كانت المشاركة النسائية في ثورة الثلاثين من يونيو ظاهرة ملحوظة جدا تناقلتها وسائل الإعلام العالمية وقتها، وأثارت إعجاب العالم، نزلت ربات البيوت يحملن مقاعدهن في إشارة إلى «حزب الكنبة» المتهم بعدم المشاركة في ثورة يناير، ونزلت سيدات المجتمع من صحفيات وممثلات ورموز علمية وثقافية، واحتفت بالثورة قاضيات وعاملات وطبيبات وغيرهن، مما جعل كبرى وكالات الأنباء والصحافة العالمية تصف مشاركة المرأة المصرية بأنها مصدر الهام الثورة وأيقونة للعمل الثوري بمصر.

شهدت فترة حكم الإخوان تنظيما للحركات النسائية بعدما شعرن بتهميش متعمد من الجماعة وخطوط حمراء على المشاركة النسائية في العمل السياسي يكفى أن تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور كان بينه 7 سيدات فقط من أصل 100 عضو، إلى جانب خروج مشروع قانون الانتخابات خاليا من رغبة حقيقية في مشاركة المرأة بالبرلمان وتعمد إقصائها عن الانتخابات، وتعمدت الجماعة عرقلة وثيقة نبذ العنف الصادرة عن اجتماع الأمم المتحدة في الدورة 57 والتي وقعت عليها السفيرة ميرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة.

صمدت المرأة المصرية ورفضت التهميش وكانت من أولى المشاركات في الثورة كما تروى سهام جبريل عضو المجلس القومي للمرأة قائلة استشعرت المرأة المصرية خطورة ما قد يحدث اذ استمر حكم الإخوان، يكفى أن المجلس تعرض للأغلاق خلال هذه الفترة وزادت حالات التحرش، وزادت معها محاولات إخفاق أي نشاط أو تقدم لأى امرأة في منصب قيادي وعن نفسي كنت أشغل مدير مركز إعلام بشمال سيناء وشاهدت أياما صعبة.

جاءت المشاركة النسائية لتعبر عن رفض هذا التهميش المتعمد، ومسيرة سيدات شبرا التي انطلقت قبل الثورة كانت خير دليل على الحراك النسائي الرافض للحكم والتعامل مع نصف المجتمع بهذه الطريقة فقط خرجت مسيرة نسائية كبرى من منطقة شبرا أحاطها الشباب بالحبال منعا للتحرش ترفض ممارسات الجماعة ضد المرأة.

وروت عزة رضوان ناشطة واستشارية تربوية، أن قيادات نسائية كانت تتعرض للتنكيل في فترة حكم الإخوان وأتذكر مظاهرات كورنيش المعادي امام المحكمة الدستورية، والسخرية من القاضية تهاني الجبالي والاعتداءات اللفظية ومنع القضاة من ممارسة عملهم وقت استصدار حكم دستوري بحل مجلسي الشورى والنواب.

كان هناك تعمد واضح لإسكات أي صوت مخالف لصوت الجماعة وكان هناك تلاعب بالدين والتأكيد على أن أي معارضة هي معارضة للشريعة الإسلامية وأحكام الدين الإسلامي.

وقالت الدكتورة رباب علم الدين أستاذ علم النقد بالجامعة الكندية، إن اسكات الشعب كان منهجا واضحا للجماعة واسكات المرأة والنيل منها كان هدفا رئيسيا فمن يتذكر التنكيل الذى حدث للناشطة شاهندة مقلد والتي كانت تتظاهر ضد الإعلان الدستوري أمام قصر الاتحادية في مظاهرة سلمية كيف كان فض هذه المظاهرة والعنف المستخدم من الجماعة التي تعمدت عرقلة كل ما هو خاص بقضايا المرأة، يكفى تصريحات رئيس حكومة الاخوان هشام قنديل والتي سب فيها المرأة الريفية وقذفها واتهمها بعدم النظافة والحرص على أسرتها، كم من مظاهر التهميش والتقليل من المرأة حدث في عهدهم وكم من تكميم الأصوات المعارضة خاصة النسائية منها، من ينسى احتجاجات وزارة الثقافة وكيف تم التعامل معها وتقليص دور الفن والفنانات، خاصة تصريحات الأنصار والعشيرة بقذف الفنانات والسخرية منهن وعملهن وقضية الفنانة الهام شاهين أبسط مثال، كل محاولات التنكيل وإسكات صوت المرأة كانت اكبر حافز للمرأة المصرية صاحبة اكبر مثال للصمود والصبر والحصول على حقها.

