ولا يزال السودان منسيًا
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
ولا يزال السودان منسيًا
عبد اللطيف المناوي
لا أعرف السبب الذى جعل الأزمة فى السودان منسية بهذا الشكل. منسية إعلاميًا وأمميًا وإنسانيًا. منسية لدرجة أننا لا نعرف ماذا يحدث، وإلى أين يتقدم أحد المعسكرين، وأين يسيطر الآخر. لا نعرف عدد الضحايا ولا إلى أين وصلت الحالة الإنسانية فى مناطق الصراع هناك.
هنا، لا ألوم على أحد، لا ألوم على دولة أو خبراء أو إعلام أو مراكز دراسات وأبحاث، بل هذه ظاهرة ربما يشترك العالم أجمع فيها.
طالعت، منذ أيام، خبرًا عجيبًا عما يحدث فى السودان، وهو أن البلد الذى تجمعه مع مصر حدود طويلة، وهو جزء من وادى النيل، صارت له عُملتان.. عملة تُستخدم فى الأماكن التى يسيطر عليها الجيش السودانى بقيادة عبدالفتاح البرهان، وعملة أخرى فى الأماكن التى تسيطر عليها قوات الدعم السريع بقيادة حمدان دقلو (حميدتى)!.
الحكومية السودانية أعلنت منذ فترة بدء التبديل الجزئى لعملات وطنية، إذ لم تعد الورقتان من فئتى الألف جنيه والـ 500 جنيه بطبعتيهما القديمة مجازتين فى ٧ ولايات يسيطر عليها الجيش، فى حين أن 11 ولاية تقع كليا أو جزئيا تحت سيطرة قوات الدعم السريع لن تستطيع استبدال عملاتها القديمة بالطبعات الجديدة. وبالتالى، فإن سكان الولايات الـ 11 يواجهون أزمة تمنع استبدال عملاتهم القديمة، لأنها بلا بنوك أو مصارف عاملة.
فى الشوارع والأروقة وعلى منصات التواصل صار السودانيون يتحدثون عن بلدين بالفعل. ولايات يسمونها ولايات العملة القديمة، وولايات يسمونها ولايات العملة الجديدة. هذا بالتأكيد غير تسميات أخرى لها علاقة أيضا بتقسيم البلد إلى نصفين: نصف تابع للجيش، ونصف تابع للدعم السريع. أما المواطن العادى فهو مضطر لأن يتعامل مع كل نصف وكأنه بلده، لأنه فى الواقع هو المتحكم فيه وفى حياته، ومضطر كذلك إلى التعامل مع النصف الثانى وكأنه دولة ثانية.
للأسف الشديد، تذكرت جيدًا ما حدث قبل انفصال جنوب السودان، حيث انتشر وقتها مصطلح (دولة واحدة بنظامين)، ما أدى فى النهاية إلى الانفصال وتكوين دولتين غير مستقرتين. الآن تنتشر مصطلحات أخرى عن دولتين أخريين، ولهذا تزيد مخاوفى على أن يسفر هذا الانتشار عن انفصال آخر، وكأن السودان ينتظر انفصالا آخر.
كل هذا يتم تحت نظر العالم أجمع، ولكن لا أحد يتحرك، لا أحد يقدم حلولا.. أو ربما تكون حلول الأرض انتهت، لتبقى حلول السماء.. لعلها تكون أحن على السودانيين من أهل الأرض!.
الوسومالحرب السودان العسكريين المناويالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحرب السودان العسكريين المناوي
إقرأ أيضاً:
مفضل التمرد لا يزال قائماً ويحذر من المتعاونين والخلايا النائمة
سجل المدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل زيارة للأمانة العامة لحكومة ولاية الخرطوم وكان في إستقباله والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة وذلك بحضور نائب المدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق أمن محمد عباس اللبيب ومدير هيئة أمن ولاية الخرطوم اللواء العبيد ورئيس الدائرة المتخصصة بالهيئة اللواء محمد الطيب أمبيقا ومدير الوحدة الأمنية بأمانة الحكومة العقيد صلاح الدين محمد سعيد
والي الخرطوم تقدم بالشكر للمدير العام لجهاز المخابرات العامة علي زيارته ودعمه للولاية طوال فترة الحرب كما ثمن دور الجهاز في معركة الكرامة وقدم تنويرا تناول فيه الخطط التأمينية التي اتبعتها الولاية عند تحرير المناطق المختلفة بالولاية وأنه تم تكليف لجنة من امن الولاية لإعداد خطة لتأمين الولاية وستفرغ اللجنة من عملها خلال الأيام القادمة.
كما أشار لقرار رئيس مجلس السيادة بالرقم ( ١٥٣ ) والذي قدم سند كبير للولاية خصوصاً في قضايا إخلاء العاصمة من المظاهر العسكرية وإزالة السكن العشوائي وترحيل الأجانب
كذلك تحدث السيد الوالي عن الخدمات وبشر بأن الولاية استطاعت حل مشكلة المياه ولكن تواجه الولاية مشكلة في توفير الكهرباء حيث تحتاج الولاية لأكثر من (١٣) ألف محول للقطاع السكني .
من جهته أشاد مدير جهاز المخابرات العامة بمواقف والي الخرطوم الصلبة منذ إندلاع الحرب وأوضح ان الغرض الأساسي من زيارته هو الوقوف على الترتيبات الجارية في تهيئة بيئة عمل جهاز المخابرات والعمل على تطوير مقدراته وقال إنه لمس التحسن المستمر في العاصمة كما أن العديد من المناطق صارت تنعم بالخدمات ودعا لمزيد من الاهتمام بقضايا البيئة واستكمال بقية الخدمات وطالب مفضل بأخذ الحيطة والحذر فالتمرد لايزال قائما بنشاط المتعاونين مع المليشيا والخلايا النائمة لافتاً لأهمية رتق النسيج الاجتماعي ونبذ خطاب الكراهية وذلك من خلال المناشط المشتركة مع أهل الفن والثقافة بما يخدم القضايا الوطنية وان جهاز المخابرات جاهز ليكون شريكاً في هذا المجال.
Promotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/09 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة الموت يغيب الإعلامي الشاب محمد محمود حسكا2025/12/09 مصنع الوثائق الثبوتية والهجرية الإلكترونية .. البدء الفوري في أعمال النظافة والصيانة والتأهيل2025/12/09 جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية تعقد امتحانات شهادة حفظ القرآن الكريم2025/12/09 القضارف تستضيف ورشة مناقشة مشروع القانون الإطاري للإدارة الأهلية بالسودان2025/12/09 بادي يستقبل قائد متحرك دانفوديو المشارك في الخطوط الامامية2025/12/08 420 مليون دولار منحة من بنك التنمية الأفريقي ومبلغ إضافي جديد لمشروعات السودان2025/12/08شاهد أيضاً إغلاق سياسية وزير الصحة يلتقي سفير ايران بالسودان 2025/12/08الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن