خطيب الجامع الأزهر: أكرم الله أمة العرب وجعل معجزة النبي بلسانها
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والتي دار موضوعها حول "اللغة العربية وهوية الأمة الإسلامية".
وقال العواري، لقد شرفت اللغة العربية بنزول القرآن بها، فنالت العربية شرف المُنزَل بها، وأكرم الله أمة العرب بأن جعل معجزة النبي الخاتم بلسانها وهو شرف ما بعده شرف، وتكريم ما بعده تكريم، لذلك فاللغة العربية هوية الأمة، فلقد بيَّن ذلك النبي للأمة داعياً إياها إلى التمسك بكتاب ربها الذي أنزله بلسانها، فقوة الأمة في التمسك بهذا الكتاب والحفاظ على لغتها وعدم التهاون فيها تعليماً وتعلماً، ومذاكرةً ومدارسةً ونشراً لها، فلغة القرآن ثرية بمفرداتها ومعانيها، فعلينا التمسك بهذا الشرف وإلا فالعواقب وخيمة.
وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أهمية الحفاظ على اللغة والقرآن الكريم، لأنه تمسك بحبل الله المتين، الذي يحقق استقرارا للمجتمعات، وسلامة في الهوية وبقاءً للأوطان، لأن الأعداء يعملون جاهدين على محو هذه الثوابت وطمس ملامح هذه الهوية حتى تصبح الأمة لقمة مستساغة ينقض عليها الأعداء، فيستولوا على أوطانها ومقدراتها، وعندها لا ينفع الندم، مبينًا أن تعلم اللغات الأخرى على حساب هويتنا المتمثلة في اللغة العربية، يعد تغريبًا للأجيال وطمس لهويتنا الراسخة، لأنه بضياع اللغة العربية سيضيع معها كل شيء.
وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أن هذا الشرف العظيم الذي منحها الحق سبحانه وتعالى إياه، يحفظ على الأمة كرامتها وسيادتها وعزتها، الشرف الذي رقى بها، فصارت بالقرآن الذي نزل بلُغتها قائدة للأمم وأهلا للحضارة، أفلم يعوا ما ذكرهم به ربهم في القرآن حيث يقول: ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾، تعبير بالعظمة، فالمنزل عظيم، والقرآن الذي نزل عظيم، فنالت العربية هذا الشرف ونالته الأمة أيضاً، كتاب فيه شرفكم وعزكم، وسيادتكم وتقدمكم، وعوامل بقائكم، أفلا تعقلون؟.
وأضاف خطيب الجامع الأزهر، أن اللغة العربية هي لسان وليست عرقا أو جنسا، بها فتحت آفاق رحبة وأبواب فسيحة لكل الأعراق والأجناس ممن طبقوا الإسلام ديناً، فأصبحت العربية لسان من يتكلم بها. فكل من يتقن لسانها فهو عربي، فنجد العباقرة من العلماء مثل سيبويه والجرجاني والزمخشري وغيرهم من العجم الذين صاروا بإتقان اللسان عرباً، فلغة القرآن لغة الأمة وليست بلغة جنس فقط، أكرمها الله بكتاب انصهرت فيه جميع الأجناس والأعراق، وصارت أمة الإسلام بهذا اللسان وهذا الكتاب، أمة واحدة يقول تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.
وفي ختام الخطبة دعا عضو مجمع البحوث الإسلامية الأمة العربية إلى أن تفيق من غفلتها وأن تتمسك بهويتها المتمثلة في القرآن الكريم ولغتها العربية، وأن تعي ما فيه من الدروس والعبر، يقول تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، حتى تتمكن من مواجهة التحديات التي تواجهها من كل جانب، محذرًا من تراجع وظيفة القرآن في مجتمعاتنا وإهمال منزلته، والتشبث بالقشور وعدم ترك مساحة للعقل ليمعن النظر والتأمل الصادق، حتى يحقق للأمة الخيرية التي أرادها الله لها، خير أمة أخرجت للناس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطبة الجمعة اللغة العربية الجامع الأزهر مجمع البحوث الإسلامية معجزة النبي المزيد اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
نفسي أقابل شيخ الأزهر.. «محمد رضا»الثالث علي الجمهورية فى الثانوية الأزهرية بالشرقية يكشف سر تفوقه
لم تكن الإعاقة سببا فى وقف مسيرة الطالب «محمدرضا» وعدم تحقيق حلمه، تحدي الصعاب وأنار الله بصيرته، واجتهد فى دراسته حتى حصل على المركز الثالث على مستوى الجمهورية فى الشهادة الثانوية الأزهرية للمكفوفين.
يقول الطالب محمد رضا الشحات فى تصريحات خاصه لـ «الأسبوع» أنا محمد رضا الشحات ( من ذوى الهمم)ابن قرية انشاص الرمل التابعة لمركز بلبيس بالشرقية، ومقيد بمعهد انشاص الرمل الإعدادي الثانوي، حصلت على مجموع ٥٠٩ بنسبة ٩٢.٥٥٪، وكان ترتيبي فى المركز الثالث على مستوى الجمهورية.
ويضيف حرصت على حفظ القرأن الكريم منذ صغرى، وأذاكر دروسي أول بأول وأحرص على صلاة الفجر والتوجه إلى المعهد الديني للاستماع لشرح معلمي الأزهر، كما أواظب على مذاكرة دروسي، ودرست القرآن الكريم بأحكامه وأدرس حاليا أدرس القراءات والمقامات الصوتية، وحصلت على الاجازة لحفظ وتلاوة القرآن الكريم، والقرآن سر تفوقي.
وأشار «محمد» كان لوالدى دور كبير فى تفوقي من خلال توفير كل الامكانيات التى احتاج اليها واحضار محفظ القرأن الكريم، ودعمي من خلال الحث على المذاكرة، ولوالدي دور كبير فى حفظي للقرأن الكريم، ومعلمي بالمعهد وقفوا بجانبي وكانوا سببا فى تفوقي ونجاحى.
وأوضح «محمد» الحمد لله على النجاح والتفوق وحصولي على أعلى الدرجات، وبإذن الله سأكمل مشوارى لتحقيق حلمي والتحق بكلية الدعوة الإسلامية أو أصول الدين، وأمنيتي التعين معيدا بجامعة الأزهر واكون داعية لنشر الفكر الوسطى المستنير وتعليم القرأن الكريم، وعندى أمنية أتمني أن تتحقق وهي مقابلة فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وقال رضا الشحات والد الطالب، نجلي محمد لديه الاصرار والعزيمة على التفوق والنجاح والحصول على أعلي الدرجات من خلال حرصه على مذاكرة دروسه وحفظ القرأن الكريم، والحمد لله كلل الله جهده بالنجاح والتفوق وأصبح من أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية.
وقالت أسماء رمضان والدة الطالب محمد " نجلي نموذج للإصرار والعزيمة والتحدى، يقضي وقته فى تلاوة القرآن الكريم وتعليم القرآن لأخواته وأبناء الجيران وأمامة المصلين وخطبة الجمعة، ونتمني له التوفيق والسداد.