يمانيون../
مع تزايد تهديدات العدوّ الصهيوني بشن هجمات عدوانية واسعة على اليمن، تزامُنًا مع تحَرّكات أمريكية مكثّـفة للتصعيد ضد الشعب اليمني اقتصاديًّا وأمنيًّا وعسكريًّا.

يأتي تكثيف العمليات العسكرية المساندة لغزة باتّجاه عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة كَــــرَدٍّ صارم على كُـلّ هذه المساعي الترهيبية الرامية لإجبار صنعاء على وقف عملياتها والتخلي عن موقفها، وهو ما يمثل مأزِقا حقيقيًّا لِكُلٍّ من “إسرائيل” والولايات المتحدة وشركائهما؛ لأَنَّ العمليات اليمنية لا تشكل فقط تحديًا معنويًّا، بل تعكس جهوزية عسكرية لمواجهة أي تصعيد قادم، وهو ما يعني -وَفْــقًا للتجارب السابقة- المزيد من تطور القدرات والتكتيكات اليمنية؛ إذ بات من الواضح أن كُـلّ تحَرّك عدواني يشكل فرصة لرفع أداء القوات المسلحة والتغلب على المزيد من التحديات فيما يتعلق بإمْكَانات العدوّ.

الهجوم الصاروخي النوعي الذي نفَّذته القواتُ المسلحة، الاثنين، على هدفٍ عسكريٍّ في منطقة يافا المحتلّة (تل أبيب) وأدى إلى دخول ملايين المستوطنين الملاجئ وتوقف حركة مطار “بن غوريون” كان بمثابة صفعة تلقاها العدوّ الصهيوني الذي كان قد حرص خلال الأيّام الماضية على بث أخبار وتصريحات بشأن التحضير لشن هجمات واسعة على اليمن للانتقام من تصاعد العمليات اليمنية المساندة لغزة خلال الفترة الأخيرة.

وقد أجبر الهجوم وسائل الإعلام العبرية على تسليط الضوء على الخطر المتزايد من جبهة الإسناد اليمنية بشكل أكبر، وهو ما حاول العدوّ أن يحتويه من خلال إصدار تهديدات جديدة بأن العدوان القادم على اليمن سيكون “بلا ضبط للنفس”، لكن ذلك لم يفلح في إخفاء حقيقة المعضلة المتعاظمة التي بات يشكلها اليمن بالنسبة للعدو الذي ظن أن اتّفاق وقف إطلاق النار في لبنان والمتغيرات في سوريا ستسهم في خفض وتيرة العمليات اليمنية ليتفاجأ بالعكس.

يديعوت أحرنوت: “إسرائيل” في مأزِقٍ حقيقي بشأن التعامل مع الهجمات اليمنية

وفي هذا السياق قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” إنه “بينما تستمر التهديدات، فَــإنَّ “إسرائيل” في هذه الأثناء حذرة من اتِّخاذ إجراءات مرة أُخرى في اليمن، وهي في مأزق حقيقي حول كيفية الرد”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن: “مهاجمة الحوثيين أكثر صعوبة”.

ويشير ذلك بوضوح إلى أن تهديدات العدوّ الصهيوني لا تتضمن أي حَـلّ حقيقي للمشكلة التي تمثلها جبهة الإسناد اليمنية، فبرغم أنه يستطيع شن هجمات جوية عدوانية على اليمن، لكن تلك الهجمات لا تضمن تحقيق أي تأثير فيما يتعلق بمستوى عمليات الإسناد اليمنية، وقد ثبت هذا مرتين خلال الأشهر الماضية، ولم تخجل وسائل الإعلام الإسرائيلية من ترديد ذلك في العديد من التقارير، منها تقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” مؤخّرًا وأكّـدت فيه أن “الضربات الإسرائيلية لم تنجح في ردع الحوثيين؛ إذ واصلوا مهاجمة “إسرائيل” بالطائرات بدون طيار والصواريخ”.

