تأثير مواقع التواصل على المرأة العمانية بين التقليد والبحث عن الذات

شهدت سلطنة عمان في السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في عمليات التجميل، خصوصًا بين النساء، حيث أصبح هذا الاتجاه أكثر انتشارًا، وقد أرجع البعض هذه الظاهرة إلى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي ورغبة بعض الفتيات في تقليد ملامح المشاهير. ورغم أن هذه العمليات تهدف إلى تحسين الشكل الخارجي، إلا أن هناك تباينًا في الآراء بشأن تأثيراتها النفسية والصحية.

وفي إطار فعالية "مفاهيم الجمال الحقيقي والثقة بالنفس"، التي ناقشت أبعاد هذه الظاهرة، أوضح عدد من المتخصصين أن الإقبال على عمليات التجميل بدأ يأخذ منحى متزايدًا، خاصة فيما يتعلق بعمليات تعديل الأنف، رفع الحواجب، واستخدام الفيلر والبوتوكس.

ضعف الثقة بالنفس

توضح الدكتورة فخرية بنت خميس الشبلية، أخصائية الجلدية والتجميل، أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي يلعب دورًا بارزًا في دفع الفتيات لتقليد الصور المثالية التي تعرضها نجمات الفن والمشاهير، رغم أن هذه الصور غالبًا ما تكون مُعدلة بهدف تحقيق أغراض تجارية. وأكدت أن بعض النساء يقمن بإجراء هذه العمليات في محاولة لتحسين مظهرهن، معتقدات أن الجمال الخارجي قد يمنحهن التقدير والنجاح.

وأضافت: من أبرز العوامل التي تدفع النساء للخضوع لعمليات التجميل هي ضغوطات المجتمع والأهل والزملاء، الذين غالبًا ما يوجهون تعليقات قد تؤثر سلبًا على الثقة بالنفس، مما يجعلهن يسعين إلى تغيير ملامحهن لإرضاء الآخرين.

الآثار النفسية لعمليات التجميل

وتنوه الدكتورة الشبلية إلى أن التأثير النفسي لعمليات التجميل يختلف من شخص لآخر. ففي حين يشعر البعض بالرضا النفسي بعد تعديلات خفيفة، يعاني آخرون من الندم بعد الخضوع لعمليات كبرى تؤدي إلى تغييرات جذرية في ملامح الوجه، مما قد يدفعهم إلى الرغبة في إجراء عمليات إضافية، فتتكون حلقة مفرغة من التجميل قد تصل إلى الإدمان.

إلى جانب ذلك، أكدت الشبلية أن هناك حالات طبية تستدعي إجراء عمليات تجميلية، مثل التشوهات الناتجة عن الحوادث أو الحروق، مشيرة إلى أن هذه العمليات تساهم في تحسين حياة المريض نفسيًا وجسديًا.

التقنيات الشائعة

تعتبر العلاجات التجميلية مثل البوتوكس والفيلر من أكثر الإجراءات التجميلية رواجًا في سلطنة عمان، حيث يُستخدم البوتوكس بشكل رئيسي لشد الوجه وإزالة التجاعيد حول الشفاه والجبهة، وكذلك لتوسيع العين ورفع الحاجب. ورغم فوائده الجمالية، فإن الاستخدام المفرط له قد يتسبب في آثار جانبية مثل انخفاض تدفق الدم إلى الأنسجة الدهنية، مما يؤدي إلى التصاق الجلد بالعضلة وفقدان نضارة البشرة.

أما الفيلر فيستخدم لتجميل الشفاه والخدين، إلا أنه قد يؤدي إلى تغيرات غير متوازنة في ملامح الوجه مع مرور الوقت، خصوصًا إذا تم استخدامه بشكل عشوائي أو مع قلة شرب الماء.

الحلول الصحية

في هذا السياق، تؤكد الدكتورة الشبلية على ضرورة الاعتدال في اللجوء إلى تقنيات التجميل والابتعاد عن التغييرات المفرطة التي قد تؤثر على الهوية الشخصية، وتشدّد على أهمية التركيز على الجمال الطبيعي والابتعاد عن التقليد الأعمى للمشاهير، كما نصحت بالتركيز على صحة الجسم والعقل من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، وشرب الماء بكميات كافية، واتباع نظام غذائي متوازن.

رؤية نفسية

أشارت صاحبة السمو السيدة الدكتورة تغريد بنت تركي آل سعيد، في حديثها عن الجمال والثقة بالنفس، إلى أن الجمال الخارجي لا يجب أن يغني عن الجمال الداخلي، بل إن تعزيز الثقة بالنفس وفهم قيمة الاختلاف بين الأفراد هو السبيل لتحقيق الجمال الحقيقي. وقالت: "الجمال يبدأ من الداخل، فعندما نعمل على تعزيز ثقتنا بأنفسنا، فإننا نقدر نعمة اختلافنا وتميزنا".

وتابعت سموها قائلة: إن التربية والوعي بالذات يعدان من العوامل الأساسية لبناء الثقة بالنفس، مشيرة إلى أن الجمال ليس مجرد ملامح خارجية، بل يشمل الشخصيات والقدرات الفريدة التي تميز كل فرد عن الآخر.

تداعيات المجتمع والتعليم

من جانبها، تناولت استشارية الصحة النفسية والإرشاد النفسي، جناب السيدة الدكتورة بسمة بنت فخري آل سعيد، موضوع الصورة الذاتية وتأثيراتها النفسية، مشيرة إلى أن العديد من الأفراد، سواء من النساء أو الرجال، يعانون من مشكلات تتعلق بعدم الرضا عن أجسادهم. وقد يكون ذلك نتيجة لتجارب حياتية صعبة كالتعرض للتحرش أو الإهانة، مما يؤثر بشكل عميق على الشخص ويجعله يعاني من اضطرابات في الصورة الذاتية.

