ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والتي دار موضوعها حول "اللغة العربية وهوية الأمة الإسلامية".

وقال العواري، لقد شرفت اللغة العربية بنزول القرآن بها، فنالت العربية شرف المُنزَل بها، وأكرم الله أمة العرب بأن جعل معجزة النبي الخاتم بلسانها وهو شرف ما بعده شرف، وتكريم ما بعده تكريم، لذلك فاللغة العربية هوية الأمة، فلقد بيَّن ذلك النبي للأمة داعياً إياها إلى التمسك بكتاب ربها الذي أنزله بلسانها، فقوة الأمة في التمسك بهذا الكتاب والحفاظ على لغتها وعدم التهاون فيها تعليماً وتعلماً، ومذاكرةً ومدارسةً ونشراً لها، فلغة القرآن ثرية بمفرداتها ومعانيها، فعلينا التمسك بهذا الشرف وإلا فالعواقب وخيمة.

وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أهمية الحفاظ على اللغة والقرآن الكريم، لأنه تمسك بحبل الله المتين، الذي يحقق استقرارا للمجتمعات، وسلامة في الهوية وبقاءً للأوطان، لأن الأعداء يعملون جاهدين على محو هذه الثوابت وطمس ملامح هذه الهوية حتى تصبح الأمة لقمة مستساغة ينقض عليها الأعداء، فيستولوا على أوطانها ومقدراتها، وعندها لا ينفع الندم، مبينًا أن تعلم اللغات الأخرى على حساب هويتنا المتمثلة في اللغة العربية، يعد تغريبًا للأجيال وطمس لهويتنا الراسخة، لأنه بضياع اللغة العربية سيضيع معها كل شيء.

وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أن هذا الشرف العظيم الذي منحها الحق سبحانه وتعالى إياه، يحفظ على الأمة كرامتها وسيادتها وعزتها، الشرف الذي رقى بها، فصارت بالقرآن الذي نزل بلُغتها قائدة للأمم وأهلا للحضارة، أفلم يعوا ما ذكرهم به ربهم في القرآن حيث يقول: ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾، تعبير بالعظمة، فالمنزل عظيم، والقرآن الذي نزل عظيم، فنالت العربية هذا الشرف ونالته الأمة أيضاً، كتاب فيه شرفكم وعزكم، وسيادتكم وتقدمكم، وعوامل بقائكم، أفلا تعقلون؟. 

وأضاف خطيب الجامع الأزهر، أن اللغة العربية هي لسان وليست عرقا أو جنسا، بها فتحت آفاق رحبة وأبواب فسيحة لكل الأعراق والأجناس ممن طبقوا الإسلام ديناً، فأصبحت العربية لسان من يتكلم بها. فكل من يتقن لسانها فهو عربي، فنجد العباقرة من العلماء مثل سيبويه والجرجاني والزمخشري وغيرهم من العجم الذين صاروا بإتقان اللسان عرباً، فلغة القرآن لغة الأمة وليست بلغة جنس فقط، أكرمها الله بكتاب انصهرت فيه جميع الأجناس والأعراق، وصارت أمة الإسلام بهذا اللسان وهذا الكتاب، أمة واحدة يقول تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.

وفي ختام الخطبة دعا عضو مجمع البحوث الإسلامية الأمة العربية إلى أن تفيق من غفلتها وأن تتمسك بهويتها المتمثلة في القرآن الكريم ولغتها العربية، وأن تعي ما فيه من الدروس والعبر، يقول تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، حتى تتمكن من مواجهة التحديات التي تواجهها من كل جانب، محذرًا من تراجع وظيفة القرآن في مجتمعاتنا وإهمال منزلته، والتشبث بالقشور وعدم ترك مساحة للعقل ليمعن النظر والتأمل الصادق، حتى يحقق للأمة الخيرية التي أرادها الله لها، خير أمة أخرجت للناس.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطبة الجمعة اللغة العربية الجامع الأزهر مجمع البحوث الإسلامية معجزة النبي المزيد اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

«جني» الأولى على الإعدادية الأزهرية مكفوفين بالشرقية حلمي أكون دكتورة في جامعة الأزهر

لم تكن الإعاقة سببا فى وقف مسيرة الطالبة «جني» وعدم تحقيق حلمها، لكنها تحدت الصعاب، واجتهدت فى دراستها حتى حصلت على المركز الأول على مستوى محافظة الشرقية فى الشهادة الإعدادية للمكفوفين، حفظت القرأن الكريم منذ نعومة أظافرها.

