يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:

فرضت جماعة الحوثي المسلحة، يوم الاثنين، التعبئة العامة في مناطق سيطرتها. فيما قالت إنه استعداد لمعركة فاصلة خلال الأسابيع-حسبما أفادت مصادر داخل الحركة لـ”يمن مونيتور”.

وقال مسؤول في الجماعة إن زعيم الحوثيين “عبدالملك الحوثي” وجه خطاباً داخلياً للأعضاء الأسبوع الماضي يشير إلى خطورة المرحلة القادة في تاريخ الحركة مع مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والاحتشاد الأمريكي والأوروبي في البحر الأحمر.

وأشار عبدالملك الحوثي في خطابه الداخلي إلى أن “حجم المؤامرة خطير جداً على اليمن خلال العام القادم، ونعد العُدة والعتاد لمواجهة الاحتلال الصهيوني والأمريكي”.

ولفت الحوثي إلى ما يحدث في سوريا متحدثاً عن سقوط بشار الأسد بالقول إن الزعيم السوري المخلوع كان “بالاسم فقط ضمن محور المقاومة وأن عليكم عدم الزعل (التضايق) من سقوطه فسقوطه وبقاءه كان سواء”.

ودعا زعيم الجماعة الأعضاء إلى اليقظة الأمنية، وبث الحماس بين اليمنيين استعداداً لمعركة فاصلة مع “الاحتلال وعملائهم في اليمن”-حسب تعبيره. مشيراً إلى التهديدات بالسيطرة على الحديدة والتحركات العسكرية الأمريكية هناك.

حصري- القادة السعوديون والإماراتيون يضغطون لتشكيل سياسة الولايات المتحدة بشأن اليمن ما وراء عودة التصعيد الحوثي في مختلف الجبهات؟ ( تقرير خاص ) 

وبدأ الحوثيون بالفعل منذ سقوط الأسد الاستعدادات، في مدارس الثانوية في معظم القرى الواقعة تحت سيطرتهم، وفي الجامعات والمؤسسات الحكومية، بدأت الحركة المسلحة عمليات تدريب واسعة النطاق في إطار التعبئة العامة.

وقال مسؤول ثان في الجماعة لـ”يمن مونيتور”: إن التعبئة العامة في كل مكان استعداد للتعامل مع الهجمات الإسرائيلية وأي تحرك عسكري ميداني محلي.

تشير وثيقة إلى أن جماعة الحوثي وجهت المستشفيات وبنوك الدم في مناطق سيطرتها إلى رفع الجاهزية “تحسباً لأي طارئ (..) مع العدوان الإسرائيلي الغاشم”.

وتوعد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء جماعة الحوثي بضربات قوية.

ويوم الثلاثاء، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس باستهداف قيادة الحوثيين في صنعاء وجميع أنحاء اليمن. بالتزامن مع ما قالت وسائل إعلام عبرية إن إسرائيل تستعد لشن هجوم واسع على البنية التحتية لجماعة الحوثي في اليمن، يأتي ذلك بعد تهديدات من قادة الاحتلال خلال اليومين الماضيين بالتزامن مع هجمات للحوثيين على تل أبيب أدت إلى جرحى بين المستوطنين.

كثف الحوثيون هجماتهم على اسرائيل- جرافيك يمن مونيتور استعدادات عسكرية 

ويخشى الحوثيون من أن يتحول نموذج الثورة السورية إلى مصدر إلهام للحكومة المعترف بها دولياً والقبائل اليمنية في مناطق سيطرتهم.

وعزز الحوثيون وجود قواتهم في معظم جبهات القتال الرئيسية في تعز ومأرب والحديدة وحجة.

وعقب سقوط الأسد، قال عبدالملك الحوثي  إن جماعته دربت مئات الآلاف لقتال أي “طرف يستهدف جماعته خدمةً لما أسماه “أمريكا وإسرائيل”. فيما قال عمه عبدالكريم الحوثي إنها “أخطر مرحلة” في تاريخ الحركة.

حصري- الحوثيون يتحفزون لمواجهة زلزال سقوط الأسد السوري بتقديم التنازلات للخارج هل يستغل اليمنيون التحوّلات الإقليمية لاستعادة الدولة؟ حصري- القوات تحتشد.. استعدادات عودة الحرب إلى الحديدة

وقال الباحث صاوميل راماني المتخصص في المنطقة، إن “سقوط بشار الأسد يخلف تأثيرات كبيرة في اليمن، بالنسبة لأنصار الحوثيين فإن خسارة الأسد ضربة لمحور المقاومة، بالنسبة لمنتقديهم في صنعاء، فإن هذا يمثل بارقة أمل لثورة في شمال اليمن”.

