كشفت مجلة إيكونوميست البريطانية أن أوكرانيا تعكف على إعادة إحياء صناعة الصواريخ، في ظل الغموض الذي يكتنف المساعدات الخارجية مع عودة دونالد ترامب الوشيكة إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة.

وإزاء حالة عدم اليقين هذه، بدأت أوكرانيا في تنفيذ مشروع لإنتاج صاروخ أُطلق عليه "ترمبيتا" على اسم البوق الألبي الأوكراني.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إزفيستيا: كيف ستتطور الأحداث في الشرق الأوسط خلال العام المقبل؟list 2 of 2صحف عالمية: صواريخ الحوثيين تخلف آثارا عميقة على إسرائيلend of list

وليس من الصعب فهم السبب وراء هذه الخطوة الأوكرانية، فقد نقلت المجلة عن سيرهي بيريوكوف، الذي يرأس طاقم الصاروخ المكون من مهندسين متطوعين، القول: قد نخطئ هدفنا، لكننا سنحلق به (أي صاروخ ترمبيتا) على ارتفاع منخفض فوق الخنادق التي يحتمي فيها الروس لنجعل فرائصهم ترتعد رعبا".

مواصفات ترمبيتا

وأوردت إيكونوميست تفاصيل عن الصاروخ الجديد، حيث قالت إن محركه النفاث النبضي الطويل يحدث دويا هائلا يجفل من قوته كل من في داخل المرآب.

ولترمبيتا محرك حديث بلغت تكلفة إنتاج النسخة الوهمية المخادعة منه 200 دولار أميركي، وتصل سرعة انطلاقه 400 كلم بالساعة لمسافة 200 كلم.

وتقول المجلة البريطانية إنه يجري تطوير نسخة أكبر وأقوى تستطيع الوصول إلى موسكو. وتضيف أن مشروع "ترمبيتا" نبع من رغبة أوكرانيا في عدم التعويل على المساعدات العسكرية الأجنبية الضخمة. وهو واحد من عدة مشاريع صواريخ، تأمل البلاد أن ينعش صناعتها المحلية. ففي الحقبة السوفياتية، كانت أوكرانيا رائدة على نطاق العالم في مجال الابتكارات المتعلقة بالفضاء والصواريخ.

إعلان

لكن هذا التقليد العريق توقف في عام 1994 بسبب مذكرة بودابست، التي شهدت تخلي أوكرانيا عن صواريخها الباليستية النووية العابرة للقارات مقابل ما تبين بعدها أنها ضمانات أمنية عديمة الجدوى. وقد عانت المحاولات اللاحقة لإحياء الصناعة من الفساد، وإفلاس الحكومة، وتسلل الروس، والافتقار إلى الإرادة السياسية، طبقا لتقرير المجلة.

اللحاق بالركب

بيد أن أوكرانيا تحاول الآن اللحاق بالركب، في خضم الحرب التي تخوض غمارها ضد روسيا. ورغم أن أوكرانيا لا تملك سوى عدد محدود من صواريخ "أتاكمز" الأميركية التكتيكية بعيدة المدى، وصواريخ "ظل العاصفة" (Storm Shadow)، جو-أرض البريطانية-الفرنسية البعيدة المدى، فإنها استطاعت، ضرب أهداف روسية قريبة من خطوط المواجهة.

وبحسب المجلة، فقد أتاح ذلك لروسيا العمل في أمان نسبي على بعد 30 كلم خلف الجبهة، بينما كانت تقصف أوكرانيا بأكملها بصواريخ من إنتاج مصانعها، والتي تأتي في المرتبة الثانية بعد تلك التي تنتجها أميركا وربما الصين.

صواريخ هجينة ومسيرات

وذكرت أن هناك هجينا من بضعة صواريخ جديدة وطائرات قتالية مسيرة جاهزة للطيران بالفعل، ويمكن أن تنضم إليها عشرات المشاريع الأخرى الأصغر حجما.

ومن أبرزها صاروخ "نيبتون" بعيد المدى معدل من السلاح المضاد للسفن الذي أغرق، في عام 2022، الطراد "موسكفا" الذي يعد أسطورة أسطول البحر الأسود الروسي، وصاروخ "هريم 2" الباليستي التكتيكي (المعروف أيضا باسم سابسان)، وهو قيد التطوير في مصنع بيفدنماش في دنيبرو جنوب شرقي أوكرانيا.