الفنانة التشكيلة والناقدة سعاد نوح، قالت لتقرأ جماعة الإخوان التاريخ ليروا العبر من الملكات المصريات وكيف حكمن العالم لهذا كان رهانهم خاسرا في قضية المرأة المصرية حاولوا اسكاتها وتهميشها فكانت في الصفوف الأولى للثورة بل وجهزت لها يكفى مشاركتها في حملة تمرد الأعداد النسائية التي وقعت على الاستمارة فاقت الرجال، النزول والحشد يوم الثورة فاق الرجال لأنها نزلت ومعها أبناؤها وأحفادها إلى الميادين، ومشاركتها في كل الاستحقاقات السياسية والانتخابية خير دليل على أنها صانعة الثورة وصانعة الأمل لأسرتها ووطنها.

اقرأ أيضاً«وزير الاتصالات»: ثورة 30 يونيو تأكيد على أن الشعب المصري قادر على حماية هويته

«أحمد موسى»: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من ميليشيا الإخوان الذين حاولوا تدمير الوطن «فيديو»

بكلمات مؤثرة.. كيف أحيت يسرا ذكرى ثورة 30 يونيو؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المجلس القومي للمرأة المرأة المصرية 30 يونيو ثورة 30 يونيو المرأة المصریة

إقرأ أيضاً:

من التهميش إلى التمكين.. كيف استعادت المرأة المصرية مكانتها بعد ثورة 30 يونيو؟

لم تكن المرأة المصرية جزءًا من مشهد ثورة 30 يونيو فقط، بل كانت جزءًا من صدارته بعد أن طالت التهديدات والمخاطر عرينها، حيث كانت في مقدمة الصفوف التي نادت بإسقاط حكم جماعة الاخوان الإرهابية، التي حكمت مصر منذ عام 2011.


و منذ اللحظات الأولى من انطلاق شرارة  الثورة المؤثرة في تاريخ مصر الحديث،شاركت المرأة في ثورة 30 يونيو، فلماذا كانت مشاركتهن بهذه الصورة فى ذلك اليوم تحديدا؟ ولماذا تصدرن المشهد؟ وماذا كانت مطالبهن وأحلامهن ؟ وكيف تتمييز، والتي نستعرضها في سياق التقرير الآتي:

ثورة 30 يونيو ، جاءت لتمثل نقطة تحول في تاريخ كل امرأة مصرية، تلك الثورة التى حركت المياه الراكدة، وفتحت الأبواب المغلقة لتمهد الطريق للمرأة المصرية، والتي حظيت بمكتسبات حقيقية وسط اهتمام ودعم كبير من القيادة السياسية بعد سنوات من التهميش.


12 عاما من التمكين .. شهد فيها ملف تمكين المرأة المصرية طفرة غير مسبوقة خلال هذه السنوات ، والتي صححت المسار وفتحت لها عصرًا ذهبيًا بدأ مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد حكم البلاد .


ومن هذا المنطلق تمت ترجمة الحقوق الدستورية للمرأة إلى قوانين وتشريعات واستراتيجيات وبرامج تنفيذية تقوم بها جهات حكومية وغير حكومية، وتم كسر الحواجز الزجاجية لوصول المرأة إلى جميع مواقع القيادة واتخاذ القرار من دون تمييز


وأصبح 2014، عام التمكين الحقيقي،  عصر أعاد إليها الحياة، حيث حافظ على حقوقها ومكتسباتها، وأضاف إليها الكثير ومازال يحلم لها بالمزيد بفضل وجود إرادة سياسية واعية مستنيرة تحترم المرأة وتقدر دورها، وتؤمن بأن تمكينها واجب وطني.

المستشارة أمل عمار: اليوم نجدد العهد على مواصلة مسيرة العمل الوطني من أجل تمكين المرأةمنال عوض: ندعم تمكين السيدات في مختلف المحافظات ونطلق مبادرات رائدة لتمكين المرأة اقتصادياًتمكين المرأة في الصفوف الأولى.. الأكاديمية الوطنية تفتح آفاقا جديدة للقيادات النسائيةالحقوق السياسية

- التعديلات الدستورية 2019 وتخصيص نسبة 25% للمرأة في البرلمان،فضلًا عن نصف نسبة الـ “5%” التي يعينها الرئيس، وذلك بحد أدنى.

-  تغليظ عقوبة الختان،ورفع الجريمة من جنحة الى جناية عقوبتها من خمس إلى سبع سنوات، وتصل إلى 15 سنة إذا أسفرت الواقعة عن عاهة مستديمة أو وفاة.

- قانون الخدمة المدنية وحقوق المرأة العاملة.

- قانون تجريم الحرمان من الميراث .

- قانون تنظيم عمل المجلس القومي للمرأة.

- قانون الإستثمار وضمان تكافؤ الفرص .

- قانون حقوق ذوي الاعاقة.

