تركيا وقطر.. على الوليمة السورية
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
من حق تركيا أن تدافع عن مصالحها العسكرية والاقتصادية باعتبارها عضوا فى حلف شمال الاطلنطى منذ 72 عاما، ومن حق قطر أن تدافع عن طموحاتها الاقتصادية باعتبارها سادس أكبر منتج للغاز الطبيعى وثالث أكبر احتياطى مؤكد وثانى أكبر دولة مصدرة للغاز المسائل فى العالم.
لكن ليس من حقهم نشر الفوضى فى المنطقة العربية تحت شعارات سياسية وأخلاقية هى فى حقيقتها بعيده كل البعد عن الأخلاق.
فلا تزال مسألة تأمين أوروبا هى القضية الأبرز فى ملف العلاقات الدولية باعتبار أن أوروبا والولايات المتحدة هما الشريكان المهيمنان على العالم.
وتمثل امدادات الطاقة رقما صعبا فى قضية تأمين اوروبا اقتصاديا، بعد ان كشفت حرب اوكرانيا هشاشة الموارد فى القارة العجوز، وانها لا شك تحت رحمة "بوتين".
وبعد أن فشلت مواجهة الروس عسكريا بدأت تصفية تحالفاتهم الاستراتيجية، ومحاصرتهم فى مناطق النفوذ وتوفير البدائل الاقتصادية.
وعندما هدد بوتين، أوروبا بأنها ستتجمد من البرد إذا قطع عنها امدادات الطاقة وتوقف ضخ غاز عملاقته غاز بروم، وبينما القادة الأوروبيون يفكرون فى تنازلات راحت المخابرات الأوكرانية لأبعد من ذلك، ونسفت خطوط أنابيب نورد ستريم التى تنقل الغاز من روسيا إلى المانيا واوروبا الغربية عبر بحر البلطى.
كان البديل لأوروبا مكلفا وهو نقل الغاز من محطات تغييز تحوله من الحالة الغازية إلى السائلة، ثم نقله بحرا عبر مراكب تغييز ثم تفريغه فى محطات تعيده من الحالة السائلة إلى الغازية مرة أخرى.
أما البديل الأرخص لهم، فكان خط أنابيب يمتد من قطر إلى حليفتها تركيا (خط دولفين)، لكنه يمر عبر سوريا، التى يرفض نظام بشار التعامل مع أنقرة وأوروبا.
حينها أصبحت الأنظار تتجه إلى مصر باعتبارها تملك محطتى إسالة فى ادكو دمياط، وهما الوحيدتان فى شرق البحر المتوسط وتستطيعان تسييل 19 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
وبالفعل قفزت عائدات مصر من صادرات الغاز الطبيعى المسال الى8.4 مليار دولار بزيادة 140 ٪ فى 2022، عام الحرب على أوكرانيا.
وبعد أن مر الشتاء الأول، نجحت قطر فى سد احتياجات أوروبا على، وملء المخزونات الأوروبية لتتراجع عوائد مصر إلى 2.5 مليار دولار للغاز المسال.
الآن أصبحت غالبية الأراضى السورية تحت الوصاية التركية شمالا، وتحت الاحتلال الإسرائيلى جنوبا، مما يتيح مفاوضات تؤمن لأوروبا مصدر طاقة نظيف وآمن، وتدر مليارات الدولارات لقطر وتركيا.
إنها مسألة اقتصادية بحتة، لا علاقة لها بأخلاقيات وشعارات عن الديمقراطية والحريات.
إنها لغة المصالح، ولو على جثة سوريا الشقيقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تركيا وقطر
إقرأ أيضاً:
اكتشافات الغاز.. ورقة طاقة تعزز مكانة تركيا الإستراتيجية
قال خبير الطاقة، أوغوزخان آقينر، إن اكتشافات الغاز بتركيا تعزز مكانة البلاد الإستراتيجية، مشيرا إلى أنها باتت تمتلك حضورًا متزايدًا في سوق الغاز الإقليمي.
وأعلنت تركيا السبت اكتشاف 75 مليار متر مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي في بئر (كوكتبه) بالبحر الأسود، في خطوة وصفت بأنها تعزز أمن الطاقة وتدفع البلاد نحو دور محوري في أسواق الطاقة الإقليمية والدولية.
وأوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس السبت، أن سفينة عبد الحميد خان التركية للتنقيب اكتشفت الاحتياطي الجديد على عمق 3500 متر ضمن حقل كوكتبه الذي يقع على بعد 69 كيلومترا غرب حقل صقاريا للغاز و165 كيلومترا من اليابسة.
وتشير البيانات الأولية إلى أن القيمة الاقتصادية للاكتشاف تقدر بنحو 30 مليار دولار، وهي كمية كافية لتغطية حاجة المنازل التركية من الغاز لمدة تصل إلى 3 أعوام ونصف.
دراسات دقيقةونقلت وكالة الأناضول التركية عن رئيس مركز أبحاث إستراتيجيات وسياسات الطاقة التركي، أوغوزخان آقينر، قوله إن الاكتشاف الجديد يأتي نتيجة دراسات تقنية دقيقة في البحر الأسود، مؤكّدًا استمرار إستراتيجية التنقيب المتسلسلة في مناطق الحوض الغربي لحقل صقاريا في البحر الأسود.
إعلانوأوضح آقينر أن الكمية المكتشفة ستُنتج على مراحل، وليس دفعة واحدة، لافتا إلى أن الاكتشاف الحالي سيدعم الاستهلاك المحلي لسنوات، حتى لو بلغ الإنتاج السنوي 6 مليارات متر مكعب وحسب.
وأضاف آقينر "البنية التحتية والتقنية المكتسبة سابقًا ستسهل تسريع عمليات الإنتاج".
ومع هذا الاكتشاف، يرتفع إجمالي احتياطي الغاز المؤكد في البحر الأسود إلى 785 مليار متر مكعب، بعد أن كان 710 مليارات، وهو ما وصفه آقينر بـ "التقدم الملموس نحو تقليص العجز الجاري وتقليل الاعتماد على الخارج في الطاقة".
وأشار الخبير التركي إلى أن بدء الإنتاج الفعلي يعتمد على السيناريوهات التطويرية التي ستقرّها وزارة الطاقة، مرجحًا أن يبدأ التشغيل التجاري بعد عدة سنوات، وأن يسهم بنسبة 7-8% من الاستهلاك السنوي المحلي.
حضور متزايدلفت آقينر إلى أن تركيا باتت تمتلك حضورًا متزايدًا في سوق الغاز الإقليمي، قائلًا "نحن اليوم دولة مصدّرة للغاز، وقد نجحنا بالفعل في التصدير إلى دول في البلقان وناخجوان (في أذربيجان)، ونسعى لإيصاله قريبًا إلى سوريا أيضًا، مما يدعم مكانتنا كمركز لتجارة الغاز".
وتابع "تركيا تعزز مكانتها كدولة مركزية سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا، وهذه الاكتشافات تمنحها ورقة طاقة قوية تكرّس هذا الدور في المنطقة".
واعتبر آقينر أن الوتيرة المستمرة في تطوير الحقول البحرية وزيادة إنتاج النفط في مناطق مثل غابار (بولاية شرناق جنوب شرقي البلاد)، إلى جانب توسع الأنشطة الخارجية في أماكن مثل الصومال، تدعم الطموح التركي لتكون مركزًا عالميًا في الطاقة.