وفشل الحوثيون خلال سنوات حكمهم في الإدارة والحوكمة. أعلن الحوثيون في يوليو/تموز عن حكومة جديدة بعد عام من تبني زعيمها رؤية “التغيير الجذري”، لمواجهة الفشل والفساد المتفشي في مؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرة الجماعة لكن لم يحدث شيء ترتفع الجبايات ويزداد القمع بشكل مفرط. اعتقل الآلاف خلال سبتمبر/أيلول الماضي بسبب محاولتهم الاحتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر التي أسقطت حكم الإمامة في اليمن وأعلنت الجمهورية.

يزيد ذلك من مخاوف الحوثيين من تحركات في مناطق سيطرتهم. وتداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي توجيه جهاز مخابرات الحوثيين دعوة لسكان المناطق الخاضعة لسيطرتهم، طلب منهم تجنّب الحديث عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي عن المواقع التي استُهدفت بضربات إسرائيلية أو أميركية. وأمرهم بالاكتفاء بالاطمئنان على أقاربهم “لأن ذلك يساعد من وصفوه بـ«العدو» في تحديد بنك أهدافه”.

يوم الأربعاء، قالت جماعة الحوثي إنها أحبطت خلية تجسس تعمل لصالح وكالة المخابرات الأمريكية “CIA” وجهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد” في مناطق سيطرتها، وإلقاء القبض على عدد من اسمتهم “الجواسيس” خلال الأيام الماضية.

وفي بيان نشرته وسائل إعلام الجماعة، قالت الأجهزة الأمنية التابعة لها إن “الجواسيس” المقبوض عليهم تم استقطابهم وتجنيدهم عبر المطلوب لديها “حميد حسين فايد مجلي”.

اغتيال قادة الجماعة

كما أن اغتيال قادة حزب الله في لبنان ما يزال يثير مخاوف الجماعة خاصة مع التهديدات الأمريكية والإسرائيلية المستمرة. وكان الحوثيون قد غيروا منظومة التواصل والاتصال والتحرك لقادة الجماعة حسب ما أفاد “يمن مونيتور” في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

واستبدل معظم القادة مرافقيهم بأشخاص من أقاربهم من الدرجة الأولى، وخفضوا انتقالاتهم إلا للضرورة، مع تلقي تعليمات موجهة من دائرة خاصة مرتبطة بزعيم الحوثيين وبعيدة عن أجهزة الدولة الحكومية أو الموازية للجماعة.

وتواجه استخبارات الاحتلال الإسرائيلي تحدياً كبيراً في اليمن مع فشلهم في الوصول إلى معلومات استخباراتية.  لذلك بدأت في افتتاح مدرسة لتعليم اللهجة اليمنية ضمن شعبة مخابرات الجيش-حسبما أفادت صحيفة معاريف العبرية.

وشن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على اليمن يوم الخميس، عبر سلسلة من الضربات ضد البنية التحتية للطاقة والموانئ، أدت إلى مقتل 9 يمنيين، في خطوة قال الاحتلال إنها رد على مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون منذ بدء العدوان الوحشي على قطاع غزة قبل 14 شهرا.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الهجمات الإسرائيلية على اليمن عبدالملك الحوثي الاحتلال الإسرائیلی جماعة الحوثی یمن مونیتور سقوط الأسد فی مناطق فی الیمن

إقرأ أيضاً:

فرنسا تطالب بمذكرة توقيف جديدة بحق الأسد بعد سقوط الحصانة عنه

طلبت النيابة العامة الفرنسية المختصة بقضايا الإرهاب، إصدار مذكرة توقيف دولية جديدة بحق رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، على خلفية تورطه في هجمات كيميائية عام 2013، وذلك بعد صدور قرار قضائي فرنسي قضى بعدم تمتع رؤساء الدول بحصانة في قضايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وكانت محكمة التمييز الفرنسية، وهي أعلى هيئة قضائية في البلاد، قد ألغت الجمعة الماضية قراراً سابقاً بإبطال مذكرة توقيف صدرت بحق الأسد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، معتبرة أن الحصانة الرئاسية لا تُطبق في حالات الجرائم الجسيمة التي ترتكب ضد الإنسانية، ما فتح الباب أمام إعادة تفعيل المسار القضائي ضده.

وفي توضيحها للطلب الجديد، أشارت النيابة العامة إلى أن سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، وتوقفه عن ممارسة مهامه وهروبه خارج البلاد، سحب منه الحصانة الشخصية المرتبطة بمنصبه، ليبقى فقط خاضعاً للحصانة الوظيفية التي لا تشمل الجرائم المرتكبة خارج نطاق المهام الرسمية.