وقالت السيدة الدكتورة بسمة: إن العادات الغذائية تلعب دورًا كبيرًا في الصحة النفسية، حيث يلجأ البعض إلى الأكل كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم أو التوازن النفسي. وأضافت أن المجتمع له دور كبير في تشكيل تصور الفرد عن نفسه، مشيرة إلى أن التفرقة العنصرية أو التمييز على أساس الشكل قد يزيد من الضغوط النفسية التي يواجهها البعض.

أهمية الوعي والثقة بالنفس

في الختام، يتفق الجميع على أن الجمال الحقيقي يكمن في الثقة بالنفس والإيمان بالقدرة على تقبل الذات. وفي ظل الانفتاح الاجتماعي وتأثير وسائل الإعلام، يصبح من الضروري أن تتبنى النساء والفتيات في عمان ثقافة الجمال الطبيعي، والابتعاد عن الضغوط الاجتماعية التي قد تؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة بشأن مظهرهن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عملیات التجمیل الثقة بالنفس مشیرة إلى أن أن الجمال

إقرأ أيضاً:

الشؤون الاجتماعية تفتح ملف الأطفال المفقودين زمن النظام البائد

دمشق-سانا

أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليوم عن توقيف عدد من الأشخاص المعنيين بملف الأطفال المفقودين الذين كانوا في دور الرعاية الواقعة تحت سيطرة النظام البائد، وذلك في إطار تحقيق رسمي يهدف إلى كشف الحقيقة وتحقيق العدالة.

وذكرت الوزارة في بيان تلقت سانا نسخة منه أن التوقيف جاء بناءً على قرار وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، القاضي بتشكيل لجنة تحقيق مختصة بمتابعة مصير أبناء وبنات المعتقلين والمغيبين قسراً، وبناءً على معطيات أولية وشهادات شخصية تم جمعها بالتنسيق مع وزارة الداخلية.

وأوضحت الوزارة أن الموقوفين وُضعوا قيد التحقيق الرسمي للاشتباه بتورطهم في تجاوزات وانتهاكات محتملة تتعلق بمصير الأطفال، مؤكدة أن جميع الإجراءات تتم وفق الأصول القانونية وضمن أعلى معايير العدالة.

كما دعت الوزارة جميع الجهات الرسمية والمدنية، وكل من يمتلك معلومات ذات صلة إلى التعاون مع لجنة التحقيق، بما يسهم في تسليط الضوء على مصير الأطفال وضمان حقوقهم.

وأكدت الوزارة أن حماية حقوق الأطفال من أبناء المعتقلين والمعتقلات مسؤولية وطنية وأخلاقية، مشددة على التزامها الكامل ببذل كل الجهود الممكنة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات مستقبلاً.

2025-07-02Ali Ghaddarسابق انفجار مجهول السبب في بلدة جبرين شرق حماة انظر ايضاً انفجار مجهول السبب في بلدة جبرين شرق حماة



آخر الأخبار 2025-07-02السكاف والعلي يبحثان إصلاح هيكلية وزارة الصحة السورية 2025-07-02صناعيون سوريون يطالبون الأردن بفتح الأسواق لمنتجاتهم 2025-07-02نتائج مخيبة تُنهي مشوار أنسيلمي مع بورتو 2025-07-02ألمانيا تدعم مبادرة “غذاء من أوكرانيا لسوريا” بثلاثة ملايين يورو إضافية 2025-07-02دليل إحصائي جديد لتحسين جودة البيانات في سوريا 2025-07-02تشيلسي يتعاقد مع البرازيلي بيدرو 2025-07-02“تكافل الشام” تكرم مبادرات شبابية في حلب 2025-07-02انطلاق المعرض التركي بدمشق: تقنيات نسيج حديثة وشراكات واعدة 2025-07-02بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وسيادة القانون في سوريا 2025-07-02الكرامة والوحدة وأهلي حلب وحطين إلى بلاي أوف الدوري الممتاز

صور من سورية منوعات دراسة حديثة: القيلولة الطويلة قد تزيد خطر الوفاة 2025-07-02 ما هي الكوارث التي ينذر بها التغير المناخي العالم؟ 2025-07-02
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • اكتئاب زفيريف يفتح ملف الصحة النفسية للاعبين!
  • الأصفاد المخملية دراما تركية تجمع بين الجمال وصراع البقاء.. وجليل نالجكان أبرز المنضمين
  • ميلة.. تفكيك ورشة سرية لصنع وتقليد مستحضرات التجميل بواد سقان
  • البحث العلمي تهنئ الدكتورة منى النعا لانتخابها رئيسا للجنة المالية بمركز السنكروترون SESAME
  • تدخل السلطات المحلية لإنهاء رعب مختل عقلي بدوار السهيب ونقله إلى مستشفى الأمراض النفسية :
  • مستشارة أسرية: عمليات التجميل قد تصبح إدمانا  
  • مستشفى النفسية بجامعة أسيوط تنظم اليوم العلمي الرابع للتمريض
  • الشؤون الاجتماعية تفتح ملف الأطفال المفقودين زمن النظام البائد
  • الدكتورة رانيا المشاط: الدول النامية والأقل نموًا تتحمل العبء الأكبر من أزمة الديون العالمية مما يتسبب في اتساع فجوات التنمية
  • شراكة لدعم الصحة النفسية بالذكاء الاصطناعي