شهد العالم في السنوات الأخيرة تحولًا جذريًا في كيفية إدارة الأموال والخدمات المالية، حيث لعبت التقنيات المالية (FinTech) دورًا حيويًا في إعادة تشكيل النظام المالي التقليدي.

هذا التحول لم يقتصر على المؤسسات المالية الكبرى، بل أثر أيضًا على الأفراد والشركات الصغيرة، مما أحدث ثورة في طريقة التعامل مع المال والخدمات المصرفية.

التقنيات المالية (FinTech) وتحول النظام المالي: الثورة الرقمية في القطاع المالي ما هي التقنيات المالية (FinTech)؟

التقنيات المالية، أو "FinTech"، تشير إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة لتقديم خدمات مالية مبتكرة. تشمل هذه التقنيات مجموعة واسعة من الحلول، مثل تطبيقات الدفع عبر الهواتف الذكية، ومنصات الإقراض عبر الإنترنت، والعملات الرقمية، وتقنيات البلوك تشين (Blockchain)، والذكاء الاصطناعي في التحليل المالي.

أثر FinTech على النظام المالي

1. سهولة الوصول إلى الخدمات المالية:
  - وفرت FinTech إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية لأعداد كبيرة من السكان غير المخدومين بنكيًا، خاصة في المناطق النائية.
  - تطبيقات مثل المحافظ الرقمية والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول تساعد على تضمين المزيد من الأفراد في النظام المالي.

2. تعزيز الكفاءة:
  - تعمل التكنولوجيا على تقليل التكاليف التشغيلية وتسريع العمليات المالية.
  - على سبيل المثال، يمكن لمنصات الإقراض الرقمي معالجة القروض في غضون دقائق، مقارنة بالأيام أو الأسابيع التي تستغرقها المؤسسات التقليدية.

3. ابتكار منتجات وخدمات جديدة:
  - أتاح FinTech ظهور خدمات مالية مبتكرة مثل التمويل الجماعي (Crowdfunding)، والتأمين الرقمي (InsurTech)، والاستثمار الآلي (Robo-Advisors).
  - العملات الرقمية، مثل البيتكوين والإيثيريوم، فتحت آفاقًا جديدة للمدفوعات والتحويلات الدولية.

4. زيادة الأمان والشفافية:
  - تقنيات مثل البلوك تشين تضمن معاملات مالية آمنة وشفافة، مما يقلل من مخاطر الاحتيال ويعزز الثقة في النظام المالي.

5. تحدي المؤسسات المالية التقليدية:
  - أحدثت FinTech منافسة شديدة للمؤسسات التقليدية، حيث قدمت خدمات أسرع وأرخص وأكثر تخصيصًا. 
  - لتظل قادرة على المنافسة، اضطرت البنوك التقليدية إلى تبني التكنولوجيا وتقديم خدمات مبتكرة.

وزير المالية: 19.8 مليار جنيه استثمارات عقود «المشاركة مع القطاع الخاص» خلال العام المالي الماضي وزير المالية: زيادة مساهمة ودور القطاع الخاص يتصدر أولويات الإصلاح المالي والاقتصادي المرحلة المقبلة التحديات التي تواجه FinTechرغم الفوائد الكبيرة التي تقدمها، تواجه FinTech عدة تحديات:
 

1. التنظيم والقوانين:
  - مع التطور السريع للتكنولوجيا، تواجه الحكومات صعوبة في وضع أطر تنظيمية تلبي احتياجات السوق وتحمي المستهلكين.
  
2. الأمن السيبراني:
  - مع الاعتماد الكبير على التكنولوجيا، تصبح البيانات المالية عرضة للاختراقات والهجمات السيبرانية.

3. الثقة والتقبل:
  - بعض الأفراد والشركات لا يزالون مترددين في تبني هذه التقنيات بسبب قلة المعرفة أو عدم الثقة في التكنولوجيا الجديدة.