ولفتت المجلة إلى أن تفاصيل برنامج الصواريخ الأوكرانية تخضع لحراسة مشددة، ولسبب وجيه هو أن روسيا تستهدف بلا هوادة منشآت لصناعة الصواريخ، وقد قتلت وأحدثت عاهات في مئات من العمال.

وقد أحدث برنامج إنتاج الصواريخ في زمن وجيز نقلة في علم الصواريخ، بأن نقل بعض عمليات تجميع قطعها إلى مخابئ محمية، في حين أن إنتاج المكونات منتشر في مئات المواقع المخفية وغير الملحوظة، مثل المرآب الذي يحمي ترمبيتا.

إعلان

التمويل

وهناك مشكلة أخرى تعاني منها هذه الصناعة وهي التمويل، فالحكومة الأوكرانية تدعم إنتاج أي صاروخ أثبت قدرته على الطيران، وتقدم للمصنعين من القطاع الخاص نفس هامش الربح الأقصى البالغ 25% الذي تمنحه لمنتجي الطائرات المسيرة.

لكن إيكونوميست ترى أن على مُصنعي تلك الصواريخ المخاطرة باستثمار مبالغ كبيرة من أموالهم الخاصة لانطلاق تلك المشاريع، مضيفة أن المهمة الأصعب هي التوسع في الإنتاج الصناعي، بجمع الأموال اللازمة، وشراء المعدات الحساسة من الخارج وتوفير الأمن.

وتعتقد أن أوكرانيا تختلف، في هذا الصدد، عن المجمع العسكري الذي تقوده الدولة الروسية، ناقلة عن أحد المطلعين على الصناعة العسكرية، القول إن "الشيطان يكمن دوما في التنفيذ".

شراكات للتصنيع

وتقترح المجلة أن تقيم أوكرانيا شراكات جديدة مع حلفاء غربيين لأنها الوسيلة الفضلى للتوسع، منبهة إلى أن بعض الدول الغربية ليست على استعداد لمشاركة خبراتها ومعداتها وتخشى المخاطرة، إلا أن بعضها -مثل الدانمارك وبريطانيا- على العكس من ذلك.

وتنسب إلى مسؤول أمني رفيع المستوى -لم تذكر اسمه- القول إنه لا يفصل بينها وبين إنتاج صواريخ بالأعداد والمدى والقدرات التي من شأنها أن تهدد روسيا بشكل خطير، سوى أقل من عام واحد.

ومع ذلك، إذا امتنع دونالد ترامب، بعد توليه منصبه الشهر المقبل، عن تقديم مساعدات لأوكرانيا، وإذا حذا آخرون من حلفائه الغربيين حذوه، فإن ذلك "قد يقلل الإمدادات المحدودة بالفعل من الصواريخ الغربية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات أن أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

إنتاج السماد العضوي من المخلفات النباتية والحيوانية.. تفاصيل اتفاقية بين الزراعة والعربية للتصنيع

شهد اللواء أ.ح مهندس مختار عبد اللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع، وعلاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، توقيع عقد إتفاق لإنتاج السماد العضوي من المخلفات النباتية والحيوانية، بين الشركة العربية البريطانية للصناعات الديناميكية إحدى شركات الهيئة ABD ومركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة. 

شارك بالحضور، كل من  اللواء مهندس عبد الرحمن عبد العظيم عثمان مدير عام الهيئة العربية للتصنيع، ودكتور مهندس خالد شكري مستشار رئيس مجلس إدارة الهيئة للصناعات الكيميائية واللواء ياسر عطية رئيس مجلس إدارة الشركة العربية البريطانية للصناعات ABD الديناميكية، والدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية

في هذا الإطار، أعرب اللواء أ.ح مهندس "مختار عبد اللطيف" عن تقديره واعتزازه  بالتعاون  البناء والمستمر مع وزارة الزراعة في العديد من المجالات الصناعية  ومنها مشروعات التصنيع الزراعي  والميكنة الزراعية  وطرق الري الحديثة الموفرة للمياه و حماية البيئة وغيرها من مجالات التصنيع الزراعي المتعددة، مؤكدا على اهتمام الهيئة العربية للتصنيع بتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي باستغلال القدرات والإمكانيات التصنيعية الوطنية  وتعظيم شعار (صنع في مصر).