وبالتالي فَــإنَّ حقيقة استمرار العمليات اليمنية وتصاعدها لا يعود إلى أن العدوّ الصهيوني مارس “ضبط النفس” إزاء اليمن كما يدعي في تهديداته الأخيرة، بل يعود إلى عدم امتلاكه أية خيارات مضمونة وفعالة للتأثير على نشاط جبهة الإسناد اليمنية وقرار قيادتها، وهو الأمر الذي دفعه في المقام الأول إلى الاستعانة بالولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأُورُوبية في مهمة “ردع” اليمن، التي ثبت لاحقًا أنها مستحيلة حتى بالنسبة لهذه الأطراف أَيْـضًا

“ليندركينغ” يكشف عن مساعي تشديد الحصار على موانئ الحديدة و “فاجن” يكثّـف لقاءاته بالمرتزِقة

وفي هذا السياق أَيْـضًا فَــإنَّ الضربة الصاروخية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على يافا المحتلّة يوم الاثنين، مثلت صفعة أَيْـضًا للولايات المتحدة التي أعلنت قبل ساعات من الضربة عن وصول حاملة الطائرات الجديدة (يو إس إس هاري ترومان) إلى منطقة عمليات القيادة المركزية، عبر شمال البحر الأحمر، لتحل محل حاملة الطائرات (أبراهام لينكولن) التي فرت من البحر العربي بعد تعرضها لهجوم يمني واسع، فالضربة الصاروخية برهنت أن تواجد حاملة الطائرات الأمريكية في المنطقة لا يغيّر شيئًا سوى على مستوى قرار مواصلة تصعيد العمليات اليمنية المساندة لغزة، أَو حتى على مستوى جهود التصدي لهذه العمليات ورصدها واعتراضها.

وهكذا فَــإنَّ الضربة ثبتت أَيْـضًا المأزق الذي تواجهه الولايات المتحدة فيما يتعلق بمهمة وقف جبهة الإسناد اليمنية أَو الحد من عملياتها، خُصُوصًا في هذا التوقيت الذي تكثّـف فيه واشنطن أَيْـضًا من تحَرّكاتها للتصعيد ضد اليمن، وبشكل معلَن، وعلى عدة مستويات منها المستوى الاقتصادي، حَيثُ زار المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ قبل أَيَّـام جيبوتي والتقى بمسؤولي آلية التفتيش والتحقّق التابعة للأمم المتحدة (يونفيم)؛ مِن أجلِ “منحها صلاحيات أوضح لاعتراض السفن المتجهة إلى موانئ الحديدة” بحسب ما نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن المبعوث؛ وهو ما يعني التوجّـه نحو إعادة تشديد القيود على وصول البضائع والسلع إلى الشعب اليمني، واستخدام سلاح التجويع مجدّدًا كورقة ابتزاز؛ مِن أجلِ وقف عمليات الإسناد اليمنية لغزة.

وبالتوازي مع تحَرّكات “ليندركينغ” يعقد السفير الأمريكي في اليمن ستيفن فاجن لقاءات مكثّـفة هذه الأيّام مع مسؤولي حكومة المرتزِقة وما يسمى “المجلس الرئاسي” الذي شكله النظام السعوديّ، بحضور رئيس مكتب مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية، جيسي ليفنسون، لمناقشة مواجهة العمليات اليمنية المساندة لغزة، في مؤشر على مساع واضحة لتحريك المرتزِقة داخليًّا؛ مِن أجلِ إشغال القوات المسلحة وتشتيت جهودها.

وأمام هذه التحَرّكات العدوانية التصعيدية، فَــإنَّ تكثيف العمليات المساندة لغزة باتّجاه عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بما في ذلك الضربة الصاروخية الأخيرة، يعكس انسدادًا مبكِّرًا لكل آفاق التصعيد ضد اليمن، ويضع واشنطن مجدّدًا أمام الحقيقة التي تحاول أن تتهرب منها وهي أنه لا يوجد أي خيار مضمون لوقف عمليات الإسناد اليمنية سوى وقف الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة، بل إن تصاعد العمليات اليمنية بالتزامن مع التحَرّكات التصعيدية والتهديدات الأمريكية والإسرائيلية يرسل رسالة استعداد، يعرف الأمريكيون والصهاينة أنها تنطوي على خطر أكبر، وهو أن القوات المسلحة ستحول أي تصعيد جديد لفرصة إضافية؛ مِن أجلِ تطوير القدرات والتكتيكات والأساليب لرفع فاعلية نشاط الإسناد والتغلب على الإمْكَانات والتقنيات المعادية، كما حدث في كُـلّ المراحل الماضية.

المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: جبهة الإسناد الیمنیة العملیات الیمنیة القوات المسلحة عملیات الإسناد المساندة لغزة على الیمن المحتل ة م ن أجل ف ــإن وهو ما

إقرأ أيضاً:

رئيس حركة حماس: نقف باعتزاز أمام الإسناد العسكري والشعبي اليمني

وقال الحية في كلمة متلفزة مساء الأحد: "نقف باعتزاز أمام الإسناد العسكري والشعبي في اليمن الشقيق"، مؤكّـدًا أن أبناءَ كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة نجحوا في إفشال عملية "عربات جدعون" للعدو. وبيّن أنه "لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت وطأة الإبادة والتجويع والحصار لأطفالنا ونسائنا وأهلنا في قطاع غزة".

وعبّر عن رفضه لما سمَّاها "المسرحيات الهزلية" لعمليات الإنزال الجوي، مُضيفًا أنه يجب فتح المعابر وإدخَال المساعدات إلى غزة بطريقة كريمة للفلسطينيين. وأوضح أن سكان غزة يشعرون بحالة كبيرة من الخذلان من محيطهم العربي والإسلامي، مؤكّـدًا أنهم لن يقبلوا بهذا الخِذلان، ومبينًا أن "الكلمات تقفُ صامتة وعاجزة أمام معاناة السكان في قطاع غزة".

وَأَضَـافَ رئيس حركة حماس في غزة: "أما آن لهذه الأُمَّــة أن تتدخل لكسر الحصار وإدخَال المساعدات؟"، مبينًا أن "الأمانة في أعناق علماء أمتنا كبيرة وعظيمة، وندعوهم لأخذ دورهم الحقيقي في قيادة الجماهير ضد العدوّ الصهيوني المجرم". ودعا دولَ ومكونات الأُمَّــة العربية والإسلامية إلى قطع كُـلّ أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني.

وخاطب الدكتور الحية أبناء مصر قائلًا: "يا أهلَ وقادة وجيش مصر وعلماءَها وأزهرها ونُخَبَها، أيموت إخوانُكم في غزة من الجوع وهم على مقربة منكم وعلى حدودكم؟". وأضاف: "ونقول لأهلنا في الأردن إن شعبنا ينتظر منكم مواصلةَ هبتكم الشعبيّة ومواصلة جهودكم نصرة له".

وأفَاد بأن "المقاومة خاضت مفاوضات شاقَّة، وضعت فيها مصلحةَ شعب فلسطين وحقن دماء الشعب نصب أعينها، وقدَّمت في سبيل ذلك كُـلّ مرونة ممكنة". وأشَارَ إلى أنهم لن يقبلوا أن يكون سكانُ غزة ومعاناتهم ودماء أبنائهم ضحيةً لألاعيب العدوّ التفاوضية وتحقيق أهدافه السياسية.

ونوّه إلى أن "العدوّ حوّل معبر رفح إلى منطقة للقتل والتجويع لتنفيذ مخطّط التهجير"، متمنيًا أن تقول مصر كلمتها الفاصلة. ودعا شعوبَ الأُمَّــة، خَاصَّة من هم جوار فلسطين، إلى الزحف نحو فلسطين برًّا وبحرًا، وحصار السفارات وتفعيل المقاطعة.

 

 

مقالات مشابهة

  • عبد الله يتحدى الظروف ويحصل على 98% في الثانوية الأزهرية بالفيوم: حلمي كلية الطب
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • العين على البقاع.. إن صحت التهديدات
  • تصاعد غير مسبوق في المقاطعة الأوروبية والأمريكية لجامعات الاحتلال
  • رئيس حركة حماس: نقف باعتزاز أمام الإسناد العسكري والشعبي اليمني
  • القوات اليمنية: قررنا تصعيد العمليات العسكرية في ظل استمرار الإبادة بغزة
  • تدخل رئاسي لإنتشال شركة الخطوط الجوية اليمنية يفضي للكشف عن الجهة التي تسببت في تدهورها الكبير
  • الرئاسي يبحث التحديات التي تواجه شركة الخطوط الجوية اليمنية
  • خبراء فلسطينيون: العمليات اليمنية تعيد رسم خارطة الصراع مع الكيان الإسرائيلي
  • تحقيق إسرائيلي: ما هي شركات الطيران التي لا تزال تحلق فوق اليمن وإيران؟ (ترجمة خاصة)