4. البنية التحتية:
  - في بعض المناطق، قد تكون البنية التحتية الرقمية غير كافية لدعم انتشار FinTech بشكل واسع.

التقنيات المالية (FinTech) وتحول النظام المالي: الثورة الرقمية في القطاع المالي مستقبل FinTech وتأثيره على الاقتصاد العالمي

يتوقع أن تستمر FinTech في تغيير مشهد النظام المالي العالمي. مع التطورات المستمرة في الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، ستكون الخدمات المالية أكثر تخصيصًا ومرونة. كما ستساهم FinTech في تعزيز الشمول المالي، وتقليل الفجوات الاقتصادية بين الدول والمجتمعات.

من جهة أخرى، يشهد العالم زيادة في التعاون بين المؤسسات التقليدية وشركات FinTech، مما يؤدي إلى مزيج من الابتكار والخبرة يساهم في تحسين تجربة العملاء.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التقنيات المالية النظام المالي بوابة الفجر موقع الفجر التقنیات المالیة النظام المالی

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الابتكار في استدامة المياه يستعرض التقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي

تواصل المملكة ترسيخ دورها الريادي العالمي في ابتكار حلول مستقبل المياه، خلال فعاليات النسخة الرابعة من مؤتمر الابتكار في استدامة المياه (IDWS 2025) في جدة، حيث ركزت جلسات وأوراق اليوم الثاني على مسارات التنفيذ العملي، وكيفية ترجمة الرؤى إلى خطوات تطبيقية تُحدث أثرًا ملموسًا في القطاع. وشدّد عدد من الخبراء والباحثين المشاركين في جلسات المؤتمر على أهمية التحوّل، وتعزيز التعاون بين القطاعات، وتوظيف البيانات كركيزة لرفع الكفاءة والشفافية في منظومة المياه، حيث قدّم نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط في شركة Jacobs برايان هارفي، ضمن جلسة بعنوان “من الندرة إلى الاستدامة.. رؤى لمستقبل آمن مائيًا”، رؤية إستراتيجية للتحديات العالمية في أمن المياه وتطور الحلول، بما في ذلك المشروعات العملاقة، وتقدم تقنيات التحلية، وظهور مراكز إقليمية تقود مسيرة الابتكار في قطاع المياه في أنحاء العالم. واستُشهد بمشروع نهر التايمز في المملكة المتحدة بوصفه نموذجًا عالميًا لإدارة المياه الحضرية، إذ يجمع المشروع المياه الزائدة من مصارف وشبكات الصرف في لندن وينقلها عبر نفق بطول (24) كيلومترًا لمعالجتها، مما يسهم في بيئة أنظف ومدينة أكثر صحة، لافتًا النظر إلى أن المشروع يمثل نموذجًا متقدمًا في التمويل، حيث يجمع بين استثمارات القطاعين العام والخاص مما يجسّد نهجًا رائدًا في تمويل البنى التحتية واسعة النطاق. وفي جلسة أخرى، ناقش كلٌّ من نائب الرئيس لتطوير الأعمال في أكوا باور خالد المدبل، والمدير التنفيذي لتطوير الأعمال والنمو في الشركة السعودية لشراكات المياه محمد اليوسف، الدور المتسارع للقطاع الخاص السعودي في قيادة الاستثمار العالمي في بنية المياه التحتية، ودفع عجلة الابتكار والكفاءة، مدفوعين برؤية المملكة 2030. وفي جلسة بعنوان “نماذج المدن الذكية للمياه”، ناقش المشاركون أثر الأنظمة الرقمية مثل أنظمة التحكم الإشرافي وجمع البيانات (SCADA)، والتقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في كشف التسريبات، والتوائم الرقمية، في تحسين إدارة الشبكات ورفع كفاءة التشغيل، واستعرضوا دور البيانات والتحليلات الفورية في الحد من الأعطال، وتحسين الصيانة التنبؤية، وترشيد التوزيع. وتناول نائب الرئيس الأول ورئيس الاستشارات في IBM محمد علي، قدرة الذكاء الاصطناعي على خفض تكاليف التشغيل بمليارات الدولارات وتحسين كفاءة الأصول والتنبؤ بالأعطال قبل وقوعها، مشيرًا إلى أن الشركة خفّضت التكاليف بـ (3.5) مليارات دولار من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي وإسناد (3000) وظيفة إلى موظفين رقميين، متطرقًا إلى تعاون IBM مع الهيئة السعودية للمياه في تطوير منصة H2O لإدارة أصول المياه بكفاءة أعلى. وتطرقت الجلسات إلى الاستخدام الدائري لمخرجات المياه وأنظمة المراقبة المتقدمة؛ بدءًا من إنتاج الأسمنت من الرجيع الملحي، وصولاً إلى الأساليب المعتمدة على البيانات لتحسين التشغيل، وتقديم عرض حول الأراضي الرطبة ودورها في معالجة مياه الصرف عبر طبقات من الرمال والحصى. وشهد اليوم الثاني توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين رواد القطاع، حيث وقّعت الهيئة السعودية للمياه مذكرة تعاون مع المركز السعودي للاعتماد لتعزيز تنظيم قطاع خدمات المياه ورفع جودة الأداء. ووُقّعت اتفاقية مع شركة غازكو لتحسين إدارة الرجيع الملحي وتعزيز الكفاءة التشغيلية. وأكد وكيل الرئيس للشراكات الإستراتيجية والمحتوى المحلي في الهيئة السعودية للمياه المهندس محمد آل الشيخ، أن مؤتمر الابتكار يجسد التقدم الكبير للمملكة في تطبيق حلول عالمية المستوى لمواجهة تحديات المياه، من الشراكات العابرة للقطاعات إلى مبادرات الاقتصاد الدائري، ومن إدارة المخلّفات إلى تعزيز الشفافية. ويعكس التزام المملكة بالتحوّل الفعّال وبناء مستقبل مائي يتميّز بالمرونة والقوة للجميع. وتستمر فعاليات اليوم الثالث من المؤتمر يوم غدٍ الأربعاء، حيث يتحول التركيز إلى استثمار التحديات العالمية وتحويلها إلى فرص للنمو والابتكار والمرونة طويلة المدى، مع إبراز الدور الريادي للمملكة في قيادة هذا التحول العالمي عبر حلول عملية ورؤى مستقبلية جريئة.