وأكد "عبد اللطيف" على  أهمية استثمار الموارد الطبيعية لتحقيق الاستدامة البيئية مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة لسكان المناطق الريفية، لافتا إلى أن تكنولوجيا البيوجاز تهدف  الى إعادة استخدام المخلفات العضوية (النباتية والحيوانية )بطريقة اقتصادية وآمنة صحيا لإنتاج طاقة جديدة متجددة بإنتاج منتجات ذات قيمة إقتصادية، والتخلص الآمن منها، من خلال تصنيعها وخلق قيمة مضافة. 

العديد من المشروعات الصديقة للبيئة

وفي سياق متصل، أكد اللواء أ.ح مهندس مختار عبد اللطيف على حرص الهيئة العربية للتصنيع على تعزيز التعاون مع وزارة  الزراعة  ومختلف الشركات من القطاع الحكومي والخاص ومراكز الأبحاث العلمية لتنفيذ العديد من المشروعات الصديقة للبيئة لتلبية احتياجات السوق المحلي بأسعار تنافسية من مختلف المنتجات المتوافقة مع البيئة النظيفة وتتمتع بمعايير الجودة العالمية.

وفي كلمته خلال مراسم التوقيع وجه علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الشكر الى اللواء أ. ح مهندس "مختار عبد اللطيف" رئيس الهيئة العربية للتصنيع على التعاون المثمر والبناء في كافة الملفات المشتركة بين الوزارة والهيئة، مشيرًا إلى أن هناك تعاون كبير بين الهيئة والوزارة في عدد كبير من المجالات ذات الاهتمام المشترك، والتي تهدف جميعها في دعم جهود التنمية المستدامة في مصر، وذلك بإعتبار الهيئة صرحا عظيما نعتز به جميعا كمصريين.

وأكد "فاروق" أن هذا التعاون هو أمر حتمي للنهوض بالزراعة المصرية، وتمكين الصناعة المحلية، مشددا على تقديم كل الدعم المطلوب من وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية،  للتوسع في  مجال مشروعات  التصنيع الزراعي وحماية البيئة، وذلك تنفيذا لتكليفات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتوطين الصناعات التي يتم استيرداها من الخارج لتوفير العملة الصعبة للبلاد والحد من فاتورة الاستيراد من الخارج.

ووجه وزير الزراعة قيادات الوزارة إلى  إزالة اي عقبات أمام الشراكة مع الهيئة العربية للتصنيع على أن يتم البدء فورا في تنفيذ الإتفاق، مؤكدا على أهمية التصنيع الزراعي في تحقيق قيمة مضافة للناتج القومي وتوفير فرص عمل وفتح آفاق جديدة للتصدير تسهم في جلب العملة الصعبة لمصر. 

طباعة شارك العربية للتصنيع الزراعة السماد العضوي المخلفات النباتية التصنيع الصناعات توطين الصناعات

مقالات مشابهة

  • صواريخ غزة تكشف ثغرات منظومات حماية الدبابات الإسرائيلية
  • وزارة الإنتاج الحربى تنظم زيارة للجنة الصناعة بمجلس النواب لمصنع إنتاج وإصلاح المدرعات
  • الإنتاج الحربي تنظم زيارة لأعضاء بمجلس النواب لمصنع إنتاج وإصلاح المدرعات
  • استهدفت كييف.. أوكرانيا تُسقط 6 صواريخ و245 مسيّرة روسية
  • ليلة من الرعب في أوكرانيا | صواريخ وطائرات مسيرة تقصف العاصمة كييف
  • الجزائر تطيح بالجنرال الذي أغضب فرنسا… تفاصيل
  • صور فضائية تكشف حجم "الكارثة التي أغضبت زعيم كوريا الشمالية"
  • حوافز للإنتاج والتصدير.. تفاصيل برنامج حوافز صناعة السيارات الجديد
  • إنتاج السماد العضوي من المخلفات النباتية والحيوانية.. تفاصيل اتفاقية بين الزراعة والعربية للتصنيع
  • القبة الذهبية برنامج صواريخ أميركي يذكر بحرب النجوم