً.. تغير صحتك بالكامل
  • هل يؤثر نسيان تسبيح الركوع على صحة الصلاة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • «الواعد الصغير» ينطلق في رأس الخيمة
  • «جيش الاحتلال»: صاروخ إيراني حمل رأسًا حربيا يضم 26 صاروخًا صغيرًا
  • لماذا يخفق القلب فرحًا أو حزنًا؟ وأيهما أشد وطأة؟
  • صدفة .. اكتشاف مقبرة عمرها ألف عام تحت شوارع ليما
  • تطبيق فرنسي يرصد الاكتئاب عبر كاميرا الهاتف ويحلل الحالة النفسية
  • اكتشاف أكبر سحابة مشحونة في الكون!
  • هديك كلب صغير.. الإعدام شنقا لـ ترزي هتك عرض طفل بالأقصر