هجمات كيميائية دامية.. وآلاف القتلى
وكان القضاء الفرنسي قد أصدر مذكرة توقيف في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 بحق الأسد، تتعلق بهجمات كيميائية وقعت في 5 و21 آب/ أغسطس 2013، في مناطق عدرا ودوما ومعضمية الشام والغوطة الشرقية بريف دمشق، وأسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص وإصابة ما لا يقل عن 450 آخرين، وفق بيانات الإدارة الأمريكية. 

وتضمنت التهم الموجهة له ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتعذيب وإخفاء قسري.

وتأتي الخطوة القضائية الجديدة بعد تراجع حجج الدفاع التي استندت في السابق إلى الحصانة الرئاسية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا لعام 1962، والتي تمنع ملاحقة رؤساء الدول أثناء توليهم مناصبهم، وهو ما لم يعد ينطبق على الأسد بعد الإطاحة به.

ويُذكر أن القضاء الفرنسي أصدر في 20 كانون الثاني/ يناير 2025، مذكرة توقيف أخرى بحق الأسد بتهمة التواطؤ في جرائم حرب، على خلفية قصف استهدف مدينة درعا عام 2017، أودى بحياة مدني سوري-فرنسي. وكانت النيابة العامة لمكافحة الإرهاب قد طالبت بإصدار المذكرة قبلها بأربعة أيام، في 16 كانون الثاني/ يناير، استناداً إلى قاعدة الولاية القضائية الخارجية، والتي تتيح للسلطات الفرنسية التحقيق في جرائم دولية يكون ضحاياها من مواطنيها أو المقيمين على أراضيها.


محاكمة محتملة.. حتى غيابياً
رغم لجوء الأسد إلى روسيا، التي ترفض تسليمه، تشير النيابة العامة الفرنسية إلى أن محاكمته ما تزال ممكنة حتى في حال غيابه، إذا ما قرر قضاة التحقيق إحالة الملف إلى القضاء بعد استكمال التحقيقات الجارية. وتعزز هذه الإمكانية وجود عدد من الضحايا وذويهم المقيمين في فرنسا، فضلاً عن التزام باريس باتفاقية مناهضة التعذيب، التي تتيح ملاحقة المتهمين بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ولو ارتُكبت خارج أراضي الدولة.

ويجدر التذكير بأن المحكمة الجنائية الدولية لا تملك صلاحية النظر في الجرائم المرتكبة في سوريا، لعدم توقيع دمشق على معاهدة روما المؤسسة للمحكمة، كما لم يصدر عن مجلس الأمن الدولي أي قرار بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة، ما يترك الملف رهناً للمبادرات الوطنية في الدول التي تسمح قوانينها بمحاكمة مرتكبي الجرائم الدولية.

وبحسب مصادر فرنسية مطلعة، فإن النيابة العامة لمكافحة الإرهاب أعادت تفعيل طلبها أمام قضاة التحقيق المتخصصين بجرائم الحرب، معتمدة على فقدان الأسد للحصانة القانونية، وعلى خطورة الجرائم الموثقة، فضلاً عن وجود أدلة وشهادات مباشرة من الضحايا أو أقاربهم داخل فرنسا.

وفي حال تمت الموافقة على إصدار مذكرة التوقيف الجديدة، فستكون هذه هي المرة الثانية التي يواجه فيها الأسد ملاحقة قضائية رسمية من القضاء الفرنسي، في سابقة قد تُمهّد الطريق لمزيد من الخطوات الدولية لمحاسبة مسؤولي النظام السوري على جرائمهم.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة منذ سقوط الأسد.. الشيباني إلى موسكو
  • ميليشيات الحوثي تحرق منزل مواطن في الجوف بعد نهب ممتلكاته وتهجير أسرته بالقوة
  • 120 ألف لاجئ سوري عادوا من الأردن إلى بلادهم منذ سقوط الأسد
  • الحوثيون يغرقون سفينة جديدة ويحتجزون طاقمها: عشرة بحّارة في قبضة الجماعة ووعيد بمزيد من الهجمات
  • فرنسا تطالب بمذكرة توقيف جديدة بحق الأسد بعد سقوط الحصانة عنه
  • في تصعيد استراتيجي.. اليمن تدخل المرحلة الرابعة من حصارها البحري لـ الاحتلال الإسرائيلي
  • سوريا تستعد لأول انتخابات برلمانية منذ سقوط الأسد
  • "باستهداف كل السفن".. جماعة الحوثي تعلن التصعيد ضد إسرائيل
  • الحوثيون يعلنون عن خطوات تصعيدية جديدة ردا على الحرب في غزة
  • اليمن.. الحكومة تطالب بموقف داخلي وخارجي لمواجهة مهزلة استمرار ضح الحوثيين عملات مزوّرة