- قانون مواجهة المتهربين من دفع النفقة المتعنتين عن سداد ديون النفقات.

- قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات (جرائم التحرش عبر الوسائط الإلكترونية).

-قانون التأمينات والمعاشات وحقوق المرأة في القطاع الغير رسمي والعمالة غير المنتظمة.

-تعديل قانون العقوبات (2014) المادتان 306 (أ) و 306 (ب) لتشديد عقوبة التعرض لأنثى واستحداث مادة جديدة للتحرش الجنسي.

- إصدار أول قانون لتجريم التنمر رقم 189 لسنة 2020، وإصدار قانون رقم 177 لسنة 2020 بتعديل قانون الاجراءات الجنائية ليتضمن حماية بيانات ضحايا العنف.

- قرار مجلس الوزراء رقم 827 لسنة 2021 لأنشاء الوحدة المجمعة الحماية المرأة من العنف، و قرار وزير النقل رقم 237 لسنة 2021 بإصدار مدونة قواعد السلوك للمستخدمين والمشغلين والعاملين في مرافق ووسائل النقل.

- اعتماد الاستراتيجية الوطنية للقضاء على العنف ضد المرأة،  التي أقرها مجلس الوزراء وبمشاركة عدة وزارات 2015-2020) وتم إطلاق تقريرها مطلع عام 2021.


- اصدار القانون رقم 73 لسنة 1956 الخاص بتنظيم مباشرة الحقوق السياسية أو قانون الانتخاب، والذى نص على حق المرأة فى التصويت والترشح فى الانتخابات.

الحقوق الاجتماعية


فيما تعلق بالتعليم، حيث ارتفعت نسبة الإناث المقيدات بالتعليم العالي، لتصل إلى 49.4% عام 2021 /2022، مقارنة بـ 45.4% عام 2013 /2014، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الإناث المقيدات بالدراسات العليا لتصل إلى 58.8% عام 2021/2022، مقارنة بـ 47.9% عام 2013 /2014، كما انخفضت نسبة التسرب من التعليم بين الإناث (المرحلة الابتدائية) لتصل إلى 0.18% عام 2021 /2022، مقابل 0.45% عام 2013 /2014.


الحقوق الاقتصادية

شهد معدل البطالة انخفاضاً بين الإناث ليسجل 16% عام 2021 مقارنة بـ 24% عام 2014، كما ارتفعت نسبة الإناث العاملات في القطاع الحكومي والعام لتصل إلى 44.2% في الربع الرابع من عام 2021، مقارنة بـ 38.6% خلال نفس الربع من عام 2014.


تعيين سيدة مستشارة للأمن القومي لرئيس الجمهورية عام 2014 لأول مرة منذ 40 عاما.

• تعيين مساعدة لوزير العدل في شئون المرأة والطفل عام 2015.

• تعيين المرأة الريفية وذات الإعاقة فى المجلس القومى للمرأة عام 2016.

• تعيين أول سيدة محافظ فى محافظة البحيرة عام 2017 وفي محافظة دمياط عام 2018.

• زيادة نسبة شغل المرأة منصب نائب وزير من 17% في عام 2017.

• إلى 27% في عام 2018 إلى 31% عام 2019.

• إعلان عام 2017 عام المرأة المصرية لأول مرة في تاريخ مصر.

• اعتماد الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 في عام 2017.

• تعيين أول رئيس للمحكمة الاقتصادية سيدة فى 2018.

طباعة شارك المرأة المصرية ثورة 30 يونيو جماعة الاخوان الإرهابية تمكين المرأة التحرش جماعة الإخوان ختان الإناث

مقالات مشابهة

  • الإخوان بعد 30 يونيو.. من أوهام التمكين إلى دروب التيه
  • قبل ثورة 30 يونيو.. حسام الغمري: لم أكن أتخيل حجم المؤامرة من قبل تنظيم الاخوان الدولي
  • ثورة 30 يونيو المجيدة في ذكراها!
  • باحث: 30 يونيو كانت صيحة شعب ضد مخططات اختطاف الدولة المصرية
  • مصر بعد ثورة 30 يونيو.. قرارات سيادية أنهت الجماعة وأعادت الهيبة للدولة
  • كمال ريان: أخطاء الإخوان كانت الوقود الحقيقي لثورة 30 يونيو.. والشعب كشف كذب شعاراتهم مبكرًا
  • المتحدث العسكري في ذكرى ثورة 30 يونيو: «أكبر إنجاز» | فيديو
  • ثورة 30 يونيو.. حين انتصر الشعب ووُلد الوطن من جديد
  • من التهميش إلى التمكين.. كيف استعادت المرأة المصرية مكانتها بعد ثورة 30 يونيو؟