مقالات مشابهة

  • «أم القرى» تنشر نص الموافقة على مشروع نظام الرقابة المالية
  • دراسة جديدة تهز الأفكار التقليدية: الخصوبة لا تعتمد على ملامح الجاذبية الأنثوية
  • مشاركون في أسبوع أبوظبي المالي لـ«الاتحاد»: أبوظبي وجهة مثالية للاستثمارات والتوسعات في قطاع تكنولوجيا المال
  • أورنج مصر تفوز بجائزة الشريك الإستراتيجي الأفضل من Invest-Gate ACE Awards 2025 في تمكين التكنولوجيا داخل القطاع العقاري المصري
  • «أسبوع ابوظبي المالي» يسلط الضوء على التكنولوجيا المالية والشؤون القانونية وحل النزاعات
  • باستثمارات 70 مليون دولار.. تقنيات متقدمة وتحول رقمي في مصنع شين مين الجديد
  • مشاركون في «أسبوع أبوظبي المالي 2025» لـ«الاتحاد»: أبوظبي أنموذج عالمي في قيادة التحولات المالية
  • مؤتمر الابتكار في استدامة المياه يستعرض التقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي
  • شركة توزيع الكهرباء تعتمد أحدث التقنيات لتعزيز جودة خدماتها
  • وزير المالية يعلن عن مبادرة بشأن البضائع المتأخرة بالمنافذ