وأوضحت الطالبة جني فى تصريحات خاصه لـ «الأسبوع» أنا جنى محمد جمال على النجار ( من ذوى الهمم)ابنة قرية بحطيط التابعة لمركز أبوحماد بالشرقية، ومقيدة بمعهد المراسي الإعدادي الثانوي التابع لإدارة أبوحماد الأزهرية، حصلت على مجموع ٤٦٨ من ٤٧٠، وكان ترتيبي فى المركز الأول على مستوى محافظة الشرقية، واتصل بي الدكتور السيد الجنيدى رئيس أزهر الشرقية وقام بتهنئتني بنجاحي وترتيبي ضمن أوائل الشهادة الإعدادية الأزهرية بالشرقية.

وأكدت الطالبة «جني» حرصت على حفظ القرأن الكريم منذ صغرى، وأذاكر دروسي أول بأول وأحرص على صلاة الفجر والتوجه إلى المعهد الديني للاستماع لشرح معلمي الأزهر، كما أواظب على مذاكرة دروسي، ودرست القرآن الكريم بأحكامه وأدرس حاليا ادرس القراءات والمقامات الصوتية، واسمع القرآن عبر المصحف الناطق.

وأشارت «جني» كان لوالدى ووالدتى دور كبير فى تفوقي من خلال توفير كل الامكانيات التى احتاج اليها واحضار محفظ القرأن الكريم، ودعمي من خلال الحث على المذاكرة، ولوالدتي دور كبير فى حفظي للقرأن الكريم، ومعلمي بالمعهد وقفوا بجانبي وكانوا سببا فى تفوقي ونجاحى.

وأوضحت الطالبة «جني» الحمد لله على النجاح والتفوق وحصولي على أعلى الدرجات، وبإذن الله سأكمل مشوارى لتحقيق حلمي وهو تعيني معيدة بجامعة الأزهر لنشر الفكر الوسطى المستنير وتعليم القرأن الكريم، وعندى أمنية أتمني أن تتحقق وهي مقابلة فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.

وقال محمد جمال والد الطالبة «جني » كريمتي كان لديها الاصرار والعزيمة على التفوق والنجاح والحصول على أعلي الدرجات من خلال حرصها على مذاكرة دروسها وحفظ القرأن الكريم، والحمد لله كلل الله جهدها بالنجاح والتفوق وأصبحت من أوائل الشهادة الإعدادية الأزهرية محافظة الشرقية.

وقالت سمر مسلم والدة الطالبة جني" كريمتي نموذج للإصرار والعزيمة والتحدى، تقضي وقتها فى تلاوة القرآن الكريم وتعليم القرآن لأخواتها وأبناء الجيران ونتمني لها التوفيق والسداد.

مقالات مشابهة

  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف
  • محمود الهواري خطيبًا.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر
  • «جني» الأولى على الإعدادية الأزهرية مكفوفين بالشرقية حلمي أكون دكتورة في جامعة الأزهر
  • «سلمي وائل».. الأولى على الشرقية بالثانوية الأزهرية: حفظ القرآن سر تفوقي وحلمي الطب
  • وكيل الأزهر يعتمد نتيجة الدور الأول لشهادات القراءات 2025
  • أحمد الأشعل يكتب: العرب وتحدي البقاء
  • علي جمعة: المذاهب الفقهية كانت موجودة على عهد النبي
  • احتجاجات أميركا في عيون العرب.. ما الذي يحدث في لوس أنجلوس؟
  • بعد تصريحات ليلى طاهر.. رأي الأزهر والإفتاء في فرضية الحجاب