صحيفة البلاد:
2025-07-03@15:03:04 GMT

من هي المرأة في تمثال الحرية ؟

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

من هي المرأة في تمثال الحرية ؟

تمثال الحرية، الذي يقف شامخًا في ميناء نيويورك، هو أكثر من مجرد نصب تذكاري. إنه رمز للأمل والحرية، ورسالة إنسانية تتجاوز الحدود والزمن. لكن خلف هذا العمل الفني العظيم، تكمن قصة إنسانية ملهمة، حيث يعود الفضل في تصميم وجه التمثال إلى امرأة فرنسية تُدعى إيزابيلا يوجيني بوير. إيزابيلا، التي كانت تُعتبر واحدة من أجمل نساء أوروبا في القرن التاسع عشر، لم تكن مجرد رمز للجمال، بل شخصية مؤثرة ألهمت النحات الفرنسي فريديريك بارتولدي، الذي قرر استخدام ملامحها كنموذج لوجه تمثاله الأشهر.

إيزابيلا بوير كانت أرملة إسحاق ميريت سينجر، مخترع ماكينة الخياطة الشهيرة التي أحدثت ثورة في حياة الملايين حول العالم. ورغم مكانتها الاجتماعية المرتبطة بثروة زوجها الراحل، كانت إيزابيلا تتمتع بشخصية قوية وكاريزما جذبت الأنظار إليها. عندما التقت بارتولدي، كانت لديه رؤية طموحة لإنشاء تمثال يمثل القيَّم الإنسانية العالمية، وكانت إيزابيلا هي التجسيد المثالي لتلك القيم في نظره. جمالها الهادئ، وملامحها المميزة، عكستا قوة داخلية ورسالة عميقة، ممّا دفع بارتولدي إلى اختيارها كنموذج يلهم تصميم التمثال.

تمثال الحرية، الذي وصل إلى الولايات المتحدة عام 1885 كهدية من الشعب الفرنسي إلى الشعب الأمريكي، يمثل أكثر من مجرد تحفة فنية. فهو شهادة على الروابط التاريخية بين البلدين، وتجسيد للقيَّم المشتركة من حرية وعدالة ومساواة. لكن ما يجعل هذا التمثال أكثر تميزًا، هو الوجه الذي يحمله، والذي ينبض بروح امرأة عاشت وألهمت في زمنها. لم يكن اختيار بارتولدي لإيزابيلا مجرد صدفة، بل كان تعبيرًا عن تقديره لدورها كامرأة تعكس الأمل والقوة في وجه التحديات.

اليوم، عندما ننظر إلى تمثال الحرية، فإننا لا نرى فقط عملًا فنيًا يعبر عن الروح الأمريكية، بل نرى قصة إيزابيلا بوير التي أصبحت ملامحها رمزًا عالميًا. إنها تذكير دائم بأن الجمال الحقيقي يكمن في الإلهام الذي يمكن أن تقدمه شخصية واحدة للعالم. من خلال هذا التمثال، تركت إيزابيلا بصمة خالدة في التاريخ، حيث أصبحت وجه الحرية التي تطمح إليها البشرية. قصة إيزابيلا وبارتولدي، تذكّرنا بأن وراء كل عمل عظيم هناك حكاية إنسانية مليئة بالشغف والرؤية، وأن الفن، في أبهى صوره، هو جسر يربط بين الإنسان وقيّمه الخالدة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: تمثال الحریة

إقرأ أيضاً:

المسرحية الموسيقية «هاميلتون» والمؤرخ رون تشيرنو يحصلان على جائزة ميدالية الحرية

تحصد مسرحية «هاميلتون» الموسيقية على مسرح برودواي، والمؤرخ الذي ألهمه كتابها، على ميدالية الحرية من المركز الوطني للدستور هذا الخريف، وهي جائزة تُمنح تقديرًا لجهود نشر الحرية حول العالم، وذلك في حفل يُقام في أكتوبر في مركز "إندبندنس مول" بفيلادلفيا.

أشاد منظمو الجائزة بالكتاب والمسرحية لما لهما من "تأثير فريد" في إحياء ونشر قصة دستور الولايات المتحدة، وألكسندر هاملتون، الشخصية المحورية في صياغة وثيقة الحكم والترويج لها. وكان أيضًا أول وزير خزانة أمريكي.

أصبحت مسرحية "هاميلتون"، التي عُرضت لأول مرة على مسرح برودواي قبل عقد من الزمان، معلمًا ثقافيًا بارزًا، حيث فازت بجائزة بوليتزر، وجائزة غرامي، و11 جائزة توني.

مؤلف مسرحية «هاميلتون»: الجائزة شرف عظيم

وصف لين مانويل ميراندا، مؤلف المسرحية الموسيقية، الجائزة بأنها شرف عظيم، وقال في بيان صدر قبل الإعلان الرسمي: "الدستور ليس مجرد قطعة أثرية تاريخية، بل هو تحدٍّ. دعوة للمشاركة، للتعبير عن الرأي، ولتحسين التصور، وللعمل يوميًا نحو اتحاد أكثر كمالًا".

ومن بين كتب تشيرنو العديدة سيرة الرئيسين السابقين جورج واشنطن ويوليسيس إس. غرانت، ومؤخرًا، سيرة الكاتب والفكاهي مارك توين.

وأضاف تشيرنو في بيان: "من خلال كتابتي عن هاميلتون وواشنطن وغرانت، أدركتُ أن الحرية ليست هبةً تتوارثها الأجيال، بل مسؤوليةٌ تتطلب الشجاعة والتنازل والالتزام. لم يكن هؤلاء الرجال كاملين، لكنهم تجرأوا على تصوّر شيءٍ أعظم من أنفسهم".

أُسست ميدالية الحرية عام ١٩٨٨ تكريمًا للذكرى المئوية الثانية لتوقيع دستور الولايات المتحدة عام ١٧٨٧، وكان ومن بين الفائزين بها مؤخرًا قاضية المحكمة العليا الراحلة روث بادر غينسبيرغ، ومخرج الأفلام الوثائقية كين بيرنز من شبكة بي بي إس.

اقرأ أيضاًأهم ليلة على مسرح برودواي.. متى سيُقام حفل توزيع جوائز توني؟

فرقة «فابريكا» تحيي حفلا فنيا على مسرح أوبرا دمنهور

كارا يونج تقترب من صنع التاريخ في برودواي عبر مسرحية «الغرض»

مقالات مشابهة

  • عمرو دياب يعود إلى أورنچ.. القصة التي بدأت منذ 1999
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • جبالي بعد انسحاب المعارضة بسبب الإيجار القديم: لكم كامل الحرية
  • أشباح المنصات على حافة الحرية: خطيب مسجد وشاعر أمام القانون
  • مادلين كُلّاب صيادة فلسطينية سميت عليها سفينة من أسطول الحرية
  • فرنسا تواصل انسحابها من ثاني دولة بالعالم وتسلم قواعدها العسكرية التي كانت تستخدمها
  • الحرية المصري: جاهزون لخوض انتخابات الشيوخ على غالبية المقاعد
  • مزاد إسرائيلي يتفاوض مع سمسار عربي للاستحواذ على تمثال برونزي من آثار اليمن
  • أيقونة العمل الوطني.. مشاركة المرأة المصرية في 30 يونيو كانت مثار إعجاب العالم
  • المسرحية الموسيقية «هاميلتون» والمؤرخ رون تشيرنو يحصلان على جائزة ميدالية الحرية